من هو يحيى حقي؟ هو ذلك الأديب المبدع الذى لقبته الصحافة المصرية “برائد القصة القصيرة العربية” والذي قال عنه الأديب الكبير نجيب محفوظ مؤسس المدرسة الحديثة في أدب القصة والرواية وأحد الأعمدة الأساسية الذي أكمل مع عملاق الأدب الآخر توفيق الحكيم تأسيس أركان فن الكتابة بأشكالها المختلفة.
هو قنديل أم هاشم الذى كان نبراس الرواية العربية في القرن العشرين. البوسطجي الذي تلخص خطابه في أن الأدب المصري لا يقل اثراء عن الأدب العالمي. سارق الكحل الذي سرق قلوب محبى الأدب وعاشقي الحروف.
هو من كتب ملامح جيل من خلال صيحة قائلاً لهم صح النوم وجعل السلحفاة تطير حتى لو كان فيما بين دماء وطين تم القاؤه خارج كناسة الدكان ليخرج دمعة فابتسامة من أم العواجز ويبحث لها عن دنيا جديدة مليئة بالعمل والابداع وبعيدة عن تراب الميري رافعا شعار خليها على الله.
هو من قال “تعال معي الى الكونسير” من أجل أن نستمع الى ناس في الظل ونخرج فكرة فابتسامة حين نرى عبد التواب أفندي يجلس على قهوة ديمتري ينتظر المال من مولد بلا حمص قبل أن يقول سرقني الكلام و يكتب كلمة الوداع.
هو من أبحر بنا في دنيا المعرفة حاملا بذراعه حقيبة في يد مسافر وظل يكتب أثناء رحلته خطوات في النقد على صفحات مذكرات عابر سبيل يسرد لنا فيها أفكار أنشودة البساطة والدعابة في المجتمع المصري التي تأتي له من فيض الكريم، ولكنه لا يضع عنوان لها مخاطبنا دائما ألم أقل لك، اترك لك اختيار العنوان.
هو القلب المسموم، والرجل ذو القلب الأسود الذي نشر أعماله دون استخدام الوسائط يا أفندم حتى لو كان ذلك من أجل قصيدة واحدة، فيها قولان، تكتب في مسرح الغلابة
يحيي حقي هو عطر الأحباب وعشق الكلمة، ومدرسة المسرح، وفجر القصة القصيرة التي روت لنا هموم ثقافية، عن صفحات من تاريخ مصر ليس فقط في السينما بل في محراب الفن.
هو الأب الروحي وقلم الابداع وقيثارة الأدب وعازف الكلمات. الذي عزف بإبداعه سيمفونية جديدة ذات ايقاع مختلف في عالم الأدب تسمى النوفيلا أو القصة حيث كانت تقتصر الأعمال الأدبية على الرواية الطويلة او القصة القصيرة فقط، وهو لون أدبي يتسم بالتكثيف والبساطة ويجمع بين حبكة الرواية المشوقة وأسلوب السرد الإبداعي الخاص بها.
وبين سرعة إخراج مشاهد القصة القصيرة وتكثيف أحداثها مما يصل بالقارئ الى متعة تذوق الأدب دون الشعور بالملل.
من هو يحيى حقي ؟ ولد يحيى حقي في ١٧ يناير عام ١٩٠٥، وتوفي في ٩ ديسمبر ١٩٩٢ ، عاش حوالى سبع و ثمانون عاما، أي ما يقرب من قرن من الزمن، عاش خلاله الحرب العالمية الأولى والثانية ، وثورة ١٩١٩ وثورة ١٩٥٢ واستقلال الدول العربية من الإستعمار.
أيضا شاهد ولادة العديد من الإختراعات وانتشار كافة صور الطاقة بدءاً من الكهرباء وصولاً الى الغاز الطبيعي، وشهد تطور الاتصالات بدءاً من استعمال الهاتف و التلغراف حتى استخدام الإنترنت وغزو الفضاء، ليكن شاهد على أحداث زمنية لقرن أزدحم بتطور الأحداث السياسية وملئ بالإكتشافات العلمية، أثرت على ثقافته وكتاباته الأدبية
استطاع أن يقدم للمكتبة العربية ما يقرب من مائة كتاب متنوع في النقد الأدبي السير الذاتية والكتابة الساخرة الباسمة إلي جانب كتبه السياسية ومقالته الأدبية وترجمة القصص والروايات والمسرحيات العالمية. بدأ حياته الأدبية في ١٩٢٦ بنشر أول قصة له في جريدة الفجر التي كنت تصدرها المدرسة الحديثة ، تحت عنوان “فلة ، مشمش ، لولو”.
كتبها على ألسنة الحيوانات متأثراً بقصة السخرية للكاتب الأمريكي إدجار آلن بو ثم تلتها قصة “قهوة ديمتري” التي نُشرت في جريدة السياسة في نفس العام ثم توالت مؤلفات يحيى حقي والاصدارات الى أن تجاوزت المئات خلال سبع وثمانون عاماً.
