الكاتبة المصرية بطبيعتها سفيرة الإبداع فى الكثير من المجالات، ولكن هناك 7 كاتبات مصريات إبداعهم عَبر كل الحدود فى كتابة الرواية، وقدرتهم على السرد ليس لها مثيل، حيث أنهم من خلال سردهم للتفاصيل استطاعوا التعبير عن قضايا المرأة في المجتمع.
الروائية المصرية تملك قوة التعبير عن آرائها، وجهات نظرها وتسعى دائما من خلال كتاباتها لحل الكثير من المشكلات، التى تواجه المرأة.
وفى هذا المقال نلقي الضوء على أبرز كاتبات مصريات، وكيف الروائيات المصريات أثروا علي الحياة الأدبية بوجه عام.
تظل الكاتبة المصرية رضوى عاشور حتى يومنا هذا من أهم كاتبات مصريات والوطن العربى، بل إنها علما مميزاً فى الكتابة النسائية لا يمكن نسيانه.استطاعت رضوى عاشور أن تجمع بين التاريخ والواقع فى رواياتها، و كان لها رؤية خاصة من خلال كتاباتها.
تميزت رضوى عاشور بأسلوبها الممتع فى رواياتها ،لاسيما الروايات التاريخية وسردها الشيق، بالإضافة لوصفها للأحداث و كأنك داخلها و تعيش معاناتها و ألمها.تناولت معظم رواياتها فترات تاريخية هامة.
من أشهر أعمالها الأدبية رواية ثلاثية غرناطة، و التى تناولت فيها تاريخ المسلمين فى الأندلس وآخر أعمالها الطنطورية والتى صدرت عام ٢۰١١، و تدور أحداثها حول تاريخ فلسطين منذ الاحتلال الصهيوني وحتى لحظة كتابة الرواية.
حصلت رضوى عاشور على العديد من الجوائز الأدبية، ومن أهم هذه الجوائز جائزة كفافيس للأدب فى عام ٢۰۰٧ وجائزة سلطان العويس للأدب فى عام ٢۰١٢، بالإضافة إلى كونها روائية، هى أستاذة جامعية درست النقد الإنجليزى فى آداب القاهرة.
قامت بكتابة العديد من الدراسات الهامة فى النقد التطبيقى، كما شاركت فى اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الإحتلال الصهيونى فى مصر.
تأثرت رضوى عاشور بالثورة المصرية فكتبت عنها فى كتابين هما أثقل من رضوى و الصرخة.
تناولت فى هذين الكتابين كيفية تأثير الثورة المصرية فى حياتها، و كيف تشكلت نفسها من جديد أثناء و بعد قيام الثورة المصرية.
آخر إصدارات رضوى عاشور كتاب ” لكل المقهورين أجنحة ” الصادرة فى عام ٢۰١٩، و يضم هذا الكتاب عددا من المقالات تنشر لأول مرة للـ الكاتبة المصرية رضوى عاشور فى الأدب، و تجربتها مع الرواية التاريخية، و النقد الأدبى المعاصر.
رضوى عاشور من أفضل كاتبات مصريات باقية و خالدة بأعمالها الأدبية مهما مر عليها الزمان، فقد حفر التاريخ اسمها فى قلوب أجيال مختلفة من القراء.
الروائية والناقدة وهي من أفضل كاتبات مصريات، كتبت العديد من الأعمال الروائية و القصص المميزة. برعت بجدارة أن تجمع فى كتاباتها الروائية بين الرواية التاريخية، و التى تسلط فيها الضوء على فترة هامة منسية من التاريخ المصرى، و بين حكايات عن نساء مقهورات مهمشات.
من أعمالها الأدبية رواية العربة الذهبية لا تصعد للسماء ، و التى تطرقت فيها لعالم سجن النساء و كشفت فيها ما تتعرض له الفتيات والنساء فى السجن من ظلم، وقمع، وذل واهانة كرامة.
