كتب إرنست هيمنجواي مهمة لدي الكثير من الأشخاص. و لا شك أن الأدب الأمريكي والعالمي كله لم يشهد أديباً مماثلاً لهيمنجواي، وذلك ليس فقط بفضل حياته المُثيرة وخاتمتها الحزينة، ولكن لرونقه الأدبي، فقد صبغ كتاباته بلغة البُسطاء، بلغة سهلة وسلسة لا تتعارض مع مبادئ اللغة، وقريبة في نفس الوقت من ذهن الناس.
قد ترى أن السوداوية هي الوجه الأغلب على رواياته الأولى، ولكن سُرعان ما تغيرت نظرته إلى العزيمة والقوة اللذان يُصاحبان الإنسان في كل وقت وحين.. ولكن تعود السوداوية والاكتئاب في آخر حياته، ليهشم رأسه بطلقة رصاص مُنتحراً مثل والده وشقيقتيه.
في ذلك مقال سنحاول استعراض أهم كتب إرنست هيمنجواي والتي جعلته علامة بارزة في الأدب العالمي، وحاز بفضلها على جائزة نوبل في الأدب، ولكن أولاً علينا الحديث عن فكرة رواياته أو ما هي الفكرة الأكثر سيادة في رواياته:
تُعد فكرة الأبطال المُحاربين والجنرالات، هي الفكرة الأكثر شيوعاً في أدبيات “هيمنجواي” وذلك لأنه عاصر الحربين العالميتين الأولى حيث عمل ضابطاً على إحدى السفن الحربية، والثانية حيث كان يعمل مُراسلاً وشهد على صعود الرايخ الألماني وقتها.
كتب إرنست هيمنجواي تلك الرواية بعد الحرب العالمية الأولى، واستخدم كل خبراته عن الحرب فيها لذا تعد من ضمن روايات حربية كثيرة مستوحاه من الخبرات الحقيقية، بل واستلهم قصة الحُب التي حدثت بينه وبين إحدى المُمرضات اللائي قمن برعايته في المشفى في كتابة روايته.
تنقسم الرواية لخمسة أجزاء؛ الجزء الأول يروي المُقابلة الأولى للبطل “فريدريك هنري” مع المُمرضة التي ستراعيه بعد إصابته على الحدود “كاثرين”.
الفصل الثاني يروي تطور العلاقة التي جمعت كلا الاثنين، أما الفصل الثالث فتحكي عن انطلاق “فريديك” نحو الحرب، واكتشافه أن كاثرين حامل منه، ليمر ببعض الأحداث في الرواية تنتهي في الفصل الأخير بأن يهرب من القتل مع حبيبته “كاثرين” ليعيشا سوياً في إحدى الجبال الهادئة ينتظران ابنهما الوحيد، ولكن القدر يأبى لهما الراحة.
تنتهي الرواية وفريدريك يسير وحيداً أسفل المطر.
كانت تلك الرواية تُعد أولى الروايات الأكثر مبيعاً من ضمن كتب إرنست هيمنجواي، بل وحصلت على استحسان النُقاد، رغم كم الشتائم التي احتوتها صفحاتها، ومنعتها الرقابة، وكانت من ضمن كتب ممنوعة كثيرة في هذه الفترة، ولكن بالأحرى تم استبدلتها بشُرط،.
تحولت إلى فيلم في عام 1932م، بنفس الاسم، وذلك الاسم في الأساس “وداعاً للسلاح” مأخوذ من عنوان قصيدة شعرية للكاتب المسرحي الإنجليزي “جورج بيليه.
تعد هذه الرواية من ضمن كتب إرنست هيمنجواي التي تدور أحداثها حول الشخصية الرئيسية “روبرت جوردن” وهو شاب أمريكي يُسافر إلى إسبانيا لمواجهة قوات “فرانسسكو فرانكو” هناك، ويصدر أمر من قِبل القائد بأن على “روبرت” ومجموعة من الفدائيين تفجير الجسر لعرقلة قوات فرانكو.
عندما يتعرف روبرت على المجموعة ومن ضمنهم الشابة “ماريا”؛ وهي شابة إسبانيا يقع في غرامها، ويصير مُتخبطاً بين هاجسين؛ هاجس الخوف من القائد إن عصى أوامره وتقاعس عن أداء خدمته في تفجير ذلك الجسر.
وهاجس الخوف من الموت ومدى تعلقه بالحياة خاصة بعد أن تعرف على “ماريا”، والتي فقدت كل شيء مع اندلاع الحرب الأهلية، ولم يبقى لها سوى حب “روبرت” و”روبرت” كذلك.
