قصر عابدين القصر الذي قيل عنه يذهب الأشخاص ليبقى المعمار حي للأبد، يحكي لنا ما لم يستطع الراحلون أن يحكوه، وليسجل بصدق أحداث تاريخ مضى بكل تفاصيله. وكأننا بهذا القول نصف قصر عابدين، الشاهد التاريخي على فترة مصر الملكية، والملقب بـ جوهرة القرن التاسع عشر وزينة قصور مصر وأشهرها.
فمكان واحد بإمكانك وأنت فيه أن تسافر بالزمن للخلف لترى مصر في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حتى منتصفه، فقصر عابدين، وحسب قول المؤرخين.
هو المشروع الذي فتح للقاهرة أبواب الحداثة، فلحق بناؤه تباعًا نهضة عمرانية شاملة لربوع مصر والقاهرة تحديدًا، فالبطبع لم تقتصر المتاحف في مصر علي المتحف المصري فقط.
وتزامن وقت تشييده أن أمر الخديوي أيضًا بتخطيط القاهرة تخطيطًا اوروبيًا، فكان له ما أراد. وبقيت هذه القفزة العمرانية إلى يومنا هذا حية تجدها واضحة في ملامح جزء كبير من القاهرة وتفاصيل واجهاتها.
بقي قصر عابدين هو المقر الرسمي للحكم لمدة ثمانين عامًا، من العام 1872م إلى العام 1952م، وبالإضافة إلى أنه دارًا للحكم، وإقامة المناسبات والاحتفالات واستقبال الوفود والضيوف، فهو أيضًا مسكن رسمي للعائلة الحاكمة في مصر.
هذا القصر شهد فترة العهد الملكي، وحكم مصر من بلاطه الملكي ستة ملوك، أولهم مشيد القصر الخديوي إسماعيل، يليه ابنه الخديوي توفيق، ثم الخديوي عباس حلمي الثاني، يليه السلطان حسين كمال، وصولًا لـ الملك فؤاد ثم ابنه الملك فاروق آخر من حكم من أسرة محمد علي باشا العلوية.
وبسقوط الملكية بعد ثورة 1952م وإعلان مصر دولة جمهورية، تحول القصر إلى دار للرئاسة، حيث حكم الرؤساء مصر منه، ومنهم أنور السادات، إلى أن جاء جمال عبد الناصر ونقل مقر القصر الرئاسي إلى قصر القبة.
ليتحول قصر عابدين إلى متحف تاريخي حتى يومنا هذا، تحكي جدرانه وقطع أثاثه بشغف عن زمنٍ من عمر مصر لم يُنسى، بفخامته الغير معهودة والأبهة والاتقان في كل تفصيل من تفاصيل حياة من عاصروا افتتاحه، وبهذه الأحداث وغيرها رصدها هذا القصر بتعاقب الأزمنة سنتعرف عليها في مقالنا لليوم.
بالعودة للخلف قليلًا حيث حكم عمرو بن العاص مصرًا فاختار الفسطاط أو القاهرة القديمة مقرًا لحكمه، وحكم أحمد بن طولون مصرًا فاختار القطائع كمقر للحكم، ثم حكم الفاطميون مصرًا واختاروا القاهرة. ثم “صلاح الدين الأيوبي” حكم أيضًا ونقل مقر حكمه إلى القلعة.
بهذه الرحلة التاريخية نصل للعام 1863م حيث مصر في ظل حكم الخديوي إسماعيل وفي سلسلة من التغييرات والإصلاحات، شهدت تخطيط جديد للقاهرة، وتشييد قصر فسيح أطلق عليه اسم قصر عابدين نقل إليه الخديوي مقر الحكم بعد أن كان مقرها القلعة.
ليخطي بذلك أولى خطواته باتجاه مصر جديدة تلحق بركب الدول الأوروبية في تخطيط شوارعها وحدائقها وواجهات مبانيها.
بدأ تشييد قصر عابدين فعليًا عام 1863م، ليأخذ من الزمن عشرة أعوام، حيث تم افتتاحه رسميًا العام 1873م. وبتشييده أعلن “الخديوي إسماعيل” عن مصر حديثة، بشوارع مخططة، وميادين فسيحة، وحدائق ترفل بمختلف أنواع الأشجار والنخيل، وجسور تعبر نهر النيل فتربط اليابسة ببعضها البعض.