كانت نقطة انطلاقها فى طريق الأدب روايتها البشمورى، والتي تناولت فيها جزء مجهول من تاريخ مصر أثناء فترة الحكم الاسلامى و قيام ثورة البشارمة. و البشارمة هم الفلاحون القبط، وقد قاموا بهذه الثورة ضد الخليفة المأمون، ولكن الخليفة قضى عليهم تماما.
من أعمالها الأدبية المميزة رواية كوكو سودان كباشى، تناولت فيها فترة مجهولة من تاريخ مصر و السودان، و مشاركة شعب البلدين فى حرب لا يملكون فيها جوادا ولا ناقة. و تسمى هذه الحرب بالحرب الأهلية المكسيكية، ووقع الكثير من الضحايا فى هذه الحرب دون أن يذكرهم التاريخ فى صفحاته أو يتذكرهم أحد.
انصب اهتمام و شغف سلوى بكر على كشف خبايا التاريخ المصرى، مع كشف جوانبه الخفية، و توضيح خصوصية الهوية المصرية. وهذا ما تناولته في آخر رواياتها شوق المستفهم الصادرة في عام ٢۰١٦.
سلوى بكر الكاتبة المصرية، استطاعت بجدارة أن تضع نفسها فى منطقة مميزة لا ينافسها فيها أحد، على الرغم من صعوبة الوصول لهذه المنطقة، كما برعت فى إلقاء الضوء على فترات مجهولة فى التاريخ المصرى للكشف عن دواخل، و دهاليز الشخصية المصرية و هويتها.
الكاتبة المصرية والروائية، والشحصية الأكاديمية. حصلت على الدكتوراه فى الأدب العربى من جامعة القاهرة. أولى أعمالها الأدبية هى المجموعة القصصية ريم البرارى المستحيلة، ثم روايتها الخباء التى صدرت فى عام ١٩٩٦، وحصلت ميرال الطحاوى على جائزة الدولة التشجيعية عن هذه الرواية.
من أشهر أعمالها رواية الباذنجانة الزرقاء، و صدرت فى عام ١٩٩٨، وتعتبر هذه الرواية بطاقة تعارف القراء بها.
عاشت ميرال الطحاوى الغربة، وعبرت عنها فى كتاباتها، حينما انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل هناك كأستاذة للأدب العربى فى جامعة أريزونا. خلال فترة حياتها بالولاليات المتحدة الأمريكية، كتبت رواية بعنوان بروكلين هايتس، و حازت على جائزة نجيب محفوظ عن هذه الرواية فى عام ٢۰١١.
برعت ميرال الطحاوى فى وصف عالم الصحراء و البادية، الذى نشأت و ترعرعت فيه، كما أتقنت تصوير حياة المرأة هناك، ووصف تفاصيل حياتها بدقة شديدة.
الكاتبة المصرية و أستاذة الأدب الإنجليزي بآداب القاهرة ، وناقدة أدبية . أسست سحر الموجى مجموعة أنا الحكاية بالتعاون مع عدد من الكاتبات و الشخصيات الأكاديمية فى عام ٢۰۰٩.كان الهدف الرئيسى من تأسيس هذه المجموعة الإهتمام بقضايا المرأة بشكل عام.
كما كانت تسعى من خلال هذه المجموعة إلى تشجيع الفتيات و النساء فى التعبير عن أنفسهن بشتى الطرق. و توضيح آرائهم بمنتهى الشجاعة، بالإضافة إلى سعيها المستمر لتغيير الصورة السائدة عن المرأة فى المجتمعات الشرقية بشكل خاص والعربية بوجه عام.
تطرقت كتاباتها لعالم المرأة المصرية العاملة، و ما تتعرض له من صعوبات، وما تواجهه من تحديات لإثبات ذاتها فى المجتمع، كما لاقت كتاباتها استحسان كبير من النقاد و القراء بمختلف أعمارهم و مستوياتهم.
حصلت روايتها الثانية نون على جائزة كفافيس العالمية فى عام ٢۰۰٧، و حققت هذه الرواية نجاحا مذهلا على المستوى النقدى و القراء.