تلقى يحيى حقي تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب السيدة زينب، وبعد أن انتقلت الأسرة من السيدة زينب لتعيش في حي الخليفة، وفي عام ١٩١٢ التحق بمدرسة والدة عباس باشا الأول الإبتدائية بحي الصليبية بالقاهرة، وهذه المدرسة تتبع نفس الوقف الذي كان يتبعه (سبيل أم عباس) القائم حتى اليوم بحي الصليبية.
وهي مدرسة مجانية للفقراء والعامة، وهذه المدرسة هي التي قضى بها يحيي حقي خمس سنوات حصل على الشهادة الابتدائية، وفي عام ١٩١٧ التحق بالمدرسة السيوفية، ثم المدرسة الإلهامية الثانوية وقد مكث بها سنتين حتى نال شهادة الكفاءة، ثم التحق عام ١٩٢٠ بالمدرسة السعيدية، انتقل بعدها الى مدرسة الخديوية التي حصل منها على شهادة (البكالوريا).
ولما كان ترتيبه الأربعين من بين الخمسين الأوائل على مجموع المتقدمين في القطر بأكمله، فقد التحق في أكتوبر ١٩٢١ بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وقد رافقه فيها أقران وزملاء مثل :- توفيق الحكيم، و حلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم رفاعي، وقد حصل منها على درجة الليسانس في الحقوق عام ١٩٢٥ وجاء ترتيبه الرابع عشر.
بالرغم من أن محمود طاهر حقي الأديب المعروف صاحب مجلة الجريدة الأسبوعية كان عم يحيى حقي، إلا أن عازف الكلمات لم يعمل عازف في بداية حياته بالصحافة حيث لم يرغب اللجوء الى نظام المحسوبية والوساطة ولم يطرق باب صاحبة الجلالة وذلك رغم نشره أيضا عدداً من القصص القصيرة في بعض الصحف الهامة والشهيرة آنذاك مثل جريدة الفجر، وجريدة السياسة.
عمل يحيى حقي مساعداً لوكيل النيابة عقب تخرجه من كلية الحقوق وذلك بعد استبعاده من بعثات مدرسة الحقوق لجامعات أوروبا لإعدادهم لشغل مناصب الأستاذة ولكنه رسب في الكشف الطبي ولم يسافر لاستكمال دراسته بالخارج.
ثم سرعان ما تفرغ للعمل بالمحاماة، ولم يستمر فيها أكثر من ثمانية أشهر تنقل خلالها ما بين محافظة الإسكندرية والبحيرة ، ليعمل بعدها في وظيفة معاون إدارة في منفلوط بأسيوط عام ١٩٢٧.
عاش حقي في الصعيد لمدة عامين، ويبدو أن تنقله ما بين القاهرة ومدن محافظة الوجه البحري والقبلي قد أثرت على حياته الثقافية بمعرفة العديد عن عادات وتقاليد مصرية مختلفة ومتنوعة ومن الواضح أن تأثره بعادات وتقاليد أبناء الصعيد دفعه أن يجعل منهم أبطال قصصه ورواياته فيما بعد مثل قصص البوسطجي، قصة في سجن، أبو فودة، حياة لص، من المجنون.
تلك القصص التي نشرها في مجموعة واحدة هي دماء وطين و أطُلق عليها الصعيديات وذلك لأن الفترة التي عاشها في الصعيد ظهر تأثيرها في تلك المجموعة. تحولت القصة الأولي في المجموعة البوسطجي إلى فيلم سينمائي صنف من أعظم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
إلى جانب ذلك، كان هناك قصة أخرى تحولت أيضا إلى فيلم سينمائي دارت أحداثه في أجواء الصعيد، هي قصة امرأة ورجل.
ولكنه بالرغم من تأثره بمناخ الوجه القبلي في كتاباته إلا أنه لم يحب حياة الصعيد بل كان يتطلع للخلاص من تلك الحياة القاسية، حتى أتاه بالمصادفة المحضة. كما روى في إحدى مقالاته، إنه قرأ إعلاناً من وزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في (القنصليات)، و(المفوضيات)؛ فحرص على التقدم إلى تلك المسابقة التي نجح فيها.
فعين أميناً لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة عام ١٩٢٩، ثم نقل منها إلى اسطنبول عام ١٩٣٠، حيث عمل في القنصلية المصرية هناك حتى عام ١٩٣٤.
بعدها نُقل إلى القنصلية المصرية في روما، التي ظل بها حتى إعلان الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام ١٩٣٩؛ إذ عاد بعد ذلك إلى القاهرة في الشهر نفسه. ليعين سكرتيراً ثالثاً في الإدارة الإقتصادية بوزارة الخارجية المصرية.
