كتب عبد الوهاب المسيري من الكتب التي لاقت رواجاً كبيراً في مجال الأدب وسوف نتناول الحديث اليوم عن واحد من أبرز وأهم الكتاب العرب وهو المفكر وعالم الاجتماع المصري عبد الوهاب المسيري.
سنقدم لكم باقة من أروع كتب عبد الوهاب المسيري التي قام بتأليفها خلال مشواره المهني والأدبي.
استطاع الكاتب الراحل عبد الوهاب المسيري أن يقدم لنا مجموعة من الكتب الرائعة التي لاقت رواجًا واسعًا بين القراء وخاصًة أصحاب الفكر الفلسفي والسياسي، فإذا كنت ممن يقرأ في هذه الموضوعات فأنت بالطبع في المكان المناسب.
في البداية سوف نتناول أطراف الحديث عن النابغة الراحل عبد الوهاب المسيري ابن مدينة دمنهور، ومن ثم عن كتب عبد الوهاب المسيري التي نالت إعجاب الكثير من القراء، والتي تعد من أهم ما طرح من كتب سياسية في الأدب.
ولد في عام 1938 وتلقى تعليمه في مدارسها ثم انتقل في عام 1955 إلى جامعة الإسكندرية وهناك درس في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية ثم تم تعيينه معيدًا في عام 1959 بعد تخرجه.
وفي عام 1963 سافر في بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعلى ماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك وذلك في عام 1964 ثم على درجة الدكتوراه في عام 1969 من جامعة رتجرز بولاية نيوجيرسي.
عاد إلى مصر فعمل في التدريس بجامعة عين شمس ثم في عدة جامعات عربية ومنها جامعة الملك سعود، كما عمل مستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية وذلك لدى هيئة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
كما أصبح عضو مجلس الأمناء في جامعة العلوم الإنسانية والاجتماعية في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
انتمى المسيري إلى الحزب الشيوعي ثم حزب الوسط الإسلامي ثم شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية وذلك قبل وفاته وقد نظم من خلاله عدة مسيرات للتنديد بحكم مبارك، كما تعرض للاعتقال أكثر من مرة.
اهتم كثيراً بالكتب الفلسفية والفكرية والسياسية وكانت هي أهم مؤلفاته، وكان من أبرز كتب عبد الوهاب المسيري التي ألفها هو كتاب العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، العنصرية الصهيونية، من هو اليهودي وغيرها الكثير.
ولكنه في فجر يوم الخميس الموافق 3 يوليو عام 2008 انتقل إلى الرفيق الأعلى وذلك أثناء تواجده في مستشفى فلسطين بالقاهرة وذلك عن عمر يناهز 70 عام بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ولكنه خلف لنا إرثًا عظيمًا.
والآن سوف نستعرض معكم قائمة بأشهر كتب عبد الوهاب المسيري، عالم الاجتماع والمفكر والكاتب المصري القدير، ومن أبرز هذه الكتب ما يلي:
واحد من أهم كتب عبد الوهاب المسيري وهو كتاب اليد الخفية – دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية، وهو من أهم كتب الجاسوسية والمخابرات التي نالت أعجاب الكثير من القراء.
يتحدث مؤلف الكتاب عن العقلية التآمرية والتي تنظر إلى العالم من خلال النموذج الاختزالي ذي البعد الواحد، حيث يركز على اليد الخفية أو التفكير التآمري والذي بالطبع ينسب إلى اليهود.
وهو كذلك يتناول فكرة المؤامرة بكل جوانبها ويعتقد أن اليد الخفية لليهود توجد في كل مكان وبشكل خاص في أماكن صنع القرارات.
بالإضافة إلى ذلك فإن في اعتقاد الكثيرين أن اليهود هم أساس الأفكار الهدامة والحركات السرية في العالم، بل يظن البعض أن هناك فكرة أساسية لدى اليهود وهي الهيمنة على العالم بشكل كامل.
يتناول الدكتور عبد الوهاب المسيري في الفصل الأول من الكتاب فكرة المؤامرة والبروتوكولات وكيف يرتبط السحر والتنجيم باليهود.