بتكلفة بلغت السبعمائة ألف جنية مصري هي كلفة البناء والتأسيس، ومليوني جنية مصري هي تكلفة التأثيث والتصميم الداخلي. أي ما يعادل الأربعين ألف دولار للبناء، ومائة وتسعة وعشرون ألف دولار للتأثيث، وهو ما كان يعد مبلغًا ضخمًا في وقتها، تم تشييد قصر عابدين.
كل ذلك تم على مساحة قُدرت بخمسة وعشرين فدانًا كمساحة كلية، بُني القصر على خمسة منها. وعشرون فدانًا للحدائق المحيطة بالقصر، وذلك بعد أن تم عمل بحث متواصل أخذ من الوقت ما أخذ لاختيار معماري مميز يستطيع أن يصمم تحفة معمارية.
ليقع الاختيار في الأخير على المهندس المعماري الفرنسي دي كوريل روسو الذي قدم تصميمات ومخططات متخيلة للقصر سحرت عقل الخديوي وأرضت طموحه، وقرر بعدها أن يعينه مشرفًا على المشروع. أما الأثاث فقد وقع الاختيار لتصميمه على المصمم فرانسوا لينك أشهر مصمم أثاث فرنسي.
على شاكلة المدن في اتساعها جاء هذا القصر بمئات الأجنحة والغرف والقاعات، ومسرح ومكتبة، كلها مزينة بمئات الأنتيكات واللوحات والقطع النادرة والتحف المطعمة بالمعادن النفيسة من الذهب الخالص والفضة.
فعلى طراز النيو كلاسيك الفرنسي اعتمد المعماري الفرنسي على تصميم واجهات قصر عابدين. وشارك في تصميمه وتنفيذه بالإضافة إلى المصمم “روسو”، عدد كبير من المهندسين المعماريين والفنانين والإنشائيين الذين تم جلبهم خصيصًا من فرنسا وايطاليا ومصر.
صُمم القصر ليحتوي على خمسمائة وخمس وخمسين من الغرف والقاعات والصالات والأجنحة، مقسمة إلى قسمين: السلاملك مقر الحكم الملكي والاستقبالات الرسمية العامة، و الحرملك مقر إقامة وسكن الأسرة المالكة.
يوجد في هذا القسم، وهو المقر الرئيسي للحكم، صالات عديدة مزينة بالتماثيل الأنيقة، والأعمدة الرخامية، واللوحات النادرة. فهناك “صالة المدخل” الواسعة، على يمينها ويسارها صالات مفتوحة، ليستقبلك في نهايتها سلم يسمى بـ “سلم المرايا”.
ينقلك السلم الملكي إلى الدور الثاني حيث ممر واسع مزخرف، يمينه ويساره ينتهي ببوابات تفضي بك لممرات عديدة أخرى على جوانبها ترتص القاعات والصالات المتعددة الاستخدام.
حيث ينتهي بك أحدها مثلًا بقاعة تسمى قاعة السويس أقدم قاعات القصر، وسميت بذلك لكون القاعة تعج بلوحات لرسامين عالميين رصدوا بمخيلتهم وفرشاتهم لحظة تاريخية مهمة لافتتاح قناة السويس نهاية القرن التاسع عشر.
وعلى جانب آخر من الممرات توجد “صالة العلماء”، وسميت بذلك لكون الخديوي إسماعيل كان يلتقي بالعلماء هناك كنوع من التشريف والتعبير عن الاهتمام بما يقدموه للبلد، ثم القاعات التي سُميت بألوان جدرانها، فهناك القاعة الحمراء و القاعة البيضاء والقاعة الخضراء، وهي القاعات المخصصة لاستقبال الضيوف.
ثم قاعة الاجتماعات الرسمية التي شهدت أهم النقاشات السياسية والقرارات التي قد تكون بصورة أو بأخرى قد غيرت من تاريخ البلد، وهناك “قاعة محمد علي”، وهي أهم وأفخم قاعات القصر.
