فرويد الطبيب النمساوي وعالم النفس، صاحب النظريات النفسية المثيرة للجدل، والذي اهتم بدراسة دور الرغبة الجنسية في التأثير على الاتزان النفسي للأفراد، اهتم بدراسة السلوكيات النفسية والدوافع الجنسية للأطفال، والذي عانى من اضطهاد النازيين له حتى بلغ الأمر به أنه ترك موطنه وفر هاربًا.
سوف نتطرق في هذا المقال إلى سرد العديد من المعلومات الشيقة عنه والتي تتضمن ميلاده، وفاته، ديانته، نشأته، أهم نظرياته، وأفضل كتب علم النفس وتطوير الذات التي ألفها، نقده للدين، من أجل التعرف بشكل أوسع على مؤسس علم النفس التحليلي سيجموند فِرويد.
ولد فرويد في اليوم السادس من شهر مايو في عام 1856، في مقاطعة مورافيا النمساوية، من أب يهودي كان يعمل تاجراً للصوف، وأم يهودية تميزت بالحنان والعطف، سافر فرويد مع عائلته إلى مدينة فيينا النمساوية وهو ابن 4 أعوام، وهناك تلقى تعليمه، وأكمل حياته.
تخرج من كلية الطب بجامعة فيينا في عام 1881، ثم أسس عيادته الخاصة لعلاج الاضطرابات النفسية، وفي عام 1933 وبعد غزو الألمان النازيين للنمسا قاموا بحرق جميع كتبه، مما دعا فرويد في عام 1938 إلى الهروب من النمسا.
قد قال عن إحراق كتبه أي تقدم أحرزته؟، لو كنا في العصور الوسطى كانوا سيحرقونني، والآن قاموا بإحراق كتبي.
وضع فرويد العديد من نظريات علم النفس وكتب عن علم النفس، والتي كان لها تأثيرًا كبيرًا في العلاج النفسي، ومن أهم نظريات فرويد في التحليل النفسي ما يلي:
اهتم فِرويد اهتمامًا خاصًا بالدين وسعى طوال حياته لفهم معتقدات الدين وما يتعلق به من روحانيات، وقد ألف العديد من الكتب في هذا السياق من أشهرها كتاب “موسى والتوحيد”، وكان فرويد يرى أن الدين هو تعبير عن العصاب النفسي، والضيق، وهو الوسيلة للسيطرة على العالم الخارجي، كما أنه وسيلة للتمني والإنجاز.
على الرغم من أنه كان ملحدًا إلا أنه كان معترفًا بأهمية الدين في تشكيل هوية الإنسان، كما أنه أقر أن تراثه اليهودي هو السبب في تشكيل شخصيته، وهو الذي جعله يعادي السامية على الرغم من أن ثقافته الألمانية ولغته هي الألمانية أيضاً.
” الدين وهم يستمد قوته من حقيقة أنه يقع في رغباتنا الغريزية”.
“الدين قابل للمقارنة مع عصاب الطفولة”.
“الدين هو محاولة للحصول على السيطرة على العالم الحسي”.
على الرغم من تعلق فِرويد بالدين إلا أنه وصفه بأنه حاجة العقل اللاواعي لفرض السيطرة، ووصف الدين بأنه قاس ومتشدد، كما قال عنه أنه وهم وزيف، فقد كان فِرويد شديد الانتقاد للدين.
أولى فِرويد اهتمامًا كبيرًا لدراسة الحب، وافترض أن القدرة على الحب هي الدليل على التوافق النفسي للحب، وأن الحب والعمل هما العلامتان الأساسيتان لنضج الشخصية، وافترض أن الأمراض العصبية تأتي نتيجة العجز عن الحب، وحدد فِرويد مواصفات المجتمع السليم بأنه مجتمع يعتمد على الحب المتبادل بين الأفراد والتماسك.
كما يرى أن الحب يكمن في الحاجة إلى الانتماء، وقسم أنواع الحب إلى ما يلي:
“استمرار العلاقات يحتاج بعض الحب والاهتمام ومساحة من الثقة”.
