اشتهر مغني سعودي بتلحين وغناء قصائد قديمة باللغة العربية.
وهو الفنان عبد الرحمن محمد، فنان سعودي ولد بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، درس في جدة وحصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام المرئي، ثم انتقل إلى جامعة برونيل في لندن وحصل على درجة الماجستير في الممارسات الوثائقية في عام 2011م.
كانت بداياته في عام 2004م، وقت اشتراكه في برنامج سوبر ستارز ووصوله للنهائيات، غاب عن الوسط الفني لعدة سنوات بعد هذه المسابقة ودرس تصوير الأفلام الوثائقية.
وبدأ في إصدار أغانيه المميزة التي كانت تتسم بتأديته لها باللغة العربية، ومنها القصائد الذي أخذها ولحنها ثم قام بتأديتها بشكل مميز، حيث بدأ مسيرته الغنائية بأغنية ” حبيتك أنا ” التي صدرت عام 2012م، ثم أصدر بعدها أغنية ” شبيهك ” التي جاءت نصفها ملحنة عن قصيدة حسان بن ثابت.
وفي عام 2014م بدأت شهرته في الانتشار ولمع نجمه عندما أطلق أغنية ” أصابك عشقً ” التي أحدثت ضجة فور إطلاقها ونالت إعجاب المستمعين من عذوبة صوته وجمال كلمات الأغنية، وهذه الأغنية قد أخذ كلماتها من القصيدة الرائعة للشاعر يزيد بن معاوية اقترنت هذه القصيدة بقصة مختلفة وهي أنّه بينما كان يزيد يصب الماء على معلمه فمرت من أمامه جارية غاية في الجمال تدعى حُبابه فلما رآها اندهش من جمالها ووقعت جرة الماء من يد يزيد فرفع معلمه رأسه وقال له:
أصابـك سهـم أم بليـت بنظـرة فمـا هـذه إلا سـجـيّ تـبـرم
ومن هذه القصيدة فقد أخذ الفنان عبد الرحمن محمد كلمات أغنيته التي أشتهر بها في الدول العربية، وضمن هذا الألبوم فقد غنى أيضًا من أعذب وأجمل الأغاني في مجموعته وهي أغنية ” بروحي فتاة ” وهي من أغاني المطرب السوري القدير محمد أديب الدايخ كتبها بنفسه وغناها أيضًا، فجاء عبد الرحمن محمد وأعاد تلحينها وتوزيعها مع الموسيقي مهاب عمر ومن كلمات الأغنية :
بلغوها إذا أتيتم حماهـا أننـي مِتُ في الغرام فداهـا
واصحبـوها لتربتـي فعظـامي تشتـهي أن تـدوسها قدمـاها
أن روحـي تناجيهـا وعينـي تسيـر إثـر خطاهـا لـم يشفني سوى أملـي أننـي يومـًا أراهـا
ثم أضاف أغنية ” قولوا لها ” المأخوذة من قصيدة للشاعر العربي المتصوف ابن الفارضن وبعدها أضاف أغنية ” ولما تلاقينا ” التي حصلت على شعبية كبيرة حيث أنها من كلمات الشاعر الغزلي المعروف قيس بن الملوح.
ولهذه القصيدة قصة مثيرة ومختلفة من نوعها حيث قال فيها قيس أنه اراد السفر من أجل العمل ونشر شعره ومرّت الأيام والسنين ثم عاد وعندما عاد ذهب لكي يرى محبوبته ليلى فوجد لون أطراف أصابع ليلى أحمر، وكان من المعروف به في الزمن القديم أن من تقوم بوضع الحنة على يديها تكون مخطوبة، فحدث بينهم حوار طويل فقال لها: ماذا حصل يا ليلى بعد فراقي؟ وهل حنيتي يديكِ وخطبتي؟، فقالت له بشوقٍ: لا ولكنَّني منذ أن سافرت وأنا أبكي على فراقك دماً حتى ابتلَّ التراب وكنت أمسح دموعي حتى تحنّت كما ترى، فقام بكتابة قصيدةً ليصف بها الموقف وكانت الكلامات ذات معانٍ عذبة وتتسم بالرّقة والإحساس، حيث قال:
و لمَا تلاقينا على سفح رامةٍ وجدتُ بنان العامريَة أحمرا
فقلت خضبت الكفّ بعد فراقنا؟! قالت: معاذ الله، ذلك ما جرى
وفي التراث العربي الأصيل غنى أغنية ” حبيبي على الدنيا ” وهي من قصائد الشاعر بهاء الدين زهير، وزادت شهرته أضعافًا وتألق بأحساسه عندما قام بغناء كلمات قصيدة “وأمر ما لقيت من ألم الهوى” للشاعر طرفة بن العبد، وأيضًا أغنية ” لما بدا لي ” من قصيدة للشاعر الحجازي الغزلي علي بن عبدالله بن جعفر.
وبهذه الصورة استطاع شاب أن يستغل قصائد قديمة ومميزة ويحولها إلى أغاني لا مثيل لها تدخلك في عالم مختلف.
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.