مقتطفات من كتب لن ننساها لكبار الكتاب العرب من متعونا بكتاباتهم، وهنا يتطرق لذهن كل قارئ مقتطفات من كتب تعد لا بالعشرات بل بالمئات، فكل ما يقرأه الإنسان يؤثر فيه، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، لكن الأصعب هو كيف نختار بضع مقتطفات من كتب معينة وسط هذا الكم الهائل من الكتب والتي تقدر بالآلاف.
من الصعب جدًا تلخيص موضوع مقتطفات من كتب في مقال واحد أو حتى في عدة مقالات، لذلك سوف أقوم بسرد اقتباسات عميقة ومقتطفات من كتب قد تأثرت بها وأثرت ذهني، ولأن كل ما يؤثر في إنسان قد لا يؤثر في آخر، فيسعدني مشاركتكم بكتابة مقتطفات من كتب لا تنسوها.
يعتبر الأديب الكبير نجيب محفوظ من ضمن كُتاب مشهورين سبقوا عصرهم من أكثر الكتاب الذين ظلت كلماتهم محفورة في أذهان الأجيال من القراء والمثقفين وقد يحتاج منفردًا لكتاب كبير لتجميع المقولات والمقتطفات الهامة التي وردت في كتبه التي يحفظ معظمنا بعضها عن ظهر قلب، وأتذكر منها ما يلي:
من رائعة أولاد حارتنا :
“الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة”.
من كتاب المرايا:
“إن الأسباب التي تدعو للاستغناء عن موظف لاستقامته أكثر من الأسباب التي تدعو للاستغناء عنه لانحرافه!”.
من كتاب السكرية أحد أجزاء ثلاثيته الشهيرة:
“العقل يحرم صاحبه نعمة الراحة، فهو يعشق الحقيقة، ويهوى النزاهة، ويتطلع إلى التسامح ويرتطم بالشك، ويشقى في نزاعه الدائم مع الغرائز والانفعالات”..
من كتاب الحرافيش:
” الانتظار محنة، في الانتظار تتمزق أعضاء الأنفس، في الانتظار يموت الزمن وهو يعي موته، والمستقبل يرتكز على مقدماتٍ واضحة، ولكنه يحتمل نهاياتٍ متناقضة، فيلعب كل ملهوفٍ من قدح القلق ما شاء”.
من كتاب خان الخليلي:
“الحياة مأساة والدنيا مسرح ممل، ومن العجب أنَّ الرواية مفجعة ولكن الممثلين مهرجون، ومن العجب أن َّالمغزى محزن، لا لأنه محزن في ذاته ولكن لأنه أريد به الجد فأحدث الهزل، ولما كنا لا نستطيع في الغالب أن نضحك من إخفاق آمالنا فإنَّنا نبكي عليها فتخدعنا الدموع عن الحقيقة، ونتوهم أنَّ الرواية مأساة والحقيقة مهزلة كبرى.”
من كتاب الشيطان يعظ:
“لدى ظهور الإنسان انعقدت عليه آمال كبار. ألم يئن الآوان لإعادة النظر؟ رائحته تفسد جو الأرض وفعاله يندى لها جبين الحيوان”..
من كتاب شهر العسل:
“ما الأمل الذي تشقى من أجله؟، وظيفة حقيرة!، ثم إنك عبد مضطهد، الاضطهاد يطبق عليك في بيتك، ويطاردك في الخارج، وكلَّ عام أو عامين يتصدى لك دكتاتور كالكلب الأرمنت يلتهم لحمك ويهشم عظامك”.
رغم أن الكاتب الكبير يوسف إدريس لم يكن من الكتاب الغزيري الكتابة، إلا أنك تشعر بذلك بسبب كونه من ضمن كُتاب مشهورين تميز بالقصة القصيرة، والتي تجعل القارئ عند قراءة مجموعاته القصصية، يشعر بثراء كبير وكأنه قرأ في كل كتاب سلسلة من الروايات الكاملة، في كل منها فكرة ورسالة والكثير من المقتطفات الرائعة.
من كتاب البيضاء:
“حياتنا سلسلة متشابكة من الصدف الصغيرة التي قد يغير وقوع إحداها قبل الأخرى بثوانٍ أو بعدها بثوانٍ مجرى حياتنا كله”.
من كتاب المهزلة الأرضية:
“عاقل جداً لدرجة إن الناس فاهمة إني مجنون .. أو مجنون جداً لدرجة إني فاهم إني عاقل”
من كتاب بيت من لحم:
“أبشع أنواع الملل، الملل من شيء لا تستطيع الاستغناء عنه، كأنما تمل من نفسك”.
من كتاب النداهة:
“فقد استطاع الإنسان دائماً أن يجد حرية داخل كل قيد على الحرية، وأن يخلق داخل كل ممنوع ما هو مباح”.
من كتاب العسكري الأسود:
“ليت الإنسان مثل الرياضيات أو علوم الهندسة تفسره بضع نظريات..ذلك الكائن الذى لا تزيدنا معرفتنا به إلا تصعيباً لمهمة فهمه”.
