كيرة والجن، يُخَلِد التاريخ حكايات الأبطال، ويحفر أسمائهم لتظل باقية على مر العصور، وليعي كل جيل حجم التضحيات التي فعلها هؤلاء الأبطال، وليتعلموا دروسًا عن الحياة، ويُدركوا المعنى الحقيقي لكلمة انتماء، وليتفهموا أكثر ماذا يعني الوطن وأن أي ثمن يُدفع من أجله هو أقل القليل، وليعرفوا أن الإستقلال والحرية هما أغلى كنوز الأرض.
اليك مقال عن حكاية بير الوطاويط من هنا.
حقق فيلم كيرة والجن المأخوذ عن رواية ١٩١٩ للكاتب والسيناريست أحمد مراد نجا حًا ساحقًا بدور العرض في مصر والوطن العربي، حيث وصلت إيراداته حتى الآن ل ١۰٤مليون جنيه مصري وهو أعلى إيراد في تاريخ السينما المصرية.
يتناول فيلم كيرة والجن سيرة أبطال المقاومة المصرية، وما قاموا به ضد الإحتلال الإنجليزي أثناء وبعد ثورة ١٩١٩ وحالة الغليان التي مر بها الشعب المصري خلال هذه الفترة، والنتائج المترتبة على الشارع المصري بصفة عامة.
وسَلط فيلم كيرة والجن الضوء على أبطال المقاومة المصرية في ثورة ١٩١٩، فأغلبنا لم يعرف الكثير عن حياة هؤلاء الأبطال، ولم تسمع الأجيال الجديدة عن سيرة هؤلاء الأبطال.
وسأتطرق معك عزيزي القارئ في هذا المقال عن كل ما لا تعرفه عن أبطال المقاومة المصرية، ويتكون مثلث المقاومة المصرية من ثلاثة أضلاع رئيسية هما: أحمد عبد الحي كيرة، وعبد القادر شحاتة الجن ودولت فهمي.
اسمه الحقيقي أحمد عبد الحي كيرة. ولد في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط. إستطاع أحمد كيرة خداع الإنجليز بمنتهى المكر والدهاء والإحترافية المُتقنة، وتسبب في قتل عدد كبير منهم. درس أحمد كيرة في كلية الطب.
بدأت قصة أحمد كيرة منذ ثورة ١٩١٩، حيث اتفق عددا كبيراً من الشباب خاصةً الطلبة بالإعتماد على أنفسهم، فقاموا بجمع مبالغ من مصاريفهم الخاصة، وخصصوا هذه المبالغ لمراقبة المُحتل وتعقبه هو وعملائه، وتنفيذ عمليات لطرد الإنجليز من مصر وتحرير الشعب من جبروتهم وتحكماتهم واحتلالهم.
لَعِب أحمد كيرة دوراً بارزًا وأساسيًا في المقاومة المصرية، ولكن هذا الدور كان في غاية الصعوبة والقسوة على نفس أحمد كيرة وعلى حياته الأسرية والمهنية، وخَلق صورة مضادة غير حقيقية لشخصه أمام زملائه في العمل، وذلك من أجل تحقيق الهدف السامي للمقاومة المصرية وهو طرد الإنجليز من مصر.
تَمَكن أحمد كيرة من خداع الإنجليز بمنتهى البراعة، حيث جَسَد شخصية طالب مُستهتر غير وطني، ولا يعنيه الشأن السياسي، وما يتعرض له الشارع المصري من قهر وقتل وتعذيب على يد الإنجليز. كما أظهر ولائه وحبه للإنجليز وهذا خَلَق شُحنة من الكراهية لدى زملائه المصريين، وتعرضه الدائم للإهانة منهم والتحقير من شأنه بإستمرار لأنه أقرب المُقربين للإنجليز.
ونجح كيرة في إصطياد مدير مدرسة الطب الدكتور كيتنج داخل شِباكه. فقد سمح له كيتنج بالتجول داخل أروقة ومعامل المدرسة في أي وقت، بل في كل وقت بإعتباره طالبًا في كلية الطب. وأعطى كيتنج كل هذه الصلاحيات لأحمد كيرة لأنه رأى فيه ابنًا للإمبراطورية البريطانية.
