من نسائم تهب من أقصى الشرق حاملة رائحة بخور أعواد الخيزران. إلى آثار طريق الحرير الذي اكتظ يومًا ما بقوافل التجار حاملة على ظهرها بضائع الملح واللبان والبخور. وصولًا لسورها الملقب بـ “سور الصين العظيم”، والذي يحمي بلد يقطنها قرابة المليار والنصف شخص.
هناك حيث يرقد مارد قد يجتاح العالم يومًا ما، ويمسك بمفاصل اقتصادها المهمة، فترقد معها العديد من الحكايات والقصص المشكلة لحضارة عريقة، والتي اختزلتها واحدة من فنونها، ألا وهي الكتب والروايات.
تعد جمهورية الصين الشعبية ثاني أكبر بلد مساحة برية في العالم، وتمتلك أكبر ثروة بشرية من حيث العدد، وعلى أرضها نشأت واحدة من أعرق الحضارات حول حوض النهر الأصفر.
وبالإضافة إلى كل ذلك، فقد سبقت الغرب في اختراع الطباعة. ويعتبر الأدب الصيني وما فيه من كتب وروايات صينية، يعود عمره إلى 2200 ق.م، من كلاسيكيات الأدب العالمي وأعرقه.
وقد مرت كتب وروايات صينية في الأدب الصيني بأطوار عديدة تأثر بوضع الصين نفسها، فظهرت انعكاسات أهم الأحداث في البلد على الأدب، سواء في المواضيع أو في أسلوب الكتابة. وقد تعددت وتنوعت تلك المواضيع ما بين الشعر والمسرح والتاريخ والفلسفة والسياسة والدين والعلوم.
ومن منطلق التعرف عن قرب على هذا الأدب، وهو الأقل رواجًا في مجتمعنا العربي، سنسرد لكم قائمة من عشرة كتب وروايات صينية حققت شهرة ونالت استحسان جمهور القراء العالمي. وسواء إن كنت قد قرأت للأدب الصيني من قبل، أو أنها تجربتك الأولى، فتأكد بنسبة كبيرة أنها ستنال استحسانك أنت أيضًا.
وإليكم هذه القائمة ببعض كتب وروايات صينية في الأدب الصيني:
من ضمن كتب وروايات صينية معروفة بأسلوب أشبه بالمذكرات الملحمية، تحكي الكاتبة عن تاريخ الصين في فترة الاحتلال ثم الشيوعية. ومن خلال قصة ثلاث نساء في فترات زمنية مختلفة، أشبه بالبجعات التي تنتمي في الأصل للماء أكثر من اليابسة.
هي الجدة والابنة والحفيدة. حيث تحكي الكاتبة هنا عن قصة حياتها الحقيقية كحفيدة وعن أمها وجدتها. فجاءت الرواية ممزوجة بنكهة الواقع المعاش لثلاث فترات زمنية، كانت قصص هؤلاء النساء عنوانها.
فمن جدة مُنحت كخليلة لأحد الأمراء بلا حول منها ولا قوة. إلى ابنة سلكت طريق المخابرات لتهريب أسرار الحرب للشيوعيين، وبروح ثائرة فذة لا تخاف، مشكلة بذلك مفارقة مهمة في قصص الحرب المتزاحمة في فترة الاحتلالات المتعاقبة على بلدها الصين.
وصولًا إلى الحفيدة، كاتبة الكتاب، وهي التي نشأت في بيئة غير اعتيادية، وسط أفكار المقاومة والثورة بسبب أب وأم ثائرين، وعائلة محمومة بمشاكل الوطن.
إن هذا العمل، والذي يعد واحد من أهم الأعمال المعاصرة الصينية، والتي تحكي بشفافية عن الوطن، وتتنقل بين أركانه من حكام إلى محكومين، ومن قصور إلى سجون، ومن الجمهور كأغلبية خانعة إلى حاكم أو محتل كأقلية مستبدة.
تمازج أرواح النساء في هذا العمل، يتركنا في حالة تفكر في حال النساء في كل بقعة على الأرض، ودورها وموقعها من الحروب والثورات والأحداث المفصلية في عمر أي بلد، وأهمية النظر عن قرب لها ككيان مهم في كل هذه الأحداث، كما فعلت كاتبتنا في هذا العمل.
من ضمن كتب وروايات صينية معروفة في الصين وفي القرن الثالث عشرة ميلادية، حيث مملكة تدعى سونغ المهددة بخطر الانهيار لسببين، أولهما هجمات العدو الخارجي، وثانيهما فساد داخلي استشرى في الحكومة.