أما قاعة العرش تشبه الميدان الفسيح أمر ببنائها الملك فؤاد الأول حتى يتوج الملوك القادمين لحكم مصر على أرضها. وقد صممها المعماري الايطالي فيروتشي فجاء سقفها خشبي مطعم بماء الذهب، تتدلى منه ثريات ضخمة مصنوعة على الطراز الإسلامي صُنعت خصيصًا وجُلبت من إيطاليا.
في أحد جدرانها توجد فازة شديدة الجمال تدور قاعدتها دورة كاملة ومقاومة للزلازل، وبالخروج من قاعة العرش نمر بممر طويل مزينة جدرانه بلوحات تتحدث عن الصيد، وهو السبب في تسميته بـ ممر الصيد.
لينتهي هذا المرر بأقدم الصالونات المعروفة باسم صالون الخديوي إسماعيل، حيث هنا ظل الصالون شاهد على تفاصيل الحياة الشخصية والمواقف المشبعة بالمشاعر، ففيها عقد الخديوي قران أبنائه.
ثم قاعة الطعام الرئيسية المصممة على الطراز العربي بزخارف اسلامية نُقشت بعناية وبخط عربي زين اغلب جدرانها. وهي نفسها التي شهدت اغلب حفلات زفاف القصر، واستقبلت أهم الضيوف من ارجاء العالم، وأقيمت فيها مآدب الافطار الرمضانية.
أما مسرح قصر عابدين فحكاية أخرى في كتب التاريخ المصرى، فعلى خشبته وقفت أم كلثوم تطرب بصوتها العذب آذان السامعين، ليجلس كبار الشخصيات على مئات الكراسي المذهبة التي يتسع لها المكان، صممها الفنان فرانسوا لينك ليصغوا بانتباه ووله لكوكبة الشرق.
اما الصالون الأبيض الذي يقع قبل مكتب الملك، فقد جلس على مقاعده أهم الشخصيات في العالم لانتظار حضرة الملك، وأخذ الإذن للسماح لهم بالدخول ومقابلته، وبالقصر مكتبة شديدة الاتساع تضم أكثر من خمسة وخمسين ألف كتاب ومخطوطة نادرة.
ومن مميزات هذا القسم من قصر عابدين هي “الحديقة الشتوية” ذو السقف الزجاجي، الذي يسمح بمرور أشعة الشمس فيتيح للنباتات المزروعة في الداخل أن تنمو وتتنفس.
ومن قاعة العرش ننتقل عن طريق باب إلى ممر طويل وواسع مزين بمقتنيات “الملك فاروق”. وعن طريقه تكون قد اجتزت السلاملك، ووصلت إلى الحرملك الخاص بالأسرة المالكة والنساء، حيث لا يُسمح لأحد بالدخول إليه إلا بامتلاك إذن معين.
هنا في الحرملك توجد أجنحة النوم. ويتكون كل جناح من غرفة النوم، وغرفة ملابس، وحمام ملكي، وغرفة للاستقبال.
في نهاية هذا الممر يقع جناح الملكة الأم أو الوالدة نازلي، وعلى جانب جناح الأم توجد “القاعة البيزنطية”، حيث صممها المعماري “فيروتشي”، وصُنفت ضمن أفضل قاعات العالم، حيث اعتمد في تصميمها على ثلاثة اتجاهات فنية.
أولها هو الفن أو الطراز البيزنطي في رسومات الجدران والأثاث والمقاعد والمصنوعة من ريش النعام، وثانيها الطراز القبطي في بعض الايقونات والقطع، وثالثها الطراز الإسلامي في أعمدة القاعة. وبها سبعة عشر نوعًا مختلفًا من الرخام مصمم بطريقة منسجمة لتظهر بشكل فني متقن على قدرٍ عال من الذوق.
قد استغرق العمل على القاعة لوحدها عامين كاملين، ومن القاعة البيزنطية نتجه الى “الجناح البلجيكي”، وهو من أشهر الأجنحة المخصصة للضيوف وأكثرها فخامة، ويعود أصل تسميته بـ الجناح البلجيكي أن ملك بلجيكا هو أول من نزل فيه من الضيوف بعد افتتاح قصر عابدين مباشرة.
وبجانب ذلك يوجد جناح “الملكة فريدة” زوجة “الملك فاروق” الأولى، ليصبح لاحقًا جناح “الملكة ناريمان” بعد انفصال كل من الملك وفريدة. بالإضافة إلى أجنحة باقي الأميرات.