أما الجزئين الثاني والثالث فهو يتحدث فيهما عن الأفكار الهدامة والجمعيات السرية وظاهرة اليهود المتخفين والحركة الفرانكية والماسونية وكذلك البهائية.
كذلك أضاف الدكتور المسيري ملحقًا مع الكتاب والذي يحتوي على دراسة تفصيلية لما يدور داخل الكتاب من أحداث، وقد تم نشر الطبعة الأولى من الكتاب في عام 1998.
ثم كانت الطبعة الثانية من هذا الكتاب الذي يعد من أهم كتب عبد الوهاب المسيري في عام 2001 وذلك من خلال دار الشروق للنشر والتوزيع وعدد صفحاته هو 330 صفحة.
وهذا الكتاب هو أول كتاب تم نشره باللغة العربية من بين كتب عبد الوهاب المسيري، وانتقل في هذا الكتاب من المادية إلى الإنسانية والإسلام، واستخدم أدواته التي تحقق له خلاصه الروحي ورفض المادية بكل جوانبها ومن أهمها الفردوس الأرضي كما أطلق عليه.
حيث يظن أنه يجعل الإنسان مجرد سلعة وهو ما يبدو في الحقيقة تمرد منه على العصر الحديث في الغرب، وظهر فيه نوع جديد اسمه الحساسية الفردوسية والتي تدعو إلى تحقيق الفردوس على الأرض وذلك عن طريق إشباع كل رغبات الإنسان.
وقد اعتبر أنه منطق خطر للغاية حيث أنه يحل النجاح العاجل في الدنيا محل النجاح الآجل في الآخرة، وقد لاحظ الدكتور المسيري أن هذا التيار ينتهي بالإنسان من الفردوس إلى جهنم.
إضافة إلى ذلك يتناول الكتاب التاريخ الأمريكي والتشابه بينه وبين التاريخ الصهيوني وكيف بدأ كل منهما، كما أن نقطة التشابه بينهما تكمن في العنف العنصري، وقد تم نشر الكتاب من خلال دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر وعدد صفحاته هو 163 صفحة.
ويعد هذا الكتاب من أهم كتب عبد الوهاب المسيري الجامعة التي تم نشرها باللغة العربية، حيث أنه عبارة عن سيرة ذاتية وصف من خلالها الدكتور عبد الوهاب المسيري مشواره المهني ومسيرته الفكرية والأدبية ولم يلتزم فيه بالتسلسل الزمني لحياته.
وقد ضم الكتاب جزأين، فكان الجزء الأول منها هو التكوين والذي انقسم إلى البذور الأولى والتي وصف فيها المسيري أسرته ونشأته في مدينة دمنهور.
ثم انتقل إلى الفصل الثاني والذي تحدث فيه عن التحاقه بالجامعة في مدينة الإسكندرية ثم الفصل الثالث الذي انتقل فيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعثته بها وحديثه عن بعض الشخصيات التي تعرف عليها.
أما الفصل الرابع فقد تحدث عن انتقاله من بساطة المادة إلى رحابة الإنسانية والإيمان، ومن ثم انتقل إلى الجزء الثاني وهو عالم الفكر والذي ضم خمسة أجزاء هو الآخر.
فكان الجزء الأول بعنوان النماذج الإدراكية والتحليلية، والجزء الثاني هو بعض الثمرات الأولى، والثالث هو الصهيونية والرابع هو الموسوعة وتاريخها.
ثم الخامس والأخير وهو في عالم الأدب والفن، وقد تم نشر الكتاب في عام 2005 وذلك من خلال دار الشروق للنشر والتوزيع وعدد صفحاته هو 715 صفحة.
وهو واحد من أهم وأبرز مؤلفات وكتب عبد الوهاب المسيري، ويتناول من خلاله الحديث عن الموسوعة البريطانية وكيف أنها اقتصرت في مراجعها وكتبها على العلمانية الجزئية ولم تتناول الحديث عن العلمانية الشاملة.
وتعني في رأي المسيري فصل الدين عن الدولة وذلك من الجانب السياسي، أما الجانب العلمي لها فهو الاحتكام إلى قواعد العلم الحديث، بينما فسر العلمانية الشاملة أنها إنكار المعاني الإنسانية.