من خلال هذه المشاهد التاريخية البحتة، تخرج لنا مجموعة من جرائم القتل المحيرة، والتي يسطع معها نجم بطل الرواية المحقق الشاب الذكي سونغ تسه. يقوم هذا المحقق بكشف اللثام عن حقيقة هذا الجرائم، بعضها حديثة والأخرى عفا عليها الزمن.
بذكاء وحرفية في الكتابة ينقلنا الكاتب إلى وقائع الأحداث في الصين في تلك الفترة. ونعيش مع محققنا الشاب سريع البديهة، وقائع الجرائم المتنوعة من قتل عن عمد وتزييف حقائق إلى طمس أدلة.
الجدير بالذكر أن شخصية المحقق “سونغ تسه” هي شخصية من أرض الواقع وليست من بنات أفكار الكاتب. فهو أول محقق في موقع الجريمة في تاريخ الصين، نقل لنا الكاتب هذه الأحداث كما حدثت في وقتها.
وقد تجسدت شخصية المحقق سونغ تسه، بالإضافة لهذا العمل، في مسلسل تلفزيوني عُرض في العام 1999 باسم Witness to a Prosecution.
نقف هنا أمام عمل لم يكتب بالصينية ومن ضمن كتب وروايات صينية معروفة في العالم، ولكن كاتبته مولعة بحضارة الشرق المتجسدة في الصين، فالكاتبة الأمريكية ليزا سي من أصول صينية، أو أنها ليزا النصف صينية، كما تفضل أن تقول.
لم تبعد ليزا عن أجواء الصين كثيرًا. فقد نشأت وترعرعت في الحي الصيني في لوس أنجلوس، فكبرت محبة لهذه الثقافة، وكانت حاضرة بقوة في أغلب تفاصيل حياتها، والتي انعكست بالضرورة على موهبة الكتابة عندها.
حيث جاءت أعمالها الأدبية زخمة بالثقافة الصينية وبعادات سكانها وتقاليدهم. وإحدى هذه الأعمال، هي هذه الرواية، وتسافر بنا الكاتبة في هذا الرواية إلى الصين في القرن التاسع عشرة ميلادية. وعن قرب ندخل إحدى المقاطعات التي تقطنها زهرة الثلج بطلة الرواية.
تتكون بين هذه الفتاة الصغيرة وبين فتاة أخرى رابط صداقة مقدس. حيث تكتب إحداهما للأخرى على ظهر مروحتها الحريرية رسائل صداقة، وبلغة سرية مشفرة لا تتحدث بها إلا النساء هناك، بعيدًا عن تطفل الرجال وسطوتهم.
تمتد هذه الرسائل بالذهاب والعودة بامتداد العمر، وتستمر هذه العادة اللطيفة إلى النهاية. تفاصيل حياة، زواج وأمومة، فرح وحزن، عزاء وتهنئة، كلها محمولة على ظهر المروحة الحرير.
من ضمن كتب وروايات صينية وبعمل خفيف دافئ لا يتعدى الـ 200 ورقة، تطل علينا الكاتبة وطبيبة النفس الصينية “بي شو مين” لتمنحنا عصارة خبرتها بنظرة طبيبة مشهورة خبرت مواطن الضعف والقوة في النفس البشرية، وذلك في نصوص أدبية قريبة للقلب، ارتأت فيها دليل تتمنى أن نرى به طريق السعادة.
فقد جاءت النصوص في الأصل من قصص وأحداث واقعية حدثت لأشخاص التقت بهم صدفة أو كانوا مرضى يترددون على عيادتها. الإيجابية وجرعات من الأمل سوف تجدها بين دفتي هذا الكتاب.
كجرعة مركزة بلا أي حشو مبالغ فيه، جاء هذا العمل في قرابة الـ 100 صفحة فقط، ليوصل رسالة معينة هدفها كشف المستور عن واقع المرأة في الحياة، وهذه المرة عن المرأة في مجتمع الصين قديمًا القابع في الشرق البعيد. لتأكد لنا ان قصص النساء تتشابه باختلاف الأماكن والأزمنة.
هنا حيث الصين لازالت إقطاعية وفي فترة ما قبل الحرب الأهلية، والنساء وقد قضى المجتمع على كيانهن، وسُلب منهن حق الحياة.
