المعضلة الأكثر جدلًا بين محبي الروايات ومحبي الكتب، كل واحد فيهم بيبص على الثاني بس من فوق جبل، اللي فوق الجبل شايف اللي تحت صغيرين واللي تحت الجبل شايفين اللي فوق الجبل صغيرين، ولكن بعد مرور الوقت وزيادة النضج هتكتشف ان مفيش حاجه من دي، والمشكلة هي أذواق مش أكتر ولا أقل، عشان كده في مقالة النهاردة هاخدك في رحلة لمعرفة الفرق بين الكتاب والرواية من نواحي مختلفة.
لو أخدنا لفة في التاريخ هنلاقي ان الكتب بدأت من العصور القديمة بداية من البرديات والألواح الطينية السومرية ولحد كتب الصين والهند، ولكن خلال العصور الوسطى، انتشرت المخطوطات الدينية والفكرية في الجوامع والأديرة، والحاجه اللي زودت إنتاج الكتب هو اختراع الطباعة في القرن ال15 “تقريبًا”
الرواية تعتبر فن أدبي حديث نسبيًا، ولكن زيها زي أي فن تطورت من الشكل السردي القديم زي الملاحم والأساطير والقصص الشعبية، زي أبو زيد الهلالي واللي بالمناسبة كل بلد ليها قصة لاسطورة زي أبو زيد الهلالي مش بس صعيد مصر.
في العصور القديمة والوسطي، كان فيه شكل من أشكال السرد القصصي زي “الإلياذة” وكليلة ودمنة وحكايات ألف ليلة وليلة ولكن مكنتش روايات بالمعنى الحديث، الرواية الحديثة بدأ تتطور وتتبلور ما بين القرن ال17 وال18 في أوروبا، ومع القرن ال19 وال20 اصبح شكلها اكثر واقعيًا زي اعمال دوستويفسكي.
قبل ما نتكلم عن الفروق الجوهرية بينهم لازم نعرف الأول مفهوم القصة وبتتكون من إيه والفرق بينها وبين الرواية ” عشان متتلخبطش”
القصة بالمفهوم العلمي هي شكل أدبي نثري بيتكلم عن حدث أو سلسلة أحداث بيتعرض ليها مجموعة من الشخصيات، القصة بتكون أصغر في الحجم من الرواية وغالبًا بتدور حوالين حدث أو جانب معين من حياة الشخصيات، ولازم ككاتب تقدم وصف مكثف وموجز للأحداث والشخصيات والأماكن.
من أهم مميزات القصة القصيرة ان حجمها بيتراوح ما بين 1,000 إلى 7,500 كلمة والحبكة لازم تكون مُركزة على حدث واحد أو سلسلة أحداث مترابطة مع بعضها، الشخصيات بتكون محدودة غالبًا بتتكلم عن بطل أو بطلين، وده عشان تقدر تطور الأحداث بشكل عميق وفي نفس الوقت سريع، من الأفضل أن أحداثها تدور في إطار زمني ومكاني محدود عشان تقدر تكثف الأحدث وتعلي التوتر للقارئ، بتبدأ القصة غالبًا في ذروة الحدث وبتنتهى مع حل المشكلة الأساسية ليها.
هي زيها زي القصة القصيرة ولكن تختلف في عدد الكلمات بتكون ما بين ال50 وال 1,000 كلمة، ولكن بتتطلب مهارة عالية جدًا في اختيار الكلمات وتأثيرها على القارئ، غالبًا بتدور حوالين موقف واحد أو لحظة معينة، وبتبدأ ذورة الأحداث تقرب منها، نهايتها غالبًا بتكون مفاجأة واحيانًا مفتوحة.
النوع ده من القصص بيكون وسط بين الرواية الطويلة والقصة القصيرة، حجمها بيكون ما بين ال20,000 كلمة وال 50,000 الف كلمة وده بيخلي عندك مساحة كافية لتطوير الشخصيات والحبكة ولكن من غير ما تطول في السرد، الحبكة بتكون معقدة اكثر وممكن تضيف فيها حبكات فرعية، تقدر تشكل بين الشخصيات الأساسية والثانوية، هيكون عندك مرونة أكثر في استخدام الزمان والمكان.
ولكن الرواية مختلفة في حرية الكتابة والتعمق في المواضيع، مفيش تقييد بعدد كلمات معينة، تقدر تكتب عشرات الآلاف من الكلمات، الحبكة ممكن تكون متشابكة، تقدر كمان تغطي فترات زمنية وأماكن مختلفة، وتتعمق في وصف التفاصيل والموضوعات المختلفة.
خلينا نحدد المعايير اللي هنقيس عليها الفروق:
أولًا: المحتوى:
الكتب بيكون محتواها غير خيالي غالبًا بيكون (علمي – ديني – فلسفي ..الخ)، إنما الروايات بيكون محتواها خيالي أكثر وبتتكلم عن أحداث وقصص ومشاعر وتجارب إنسانية ومختلفة.
ثانيًا الهدف:
الهدف من الكتب هو توثيق المعرفة والتعليم بشكل عام، إنما الروايات بيكون الهدف منها الترفيه، النقد الإجتماعي، وتحليل النفس البشرية ومشاعرها.
ثالثًا الأسلوب:
الأسلوب في الكتب بيكون تحليلي وتوثيقي، إنما في الروايات بيكون سردي، درامي ووصفي.
بعد تحليل عميق وبحث مكثف في جروبات محبى قراءة الروايات، قدرت أكون معلومة أو ممكن تسميها فرضية وهي إن الروايات بتلامس مشاعرنا وبتساعدنا على فهم مشاعر الآخرين وتجاربهم، وده بيحسن الذكاء العاطفي، الروايات ممكن تغير وجهة نظرنا للحياة عامًة، تحفزنا أو حتى تجدد الأمل فينا، باختصار الروايات مش مجرد للتسلية أو اللي بيحب يقرأها بيتوصم انه أقل فكريًا من قارئ الكتب، بالعكس الروايات هي تجارب شعورية وحياتية بتخلينا نتأمل ونعيش قصص خارج حدود واقعنا، عشان كده هى ممتعة أكثر من الكتب.
وسواء بتحب الروايات أو الكتب هتلاقيهم على iRead eBooks، دوس هنا ونزل الأبلكيشن دلوقتي
وختامًا، “القراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب” عباس محمود العقاد.