“الحب والعمل عماد البشرية”.
“الرجل المحب لنساء كثيرات يعرف المرأة، أما الرجل المحب لامرأة واحدة يعرف الحب”.
يرى فِرويد أن الإنسان يطوي بداخله قوى عظمى من مشاعر ورغبات هي التي توجه أفعاله وتصرفاته، وهذه القوى تعرف باسم اللاوعي، وهو الذي لا يعي الشخص بوجوده، وأن هناك رقابة تحول بين الشخص ووعيه، وأن هذه القوى المكبوتة تظهر في صورة الأمراض العصبية.
أن الأحلام هي الوسيلة التي يمكن من خلالها السماح للقوى المكبوتة بالخروج، لذلك فإن جوهر الأحلام هو تلبية رغبات القوى المكبوتة، واتبع طريقة التداعي الحر وهي التي يكتشف من خلالها الصراعات اللاشعورية وقوى اللاوعي عند الشخص من خلال أحلامه.
الجدير بالذكر أن فرويد طبق هذا العلاج على نفسه ليتخلص من اضطراباته النفسية التي كان يعاني منها.
والذي يحكي فيه فرويد عن رؤيته الخاصة عن أصل الأديان ونشأتها، وينقل فيه وجهة نظره بأن الأديان ما هي إلا اعتقادات خاطئة، كما يقوم بتحليل الأديان نفسيًا ويكتب عن مستقبلها.
وفيه يتناول فرويد استكشاف حقيقة الصدام بين رغبة الفرد وتوقعات المجتمع، ويدرس فيه الظواهر الحضارية المتنوعة مثل الزواج، وافتقاد السعادة، ويعيد توضيح وجهات النظر في بديهيات الحضارة.
من أخطر مؤلفات فِرويد، ولذلك لم يقدر على نشره إلا في العام الأخير قبل وفاته، وبسبب هذا الكتاب اتهم فِرويد باللاسامية.
الكتاب يقص نشأة سيدنا موسى من وجهتي نظر، وجهة النظر التاريخية التي ترى أن موسى لم يكن عبريًا بل كان مصريًا، وأن اليهود هم من قاموا بقتله، ووجهة نظر نفسية والتي ترى أن عقيدة التوحيد هي السبب في ظهور أول جريمة في التاريخ.
مجموعة من سبع محاضرات نشرها فِرويد في عام 1933, واستكمل بها محاضراته السابقة والتي كانت تحمل عنوان محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي، وقد ألقى فِرويد هذه المحاضرات في شتاء عام 1915، وعام 1916، ولم يكن ينوي فِرويد نشر هذه المحاضرات وهذا ما صرح به في مقدمة الكتاب.
وفي هذا الكتاب يرى فِرويد أن الأحلام هي عبارة عن كلام مكتوب بكتابة مصورة، ويعني بتفسير الأحلام القدرة على قراءتها جيدًا، ويعد هذا الكتاب نقطة تحول في العلم النفسي، وقد اتخذ فِرويد من أحلامه مادة علمية للكتاب.
وحاول فيه فِرويد تفسير الأعراض العصبية في الحياة اليومية من الصباح وحتى المساء، واعتمد على فرضية العمليات النفسية اللاشعورية، ولكن هذا الكتاب تعرض لنقد قوي من قبل بعض الكتاب مثل الكاتب الفرنسي رينيه بومبيي.
توفي فِرويد عن عمر يناهز 83 عام في إنجلترا في اليوم الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر في عام 1939، وذلك عندما تناول جرعة قاتلة من عقار المورفين ليتخلص من صراعه الأليم مع مرض سرطان الفم، وذلك بعد إجرائه أكثر من 20 عملية جراحية طوال حياته لعلاج سرطان الفم الذي أُصيب به نتيجة إدمانه للتبغ.
في الختام نرجو أن نكون قد وفقنا في عرض المعلومات الشاملة عن الطبيب النمساوي والمحلل النفسي سيجموند، وأشهر أقواله، وأهم نظرياته، وأهم الكتب التي قام بتأليفها.