سنرى مع بطلة الرواية صور من المآسي والقسوة وعادات الصين الصارمة والمرعبة في فترة الإقطاعية، حيث تحملت نصف أعبائها النقطة الأضعف في المجتمع، النساء. كما سنرى انعكاس هذه العادات على تشكل شخصيات متنوعة من النساء، بداية بالأكثر خباثة إلى الأكثر طيبة.
الجميل في العمل أنه وفي صفحات قليلة، استطاع أن يوصف النساء وصفًا جيدًا. وقد أُدرج ضمن قائمة أفضل مائة رواية صينية في القرن العشرين. كما وتحول إلى فيلم باسم “ارفعوا المصابيح الحمر”.
عمل رابع من ضمن كتب وروايات صينية نجد فيه أن محور أحداثه قضايا المرأة والنساء. وهذه المرة عن فتاة من أسرة ميسورة الحال وبسيطة من عامة الشعب، كُتب لها الدخول لقصر الحاكم كزوجة لابنه. زيجة ظاهرها العسل وباطنها المر.
حيث ستتحدث الرواية عن معاناة المرأة الباحثة عن حب مع زوج غريب الأطوار. وبحثها المستمر ينتهي بها أمام عالم الفضة وأدواتها، انه عمل مختنق بالأحداث بين زحمة المشاعر المضطربة والمستفيضة، تنتهي بنا بنهاية كلها تساؤلات عن من هو المخطئ الحقيقي في كل الأحداث يا ترى!
هذه المرة مع مجموعة قصصية من ضمن كتب وروايات صينية تم انتقاؤها بعناية واصدارها بطبعة حديثة ومنقحة. وهي عبارة عن مختارات أديب الصين المعروف لو شون، حيث تعد هذه القصص من الكلاسيكيات الصينية والصادرة عام 1918.
تحكي هذه القصص عن الصين كبلد، وكأمة، من أقصاها إلى أقصاها لذا تعد من افضل كتب للقراءة يمكن قراءتها عن تاريخ الصين، وبتنوع في القصص والأهداف المستقاة منها. وهي مدخل جيد للتعرف على الأدب الصيني القديم.
الزمن كالنهر يجري مسرعًا بلا توقف حتى مصبه الأخير، وحيواتنا كالقوارب في مجراه. بهذا العنوان اللافت جاء يو هوا ليحكي لنا عن مسار زمني لشخص يدعى سون لين. فيتتبع حياته من سن السادسة حتى سن الثامنة عشر عامًا.
ومن خلال سون كطفل، وسون كبالغ، تأتي الأحداث متدفقة كالعالمين المتوازيين لنفس الشخص، حيث يتأرجح ما بين الطفولة وما بعدها.
الكثير من المواقف الطريفة المقننة بسوداوية، وحياة الريف والمدينة، الفرح والحزن، التقاطع والتوازي، والتناقض المحمول على أكتاف التشابه، تتأرجح كلها في عمل عميق في طرحه.
من ضمن كتب وروايات صينية وهنا يقدم لنا البرفسور تشانغ، وهو أحدث الباحثين في التاريخ الصيني، من خلال هذا العمل الضخم بلده الصين ومراحل تطورها من دولة متهالكة إلى دولة متحضرة بنهضة أخذت من الزمن ثلاثين عامًا.
الصين كقوة اقتصادية وبنمو مطرد في فترة بسيطة استقت من منهجها الخاص وتجربتها الفريدة للنهوض من براثن الفقر والعجز. حيث جاء نهوضها أقرب إلى صورة الاكتفاء الذاتي والاستفادة من خبرة التجارب المحلية لا المستوردة. فهي تجربة مختلفة ومغايرة عن تجربة النهضة الأوروبية وتستحق القراءة والاطلاع.
نختتم قائمتنا لـ كتب وروايات صينية بقصة موجهة للأطفال من عمر العشر سنوات بصفة خاصة، ومن الممكن للكبار قراءتها. حيث تختزل الكثير من القيم والأهداف والرؤى النبيلة.
حيث بطل قصتنا صبي يدعى “اوك”، يعاني من الوحدة ومن اتهامات بالسرقة بريء منها. تأخذنا الأحداث اليومية المتواترة إلى أحلام الطفولة الجميلة والتي تكتنز الكثير من الدفء.
والجدير بالذكر أن الكاتب معروف بأعماله الموجهة لفئة الأطفال والمراهقين، لتحكي بدقة عن الطفولة وحمايتها من عبث العابثين، ليأتي وصفه للمشاعر دقيق ولائق حتى لعقول البالغين وليس للأطفال فقط ولكن ما هي معايير اختيار كتب الاطفال الواجب اتباعها قبل اختيار الكتب لهم.