دايمًا بيجي على بالي سؤال كان إيه لازمة الحضارة والحروب ووجع القلب ده ما الإنسان كان عايش بدائي ومبسوط بيصطاد ويأكل والحياة آخر روقان، لحد ما وقع تحت إيدي على iRead eBooks كتاب 300000 عام من الخوف اللي بيتكلم عن تاريخ البشر من بداية الكون ولحد التوحيد، عشان كده هنراجعه سوا النهاردة و نستحضر إجابات للأسئلة اللي بتدور في دماغنا عن تاريخ البشرية.
الكتاب يبدأ باقتباس لنجيب محفوظ وهو، ❞أطبق الشر على الإنسان من جميع النواحي، فأبدع الإنسان الخير في جميع المسالك❝ عبارة عن عشر إيميلات متبادلة بين الأب مع بنته ليلى، اللي معزولة في غرفتها بسبب إصابتها بفيروس كورونا
يبدأ الكتاب بسؤال ليلى لوالدها: هل لديك علاج جديد للقلق؟
والدها بيجاوب عليها بسرد قصة القلق منذ بداية الإنفجار العظيم اللي نتج عنه كوكب الأرض ولحد الديانات التوحيدية وبناء المجتمعات.
الكتاب اتكلم عن الشفرة البيولوجية DNA، وشفرة اللغة والوعي والتواصل والتركيبة الاجتماعية كمان نظام الحكم وأصل فكرة الأخلاق والحرب والنظام المالي وصناعة الحضارة وأفكار كتير مرتبطة بالعلوم والفلسفة
❞ القلق.. القلق.. القلق. لا أستطيع أن أوقف ذهني عن التفكير فيما يمكن أن يحدث الآن، وأنا أكتب ، تداهمني نوبة الهلع التي تعرفها: ألتقط أنفاسي بصعوبة، وأشعر باختناق، وأفقد السيطرة للحظات تمرعليَّ طويلةً وثقيلة. ليتك كنت هنا، على الأقل كنَّا سنتكلم قليلًا . ❝
” تبدأ باقتباس لنجيب محفوظ “أشمل صراع في الوجود هو الصراع بين الحب والموت
وعنوانها قواعد اللعبة، واللي يقصد بها لعبة الحياة، واللي من خلال الفيروس ممكن نتعرف على قواعد لعبتنا، بيقول الأب لابنته” عندما ترغبين في إتقان أي لعبة جديدة، فإنكِ تبدئين في التعرُّف على قواعدها: حدود الملعب، والأشياء المسموح بها وتلك الممنوعة، ومعيار الفوز، والمهارات المطلوبة لتحقيقه.” والسبب وراء هجوم اى فيروس لأجسادنا هو رغبة في البقاء، ولو فيه فيروس قدر انه يقتل عائلة بكاملها من غير ماينجح في الانتقال لعائلة جديد بالتأكيد هيكون فشل في مهمته، الفيروس هو مثال مصغر عن صراع كل الكائنات الحية بما فيهم الإنسان وهو رغبته في البقاء الأمر اللي ممكن يكلفه إيذاء وقتل الآخرين من أجل البقاء، في نهاية رسالته بعد تحليل دقيق ومفصل لبعض المفاهيم البشرية والبيولوجية بيقول لابنته:
❞ الموت هو ما يمنح الحياة معناها كرحلة محددة المدة بين نقطتين. تأملي هذا التناقض العجيب: نحن نسعى من أجل البقاء. ولكننا نعرف أننا، عند لحظةٍ معينة، سوف نفشل في هذا المسعى، وسوف تنتهي محاولاتنا بالفناء والموت. بل إننا نعرف أن أخطر ما في الموت أنه متعدد الأسباب، ويداهم المرء في أي لحظة لأتفه الأسباب. الحقيقة المفزعة هي أن الموت شيء سهل الحدوث. حياة مفعمة بالسعادة والإنجاز والتعلم يمكن أن تنتهي في لحظة واحدة، مثلما حدث مع الصديقة التي كتبت عنها في رسالتك❝
يمكن هو متفق مع الدكتور مصطفى محمود لما قال “إن الحقيقة الوحيدة في الحياة هي الموت”، وأن الموت شئ أساسي لاستمرار الحياة
واللي بيسأل فيها سؤال مهم جدًا وهو ” كيف ينبثق الذكاء من الغباء؟” الكاتب شبه دماغ الإنسان بالكون والكون فيه تريليون مجرة، أضاف كمان أن واحدة من أهم الفروقات بين العقل البشري والحيوان هو التعرف على الذات وأن لو الحيوان شاف نفسه قدام المرآة مش هيتعرف عليها وممكن كمان يهاجمها، كمان أتكلم عن الوعي الإنساني وعن نظرية ديكارت مقولته المشهورة ” أنا أفكر اذًا أنا موجود” وهى الجملة اللي طلع بيها لما كان بيشك في أصل وعيه واختلط عليه الأمر ولكن لما راجع تفكيره قال ” إن لم أكن موجود فمن هذا الذي يمارس الشك؟” وفي نهاية رسالته قال ” إن البطل الحقيقي في كسر أي شفرة هو المجتمع بكل سكانه وخبراته المتراكمة عبر الزمن. انهى رسالته وقال ” «كاسر الشفرة» يولد في المجتمع، ويتعلم فيه، وينشأ على ثقافته” وده يفكرنا بنفس اللي قاله ابن خلدون قبل كده “إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي.”