يليها جناح الملك الخاص، أو جناح “الملك فاروق” بتصميم حديث وأكثر بساطة مقارنة بباقي الأجنحة. وبهذا الجناح عدة غرف، إحداها مكتب، والآخر صالون، بالإضافة إلى غرفة نوم وحمام ملكي.
ينتهي كل ذلك بـ حجرة الطعام الملكية الخاصة، حيث مواعيد الطعام المضبوطة ووقت اجتماع كل العائلة، ومزينة جدرانها بالأحرف الأولى من مشيد القصر الخديوي اسماعيل، ووالد فاروق الملك فؤاد.
وبالإضافة للسلاملك والحرملك هناك في الدور الأرضي عدد من الفراغات المستخدمة لأغراض متعددة، منها أجزخانة بها الأدوية النادرة، ومطبعة ملكية خاصة، ومكتب للملك فاروق.
أما في الخارج، فيجاور القصر حدائق بها أندر وأقدم الأشجار والنباتات، أهمها شجرة التين البنغالي، محاطة كل هذه الحدائق بأسوار حديدية، تفصلها بوابات ضخمة. وتطل الحدائق على ميدان واسع يدعى ميدان عابدين.
أما مدخل الزوار من السور يتم عن طريق بوابة مزخرفة زخارفًا شديدة الاتقان، وصُنعت مخصوص بأمر من الخديوي في باريس وهو سبب تسميتها بنفس العاصمة الفرنسية. يلي هذه البوابة مساحة واسعة بها نافورة مياه تحيطها تماثيل ملوك أسرة وأبناء محمد علي باشا.
أما ممرات القصر تعد تقريبًا بحد ذاتها متاحف ترتحل معها إلى مصر الخديوية، بلوحات مرسومة بشاعرية تحكي قصص اناس رحلوا، تحكي إنجازاتهم وأهم أحداث حياتهم، فهناك صور لزفاف الملك فاروق، وأخرى تجمع أبنائه.
الجدير بالذكر أن في نهايات القرن التاسع عشر وتحديدًا في العام 1891م، طُلب من المهندس المعماري النمساوي جوزيف أوربان إضافة جناحًا جديدًا، أما وفي عهد الملك فؤاد الأول فتم اضافة منطقتين من أجمل ما اضيف للحديقة، إحداها يسمى كشك الشاي والأخرى كشك الموسيقى مطلتين على حمام سباحة.
يعود أصل تسمية القصر بـ عابدين إلى رجل يدعى عابدين بيك من اصول سورية، وهو أحد القادة العسكريين في فترة حكم محمد علي باشا، هذا الرجل الذي يدعى عابدين كان يمتلك قصرًا في نفس مكان قصر عابدين الحالي، وبعد وفاة عابدين بيك، انتقلت ملكية القصر الى زوجته وابنائه.
وفي فترة حكم الخديوي اسماعيل، تواصل مع ورثة عابدين واشترى القصر الصغير منهم، وأمر بهدمه وبنى على موقعه قصر عابدين الحالي المعروف، بعد أن ضم له أراضي واسعة تتسع للمساحة الجديدة.
تكمن أهمية قصر عابدين ليس في كونه بناء وحجر بلا روح، بل لأن الحجر استطاع أن يشهد ويحكي ليرصد أحداث تاريخية مهمة ومفصلية غيرت مجرى التاريخ لمصر الحديثة والمعاصرة لمدة مائة وخمسين عامًا.
إحدى هذه الأحداث مظاهرة عام 1881م في التاسع من سبتمبر، والمعروفة باسم ثورة عرابي بقيادة أحمد عرابي الذي نقل فيها رغبة الشعب والجيش ومطالبهم الى الخديوي.
أما العام 1942م وفي مشهد تاريخي عُرف بحادثة قصر عابدين. حيث في الرابع من فبراير حُصر قصر عابدين بزعامة الجنرال روبرت ستون، بعد إصرار البريطانيون على تولي “مصطفى النحاس” رئاسة الوزراء.
فجاءت الساعة السادسة مساء وتقدمت الدبابات البريطانية لمحاصرة القصر وارغام الملك فاروق على تنفيذ القرار أو التنازل عن العرش. ليستسلم بعدها فاروق ويترأس النحاس الحكومة.