واستغل أحمد كيرة تلك الفرصة أحسن استغلال. فاستولى على مواد كيمائية من المعمل، وسلمها للجنة مُكونة من بعض الطلبة المُختصين والمُتخصصين في صُنع القنابل، وكان يرأس اللجنة وقتها أحمد ماهر الذي أصبح رئيس وزراء مصر فيما بعد ١٩٤٥.
استمر أحمد كيرة في تسريب المواد الكيمائية للجنة تصنيع القنابل لفترة طويلة، ثم في عام ١٩٢٤ وعلى خلفية حادث مقتل السير لي ستاك، وبعد التحقيق واعترافات القتلة، انكشف القناع الحقيقي لدور كيرة، وبدأت المخابرات الإنجليزية في مطاردته.
أصدرت القوات البريطانية بيانًا لجميع مكاتبها في جميع أنحاء العالم. ونص هذا البيان الآتي: اقبضوا عليه حيًا أو ميتًا اسمه أحمد عبد الحي كيرة، كيميائي، كان طالبًا في مدرسة الطب، خطير في الإغتيالات السياسية ، قمحي اللون، متوسط القامة، يبلغ من العمر ٢٨ عاما.
وبعد انكشاف سره هرب أحمد كيرة لخارج مصر، حيث استطاعت قيادات الجهاز السري لثورة ١٩١٩ تهريبه بجواز سفر مزور من مصر إلى ليبيا ومنها إلى اسطنبول. وفي عام ١٩٣۰ قابل أحمد كيرة الكاتب الكبير يحيى حقي، حيث كان حقي وقتها مُوظفا في القنصلية المصرية بإسطنبول.
وبعد هذه المقابلة كتب حقي عن أحمد كيرة ووصفه بأنه بعبع الإنجليز. وكتب عنه: بعبع الإنجليز الذي يبحثون عنه بعد أن خططوا لإيقاعه في مصيدتهم. كنت لا ألقاه إلا صدفة وألح عليه أن نأكل معًا فيعتذر قائلا: قريبًا إن شاء الله وظل هذا حالي معه طيلة أربع سنوات كلما أدعوه يعتذر بأدب وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد.
كانت ملابسه تدل على مُقاومة عنيدة للفاقة، وغلبت صُفرته التحتانية على لونه الأصفر. يمشي على عجل، ويَحذُر كأنه يحاول أن يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلو كلامه من أي عاطفة فلا تدري إن كان متعبًا أم غير مُتعب.. جيبه نظيف أم دافئ معدته خاوية أم عامرة؟
وحاول يحيى حقي مراراً وتكراراُ أن يعرف أين يسكن أحمد كيرة. ثم عَرِف حقي أن كيرة يَسكُن في ثلاث شقق. كل شقة تَبعُد عن الأخرى في حي بعيد عن الآخر ولا ينام كيرة في فراش واحد أكثر من ليلتين تحسبًا لمراقبته من قِبَل المخابرات البريطانية، التي لن تَكُف عن مراقبته حتى تتمكن من القبض عليه حتى لو كان في أبعد نقطة على كوكب الأرض.
ولم يهدأ بال المخابرات البريطانية فبعد توقيع معاهدة ١٩٣٦ سافر إلى تركيا ثلاثة من عملاء الإنجليز في مصر من القلم السياسي وهما: جريفر، ماركو، إسكندر بورجوزافو وبرعوا في فعل حيلةِ ما لإستدارج أحمد كيرة.
ونجحوا في ذلك، وتم إغتياله، والتمثيل بجثته ملقية على الأرض لتنهشها الغربان والبوم. وهذه كانت نهاية قاسية وبشعة لبطل المقاومة المصرية أحمد كيرة الذي وهب روحه فداءا للوطن، وتعرض لأقسى الأحكام والكلام من زملائه المصريين في مُحيط عمله، فعاش غريبا ومات وحيدا بطريقة غير آدمية، تخلو منها جميع معالم الإنسانية. نهاية لا تليق بتضحياته ووطنيته.
