كتاب تاريخ مصر الذي يقدم لنا مجموعة رائعة من الأحداث التاريخية العظيمة التي شهدتها الحضارة المصرية منذ آلاف السنين. منذ بداية وجود الإنسان المصري القديم على أرض مصر، فقد استطاع أن يبرهن لجميع الشعوب أن ما بناه هو حضارة عظيمة قوية رائدة في كثير من المجالات الهامة.
فإليكم اليوم كتاب تاريخ مصر القديم، قدمه لنا العالم المصري والدكتور الكبير رمضان عبده علي، كما سيكون بين أيديكم معلومات عن كتاب تاريخ مصر القديم للعالم الراحل جاب الله علي جاب الله ما بين الأهرامات والأقصر وأسوان تاريخ يستحق الدراسة وسوف نعرض أهم ما تناوله من خلال السطور التالية.
قدم لنا عالم الآثار المصري الدكتور رمضان عبده علي أستاذ علم المصريات بكلية الآداب جامعة المنيا أعظم كتب التاريخ المصري ومن ضمنهم كتابه تاريخ مصر القديم، ولما كانت الحضارة المصرية القديمة تزخر بالكثير من الأحداث فقد استطاع الكاتب الكبير رمضان عبده علي أن يطرح من هذا الكتاب جزئين.
وقد جاء الجزء الثاني مكملًا للجزء الأول، وسوف نتناول الآن أهم المعلومات عن كلا الجزأين.
هذا الكتاب الذي يحتوي علي معلومات عن الفراعنة أعجب بها الجميع، وتمت طباعته لأول مرة تحت عنوان معالم تاريخ مصر القديم وذلك من خلال مطبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب فرع مدينة الإسكندرية وكان ذلك في عام 1979، ثم أعيد نشر الكتاب من قبل مكتبة نهضة الشرق وذلك في عام 1984 بجامعة القاهرة.
ولكن يخبرنا مؤلف الكتاب أنه قد أعاد طباعة الجزء الأول مرة أخرى ولكن تحت عنوان “تاريخ مصر القديمة” وكان ذلك في عام 1988.
وقد زخر الجزء الأول بالمزيد من الأحداث التاريخية منذ بداية الحضارة المصرية القديمة، فهو يتناول الأحداث منذ أقدم العصور وحتى نهاية الأسرة الرابعة عشرة وذلك بالتحديد في عام 1604 قبل الميلاد.
هذا الكتاب يعرض لنا تاريخ مصر السياسي وأهم الآثار ومظاهر الحضارة المصرية والتي خلفها الإنسان المصري القديم في كل العصور المختلفة، كما تناول شرح للأحداث السياسية الهامة وما قام به الملوك في السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.
كما يذكرنا الكاتب أن تاريخ مصر القديم يزخر بفترات مجيدة والتي تعبر عن جهد الإنسان وتفوقه.
كما انفردت الحضارة المصرية بما خلفته العناصر البشرية من آثار مختلفة ومتنوعة، وتعتبر الآثار التي خلفها لنا قدماء المصريين هي خير شاهد على تاريخهم كما فاقت قدرة الإنسان المصري القديم وصبره على صنع الحضارة غيره من البشر في نفس التوقيت.
التاريخ المجيد الذي قدمه المصري القديم هو دليل على نضجه السياسي، بالإضافة إلى ذلك يبين لنا الكتاب الظروف التي نشأ فيها المصري القديم وكيف كان تفاعله مع عناصر البيئة المحيطة.
وكيف استطاع رغم كل ما واجهته من ظروف عصيبة أن يقيم حضارة عريقة ويطور من التاريخ وأن يترك لنا بصمته على هذه الأرض الطيبة.
فالحضارة المصرية إذا تأملناها سوف نجد أنها تعكس الأحداث السياسية والاقتصادية ونظم الإدارة والحكم، بالإضافة إلى الحياة الدينية والعقائدية والحياة الاجتماعية وما يسودها من عادات وتقاليد.
كما يبين لنا الكاتب ما بلغه المصري القديم من تقدم في الحياة الفنية والآداب والعلوم المتنوعة، كما يعكس لنا أيضًا ما كان يمارسه المصري القديم في حياته اليومية وما دونه من نصائح وحكم، فقد كان هذا هو الدليل المادي الذي استطاع الكاتب أن ينهل منه ما قدمه في كتابه.