كتبت أيضا سحر الموجى القصة القصيرة مثل مجموعة آلهة صغيرة و سيدة المنام. وآخر أعمالها رواية مسك التل، و تنتقل فيها بين الزمان و المكان، وذلك لرسم صورة عامة لتحولات وتغيرات المرأة المصرية فى سنواتها الأخيرة من خلال محاكاة بين شخصيات الخيالية فى روايات محفوظ وبين بطلة روايتها.
من أفضل وأشهر كاتبات مصريات الروائية والصحفية منصورة عز الدين. تعمل مديرة للتحرير في جريدة أخبار الأدب.
لفتت الأنظار إليها بعد صدور روايتها متاهة ريم عام ٢۰۰٤، و استطاعت من خلالها أن تمزج ببراعة بين عالمين مختلفين و هما عالم الواقع و عالم الأساطير.
أغلب رواياتها سارت على نفس النهج، بالإضافة إلى اعتمادها على التجريب فى كل عمل سواء كان رواية أو مجموعة قصصية. وصلت روايتها ما وراء الفردوس إلى القائمة القصيرة فى جائزة البوكر العربية عام ٢۰١۰. وترجمت هذه الرواية إلى اللغة الألمانية، بالإضافة إلى ترجمة بعض أعمالها إلى اللغات الإنجليزية و الألمانية والإيطالية.
وآخر أعمالها الأدبية مجموعة قصصية بعنوان مأوى الغياب، و التى وصلت للقائمة القصيرة فى جائزة الملتقى فى عام ،كما كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورته الـ ١٤ لعام ٢۰٢۰.
صدر لها العام الماضى رواية بعنوان بساتين البصرة، و تدور أحداث الرواية بين البصرة فى القرن الثانى الهجرى، وبين مدينتى القاهرة والمنيا ودلتا النيل خلال العصر الحالى، وتعتبر هذه الرواية الخامسة بالنسبة لها.
من كاتبات مصريات، الروائية رشا عدلي، و باحثة ومحاضرة حرة فى تاريخ الفن، حصلت على ماستر فى تاريخ الفن التشكيلى من أكاديمية لايم للفنون.وتقوم حاليا بتحضير الدكتوراة فى جامعة معمار سنان للفنون الجميلة باسطنبول.
بدأت مشوارها الأدبى عام ٢۰١۰ بصدور أول رواية لها بعنوان صخب الصمت. وفى عام ٢۰١١ نشرت أول كتاب لها بعنوان القاهرة المدينة والذكريات، و يعد هذا الكتاب الوحيد لها.
وتعددت أعمال رشا عدلى الأدبية، صدر لها عدة روايات مثل: الوشم، نساء حائرات وشواطئ الرحيل. ذاع صيتها عندما نشرت روايتها شغف فى عام ٢۰١٧، وكانت هذه الرواية ضمن روايات عربية في جائزة البوكر فى عام ٢۰١٨.وترجمت رواية شغف إلى اللغة الإنجليزية من قبل دار نشر هوبو أحد فروع الجامعة الأمريكية.
تندرج رواية شغف ضمن قائمة الروايات التاريخية، و تدور أحداثها فى زمنين مختلفين. وذلك عندما تقوم الباحثة التاريخية ياسمين، بالبحث على لوحة فنية تعود لأيام الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت.
هذه اللوحة لفتاة مصرية تدعى زينب، والتى أحبها نابليون بونابرت، لكنها وقعت فى حب فنان تشكيلي فرنسي متمرد يدعى ألتون. تمثل هذه اللوحة الفنية همزة الوصل بين عصرين مختلفين ، وهما أيام الحملة الفرنسية على مصر وما بعد ثورة يناير وتحديدا فى عام ٢۰١٢.
وسميت الرواية بشغف، لأنه العامل المشترك بين كل أبطال الرواية، فلكل منهم شغفه نحو شئ ما، ويدفع كل منهم ما يملك من وقت وجهد لاكتشاف هذا الشغف.
تميزت روايات رشا عدلى بالجمع بين التاريخ والفن، ويرجع ذلك إلى دراستها لتاريخ الفن، كما برعت فى استخدام تقنية الزمن المتعدد و ذلك من خلال تجسيد زمنين مختلفين والربط بينهما بعامل مشترك.
