مسلسل سفاح الجيزة اللي ما شافوش أكيد سمع عنه.. حكاية أول ما تسمع عنها عقلك يقولك “في كده؟ والحقيقة إن في كده وأكتر كمان، ودا اللي هنتكلم عنه في مقال النهاردة.
حاجات كتير حوالينا وجودها عامل زي الشبح، موجود بس مش كل الناس قادرة تشوفه. زي البيوت المسكونة بالظبط،، مش بيصدق حكايتها غير اللي عاش بين حيطانها. بس الحياة فيها قصص من دي كتير أوي، لدرجة ممكن تخوفنا إننا نكمل حياتنا.
بس الحكايات دي رغم قسوتها، محتاجين نعرفها ونشوفها عشان نقدر، أو حتى نحاول، نفهم أسبابها وإزاي ممكن نحمي نفسنا منها. والأهم إننا نُدرك قد إيه الإنسان كائن معقد وتعقيده هو اللي بيميزه عن أي حاجة تانية في الكون، لأن لحد النهاردة، مهما قابلنا واكتشفنا عن الدنيا اللي عايشينها، هيفضل الإنسان هو أغرب حاجة فيها.
وهنا هنقدملك مجموعة كتب، منها نفسي ومنها بارانورمل، تقراها لوعاوز تعيش في أجواء قصص الرعب والجريمة الحقيقية:
رواية الداليا السوداء متختلفش في أحداثها المرعبة والمروعة عن باقي الروايات في المجموعة دي. الرواية مستوحاه في الأساس من جريمة قتل لسه لحد النهاردة تعتبر من أكتر الجرايم بشاعة.
في يوم ١٥ يناير سنة 1947 بيتم العثور على جثة لبنت جميلة عندها ٢٢ في مدينة لوس أنجلوس. البنت دي اسمها إليزابيث شورت، بنت كان عندها حلم تكون ممثلة مشهورة ولكن ماكنتش تعرف ان حياتها هتنتهي بشكل مأساوي جدًا.
من خلال التحقيقات أثبت الطب الشرعي إن إليزابيث كانت مربوطة وبتتعذب. ورغم ان جثتها كانت مقسومة نصين لما لقيتها الشرطة إلا أن الوفاة حصلت بسبب نزيف دماغي وصدمة شديدة بسبب طعنات متكررة بكسين في الوجه وجروح وضربات بجسم تقيل على الوجه برضو.
من الجروح الغريبة والمرعبة كمان في جثة اليزابيث هي إن القاتل رسم ابتسامة بسكينته على وجه الضحية.
المخيف اكتر في القضية والرواية دي إن القاتل مازال مجهول لحد النهاردة!
أشهر رواية في المجموعة واللي اتحولت لأكترعمل سنيمائي هي رواية طارد الأرواح واللي بتدور أحداثها بالفعل حول بنت عندها 11 سنة، بتكتشف والدتها حاجات غريبة في تصرفاتها وبتبدأ تدور ورا التغيير دا وفي النهاية بتستعين بعدة أشخاص منهم قسيس في محاولة للتخلص من الروح الشيطانية اللي ساكنة جسم بنتها، في أجواء من الغموض والرعب والغرابة.
ولكن القصة دي مش كلها من وحي خيال الكاتب، الحقيقة إنه استعان في كتابتها بقصة حصلت بالفعل سنة 1949 عن ولد اسمه رونالد إدوين واللي كانت هويته واسم الحقيقة سر لحد وفاته سنة 2020.
رونالد، طفل من ولاية ماري لاند، اتعرض وهو عنده 14 سنة لجلسات لطرد الأرواح ودا بسبب شكوك أهله إن في روح شيطانية عايشة في جسمه ودا بعد حادثة غريبة حصلتله.
في يوم من الأيام طلب رونالد لعبة الـ “ويجا” من أهله، وبالفعل قدمتهاله عمته كهدية ولكن بعد وفاتها بدأ رونالد وأهله يحاولوا يتواصلوا معاها ومن هنا بدأت الحكاية وبدأت تحصل حاجات غريبة في البيت، لدرجة إن رونالد ظهر على كل جسمه أثار خربشات مش عارف مصدرها!
وتعتبر باقي الأحداث مشابه للي هيحصل مع بطلة الرواية.
زي ما “هانيبال ليكتر” أشهر أبطال روايات وأفلام الرعب في العالم، “هانيبال ليكتر” متخلقش صدفة ولا استوحاه الكاتب من العدم ولكن شخصيته اتكونت عن طريق شخصية قاتل متسلسل حقيقي، برضو شخصية “بافلو بيل” في رواية صمت الحملان مش من وحي خيال الكاتب تمامًا.
