قصص مؤثرة عشقها الجميع وقرأناها ف الروايات ولم ننساها تلك القصص متشابهة، ولكن لكل كاتب أسلوبه ولكل أسلوب مذاق، نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي ويحي حقي. جميعهم كتبوا قصص في الحب والكره والوفاء. ربما تشابهت الشخصيات أو تشابهت المواقف.
ولكن اختلف الإحساس في الوصف واختلف الأسلوب في السرد، الكاتب الجيد هو من يستطيع أن يصبح مصور ومخرج بين سطور روايته وينتج قصص مؤثرة بحيث يجعل القارئ يرى أمامه المشهد وكأنه امام فيلم سينمائي، اجتهد الكثير والكثير من الأدباء في هذا النحو مما جعل بعض المشاهد لا تنسي.
في هذا المقال سوف نستعرض قصص مؤثرة ومشاهد من روايات قرأناها ولم ننساها:
من ضمن قصص مؤثرة أحبها القراء ويوم مقتل الزعيم هي إحدى روائع نجيب محفوظ وتندرج تحت قصص مؤثرة أثرت فينا جميعًا، والجدير بالذكر أن نجيب محفوظ كتب هذه الرواية بتقنية تسمي سيل الوعي، وهي التقنية الأدبية التي تسعى لإظهار وجهة نظر الشخص من خلال صياغة تسلسل الأفكار بصيغة كتابية.
وهذه الأفكار إما أن تكون محادثة داخلية غير مترابطة، أو تكون متعلقة بأفعال وتصرفات الشخص، ويفوق في أهميته تيار السرد النظامي للعالم الخارجي وما فيه، كما أن هذا النظام معروف أيضًا باسم (المونولوج الداخلي).
وقد أظهر نجيب محفوظ هذا الأسلوب في ثلاث شخصيات رئيسية ومحورية بالرواية وحملت الفصول أسماءهم كعناوين لها وهم: محتشمي زايد (الجد) علوان محتشمي زايد (الحفيد) راندة سليمان مبارك (الحبيبة)
يأخذنا محفوظ بين سطور روايته في رحلة لبداية ثمانينات القرن الماضي حيث عهد الانفتاح بزمن الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومعاناة الطبقة الوسطي في حرب غلاء الأسعار وبداية اندثار هذه الطبقة.
وكعادة نجيب محفوظ في كل أعماله يطرح مشاكل الشباب كم يعانون من الحياة ومن الغلاء وبين سطور روايته يخبرنا كيف ينتصر العدو اللدود وهو الفقر على الشباب حيث يطرحهم أرضًا وهم مسلوبي الإرادة، وكيف ينتصر الفقر على الحب ويفوز عندما يفترق الأحباء.
أخبرنا نجيب محفوظ أيضًا بين سطور روايته التي تتسم بالسياسة والحب كيف كان يوم مقتل الزعيم (الراحل محمد أنور السادات). في صفحات الرواية أيضًا نسج محفوظ شخصية محتشمي زايد ولعب محفوظ بأسلوب سيل الوعي دورًا بارعًا ككاتب وأديب وأظهر معاني إيمانية كثيره حيث أظهر لنا الزهد والاعتكاف والتصوف في شخص رجل طعن الحي
أصعد السلم إلى الشقة ويقف هو أمام شقته ليطمئن علىَ حتى أبلغ بابي. ودعني بقبلة فاترة شأن المهموم بأفكاره. لعنة الله على المدير استفزه بلا سبب. ظل طوال الوقت كئيباً مغتماً. أفهم ذلك جيدًا، ولكن ألا يثق بي؟! لا مساحة عندنا لمزيد من القلق. رائحة الملوخية تجول في الشقة.
من ضمن قصص مؤثرة في قائمتنا لليوم، والرجل الثاني هي إحدى قصص المجموعة القصصية الشيطان يعظ لنجيب محفوظ وتندرج تحت قصص مؤثرة لم ننساها أبدًا، وتدور الأحداث حول شطا الحجري ووداد. وتبدأ عندما يطمح شطا بالانضمام إلى رجال فتوه الحي الديناري ويطالبه الديناري بتقديم الطاعة في اختبار ما، وهو أن يراقب إحدى الفتيات.
تمر الأحداث بسرعه وإثارة كما اعتدنا أسلوب نجيب محفوظ، ويقع شطا في غرام وداد وتتصاعد الأحداث ثم يهربان إلى منطقه يحكمها فتوة يدعى الشبل، فيقع في غرام وداد ويريد سلبها من شطا، لذا تعد من ضمن روايات جميلة للقراءة ينبغي علي أي قارئ الاستمتاع بها.
تم تحويل القصة إلى فيلم سينمائي بطولة كلًا من: فريد شوقي، عادل أدهم، نور الشريف، نبيله عبيد.
اهتز عودها الرشيق من الغضب وهتفت:
– لن يكون هذا أبداً
فرمقها شطا بحزن ويأس مدركاً عمق المأزق الذي وقع فيه فهتفت:
– فلنهرب
فقال بذهول:
– هيهات أن يتيسر لنا ذلك
فحدجته بنظرة غاضبة وقالت:
لقد أخطأت بذهابك إليه
– فعلت ما يقتضيه الواجب
– دائما يقودك تصرفك إلى مشكلات لا حل لها.