تعرف على أسرار مدينة الإسكندرية من هنا.
للنساء دور كبير وبارز في ثورة ١٩١٩ وطرد الإنجليز من مصر، فالمرأة المصرية هي العمود الفقري على مر العصور في تاريخ الثورات المصرية، وهي قائدة طريق التغيير من أجل الحصول على حقوقها والتعبير عن نفسها.
ومن أكثر النماذج التي ساهمت في قضية المرأة وضحت بروحها من أجل الوطن وتحريره من الإحتلال الإنجليزي، وأحد المقومات الأساسية التي شاركت في ثورة ١٩١٩ هي دولت فهمي.
إنضمت دولت فهمي لتنظيم سري مُسلح أُطلق عليه اليد السوداء خلال ثورة ١٩١٩ تحت قيادة عبد الرحمن فهمي وأحمد ماهر. وكانت أهداف هذا التنظيم هي إغتيال الجنود البريطانيين، وإرهاب بعضهم مما يُمهد الطريق لطرد المحتلين من مصر.
لم تذكر كتب التاريخ دولت فهمي، ولم تُدَوِن عنها معظم مراجع التاريخ سيرتها الوطنية، ومشاركتها الباسلة في تنظيم اليد السوداء بسبب عملها السري. وكان هذا ضمن أهم أسباب بقاء سيرتها مغمورة.
إهتمت دولت فهمي بقضية تعليم البنات، وكانت همها الشاغل وقتها، وتم تعيينها وكيلة لمدرسة الهلال الأحمر القبطي للبنات، واستطاعت من خلال عملها وموقعها الوظيفي أن تحشد جموع المرأة للخروج في ثورة ١٩١٩.
حياتها:
نشأت دولت فهمي في صعيد مصر. ولدت في قرية أبو عزيز في المنيا، تربت وترعرعت فيها، ثم انتقلت إلى القاهرة وعاشت فيها، عملت ناظرة مدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات.
تميزت دولت فهمي بأنها شخصية كتومة، غامضة نوعًا ما، دائمًا هناك حواجز منيعة بينها وبين الناس، قليلة الإختلاط بهم، إمرأة قوية، صعيدية مسيحية، وأحد أهم الرموز الأساسية لبداية الحركة النسوية في مصر.
تضحيتها النبيلة وواجبها الوطني:
تميزت دولت فهمي بصلابتها وشجاعتها، وتلبية نداء الوطن حتى لو كان ذلك على حساب حياتها وسمعتها. فتبدأ حكايتها، وتشتعل ذروتها عند عبد القادر محمد شحاته الجن. كانت مهمة عبد القادر الجن،
التي كلفه بها تنظيم اليد السوداء هي التخلص من محمد شفيق باشا بعد موافقته على أن يكون وزيرا للأشغال والحربية والبحرية والزراعة في ظل سيطرة الحكومة البريطانية على مصر. وفي هذا الوقت كان جهاز الثورة يمنع تولي أى مصري منصب رئاسي أو وزاري في ظل الحماية والهيمنة البريطانية على مصر بإعتباره خيانة للوطن وتبعية للإنجليز.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ويفشل عبد القادر الجن في تنفيذ عملية إغتيال محمد شفيق، ويستطيع الجن الهرب من الإنجليز. ولكن تتمكن القوات الإنجليزية من القبض عليه. ويقدمونه للمحاكمة أمام النائب العام، ومارسوا كل وسائل الضغط والتعذيب ليعترف بأسماء من حرضوه على إرتكاب فعلته، ولكن ظل عبد القادر الجن صامدًا أمام كل هذه الضغوط.
والسؤال الثاني الذي لم يُجيب عنه عبد القادر الجن هو أين كان مبيته في الليلة السابقة قبل إرتكاب محاولة الإغتيال، وإجابة هذا السؤال كانت حبل المشنقة الذي أنهى حياة دولت فهمي، وفي نفس الوقت كان طوق النجاة وعودة لممارسة الحياة من جديد لعبد القادر الجن.