كما استطاع أن يروي لنا كيف كان التطور والتفوق الذي ارتقى بالحضارة المصرية بين حضارات العالم القديم، وكيف كانت مكانتها عظيمة وكيف استطاع المصريون القدماء استغلال ما لديهم من ثروات طبيعية مع الحفاظ على وحدتهم السياسية على مدى آلاف السنين.
حاول مؤلف كتاب تاريخ مصر القديم أن يقدم لنا كل الأحداث التي مر بها المصري القديم، ولذلك هناك بعض الاقتباسات الهامة التي تضمنها الكتاب ونذكر منها ما يلي:
“إن أهمية هذا التاريخ لا ترجع إلى عامل القدم فحسب بل لطابع الاستمرار فيه، فنجد أن العصور التاريخية قد تتوالى وراء بعضها البعض، ولكن لا تختلف كل منها عن الأخرى، ولا تنفصل بعضها عن بعض بعوامل انفصالية كبيرة أو عميقة”
“نجح المصري القديم عبر عصور هذا التاريخ الطويل أن يحافظ على الإطار العام والملامح العامة لتاريخه عبر العصور الطويلة المختلفة، على الرغم من أن الإطار العام قد تأثر أحيانًا بفترات تمزق وعوامل ضعف عديدة اتخذت مظاهر مختلفة”
“يكفي تاريخ مصر القديم فخرًا، أن عصوره المختلفة شهدت وفود العديد من الرسل والأنبياء عليهم السلام، منهم سيدنا إبراهيم وسيدنا يعقوب، وسيدنا يوسف وإخوته وسيدنا موسى الذي نشأ وتربى على أرض مصر.
وعاش في عصر أحد ملوكها القدماء، حتى اختاره الله سبحانه وتعالى هو وأخوه هارون ليبلغا رسالة الإيمان والإسلام لله إلى المسؤول فرعون وآله”
“لو تأملنا تاريخ مصر القديم جيدًا لوجدنا فيه العظة والعبرة لبني الإنسان، لأن المصريين القدماء أدركوا أنفسهم حقيقة الموت وأن الإنسان مهما أقام من آثار مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام، ومهما بلغ من وسائل المعرفة ومهما عاش من سنين.
فإن مصيره الموت ولم يبق من الإنسان إلا ذكراه ممثلة في آثاره، ولم يبق من تاريخه سوى الكلمات التي تعبر عنها نقوش وكتابات آثاره ووثائقه المختلفة”
ظهر الجزء الثاني من كتاب تاريخ مصر القديم للكاتب رمضان عبده علي والذي تم نشره في عام 1993 مكملًا لأحداث الجزء الأول، وهذا الكتاب يمثل مرجعًا قيمًا لمن يهتمون بالبحث في العلوم التاريخية وأغلب تخصصات العلوم الإنسانية.
كما يركز على بعض الموضوعات التاريخية الهامة والتي تشغل اهتمام الكثير من المؤرخين وباحثي التاريخ بكل ميولهم واتجاهاتهم الفكرية، وقد أوضح الكاتب في هذا الجزء ما واجهته الحضارة المصرية من صراعات وما حدث لها من هجوم خارجي لأول مرة.
تحدث الكتاب منذ نهاية الأسرة الرابعة عشر وما حدث من تمزق للحياة السياسية وكيف دخلت البلاد في حالة من الانحدار بعد أن بلغت ذروة التقدم، هوجمت مصر من قبل القوى الأجنبية وغزت الإمبراطورية الرومانية مصر وانتهى حكم المصريين القدماء بشكل رسمي حين أصبحت مصر إحدى مقاطعات الرومان.
هذا الكتاب الذي قدمه لنا الكاتب الكبير الراحل جاب الله علي جاب الله، والذي يلقي فيه الضوء على الفترة الانتقالية الثالثة في تاريخ مصر القديم والتي لم يهتم بها الكثير من المؤلفين، كما أنه يتناول مجموعة من أهم الموضوعات والأحداث التاريخية بما يشمله ذلك من تحليل لعلاقات مصر الخارجية.