بتدور أحداث الرواية حول كلاريس ستارلنج، مُتدربة في الـ FBI بتكون مهمتها إنها تعمل مقابلة مع السجين هانيبال ليكتر الطبيب النفسي المشهور وفي نفس الوقت السيكوباتي والمجرم الأكتر خطورة عشان يساعد في حل لغز جرايم قتل “بافلو بيل”.
الحقيقة إن شخصية بافلو بيل مستوحاه من المجرم والقتل المتسلسل والمغتصب “جاري هايدنيك”. جاري كان بيخطف وبيستخدم ضحاياه لممارسة الجنس وكان بيعذبهم جسديًا لدرجة إنه كان ممكن يطحن جسم واحدة منهم ويجبر السيدات اللي اتعرضوا للخطف من قبله ولسه عايشين إنهم ياكلوا جثتها وغيرها من طرق التعذيب الأخرى.
رغم إن رواية سايكو أو نفوس معقدة ماكنتش مستوحاه بشكل مباشر من الجريمة اللي هنحكي عنها دلوقتي ولكن الصدفة اتدخلت بشكل كبير في إن بطلها وفكرتها تكون قريبة أوي لقصة قاتل متسلسل حقيقي جرايمه كانت من أبشع الجرايم اللي شافتها البشرية.
الرواية بتدور أحداثها حول نورمان بيتس شاب شغال في فندق شبه معزول بيعاني من تسلط والدته على حياته وفي يوم بيتورط نورمان في مجموعة جرائم بشعة.
الغريب إن القاتل الحقيقي اللي قريب جدًا في طبيعته لنورمان بيتس كان عايش على بعد ٤٠ ميل فقط من الكاتب روبرت بلوخ!
المجرم الحقيقي اسمه “إيد جين” ويمكن يكون اكتر شخصية مخيفة في المجموعة دي. إيد جين كان بيقتل ويقطع جثثه ويزين بيته بالهياكل العظمية الباقية منهم. مش بس كدا، جين وصل لدرجة من الفظاعة والقسوة إنه كان بيغطي أثاث بيته بجلد حقيقي للأشخاص اللي قتلهم وبيصنع منه ملابس! بجانب دا كان بيسرق إيد جين جثث مجهولة من المقابر.
رواية بدم بارد مستوحاة بالكامل من قضية قلبت الرأي العام وقت حدوثها واثارت جدل كبير لدرجة إن الكاتب ترومان قرر يبدأ الكتابة عنها أثناء محاكمة المجرمين أصحاب القضية.
في مدينة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1959 بيتم الاعتداء على عيلة هربرت كلاتر وبيحصل قتل جماعي لأفراد الأسرة بشكل بشع.
هاربر كلاتر كان رجل أعمال ومزارع وكان عايش في بيته في الريف مع ابنه وبنته وزوجته وكان لي بنتين كمان ولكن كانوا عايشين مستقلين في مكان مختلف وهما اخر اتنين اتبقوا من عيله كلاتر.
الجريمة في البداية كانت سرقة ولكن انتهت بشكل غير متوقع. المرعب في الموضوع أن كل الضحايا تم اطلاق النار عليهم على بعد مسافة قريبة جدًا من وجه كل واحد فيهم، في لحظة أكيد كان كلها ألم وصدمة وخوف.
المميز في مسلسل سفاح الجيزة والرابط اللي بيجمعه بكل رواية من الروايات دي إن كلهم بيثبتولنا إن الخيال معظم الوقت بيكون واقع حقيقي في مكان ما في العالم بس إحنا منعرفش عنه. بالعكس، الخيال أحيانًا بيكون أرحم كتير من الواقع وكل شيء بنشوفه في مسلسل أو رواية لازم يكون عندنا اقناع إنه جايز جدًا يكون بيحصل في مكان ما دلوقتي أو حصل من سنين بعيدة قبل ما نكون هنا وبنشوف عمل زي دا.
والفكرة الأهم في كل الأعمال دي مش المتعة اللي بنحس بيها من مشهد يخض أو تخميناتنا لما بتطلع صح، لا، الهدف الأهم هو إننا نستوعب قد إيه عقل الإنسان عبارة عن متاهه كبيرة كل ما بنحاول نفهمها بنتوه فيها أكتر ولكن في النهاية لازم نحاول. عشان ممكن بكل بساطة محاولاتنا دي تنقذنا من خطر حقيقي حوالينا.