أرسل الجهاز السري خطابًا لعبد القادر الجن في زنزانته. ونَص هذا الخطاب، وحث عبد القادر على الثبات وعدم البوح بأى شيء وأن دولت فهمي ستأتي إليه واعترفت دولت بأن عبد القادر كان يبيت في بيتها في الليلة التي سبقت إرتكاب الجريمة، وقال عبد القادر نفس كلام دولت.
كما قالت دولت أن عبد القادر الجن عشيقها وأنه يبيت في بيتها كل ليلة ولسوء حظها كان كاتب التحقيق في النيابة من نفس قرية دولت، فاتصل بأهلها وأبلغهم بإعتراف إبنتهم بأنها عشيقة عبد القادر الجن. ولم يُصَدِق أهلها هذا الكلام إلا بعدما رأوا بأعينهم إمضاء دولت على إعترافاتها في تحقيقات النيابة.
فخرج أهل دولت فهمي من النيابة العامة مُتجهين إلى مدرسة الهلال الأحمر، وقابلوها مُرحبين مُبتسمين لها. ثم طلبوا منها أن تسافر معهم إلى المنيا، ليقدموا واجب العزاء في خالتها التي دهسها قطار سكة حديد خاصة ًأن صباح اليوم التالي هو يوم الجمعة واجازة من المدرسة، رحبت دولت بالفكرة، وسافرت معهم وعندما وصلوا المنيا إقترح أشقائها الذهاب مباشرةً إلى قبر خالتهم،
وركبوا عربة مُتجهة إلى القرية، ثم وقف أشقائها أمام قبر خالتهم في خشوع وثبات تام وذبحوا دولت. شاعرين بالسعادة الغامرة، والإرتياح لأنهم غسلوا عارهم، ولم يتصوروا ولو للحظة أن دولت فهمي بريئة من إتهاماتهم، وأنها شريفة، وسمعتها طيبة، ولم يفهموا أو يتفهموا أنهم قتلوا قديسة طاهرة. وأطلق عليها لقب عذراء الحرية.
ولازال قبر دولت فهمي مُختفيا لا يعلم أحد عنه شيئا حتى هذه اللحظة.
يُعد عبد القادر محمد شحاتة الجن الضلع الثالث والأساسي في مثلث المقاومة المصرية، وأحد أهم أعضاء تنظيم اليد السوداء، أُطلِق على عبد القادر شحاتة لقب الجن بسبب خفة حركته، وسرعته، وقدرته على الإختفاء بكل سلاسة بالإضافة لذكائه الشديد وسرعة بديهته.
عبد القادر الجن هو شاب مصري، ثوري، من صعيد مصر. قام بتوزيع المنشورات في صعيد مصر، وتحديدا في محافظة المنيا. صَدَر عليه حُكم من المجلس العسكري البريطاني في الواسطى بضرب النار ولكن إستطاع الهرب بمساعدة خليل حافظ حكمدار المنيا وحقيقة عبد القادر الجن عكس الصورة التي شاهدناها له خلال أحداث فيلم كيرة والجن.
حياته:
كان عبد القادر الجن شديد الوطنية والإنتماء لبلده، فبعد عدة مقابلات جمعته مع أحمد كيرة، انضم عبد القادر الجن للتنظيم السري للثورة، وأصبح عضوا في اليد السوداء. قام كيرة بتدريبه على الأسلحة وكيفية إستخدام القنابل، وطُرق القائها على العدو لإصابة الهدف.
فوجئ التنظيم في هذا الوقت بصدور قرار تعيين محمد شفيق وزيرا للأشغال لتنفيذ مشروعات الإنجليز في السودان، واعتبروا هذا القرار خيانة عُظمى للوطن. فقرروا قتله ووقع الإختيار على عبد القادر الجن لتنفيذ هذه العملية. تَحَمس عبد القادر عندما علم باختيار التنظيم له لتنفيذ تلك العملية، وأكد على إستعداده لأداء هذا الواجب الوطني أيًا كانت النتائج.
وُضعت الخطة بأن يُلقي عبد القادر الجن قُنبلة نيتروجلسرين أمام موكب شفيق، وتدرب عبد القادر الجن كثيرا، وفهم الخطة جيدًا من خلال عدة إجتماعات وتدريبات مع أحمد كيرة.