ويستخدم المسيري بعض التفسيرات والمصطلحات الدلالية مثل التشيؤ وهو التعامل مع الإنسان أنه شيء وذلك مثل ما فعله الأمريكان مع الهنود الحمر و إبادتهم لهم.
كذلك ما فعله هتلر مع اليهود وكيف أن هؤلاء قد تعاملوا مع الإنسان على أنه شيء غير مرغوب فيه ولابد من التخلص منه.
قد تم نشر الكتاب من خلال دار الشروق للنشر والتوزيع بالقاهرة وقد صدرت الطبعة الأولى منه في عام 2002 والثانية في عام 2005 والثالثة في عام 2008، وهو عبارة عن 340 صفحة.
وهذا الكتاب يتناول إشكالية منهجية، حيث يشير من خلاله إلى ضرورة استخدام النماذج المركبة والتي لا تعتمد في تفسير الظواهر على عنصر واحد، بل تنتقل إلى عدة عناصر سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها.
كذلك يشير إلى الابتعاد عن النماذج الاختزالية والوصول إلى النموذج التحليلي المركب الذي يكون متعدد الأبعاد والمستويات.
كما يتضمن الكتاب تعريف بالنماذج المعرفية وما هي علاقة الإدراك بالواقع ويقارن ما بين النماذج المركبة والنماذج الاختزالية.
هو أحد كتب عبد الوهاب المسيري التي قامت دار الشروق للنشر والتوزيع بالقاهرة بنشره، وهو عبارة عن 383 صفحة وذلك في عام 2020.
هو أحد كتب عبد الوهاب المسيري وهو عبارة عن مجموعة أشعار صغيرة عبرت عن تطور مشاعر المؤلف وتتابع استمرار رحلته الفكرية والتي يسعى من خلالها إلى إلقاء الضوء على اللحظات الدالة في حياته.
قد صاغ ذلك بطريقة الشعر والصور المجازية وكيف تطورت أفكاره من البراءة إلى الحيرة ثم الخبرة ثم العودة إلى فردوس الإيمان.
ورغم أن القراء اعتادوا من الدكتور المسيري في كتاباته على البرودة العقلية إلا أنه كشف من خلال هذه المجموعة الشعرية مدى البعد الداخلي لشخصيته ومراحل تطورها.
هذا الكتاب تم نشره من خلال دار الشروق للنشر والتوزيع بالقاهرة وذلك في نوفمبر عام 2018 وعدد صفحاته هو 166 صفحة.
ويعد واحد من أهم كتب عبد الوهاب المسيري الفلسفية، فهو يتناول معنى الفلسفة المادية والتي تشكل البنية الفكرية التحتية ورغم أنها ارتبطت في عقول الكثيرين بأنها تعني العقلانية والتسامح والتقدم إلا أن هذا الكتاب يتناول نظرية نقدية لها.
فهو يقدم توضيح لمعنى الفلسفة المادية وماهيتها كما يبين مواطن قصورها من خلال تفسير ظاهرة الإنسان.
وقد انقسم الكتاب إلى ثمانية فصول، الفصل الأول منها عن معنى الفلسفة المادية، والثاني يوضح الفروق الأساسية بين الظاهرة والظاهرة الإنسانية وفشل الفلسفة المادية في تفسير ظاهرة الإنسان.
إلى أن وصل إلى الفصل الثامن والأخير والذي يبين كيف أن الرؤية المادية هي رؤية إبادية في جوهرها بحيث يطبق ذلك على إبادة اليهود، الكتاب تم نشره من خلال دار الفكر للنشر والتوزيع وذلك في عام 2010 وضم الكتاب 244 صفحة.
في النهاية، فإن هناك الكثير من كتب عبد الوهاب المسيري التي آثر بها قلوب الناس والقراء على مدار سنوات عديدة، ولكن رغم رحيله المبكر عنا إلا أنه استطاع أن يقدم لنا ميراثًا عظيمًا لا يمكن لأي شخص أن ينكره أو أن ينكر قيمته الكبيرة.