واللي بدأها بشعر لصلاح جاهين ” كان فيه زمان سحليه طول فرسخين … كهفين عيونها وخشمها بربخين .. ماتت لكين الرعب لم عمره مات .. مع إنه فات بدل التاريخ تاريخين! عجبي»
سؤال الرسالة ” هل فكرت يومًا لماذا نحب افلام الرعب؟”
وفسر سؤاله بأن افلام الرعب بتستهدف الجزء الغاطس في دماغنا وهو الجزء اللي لسه بيتفاعل وكأنه بيواجه نفس الظروف اللي عشها البشر على نحو 99.5% من زمن وجودنا على الأرض، كلمنا كمان عن إكتشاف العالم النمساوي اللي أكتشف غرفة اللاوعي ودى اللي بيسكنها مخاوفنا الأولية من الحيوانات المفترسة والزواحف ولولا المخاوف دى ما كان للإنسان أن يبقى، الخوف يعتبر من المشاعر المرهقة ولكنه ضروري لبقائنا على وجه الأرض، واللي شبه الكاتب ببرنامج كمبيوتر قديم جدًا، وفيه نوع تاني من الخوف احنا كبشر صنعناها وهو الخوف من بعضنا، كمان أتكلم عن مبدأ واحدة بواحدة كقاعدة أخلاقية وتعتبر شفرة متفق عليها، واللي بتفرد مظلة الطمأنينة والثقة المتبادلة، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” عشان تختم ليلى الرسالة باقتباس جميل جدًا ” تبًا لانعدام اليقين الذي يبدو أنه يطبع كل شيء في الوجود”
بدأ الرسالة باقتباس للفيلسوف إدموند بيرك” المجتمع هو شراكة بين الأموات، والأحياء، ومن لم يولدوا بعد”
بيتكلم في مضمون الرسالة عن تباين واختلاف شفرات المجتمعات وإزاى تطورت من بين ظلام الكهوف وأعماق الأدمغة وعالم الأرواح مع شوية من السحر، اتكلم كمان عن أن إستخدام الإنسان للغة يمنحه مميزات إضافية أعمق بكثير من مجرد إستخدامها في التواصل، وأنها سبيل في التعبير عن الأشياء الغير ملموسة أو موجودة في الواقع، أضاف كمان معلومات عن العالم الروحي للإنسان القديم ولسه فيه حاجات مش قادرين نفسرها لحد دلوقتي،لأن في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي العلماء اكتشفوا الكهوف اللي كان بيسكنها إنسان العصر الحجري، وكان عليها رسوم ونقوش ترجع لعشرات السنين، ودى الحاجه اللي خلت الرسام الأسباني المشهور ” بيكاسو” لما شفها يقول ” نحن لم نتعلم أي شئ”، وده يدل على أن البشر يمتلكون قدرات خارقة زي ” الخيال والرمز” في ختام رسالته قال لابنته ليلى جملة لخصت شفرة الجماعة وهى
“الجماعة البشرية لا تتطور بالطفرات الجينية، كالكائنات الحية، وإنما بالتراكم في الثقافة. بمعنى ما، حياتنا أكبر كثيرًا من أعمارنا على الأرض. نحن نبدأ من حيث انتهى الجيل السابق. وفي لحظات معينة تحدث طفرات في «شفرة المجتمع» تؤدي إلى تغيير الطريقة التي نحيا بها”
بدأها باقتباس للجنرال الأمريكي ” روبرت لي” من الجيد أن تكون الحرب بهذه البشاعة، وإلا كنَّا أحببناها بشدة»
واللي بيرد فيها على سؤال ليلى وهو ” إذا اتفقنا في أن طبيعة البشر واحدة، وأن الفروق الجينية بينهم لا تُذكر، فلماذا إذن لا يعيشون في جماعة واحدة كبيرة؟”