رُسمت الخطة بأن يتنكر عبد القادر الجن في ملابس عامل حينما يقوم بالقاء القنبلة على موكب شفيق، ثم يتخلص من هذه الملابس بسرعة، ويسير في الشارع بملابسه العادية في منتهى الهدوء واللامبالاة حتى لا يشك في أمره جنود الإنجليز. وبالرغم من كل هذه التدريبات، وحساب كل تفصيلة صغيرة عند وضع الخطة إلا أن للقدر وجهة نظر أخرى عكس الخطة.
فقد تحفز عبد القادر الجن لإلقاء القنبلة، ولكن في آخر لحظة تنبه لوجود طفلين في السيارة مما منعه من القاء القنبلة. ولكنه لم ييأس ففي اليوم التالي في نفس الميعاد تقدم خطوات وألقى القنبلة عند قدوم الموكب وبالفعل إنفجرت القنبلة، ولكن لسوء حظه لم تصيب الموكب. فَرَّ عبد القادر الجن من الجنود، وركض مسرعًا، ثم التقى بصديق يرتدي ملابس العامل فأخذه،
وركب حنطور، وخلع ملابسه وارتدى زي العامل، ثم وصل وقتها إلى مدرسة بنات، واختبئ داخلها، وحاصرته الشرطة من كل جهة. أخبرهم سائق الحنطور بوجوده، وتمكنت جنود الإحتلال الإنجليزي من القبض عليه.
رفض عبد القادر الجن الإعتراف بأي شيء يخص التنظيم أو بإسم أي عضو من أعضاء التنظيم، وضَغَط عليه المُحققون بشتى الطرق، واستخدموا معه كافة وسائل التعذيب ليعترف بإسم من شاركه في تنفيذ هذه العملية.
وكان السؤال الملح على المُحققين لعبد القادرالجن هو أين كان يبيت في الليلة التي سبقت تنفيذ العملية؟ ولكن ظل عبد القادر الجن صامتا، لا يجيب هذا السؤال، حتى تَلَقى رسالة من الخارج وهو في مَحبسه.
جاء فيها ستأتي سيدة وتقول أنه حبيبها وكان يبيت عندها في هذه الليلة وبالفعل دخلت سيدة أثناء التحقيقات تُدعى دولت فهمي، وإعترفت دولت بأن عبد القادر الجن حبيبها وأكدت على مبيته عندها في الليلة التي سَبقت تنفيذ العملية.
والمفأجاة أن كان هذا أول لقاء يجمع بين عبد القادر شحاتة الجن ودولت فهمي. وأُعجب عبد القادر بدولت وانبهر بشجاعتها وصلابتها طوال سنوات سجنه ظل يحلم بها وعاش على أمل الخروج من السجن وأن يلتقي بها مرة أخرى ليتزوجها.
فقد ضحت بسمعتها من أجل إنقاذه وحُكِم على عبد القادر الجن بالإعدام، ثم تم تخفيف الحكم للأشغال الشاقة المؤبدة، ولكن بعد مرور ٤ سنوات تولى سعد زغلول منصب رئاسة الوزراء. وأصدر أمرا بالعفو عن المسجونين السياسين، وسعى لخروجهم وخرج عبد القادر الجن من السجن في عام ١٩٢٤.
ظل يبحث عن دولت وسأل عنها رجال التنظيم ولم يجد إجابة تُريح قلبه حتى عَلِم بمقتلها على يد شقيقها بعد إعترافها في النيابة أنها عشيقة عبد القادر الجن.
وصُدِم عبد القادر الجن عندما عَرِف خبر مقتل صديقه أحمد كيرة في إسطنبول وكَتَب عبد القادر الجن مذكراته عن العمل السري في ثورة ١٩١٩. مات في عام ١٩٨٧ في مركز ديروط بمحافظة أسيوط عن عمر يناهز ٨٩ عاما.
تعرف ايضاً على جورج واشنطن من هنا.
آخر المراجعات