ومن ضمن الأحداث وأكثرها أهمية، هي الانقلاب على الملكية التي شهدتها ثورة يوليو 1952م وحُصر فيها قصر عابدين من قبل الثوار، حيث ألغيت الملكية للأبد، وأعلنت مصر كدولة جمهورية مستقلة.
ثم يليها أزمة محمد نجيب و جمال عبد الناصر، والمعروفة باسم أزمة مارس في العام 1954م، حيث شهد محمد نجيب استقالته في الـ 25 من فبراير من نفس العام.
تحول قصر عابدين إلى متحف بعد نقل القصر الرئاسي من قبل جمال عبد الناصر إلى قصر القبة، وقد ضم القصر خمسة متاحف، هي كالتالي: المتحف الحربي، ومتحف مقتنيات أسرة محمد علي باشا، ومتحف الوثائق التاريخية، ومتحف الفضيات، ومتحف الهدايا الرئاسية.
أما المتحف الحربي فيضم قاعات بها معروضات من الأسلحة النادرة والقيمة التي كانت ملك للأسرة الحاكمة، أو مُنحت كهدايا للرؤساء لاحقًا، وأما متحف مقتنيات أسرة محمد علي باشا ويضم قطع نادرة وبلورية وتحف واكسسوارات عديدة ومتنوعة، ومتحف الفضيات ويضم النياشين والأوسمة والتحف الفضية والكريستالات.
أما متحف الوثائق الذي يضم أهم الوثائق التاريخية وأندرها، تحكي تاريخ مصر منذ تولي محمد علي باشا مقاليد الحكم بدايات القرن التاسع عشر، وصولًا لفترة حكم فاروق في القرن العشرين، وصولًا لاندلاع الثورة وسقوط الحكم الملكي عام 1952م. وقد تم افتتاح متحف الوثائق وضمه لقصر عابدين في يناير من العام 2005م.
والجدير بالذكر أن أحفاد الخديوي إسماعيل وأبناءه قد حافظوا على بنية قصر عابدين، وأضاف كل واحد منهم لمساته على مقتنيات القصر، لتشكل بذلك ذخيرة تاريخية مهمة تحول على إثرها القصر إلى واحد من أهم متاحف القاهرة.
كما ويذكر أن الملك فؤاد خصص بعض قاعات القصر لتكون متحفًا من أيام عهده، بحيث عرض فيها مقتنيات الأسرة العلوية والعديد من الوثائق.
في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952م ضاعت بعض مقتنيات القصر وخُرب بعضها، خاصة وأن قصر عابدين به عدد كبير من اللوحات والانتيكات والتحف الفخمة والنادرة والمقدر قيمتها حاليًا بالمليارات.
كما وتعرض في فترة لاحقة للإهمال، منها اقتطاع جزء منه لمؤسسات حكومية منها مقر الحزب الوطني الاشتراكي، ومدرسة صُممت عشوائيًا داخل سور القصر، بعدها وفي أواخر عهد أنور السادات بدأ الاعتناء به، حيث تم تحويل قصر عابدين إلى قصر رئاسي، وليتم ترميم مقتنيات القصر بشكل عام.
وتوالت التجديدات والترميمات الشاملة تباعًا آخرها عام 2016، سواء بتجديد القديم او إضافة قاعات وصالات وتطوير أساليب العرض، حيث تحول رسميًا إلى متحف ومزار يفتح أبوابه للناس عامة.
يقع قصر عابدين حاليًا في ميدان الجمهورية، حي عابدين، فوق شارع النيل، شرق القاهرة القديمة في مصر. مفتوح للزوار والمهتمين بالتاريخ. كما أنه يستقبل الوفود وسفراء الدول للزيارة والاطلاع على جزء من تاريخ مصر، كان آخرها في فبراير عام 2020.
أما في الدراما والتلفزيون فقد تم التطرق إلى قصر عابدين من خلال مسلسل يحمل اسم “سرايا عابدين” عُرض عام 2014، ويتناول حياة الخديوي إسماعيل مع وجود بعض الاختلافات التاريخية وإضافات من بنات أفكار الكاتبة.