كلمها عن الجانب المظلم و الأسوأ والأشد قسوة للإنسانية، ضرب لها مثل من مدينة “عدن” كشاهد على قسوة التاريخ، لأن تدمرت بسبب الحرب والمجاعة والوباء والموت وكل ده حصل لأهل عدن في نفس الوقت ” ما أشبه الليلة بالبارحة” كمان جاوب على سؤال مهم جدًأ وهو ” لماذا تتصارع الجماعات البشرية” والسبب هو الصراع على الموارد المحدودة ولكن فيه سر تاني وهو الإختلاف وتميز الجماعات عن بعض، وده هيرجعنا لسؤال الرسالة لماذا لا تتبنى المجتمعات كلها شفرة اجتماعية واحدة؟ يكمن السبب في التنوع البيولوجي لأن لكل بيئة تحديتها والمجتمعات بتستجيب لتحديات البيئة بطرق مختلفة وممكن يتشابوه في بعض القواعد ولكن كل مجتمع طريقته في تطوير وتنويع الأفراد فيه، بينهى رسالته بعد شرح عميق لقوة الشفرات الاجتماعية والحروب والصراع على الخير والشر بالجملة دى:
” صراعات الجماعة ضد الجماعة قد تكشف لكِ عن حقيقة أخرى مخيفة: أن الخير والشر ربما يكونان وجهين لعملةٍ واحدة. قمة التضحية وذروة الوحشية تتفاعلان معًا في تضافر عجيب لتدفعه إلى نتيجةٍ واحدة: العنف الدموي، والحروب والآلام التي غلَّفت قصتنا، وحفرت ندوبًا غائرة في وجه حضارتنا.”
بيتكلم في رسالته عن الفرق بين الجماعات الصغيرة واللي بتتشكل في صورة الأسرة والجماعات الكبيرة واللي بتمثلها الدول الممتدة بين قارات ومدن مختلفة، ولولا وجودها لما كان انتشر الفيروس، وأن الإنسان كائن متحرك بطبعه واللي بيدفعه للتحرك هو عطشه المستمر للطاقة، وده بيوضح لنا الدافع وراء هجرة الأفراد والشعوب المختلفة، وأكثر حاجه أثرت في تحول تاريخ البشر هو المناخ لأننا بكل بساطة أسرى للطبيعة، كمان أتكلم عن الزراعة والحيوانات وازاى مهمة للتوازن البيئي ولإستمرايتنا على قيد الحياة، والفروق العميقة بين المدن والريف، كشف لنا كمان عن دراسة اتعملت في سنة 2007 بإن عدد سكان المدن أكثر من عدد سكان الريف وده يؤدي لمعضلة كبيرة، إزاى المدينة هتوفر لسكنها احتياجاتهم من الاكل والموارد وهما مش بيشتغلوا في الزراعة؟!، والأمر يرجع لتغير الإنسان لأننا في بداية الحضارات كان الإنسان بيسكن المناطق اللي على ضفاف الأنهار زى بلاد الرافدين ومصر وحضارة السند والهند والصين، واللي لحد دلوقتي من أهم الحضارات، أنهى رسالته بجملة عميقة بتخلص مفهوم الدولة وهى:
“هذه المباني العملاقة، وكذا كل مظاهر الدولة الأخرى، ليست هي الدولة نفسها. الدولة هي النظام الذي يربط كل هذه المظاهر معًا. بلغة الكمبيوتر، هي «نظام التشغيل».. فأين يوجد هذا النظام؟”
يبدأ رسالته بمقولة لنجيب محفوظ ” بعض أكاذيب الحياة يتفجر صدقًا”
بيتكلم في رسالته أن الدولة هي نظام تشغيل أبدعه البشر عشان يقدروا يكونوا جماعات، والدولة مش شئ مادي ملموس تقدر تمسكه بإديك وتعرف تفاصيله، وأن القصور والمعابد كلها من مظاهر الدولة ولكن الدولة نفسها شئ تاني، عبارة عن قواعد ومؤسسات غير مرئية أو ملموسة، ينسجها المجتمع وبنعشها جيل ورا جيل، اتكلم كمان عن الأعداد أنها لغة عالمية وإستخدمها البشر عشان يكتشفوا الرياضيات والهندسة والفيزياء، واستشهد بمقولة عالم الفلك الإيطالي جاليليو أن “الكون لو كان كتاب فهو مكتوب بلغة الرياضيات”، والظواهر الطبيعية بتأكدلنا على وجود الرياضيات في نسيج الكون، أنهى رسالته بمقولة بتلخص الصراع بين النظام والفوضى وقال:
“الصراع بين النظام والفوضى لا يحدث مرة واحدة، ولكنه متجدد وحاضر في كل لحظة. الأسطورة، أي أسطورة، هي حدث يتصور الناس أنه وقع منذ زمن بعيد، ولكنه في الوقت نفسه متجدد ومتكرر بصورة لانهائية في الحياة الحاضرة.”