بفضل تلك الرواية حصل هيمنجواي على جائزة “نوبل” وجائزة “بوليترز” الأمريكية، ولذلك تعد هذه الرواية من أهم كتب إرنست هيمنجواي.
تدور أحداثها حول رجل عجوز مُسن يعمل صياداً في كوبا، ويتعرف على شاب صغير، يحاول ذلك الشاب الصغير أن يُساعد العجوز خاصة بعد أن وجد أن العجوز لم يصطد أي شيء لفترة طويلة، وأن الحظ عابس في وجهه، فيرافقه الشاب في رحلاته، ويبدأ الحظ بالابتسام له مرة أُخرى.
كان الشاب الصغير هو ابتسامة الحياة له، ولكن في يوم ما يُمنع ذلك الشاب من الخروج لعرض المُحيط، فيخرج العجوز المُسن بمفرده ليصطاد سمكة، فيدخل في معركة مع أسماك القرش ويخسر فيها، حيث خسر سمكته وأجزاءً من قاربه.
حين يعود يُقابله الشاب ويبتسم له ويعده بأنه سيخرج معه للصيد غداً، فيبتسم العجوز مُتفائلاً رُغم ما تعرض له في البحر منذ ساعتين، ونالت تلك الرواية تلك الشهرة بفضل دعوة التفاؤل التي تمثل بها هيمنجواي، على عكس كتاباته الأولى والتي كانت تسودها الكآبة والحُزن.
أما ذلك الكتاب فهو مجموعة مقالات مُجمعةمن كتب إرنست هيمنجواي، يصف فيها رحلته إلى باريس مع زوجته وابنه الأكبر، وكذلك يصف فيها المدينة الأكثر رومانسية في العالم “باريس” بأسلوب شاعري مُتدفق.
يُردف في مقالاته كماً كبيراً من الأشعار في وصف المدينة وعلاقات الناس ببعضها البعض هناك، حيث تفجرت في ذلك العمل الطاقة الشاعرية لدى هيمنجواي ليصف من خلال السطور ما يجول في رأسه ويلج في صدره في تلك الرحلة.
يصف أيضاً مقابلته مع أغلب الكتاب من جميع أنحاء العالم، خاصة الروس، ويسرد المُناقشات والحوارات التي حدثت بينه وبينهم، فعند قراءتك لها ستشعر بأن فرنسا كانت في زمانهم كعبة المثقفين التي تستقطب لها كل الكتاب والمُفكرين.
ويبدو أن باريس لها رونق خاص عند “هيمنجواي” فلم ينساها حتى في ذلك الكتاب والذي كتبه مُتذكراً الفترة التي قضاها هناك من عام 1921م إلى 1926م.
يسرد في تلك الرواية أغلب المُناقشات التي حدثت بينه وبين الكُتاب العِظام مثل “عزرا باوند، سكوت فيتزجيرالد، جيرترود شتاين”، ويقول هيمنجواي في مُقدمة الرواية:
“إذا واتاك الحظ بما فيه الكفاية لتعيش في باريس وأنت شاب، فإن ذكراها ستبقى معك أينما ذهبت طوال حياتك، لأن باريس وليمة متنقلة”.
فتلك المُقدمة تكفي لشرح ذلك الأثر الذي تركته مدينة الجمال عليه، فجعلته لا يرى من المُدن أي مدينة فائقة الجمال كباريس، وظل يذكرها في أشعاره ومقالاته، وكأنها موروثه الثري الدسم الوحيد في حياته، أو كأنه وجد أنسه فيها.
في الأخير، ذلك المقال يُرشح لك أيها القارئ أكثر كتب إرنست هيمنجواي مبيعاً على مستوى العالم، قد تكون هناك روايات أخرى تعذر على الكاتب أن يسردها لك.
لكنه حاول سرد أكثر كتب إرنست هيمنجواي تأثيراً على الناس وعلى الأدب العالمي وخاصة الأدب الأمريكي، والذي استفاد بأديبه الأول “هيمنجواي” الذي ارتقى بفن الرواية في شكله الحربي من الموضع المأساوي الكئيب إلى موضع التفاؤل والتعلق بالحياة، وهناك روايات أُخرى على نفس ذلك النمط كرواية “جنة عدن” ورواية “عبر النهر وبين الأشجار”.
فقد كانت روايات و كتب إرنست هيمنجواي صورة يعكس من خلالها معاناة الشعوب أثناء الحرب، بل ومعاناته هو -شخصياً- كرجل عاصر الحربين العالميتين، فقد صبغ أبطال رواياته كلهم أنهم مجموعة من الشجعان أصحاب عزيمة وإرادة، لأنهم يريدون الحياة والسلام، يريدون أن يحيوا، لا أن يحاربوا