من رواياتها التي جذبت انتباه فئات مختلفة من القراء، رواية آخر أيام الباشا الصادرة فى عام ٢۰١٩، تدور أحداث الرواية حول جهاد بطل الرواية المعجب بشخصية محمد على باشا.
خلال رحلته يحاول جهاد تصحيح الصورة الخاطئة والظالمة للباشا. وصلت هذه الرواية للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام ٢۰٢۰.
أخر أعمال الكاتبة المصرية رشا عدلي هى رواية على مشارف الليل، و التى صدرت العام الماضى. أحيت رشا عدلى من جديد و بكل جدارة وإتقان، العودة لقراءة الروايات التاريخية، حيث تتميز رواياتها بالسهل الممتنع، بالإضافة إلى عنصر المتعة والسرد الشيق، مما يجعل القارئ يسبح فى بحر التاريخ إلى ما لا نهاية.
من ضمن افضل كاتبات مصريات مميزين وقد حصلت الكاتبة المصرية نهلة كرم على بكالوريوس الإعلام عام ٢۰١۰.
لفتت الأنظار إليها منذ صدور مجموعتها القصصية الأولى بعنوان أن تكون معلقا فى الهواء فى عام .٢۰١٢ ووصلت هذه المجموعة للقائمة القصيرة في جائزة ساويرس للأدب عام ٢۰١٤.
بعد النجاح الباهر الذى وصلت إليه، أصدرت روايتها الأولى بعنوان على فراش فرويد، والتى انبهر بها الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم، و اعتبرها من ضمن الروايات الجريئة لكاتبة موهوبة ناضجة فى فكرها وكتابتها فى آن واحد. وقد وصلت هذه الرواية للقائمة القصيرة في جائزة ساويرس للأدب المصري عام ٢۰١٥ و ٢۰١٦.
أصدرت مجموعة قصصية أخرى بعنوان الموت يريد أن أقبل اعتذاره عام ٢۰١٦، و قد وصلت للقائمة القصيرة لجائزة سواريس عام ٢۰١٧.
وآخر أعمالها الأدبية رواية المقاعد الخلفية، الصادرة فى عام ٢۰١٨. فازت نهلة كرم بجائزة ساويرس للآداب فى عام ٢۰٢۰.
تدور أحداث الرواية حول المشاكل العاطفية بين الشباب والبنات، والرعب من فكرة الزواج عامة، و الإقبال عليه لإرضاء الأهل، و ما تواجهه الفتيات من مشاعر متقلبة ما بين التردد و الحيرة ،و بين الشجاعة و التمرد داخل المجتمع الشرقى فى سبيل الحصول على شريك حياة مناسب.
حرصت نهلة على تقديم جميع أنواع الكتابة ما بين الرواية، و القصة القصيرة، و المقالات الصحفية.
تتميز لغة نهلة كرم بقربها من قلب القارئ، ولها نكهة مميزة تجعل القارئ متمسكا بالرواية، حتى أنه يخيل له تقمص معظم تفاصيلها، بالإضافة إلى أن الهدف الرئيسى فى كتاباتها، هو الفتاة المصرية، وما تتعرض له من مشكلات داخل مجتمع ذكوري، و كيفية حل هذه المشكلات بطرق مختلفة و جريئة.
حرصت نهلة على تقديم جميع أنواع الكتابة ما بين الرواية، و القصة القصيرة، و المقالات الصحفية.
وهناك العديد من الكاتبات المصريات التي حققن نجاحاً في الفترة الأخيرة منهم ميرنا الهلباوي الكاتبة والصفية المعروفة بكتابتها الرومانسية والعاطفية.
تعددت واختلفت كتابة ال كاتبات مصريات، فكل واحدة منهن سلكت اتجاها مختلفا فى الكتابة. ربما للإجابة على تساؤل شغل بالها أو ربما للدفاع عن قضية ما، و لكن فى النهاية هن قدمن تجارب مختلفة خلقت دروب من الوعى و الأمل فى غد أفضل.