بدأها بمقوله المؤرخ اليوناني “يوسيديدس” «للأقوياء أن ينتزعوا ما يقدرون عليه، أما الضعفاء فيكابدون ما قدر لهم»
واللي بيجاوبها فيها على الحد الأقصى لنمو الأشياء وسرد أفكار العالم جاليلو أثناء اقامته الجبرية، واللي كان بيسأل فيها نفسه أن ليه الأشجار ليها طول معين، ليه مش واصلة للسماء، واستخرج فكرة جوهرية وهي أن لكل حاجه حد أقصى في النمو، وأنك لو حاولت تكبر حاجه معينه زيادة عن اللزوم هتوصل عند نقطة معينة وهتنهار، كمان جوابها على سؤال “كيف تحصل الإمبراطورية على الطاقة؟” وكان جوابه ببساطة وهو التوسع من خلال ضم المزيد من الأراضي والبشر، كمان فسر الأصل اللغوي لكلمة إمبراطورية وهي عبارة عن فعل لاتيني ” Imparare” ومعاناة “الأمر”، والإمبراطور هو الحاكم بأمره، وهو السلطة التي لا تعلوا سلطة فوقها، جوهر الإمبراطورية هو وجود سلطة آمرة في المركز الإمبراطوري و تسندها قوة عسكرية فعالة تسيطر على الأطراف البعيدة، أضاف أن العلاقات الجيدة بين البشر تمثل نوع جديد من التكنولوجيا الاجتماعية والمادية، انهى رسالته برأيه في الامبراطوريات وقال
” برغم أن الإمبراطوريات تهيئ السبيل أمام تكوين مجتمعات بشرية أكبر حجمًا، وبرغم أنها تفتح المجال أيضًا أمام ازدهار التجارة، إلا أن اعتمادها على العنف والإجبار والجباية ومنظومة العبودية يُضعف من احتمالات تعاون البشر طوعًا. التعاون الطوعي للبشر يُخرج أفضل ما فيهم ويُفجر ينابيع الإبداع لديهم. سيتطلب الأمر شيئًا جديدًا يجعل هذا التعاون الطوعي ممكنًا على نطاق واسع، ويخلق روابط أكثر إنسانية بين البشر”
بدأها بشعر للشاعر الفارسي حافظ الشيرازي «يقول العقل: لا يوجد شيء فيما وراء العالم الحسي. يقول القلب: لا، بل يوجد شيء، وقد ذهبت كثيرًا إلى هناك».
دي كانت اخر رسائله لابنته ليلى، كان بيكلمها فيها عن الأفكار اللي بتدور في دماغنا كبشر، وأن كلنا فلاسفة بشكل او بآخر وعندنا افكار مختلفة وكل فكرة مبنية على أفكار أشمل وأكبر كانت مستقرة في أعماق عقولنا، وده لأن الواقع المادي ليه تأثير كبير وحاسم في تكوين عناصر قصة حياتنا ورسم قواعد اللعبة وحدود الملعب، اتكلم كمان عن أن عيش الواقع مهم بس الأهم هى الطريقة اللي بنشوف بيها الواقع، وده لأن عقولنا ليها طريقة رهيبة على إعادة صياغة الواقع المحيط بينا، لأننا مش بنشوف الواقع زي ماهو لا، أحنا بنستقبلة بعقولنا ونعيد صياغته مرة تانية بحسب رؤيتنا، كمان استشهد بمقولة سقراط “بأن الحياة التي لاتقوم على التفكير وبحث الأشياء لا تستحق أن تُعاش”، أنهى رسالته بعنوان ” إلي أين” أيها المسافر خطواتك هي الطريق، أيها المسافر لا طرق هنالك، الطريق يصنعها المسير” ولخص رحلته في كتابة الرسائل بالجملة دي
” رحلتنا لن تتوقف بالطبع عند نداء التوحيد وتحطيم الأصنام. هذه كانت مجرد البداية..«التشبيك» المتواصل بين الأشياء المادية حولنا، والأفكار في أدمغتنا، سوف يمهد السبيل في القرون التالية «لانبثاق» أشياء مركبة جديدة غير متوقعة، وبزوغ أفكار وكسر شفرات، عبر مسيرة لا تقل إثارة قد يأتي وقت لأرويها لكِ.
في النهاية يمكن يكون فيه حياة تانية لكائنات أخرى عايشين فيها ما بين محطات السماء والأرض، بس الاهم اننا نحافظ على كونا بشر بنتمتع بصفات إنسانية مش موجودة في كائنات أخرى