وجاء ذلك ضمن منشور خاص على صفحتهم الرسمية على فايسبوك، وفي حوار خاص مع الكاتب عن الرواية قال:
لطالما كانت الكتب أكثر الأشياء تأثيرًا في حياتي؛ فبعضها قد تكون حياة جديدة وقصة وجود.. ربما قد تجد هذه الكلمات كبيرة وضخمة الأثر وبها بعض المغالاة، لكن حكاية الكتب معي أراها مختلفة؛ فهناك مجموعة من الكتب شكَّلت تغييرًا جذريًّا في حياتي، ورسَّخت لمراحل عمري المختلفة.. ففي صغري كان أهم شيء بالنسبة لي هو الاستماع إلى حلقات البرنامج العام عبر الأثير الإذاعي، وكانت حلقات هذا البرنامج تبدأ عندما ينتصف الليل، لتبدأ بحلقات «ألف ليلة وليلة»، ثم يتعبها برنامج «تسجيلات من زمن فات»؛ حيث كان المذيع الرائع طاهر أبو زيد يقدم كل يوم حلقة غاية في الروعة، وكان مجرى الحديث ينصب حول محاورة مع شخصية من «النخبة المثقفة» آنذاك، شخصية ذات ثقل في مجال الأدب، وفي مجالات الفن المتنوعة وغيرها. ثم يتبعهما برنامج «قطوف الأدب من كلام العرب»؛ الذي عرَّفني بكتابَي «الأذكياء» لابن الجوزي، و«البخلاء» للجاحظ، وغيرهما من الكتب شديدة اللطافة.. حتى جاء هذا اليوم الذي تحطَّم فيه الراديو الصغير الذي أهدتني إياه جدتي، فلم أجد في التليفزيون شيئًا يلبِّي شغفي بسماع صوت «زوزو نبيل» وهي ترتدي جسد «شهرزاد»، ولم أجد شيئًا سوى أن أطلب من أحد أقاربي كتابًا يرشِّحه لي لكي أقرأه، ليروي هذا الظمأ الذي بات متعطشًا للحكايات، فما كان منه إلا أن أعطاني نسخة كاملة من مجلدات «ألف ليلة وليلة»، وهي كتب كبيرة الحجم، حتى إنني لم أكُن أستطيع وقتها حملها، فقرأتها بنهم شديد، وعلى الرغم من المتعة التي عشتها وسط أجواء الحكايات الخيالية، لكنني وقتها شعرت أن طاهر أبو فاشا وزوزو نبيل يستحقان أن يُصنع لهما تمثالان من أجل المتعة الغريبة التي تشعر بها عبر سماع هذه الحلقات. كان نصيبي أن أقرأ في صغري الجزء الأول من كتاب اسمه «بدائع الزهور في وقائع الدهور» لابن إياس. وهنا بدأت علاقتي بالتاريخ وشغفت بحكايات السابقين، وجدت هذا الكتاب في قمة الروعة، على الرغم من كثرة الشخصيات الأسطورية التي يعج بها، وتعلقت بـ«عوج بن عنق»؛ بطل واحدة من أساطير الكتاب. كانت جائزتي عن أحد الأبحاث العلمية، التي ما زلت أحفظها بين رفوف مكتبي، أربعة مجلدات: «شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان» للدكتور جمال حمدان، وهنا بدأت رحلة أخرى مع جغرافيا «حمدان»، هذا الجغرافي الذي أشبع شغفي بالتاريخ، وأدخلني إلى علمٍ لم أتعلمه في الجامعة، هو «فلسفة الجغرافيا».. ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث في دراسات جمال حمدان وكتبه، واعتمرت قبعة منهجه وأصدرت كتابًا عن سيرته، ثم بدأت في الرجوع إلى شغفي الأول للحكايات، وأصدرت كتابًا تاريخيًّا آخرَ، هو «عروش تتهاوى.. النهايات الدرامية للأسرة العلويَّة»، وكان لي الشرف أن عملت في مشروعات توثيقية عدة تابعة لمكتبة الإسكندرية، ورأيت ما رأيت من الكتب والوثائق النادرة التي أشعلت روح «ذاكرة النخبة» مرة أخرى في كياني، ها أنا الآن أدوِّنها مكتوبة ومصحوبة بنصوص الوثائق النادرة التي جمعتها عبر سنين من البحث، لعلها تفيد الباحثين والدارسين في المجالات المختلفة، ولعلها تجيب عن الأسئلة التي طالما ترنَّحت بين جدران عقلي.
كاتب وباحث وموثِّق تاريخي، يعمل في مكتبة الإسكندرية، صدر له عن دار الرواق كتاب (عروش تتهاوى.. النهايات الدرامية للأسرة العلوية، وصدر له أيضا عن مكتبة الإسكندرية (جمال حمدان وعبقرية المكان،2014)، واشترك في إعداد المواد الوثائقية لمجموعة مهمة من الكتب الوثائقية، كما نشرت له مجموعة كبيرة من المقالات والمشاركات العلمية في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية