كليوباترا تعد أسطورة، لم ولن تتكرر مرة أخرى، تمثل نموذج منفرد للمرأة الطموحة في عصرها، المُحاربة ، الشُجاعة فى مواجهة أى خطر يهدد بلدها، المُثابرة التى تُقدم على الدفاع عن وطنها بكل ما تملك، وأيضا هى الأنثى المُحبة التى ضحت من أجل من تحب، هي الزوجة والأم الحنون.
إنها الملكة كليوباترا السابعة، التى عُرفت بإسم كليوباترا، آخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر فى عام ٣٢٣ قبل الميلاد، واستمر حكمها لعام ٣۰ قبل الميلاد، عندما احتلت روما مصر.
ولدت كليوباترا بالإسكندرية فى يناير عام ٦٩ قبل الميلاد. وهى ابنة بطليموس الثانى، وقد خلفت والدها كملكة عام ٥١ قبل الميلاد، وتشاركت العرش مع أخيها بطليموس الثالث عشر، وقد عرفت كليوباترا بأنها جميلة، شخصية جذابة، ساحرة، قوية وذكية، أسرت جميع الرجال الذين أحبوها بشخصيتها المميزة ودهائها.
كانت دائما على خلاف دائم ونزاع مستمر مع شقيقها، وانتهى هذا النزاع بطردها من مصر.وفى ذلك الوقت كانت البلاد مملكة تحت سيطرة الحماية الرومانية، بالإضافة إلى أنها المصدر الرئيسى للقمح بالنسبة للشعب الرومانى.
فى عام ٤٨ قبل الميلاد، أقبل قيصر إلى مصر، وذلك بعد هزيمة بومبيوس فى فارسالوس. فى هذا الوقت كانت الحرب الأهلية ماتزال قائمة فيها. حاولت كليوباترا العودة إلى مصر.
يُقال أنها تعمدت الظهور فجأة أمام قيصر ملفوفة فى سجادة، وتوسلت إليه لكى يساعدها فى تحقيق غايتها للعودة إلى حكم البلاد.وبالفعل أسرته بشخصيتها وطريقتها فى الحديث، ومحاولتها استعطافه للوصول إلى هدفها المنشود أو ربما أسرته بمفاتنها أو منطقها بأنها ستكون أفضل من أخيها فى حكم البلاد.
بالفعل نجحت خطة كليوباترا، وساعدها قيصر فى التغلب على بطليموس الذى أغرق فى نهاية المعركة.
وحكمت كليوباترا بضع سنوات. وفى عام ٤۰ قبل الميلاد أصبحت مملكتها جزءا من نصيب الإمبراطور، الذى أصاب ماركوس أنطونيوس، عندما تم اقتسام العالم الرومانى بين كل من أوكتافيوس وماركوس ليبدوس وذلك بعد مصرع يوليوس قيصر.
وقع ماركوس أنطونيوس فى غرام كليوباترا، وكلفه حبه لها فقدان حظوته فى روما، حيث انتهى أمر أنطونيوس بالإنتحار، بعدما انهزم على يد أوكتافيوس فى معركة أكتيوم عام ٣١ قبل الميلاد، وعندما سمعت كليوباترا هذا الخبر انتحرت .
ولدت كليوباترا فى شهر يناير عام ٦٩ قبل الميلاد، وهى من أشهر ملكات مصر فى التاريخ. هى والدة بطليموس الخامس عشر المعروف بقيصرون.
تولت كليوباترا الحكم، وأصبحت ملكة بعد وفاة أبيها بطليموس الثانى عشر، وذلك فى العام ٥١ قبل الميلاد. تقاسمت العرش الملكى مع أخويها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر.
ما نقلته لنا المراجع والنصوص التاريخية عن كليوباترا، أنها إحدى أعظم ملكات مصر، على الرغم من الخلافات حول علاقتها بسياسة الإمبراطورية الرومانية. تعلمت اللغة المصرية، لتصبح الوحيدة من بين أفراد الأسرة البطلمية التى تعلمت اللغة المصرية القديمة حينها، كما أنها تشبهت بالآلهة إيزيس.
ادعت أنها تجسد حياتها على الأرض، ولقبت نفسها ب ايزيس الجديدة، وذلك يعكس قوة ذكائها السياسى، ومدى جديتها فى أن تحكم مصر بنجاح.
كانت كليوباترا ملكة ذكية وموهوبة، شغوفة بتعلم كل جديد، فقامت بقيادة الجيوش وهى فى سن صغيرة، كانت تبلغ الواحد والعشرين، تعلمت وتحدثت عدة لغات، استطاعت تحقيق الإستقرار والأمن والسلام فى البلاد خلال فترة حُكمها، كافحت الفساد بكافة أشكاله، عملت على استرداد أمجاد أسرتها الحاكمة.
تعلمت فى منارة العلم الإسكندرية، فتحت مخازن الحبوب لشعبها أثناء فترة المجاعات، ورفعت الضرائب عنهم، وشهدت مصر أثناء فترة حكم كليوباترا الازدهار والرخاء، ولم يرى شعبها فيها عيبا بسبب حسن ادارتها للبلاد ما حققته خلال فترة حكمها.
وصفت كليوباترا بأنها أثرت بشكل واضح وبنشاط فى السياسة الرومانية فى فترة حرجة، كما وصفها البعض بأنها تُمثل على الشعب وعلى من حولها للوصول إلى هدف ما لها كما لم تفعل أى امرأة أخرى فى العصور القديمة. تعد كليوباترا نموذجا يحتذى به للمرأة الفاتنة الرومانسية.
تنتمى إلى السلالة البطلمية، وقد أسس هذه السلالة ضابط الإسكندر بطليموس الذى أصبح فيما بعد بطليموس الأول حاكم مصر، ولأسباب سياسية أطلقت كليوباترا على نفسها لقب ايزيس الجديدة، وهذا اللقب ميزها عن الملكة كليوباترا الثالثة، التى ادعت أيضا أنها تمثل تجسيدا حيا للالهة ايزيس.
هي ابنة ال ١٨ عاما، كانت أكبر من أخيها بثمانى سنوات، فأصبحت هى الحاكم المهيمن المتحكم فى قلادة الحكم. كل الدلائل التاريخية تشير أن المرسوم الأول الذى يحتوى على اسم بطليموس يسبق لكليوباترا كان فى أكتوبر فى العام ٥۰ قبل الميلاد.
أيقنت كليوباترا أنها فى حاجة لدعم الرومان بشكل عام، ودعم قيصر بشكل خاص لاستاعدة العرش، وذكر هذا في الكثير من كتب تاريخ مصر القديمة.
بعض الشائعات عنها تقول أنها قامت بكتابة كتاب عن أسرارها للجمال، لتنقله للنساء الأخريات، ولكن كيف كان شكلها؟ وهل بالفعل كانت جميلة فى مظهرها وشكلها كما وصف لنا المؤرخون؟ لا أحد يعلم حقيقة هذا الأمر، ولكن أبدع في وصف شكلها أيضاً مؤلفين وكتاب الخيال العلمي المصريين.
انقسم المؤرخون والمؤلفون حول هذا الأمر فقد قيمها بلوتارخ على أن جمالها أزيد قليلا من المتوسط الجيد، وعلى النقيض تماما وصفها كاسيوس ديو أنها أجمل نساء العالم وقال عنها
” فقد كان فى النظر والاستماع إليها وهج وبريق “.
ومال الكثير من مؤرخى الفن المبكرين إلى تمييز أى امرأة تحمل ثعبانا على أنها كليوباترا السابعة ولا يوجد إلا صور قليلة جدا لآخر ملكة انقسمت لوحاتها إلى قسمين: بعضها صور ذات النمط المصرى المحفوظة على حوائط معبد دندرة، وتماثيلها، مرسومة بشكل تقليدى جدا لملكة غامضة لمصر.
تبدو طويلة، نحيلة، ترتدى أفضل أنواع الكتان والريشتين، لها شعر مستعار، تتزين بقرون بقرة ورأس أفعى الذى تتزين به أى ملكة فرعونية تقليدية، وقُرص الشمس، وتلك الصور لا تكشف إلا القليل عن حياة كليوباترا الحقيقية، خلافا على حلمها فى أن تصبح الأم الإلهة إيزيس.
على الجانب الآخر نمط التصوير غير المصرى لكليوباترا مختلف تماما، ولا يمكن تكهن أو افتراض أن كل هذه الصور حقيقية ومطابقة للواقع، لكنها تبدو أكثر واقعية ومنطقية للعين المعاصرة، حيث تظهر كليوباترا ترتدى فستانا، وشعرها مُصفف بضفيرة على شكل كعكة، ترتدى اكليلا على رأسها بشكل كلاسيكى وقور.
وظهرت صورتها على تماثيل الرخام السليمة فى روما، والعملات وهى صورة لإمرأة ذات أنف وذقن غير مثيرين، ورغم أن هذه الصور تظهر نفس الملامح مع اختلاف بسيط، بالإضافة إلى أن الملكة ليست على قدر كبير من الجمال، حيث ظهرت فى صورها على أنها عاقدة العزم بدلا من الإغواء.
وقال عنها بعض المؤرخون أنها اعتمدت على سحر صوتها، حيث قال عنها المؤرخ بلوتارخ والذى لم يعجب بجمالها كان من دواعى السرور الإسمتاع لصوتها، الذى استطاعت به كأى أداة موسيقية ذات أوتار، أن تنتقل من لغة لأخرى، حتى أنها لجأت لمترجم مرات قليلة أثناء حديثها مع الأمم البربرية “.
حتى الآن لم يُعرف كيف ماتت، يقول بعض المؤرخون أنها انتحرت بعد انتحار ماركوس أنطونيوس بفترة وجيزة، فقد كتب المؤرخ بلوترك أنه تم دفنهما بطريقة ملكية رائعة فى قبر بالقرب من مدينة الإسكندرية.
كما قال بعض المؤرخين، أن الضريح أصبح فى أعماق البحر بعد الزلزال الرابع في القرن الثامن، حيث تغيرت تضاريس الإسكندرية، وادعى البعض الآخر أنها وأنطونيوس دُفنا بالقرب من تابوزيرس ماجنا، وهو عبارة عن معبد قديم به العشرات من القبور والمومياوات.
وبعض الأقاويل تُرجح أنه فى فجر أحد أيام منتصف أغسطس سنة ٣۰ قبل الميلاد، قام أحد خُدام الملكة كليوباترا بتقديم ثعبان الكوبرا كوسيلة لإتمام عملية انتحارها، وذلك بعد أن سمعت بهزيمة زوجها القائد الرومانى مارك أنطونيوس فى الحرب.
كما أن ثعبان الكوبرا السامة هو رمز وشعار للملكية فى العصر البطلمى تعلو هامات الملوك، ذكر بعض المؤرخين أن الكتف اليسرى لكليوباترا، هى التى تلقت اللدغة الأولى، وادعى آخرون أنه ثدى كليوباترا الأيسر العارى.
انتحرت بعدما أصابتها حالة من اليأس الشديد، حيث وضعت حية سامة على صدرها، وكان أوكتافيوس يتمنى أن تسير الملكة القوية التى تحكم مصر فى موكب نصرته فى روما، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وانتحرت ، ووراى جثمانها التراب.
اتجه أوكتافيوس لتنظيم الحكومة، وأعلن ضمُه مصر لسلطة الشعب الرومانى، وأعلن ذلك فى جملة قصيرة للغاية لا تحتوى على أكثر من خمس كلمات، وبعد وفاتها قام الرومان بقتل ابنها قيصرون، خوفا من مطالبته للإمبراطورية الرومانية تولى الحكم كوريث ليوليوس قيصروولى عهده.
قال المؤرخ اليونانى كاسيوس ديو عن وفاتها. لم يعرف أحد على وجه اليقين كيف ماتت.فقد وجدوا ثقوبا صغيرة فى ذراعها، وافترض البعض أنها جلبت أفعى صغيرة سامة لنفسها.
كما نفى البروفيسور كرستوف شايفر واقعة وفاتها بلدغة ثعبان الكوبرا، ورجح سبب وفاتها أنها شربت توليفة أو كوكتيلات من العقاقير، وكانت حجته على ذلك أن لدغة الأفعى كانت ستُعرض لألم شديد، ومُبرح قبل وفاتها، بالإضافة للتشويه الجسدى الذى كان سيلحق بها، وهى المرأة التى عاشت طوال حياتها جميلة ومُعتزة بنفسها.