من المذنب.. باكورة سلسلة مختارات من الأدب الروسي وإصدارات آفاق بمعرض القاهرة القادم للكتاب.
منذ أن صدرت هذه الرواية في عام 1846، وقد صار هذا السؤال واحدًا من الأسئلة الكلاسيكية في الأدب والفكر الروسيين. “من المذنب؟” هي رائعة ألكسندر جيرتسن الروائية، وهي من الروايات الروسية الأم التي شكّلت فن الرواية الروسية بأكمله في زمن لم تكن قد ظهرت فيه بعد أعمال تولستوي ودوستويفسكي وغيرهما. إنها رواية اجتماعية مبهرة، ترصد قطاعات عريضة ومختلفة من المجتمع الروسي، وتؤسس لفن الرواية النفسية التي برع فيها الروس.
أبطال جيرتسن ليسوا أخيارًا أو أشرارًا بصورة مميزة، بقدر ما هم أبناء عصرهم. صحيح أن بعضهم يرتكب جرائم أخلاقية شديدة، لكنها تتم داخل إطار العصر، فتبدو عادية تمامًا، إلى درجة أن يتساءل القارئ: وهل كان بالإمكان أن تسلك الشخصية على نحو مغاير؟
لم تتناول الرواية الأطر الاجتماعية والسياسية التي أفضت بالشخصيات إلى مصائرها وحسب، بل تناولت أيضًا العوالم الداخلية بدقة وعمق؛ الأمر الذي ساعد على تحويل سؤال «من المذنب؟» برفقة أسئلة أخرى مثل «ما العمل؟»، إلى أن يكون الموضوع الرئيس لأعمال تولستوي ودوستويفسكي.
عن الكاتب:
ألكسندر جيرتسن (1812 – 1870) مفكر وأديب روسي، اشتهر في الأساس بمشاركته الفكرية الفعالة في تهيئة الأجواء لتحرير الفلاحين الأقنان وصياغة نظرية اشتراكية ثورية، كما أنه اشتهر في مجال الأدب بروايته الشهيرة: «من المذنب؟». وصلت شهرة هذه الرواية في روسيا إلى أن صار السؤال الذي يطرحه العنوان أحد أشهر وأهم الأسئلة في المجال السياسي والاجتماعي الروسي.
نُفي إلى لندن، وجاب الكثير من البلدان الأوروبية، والتقي في فترة الهجرة بأبرز الأدباء الروس، مثل: تورجينيف، وتولستوي، ودوستويفسكي، وكرّس حياته للعمل الفكري والثوري بعيدًا عن قبضة السلطة القيصرية، واشترى مطبعة في لندن، وأسس مجلة «نجم القطب الشمالي»، وجريدة «الناقوس». طاف جيرتسن بلدانًا أوروبية أخرى بعد لندن، واستقرت به الحال في باريس وتوفي هناك، وقد أنجز أعمالًا فكرية وأدبية شديدة الأهمية؛ ربما من أشهرها كتابه «الماضي والأفكار».
وذلك ما تم الإعلان عنه من دار آفاق للنشر والتوزيع.
وكتب المترجم يوسف نبيل عن ذلك مُعلقًا:
النهاردة أنا الحمد لله سعيد جدًا بحاجتين: الأولى إن روايتي: اللقاء الأخير وصلت للقائمة القصيرة في جائزة ساويرس، وأتمنى يكون لي نصيب في الفوز، والتانية هي الإعلان عن أول إطلاق أول عمل في مشروع ضخم جدًا. لما عملت يوميات تولستوي تصورت إن دي أهم حاجة هاكون عملتها في حياتي في مجال الترجمة، لكن فكرة المشروع ده أكبر وأضخم زي ما حاولت أوضح في اليومين اللي فاتوا. ده أول عمل في المشروع وهيكون متوفر في معرض القاهرة بإذن الله.
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.