– إنى أفعل ما يمليه على ضميري
فقالت بحنق:
– لا شك في أنه يطالبك بأن تحمي أيضا زوجتك
فهتف بغضب:
– اجل، ولكن ما حيلتي؟
هل يمكن ان تتركني له ثم تذهب؟
فتمتم شاردا
– غير ممكن
– ماذا لي أن تفعل؟
– لا أدري
– إنه يتوقع أن تصدع بأمره
– أكاد أن أجن
فقالت محذره:
-شر ما نفعله في موقفنا الحرج أن نتشاجر معًا
-من الخير أن نذكر أنفسنا بذلك
عند ذاك دق الباب فنهض شطا إليه يفتحه فدخل الشبلي يتبعه مأذون الحي ونفر من رجال العصابة.
من ضمن قصص مؤثرة في قائمتنا لليوم، وقشتمر هي إحدى روائع نجيب محفوظ، تدور رواية قشتمر حول أربعة أصدقاء اجتمعوا في شبابهم بمقهى قشتمر.
كانوا يجلسون بها منذ أن كانوا بالمدرسة وهي مقهى شهير إلى الآن بحي العباسية. تمر الأيام والسنون ويتغير الحي الراقي إلى منطقه شعبية مزدحمة، غادرت الأشجار الحي الراقي وأصبح الشباب الصغار بين صفحات الرواية رجال كبار ولديهم أبناء أصبحوا شبابًا.
يثيرني كثيرًا أسلوب نجيب محفوظ في كيفية نسج رواية كاملة تعاقبت بها الأجيال وأصبح فيها الصغار كباراً، إن أسلوب محفوظ يكمن في مدى عبقرية سرقة الزمن بين صفحات روايته. تحولت الرواية إلى مسلسل تليفزيوني من بطولة محمود الجندي ومدحت صالح وعبد العزيز مخيون ووائل نور وسمية الألفي وسوسن بدر.
– أقول وانا أستعيذ الله من الحسد والحاسدين أن سبعين عاما مرت فلم تند عن أحدنا هفوه تسئ إلى الوفاء من قريب أو بعيد، فليدم هذا الصفو وليكن مثلا للعالمين..
وقال حماده الحلواني:
لو جمعنا الضحكات التي روينا بها قلوبنا المنهكة بكئووس الأحداث لملأت بحيرة من المياه العذبة الصافية..
وقال طاهر عبيد: أحقا نحن نحتفل بمرور سبعين عاما على صداقتنا؟ لقد مرت على بلادنا سبعون عاما، أما صداقتنا فلم يمر عليها سوى دقيقة واحدة.
من ضمن قصص مؤثرة في قائمتنا لليوم وتدور أحداث هذه الرواية في أربعينات القرن الماضي، حيث يأخذنا الروائي علاء الاسواني بين سطورها في زمن القاهرة الملكية.
يغوص الكاتب في فتره عصيبة مليئة بالأحداث السياسية ونزوات الملك والاحتلال الإنجليزي ويخبرنا أيضًا بتاريخ دخول السيارات إلى مصر المحروسة إلى أن وصل الأمر لإنشاء نادي السيارات ليصبح مرتع للملك يقضي فيه سهراته، كما يغوص الكاتب بأسلوبه الأدبي في القضايا التي تلمس كل إنسان مثل الكرامة الحرية والعدل.
في هذا المشهد يقتل الكاتب والروائي علاء الأسواني أحد أبطال الرواية على يد مجهول، القتيل هو الكوو رئيس الخدم بالقصر الملكي والنوادي الملكية وجميع المحافل
يسرق الكاتب أنفاسنا في أفضل واحدة من ضمن قصص مؤثرة عرفناها ويثير فضولنا ويكتب لنا النهاية المفتوحة كي نخمن من يكون القاتل وذلك لأن شخص الكوو كان يتسم باللؤم والغرور والعنف وكأنه يعاني من مرض نفسي بسب كونة خادم.
رواية نادي السيارات من أفضل ما قد تقرأ من روايات مشوقة بها أكثر من مشهد لا ينسى، ويكمن ذلك في إبداع الروائي الدكتور علاء الأسواني في تصوير المشاهد بكل احترافية استنادًا إلى قلمه الرائع.
صرخ الكوو مستغيثا فأطفئت البطارية وساد الظلام ثم دوت طلقات نارية وسمعت خطوات مسرعة وارتفعت صيحات في ردهات القصر.
بعد قليل هرع الحراس إلى الجناح وأضاؤوا النور فوجدوا الكوو قاسم محمد قاسم كبير شما شرجية الملك مرتديا بيجاما حريرية زرقاء ومسجى على الأرض وقد اخترقت رصاصة جبهته وانفرجت شفتاه.
وراح يحدق في الفراغ كأنه اندهش مرة أخيرة إلى الأبد.