من كتاب انطباعات مستفزة:
“إن الإنسان نفسه ليس سوى ظاهرة خُلقت لتستفز كل ما في الكون من مادة وجماد وحيوان وحتى الإنسان، وبقدرات الخلق الاستفزازية إلى ما يشبه الحياة أو الحياة الأسمى”.
الكاتب الكبير يوسف السباعي من أكثر الكتاب غرقًا في الواقعية البسيطة، والتي رغم سهولتها قد تجد أنها مؤثرة ومعبرة جدًا عن واقع نراه جميعًا كل يوم رغم مرور سنوات طوال على معظم أعماله إلا أنك تشعر أنها تتحدى العمر وتزداد رونقًا كلما مر عليها الزمن.
من كتاب أرض النفاق:
“ما أعظم النفاق يا صاحبي وأجزل فوائده ! إنه يستر عورات الحياة ويزخرف خبائثها”
“إن النفاق يعين الناس على تحمل ويلاتها .. إنه يريهم ترابها تبرْا , وشرها خيرًا”
“ويُغمض أعينهم عن خطاياهم وشرورهم .. ولولاه لانكشفت الحقيقة فانتحر الناس جزعًا”.
من كتاب يا أمة ضحكت:
“الجهل المركب ..فمصابه ثقيل ..فهو جهل أولئك الذين لا يظنون بنفوسهم جهلاً ..أولئك القادرون المسيطرون المترفعون..المتكبرون ..الذين يكسون أنفسهم طلاء زائفاً من الفهم و الذكاء ..ويبهرون غيرهم بمظهرهم الكاذب الخادع فيتولون أمر سواهم، ويتحكمون في مصاير غيرهم ..والجهل في باطنهم متأصل متحكم”.
من كتاب هذا هو الحب:
“لا يكفي لكي ينجح الرسام أن يظهر في صورة جمال الوجه والجسد …إن المعجزة هي أن يظهر جمال الروح وفرط الشعور والإحساس”.
من كتاب إني راحلة:
“ليكن ما يكون .. إن حقائق الأشياء لا قيمة لها .. إلا بالقدر الذي نراها به”.
قدم الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس العديد من الأعمال التي تحول معظمها لأفلام سينمائية، ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية، لذلك هو الأقرب دائمًا للعقل الجمعي، لأن تأثير أعماله التي تربى الملايين في الوطن العربي على مشاهدتها يجعل لكل شخص منا بعض المشاهد أو الجمل التي يحفظها عن ظهر قلب.
وإن كنتُ هنا سوف أحاول البحث عن بعض المقتطفات التي لا تعتبر محفوظة لمعظم الناس.
من كتاب لا أنام:
“ليس هناك ما نستطيع أن نسميه (اليوم) .. كل الأيام أمس .. وكل الأيام غداً .. لا تكاد تمسك بيومك حتى تجده أمس وغدًا كيف نستطيع أن نستقر في هذه الدنيا؟”.
من كتاب ثقوب في الثوب الأسود:
“إن الذين يبحثون عن الراحة في مكان هادئ مخطئون، الهدوء لا يريح ، بالعكس .. إنه أكثر إرهاقاً للأعصاب وللعقل من الضجيج .. فالراحة الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك ،، أن تجد ما يشغلك عنها”
من كتاب لا تطفئ الشمس:
“إن الأم في نظر أبنائها، شيء أكبر من الحب.. أكبر من حب رجل وامرأة.. إن كل ابن لا يستطيع أن يتصور أمه تحب رجلًا، وتجمعها به ذكريات غرام، حتى لو كان هذا الرجل هو أباه”.
من كتاب زوجات ضائعات:
“إن قيمة البنت في نظر الناس ترتبط بقيمة أمها.. إن ابنة الراقصة تبقى في نظر الناس ابنة راقصة حتى لو نالت الدكتوراه من جامعة الأزهر.”
من كتاب ونسي أني امرأة:
“هذا الكتاب غيرني ، كنت بأسوأ فترات عمري حيث كان هذا الكتاب الوحيد الذي أشعرني بأن الحياة مازال فيها أمل .. فهذه القصص تشبهني كثيراً”.
أما أشهرهم من كتاب يا عزيزي كلنا لصوص:
“يا عزيزي كلنا لصوص , كلنا يسرق كلنا , الإعلام يسرق عقولنا، والفوضويون يسرقون حياتنا، وهكذا”.
لأكتب عن مقتطفات الكتب لا يكفي مقال واحد كما ذكرتُ لكني سوف أحاول من خلال عدة أجزاء أخرى لهذا المقال أن أقدم عدد جيد من المقتطفات التي لا تنسى، لتأكيد أن الكتب والقراءة هي ليست هواية فقط بل هي مكون هام يؤثر في حياة القراء ويلخص خبرات وأفكار قد يحتاج الشخص لعمر كامل ليصل إليها.