يقع ” شارع المتنبي ” في بغداد بالقرب من منطقة الميدان وشارع رشيد، ويعتبر هذا الشارع هو السوق الثقافي المعروف والمقبل بجماهيرية كبيرة من أهالي بغداد حيث ينشط في يوم الجمعة ويمتلئ بمختلف أنواع الكتب، كما أنه يحتوي على مباني بغدادية قديمة للغاية منها مباني المحاكم المدنية قديمًا، ويقابلها المركز الثقافي الذي يطل على نهر دجلة حيث يحتوي على عدد كبير من القاعات لعمل الندوات والمحاضرات الثقافية، كما يتجمع الفنانيين والمثقفين فيه كل يوم جمعة، يحتوي شارع المتنبي على مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر، كما يحتوي على عدد كبير من المكتبات التي تضم كتبًا وروايات في مختلف أنواع الأدب ومخطوطات نادرة.
وبسبب تفشي وباء كورونا ” كوفيد 19 ” قررت السلطات العراقية فرض إغلاق المناطق العامة في بغداد وبالطبع من ضمنها المناطق والمراكز الثقافية، ولكن منذ وقت قليل سمحت بفتحها من جديد بعد انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
يحتضن هذا المكان آلاف الكتب بجميع مجالاتها ومختلف عناوينها بأسعار زهيدة جدًا، حيث تتوفر كتب في هذا الشارع لا يتجاوز سعر الكتاب الواحد منها دولارًا واحدًا، وكما ذكرت فيعتبر يوم الجمعة في هذا الشارع هو ملتقى ثقافي كبير يعقد أسبوعيًا يأتي له العديد من الكتاب، المثقفين، الفنانيين والرسامين.
ونتيجة لوقت الحظر والظروف التي أجبرت أصحاب المحلات على الغلق، فقد لجأ أصحاب المحلات إلى التسويق والمعارض الإلكترونية، من خلال عرضهم للكتب بأسعار تنافسية أدت إلى أقبال العديد من القراء عليها، وسرعة طلبها منهم.
يعتبر هذا الشارع ملجأ لهواه القراءة والكتابة والفن، مقارنة بذلك وفي إنتقال منظورنا إلى مصر، فيوجد هنا مكانً يشبه شارع المتنبي ببغداد، وهذا المكان هو سور الأزبكية بالعتبة
يعتبر سور الأزبكية مكان خاص ومحبب لكل هواه القراءة، الكتابة، والفن، ويحظى بإقبال جماهيري يوميًا، يحتوي سور الأزبكية على دكاكين قديمة تحتوي بداخلها على كتب عتيقة، وعلى جرائد قديمة ترجع لفترة ثورة 1919، فترة حكم جمال عبد الناصر والسادات وحسني مبارك، فترات الفيضان وبناء السد العالي والكثير من نشرات الأخبار والكتب التي تحتوي على معلومات قديمة قد تهم هواه الكتابة بشكل خاص، كل ذلك بسعر زهيد جدًا صل إلى بعض الجنيهات في كتاب واحد.
وفي ظل ظروف كورونا فقد فعل أصحاب الدكاكين نفس الشيء تقريبًا، حيث تم عرض كتبهم في صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي هنا، كما أنه يوجد أشخاص آخرين قرروا أن يعيدوا ترتيب دكاكينهم وفض الغبار من عليها ومن على الكتب العتيقة التي اكتشفها بعض الأشخاص في مكتباتهم.
وتظل أماكن تواجد الكتب المليئة بالعلم والثقافة هي أماكن محببة في نفس القراء والمثقفين تبعث السعادة في أرواحهم.
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.