هذا وقد أصبح كتاب تاريخ مصر القديم للعالم الأثري الراحل جاب الله علي جاب الله هو من أهم الكتب التي تناولت الفترة من بداية الأسرة الحادية والعشرين وحتى الأسرة الحادية والثلاثين.
أصدرت الإدارة العامة للنشر العلمي كتاب العالم المصري الراحل جاب الله علي جاب الله أستاذ حضارة مصر والشرق الأدنى القديم والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، وهذا الكتاب الذي ذكره وزير الآثار أنه أقل ما يمكن تقديمه لعالم كبير مثل الدكتور جاب الله والذي أفنى عمره في خدمة العمل الأثري.
هذا الكتاب يتمتع بأهمية علمية كبيرة ألقى فيه الضوء على فترة هامة من تاريخ مصر القديم وهي عبارة عن عصر الانتقال الثالث، كما أشار دكتور الحسين عبد البصير أن الكتاب يتناول تاريخ مصر القديم بالسرد والتحليل وما تخللها من مراحل قوة ومراحل ضعف وصراعات بين المصريين والفرس.
كما تأكد لنا أن الكتاب قد أخذ من المؤلف سنوات عديدة من البحث حتى يخرج لنا بهذا الشكل الأمثل.
الدكتور جاب الله علي جاب الله هو مؤلف كتاب تاريخ مصر القديم، وهو أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار في جامعة القاهرة، واستمر كذلك حتى أصبح رئيسًا لقسم الآثار المصرية بالكلية، ثم أصبح العميد.
وكذلك فهو من كبار العلماء الذين لهم العديد من الأوراق البحثية والتي قدمها في كثير من المؤتمرات المحلية منها والدولية.
كما أنه أشرف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه بالجامعات المصرية، بالإضافة إلى ذلك فقد ألقى الكثير من المحاضرات داخل مصر وخارجها باللغة العربية والإنجليزية.
كما عمل أستاذًا زائرًا لبعض الجامعات العربية والأجنبية ولديه الكثير من المؤلفات من أهمها كتاب تاريخ مصر القديم والشرق الأدنى القديم، وقد توفي في 14 إبريل عام 2012 عن عمر يناهز 73 عام.
توفرت لدى الحضارة المصرية القديمة مقومات الزراعة فكان بداية النجاح لها هو وجود وادي النيل، فشكلت التربة الخصبة والمناخ المعتدل والمياه أهم مقومات الزراعة التي تم إنتاج أهم المحاصيل من خلالها مما أسهم في تقدم الحياة الاجتماعية والثقافية، وذلك من خلال التنبؤ بموعد الفيضانات وبالتالي السيطرة على أضرارها.
تم استخراج المعادن التي توجد في منطقة الوادي وكذلك الصحراء المحيطة، كما تم وضع نظام كتابة مستقل وتم تنظيم البناء الجماعي والمشاريع الزراعية، بالإضافة إلى التطور في التجارة وتعزيز القوى العسكرية من أجل مقاومة الأعداء.
هذا وقد كان يتم تنظيم هذه الأنشطة من قبل الخبراء البيروقراطيين والزعماء الدينيين، كما استطاع الحاكم أن يسيطر على التعاون والوحدة بين البلاد في إطار نظام محكم من المعتقدات الدينية.
استغل المصريون القدماء المحاجر وتقنيات البناء مما ساعدهم في بناء الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع، كما استطاعوا الابتكار في أنظمة الري والطب وبنوا المعابد والمسلات الضخمة، كما أبدعوا في النقش على الزجاج وبالتالي استطاعت الحضارة المصرية القديمة أن تخلف لنا إرثًا دائمًا للبشرية.
ختاماً، فإن كتاب تاريخ مصر القديم بجزأيه الأول والثاني هو من أهم الكتب التاريخية التي تناولت فترة هامة من الأحداث المصرية والحضارة المصرية العريقة.
ومن خلال ما قمنا بسرده من أحداث فإننا استطعنا أن نجمع لكم كل ما قدمه الكاتب من معلومات هامة ورائعة وما تضمنه الكتابين من أحداث تاريخية عظيمة، ولذلك إذا كنت من المهتمين بقراءة الموضوعات التاريخية فإليك هذين الكتابين من أروع ما يمكن أن تقرأه في التاريخ المصري القديم.