قرأتُ لك “حصار” رواية تكشف عن حياة الشعب الفلسطيني.
بعض الجمل هنا تعبر عن الرأي الشخصي لكاتب المقالة.
رواية حصار
للكاتب همام الخالدي
من اصدارات معرض الكتاب ٢٠٢١ عن دار تويا للنشر والتوزيع.
تدور أحداث الرواية من عام ١٩٤٨ وحتى ١٩٨٢ في فلسطين.
كم هو مؤلم أن تغوص في أحداث رواية تأخذك فيها إلى المعنى الحقيقي للقهر والظلم، المعنى الحقيقي للتشتت، المعنى الحقيقي لغياب فكرة المأوى.
نحن نشاهد أحداث فلسطين في التلفاز فقط، نتألم لما يتعرضون له، ولكن لم يسبق لنا أبدًا أن نعيش ما يتعرضونه!
هذه الرواية مؤلمة بكل معاني الكلمة، جعلتني أطّلع على أشياء كثيرة لم أكن أعلم بوجودها في مجتمعنا العربي، وما يميزها هي فكرة عدم الاستسلام.
كنت اقرأ الصفحات الأخيرة للرواية وأقول في نفسي كفى ! استسلم !!! ولكنه على عكس ما كنت أقوله لم يفعل ذلك، لم يستسلم حتى وإن كانت كل الإشارات في يديه تذل على موته في نهاية الطريق، لم يخلق باسل للاستسلام أبدًا. وأعتقد أن هذا ما نراه دومًا في الحرب القائمة بين فلسطين وإسرائيل، نرى أنه بالرغم من قلة ما يمتلكه الشعب الفيلسطيني من سلاح وزخيره وغيره ولكنه الأقوى دائمًا، من الممكن أن يستسلم الجندي الاسرائيلي في يوم ولكن على النقيض لا يستسلم أبدًا الجندي الفلسطيني.
عن الرواية:
تبدأ أحداث الرواية في عام ١٩٤٨ مع عملية السيطرة على قرية كرتيا الواقعة شمالي شرق غزة والقرى المحيطة بها، تتقدم الأحداث لنتابع الواقعة مع عائلة سليمان المكونة من بنت وامرأة حامل، يجد سليمان في ظل هذه الظروف طفل تائه يدعى باسل، ولم يعرف أين تكمن عائلته فيأخذه معه وتبدأ رحلة المعاناة الحقيقية.
جاء السرد باللغة العربية الفصحى والحوار بالعامية مما زاد من روعة هذه الرواية، فكان الحوار باللهجة الفلسطيني، فاتمكنت من الشعور بأنني داخل أحداث الرواية، وأعتقد أن لو كان الحوار باللغة العربية الفصحى كانت ستفقد الكثير من اللذة، لذلك كان اختيار موفق.
امتلأت الرواية بالأحداث الواقعية دون خيالات، خاصة أن الكاتب فلسطيني، فكتب عن الحالة بمشاعر فياضة جعلتني أريد البكاء أحيانًا وأحيانًا أخرى أسعد مع سعادة الأبطال.
للكاتب قلم جيد، الوصف كان رائع والمعلومات بداخل الرواية كانت مفيدة بالنسبة لي، والسرد غاية في الجمال، وذلك جعلني في انتظار عمله القادم على أحر من الجمر.
حظ موفق للكاتب وأتمنى وجود الكثير من الأعمال التي تتحدث عن فلسطين بهذه الطريق لأنني اكتشفت أن النشرة الإخبارية لا تكفيني أبدًا.
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.