وقد مكث بالوزارة عشر سنوات رقي خلالها حتى درجة سكرتير أول حيث شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، وقد ظل يشغله حتى عام ١٩٤٩؛ وتحول بعد ذلك إلى السلك السياسي إذ عمل سكرتيراً أول للسفارة المصرية في باريس، ثم وزيراً مفوضاً في ليبيا عام ١٩٥٣.
تزوج بعد ذلك عام ١٩٥٣ من رسامة فرنسية تدعي جان ميري جيهو، وقد كانت تلك الزيجة سبباً أساسياً في عدم استكمال عمله في السلك الدبلوماسي وعودته الي مصر حيث اختار المشاعر مضحياً بجزء من طموحاته، وعين مديرًا عامًا بوزارة التجارة، ثم عمل مديرا لمصلحة الفنون سنة ١٩٥٥، فكان أول وآخر مدير لها إذ ألغيت عام ١٩٥٨ فنقل مستشاراً لدار الكتب.
ثم استقال من العمل الحكومي، لكنه عاد إليه عام ١٩٦٢رئيسًا لتحرير المجلة المصرية، وظل يرأسها ١٩٧٠ لمدة ثمان سنوات متواصلة حتى قرار الرئيس محمد أنور السادات بإغلاقها وإغلاق كافة المجلات التي كانت تصدرها الهيئة المصرية للكتاب عام ١٩٧١، و هو ما عرف بقرار إطفاء المصابيح الثقافية وبعدها بقليل أعلن عازف الكلمات اعتزاله الحياة الثقافية.
.
الموت إلى نبيلة، ذلك كان عنوان المقال الذي نشره عازف الكلمات في مجلة الثقافة يرثي به زوجته الأولى السيدة نبيلة ابنة عبد اللطيف بك السعودي عضو مجلس النواب عام ١٩٤٣
التي لم يكد يمضي على زواجهما ثلاثة أشهر حتى أصيبت بمرض غامض في عينها اليسرى منعها من الرؤية ثم زحف على العين اليمنى ففقدت البصر تماماً، وكانت حاملاً بمولودهما الأول، وفي الشهور الأخيرة من الحمل اكتشفوا إصابتها بالتهاب في عضلة القلب، إذ أصيبت في صغرها بحمى روماتيزمية أثرت عليها في شبابها ونالت منها في شهور الحمل المرهقة.
ونتج عنه إصابتها في القلب، ولم يكن هناك علاجاً حتى ظهرت تباشير دواء جديد هو البنسلين، وكان وقتها باهظ الثمن ونادر التواجد في مصر، ويصعب الحصول عليه إلا عن طريق وزارة الخارجية أو من قوات الحلفاء وقت الحرب العالمية الثانية.
واستطاع الزوج الأديب من خلال عمله بالسلك الدبلوماسي، أن يحصل على العلاج ولكن بعد فوات الأوان، فقد وصلت حالتها إلى مرحلة حرجة لا تستجيب للعلاج، وتوفيت الزوجة بعد أن وضعت مولودتها نهى تلك الأديبة المبدعة التي استكملت رسالة والدها في عالم الكتابة. وقد ظلت تلك الفاجعة هي محور وجيعة يحيى حقي طوال سنوات حياته التي لم ينساها حتى بعد زيجته الثانية.
و قد ظل عازف الكلمات حزينا على زوجته وأم ابنته عازفا عن الزواج طوال عشر سنوات متواصلة إلى أن التقى بالسيدة جان ميري جيهو رسامة فرنسية أثناء عمله القنصلية المصرية بباريس.
وتقدم بطلب الزواج منها رغم أنها أجنبية وتلك الزيجة قد تفقده عمله بالقنصلية، لكن إن كان الموت فرق بينه وبين زوجته الأولى، الاستمرار في العمل الدبلوماسي لم يفرق بينه وبين زوجته الثانية فاختار الحب مضحيا بطموحه الوظيفي.
كان ليحيي حقي دور كبير في تطوير فن الرواية في مصر وكتب روايات عناوينها باللغة المصرية الدارجة مثل صح النوم، خليها على الله، عطر الحبايب، كناسة الدكان، تراب الميرى، يا ليل يا عين والتي تمثل محطة مهمة في فن البورتريه القلمى في مصر.
لم تغفل السينما المصرية أيضا أعمال يحيى حقي بل قدمت له عدد من الأفلام حيث توجت السينما المصرية عام ١٩٦٨ علاقتها به بالإلتفات إلى أعماله الأدبية والانتقاء منها.
فأنتجت أربعة من الأعمال السينمائية المميزة التي رسخت في وجدان المشاهدين ومن أبرزها البوسطجي، ثم قنديل أم هاشم، وهما من أهم ما أنتجت السينما المصرية، وقد سبقهما من أعمال يحيى حقي فيلم إفلاس خاطبة، ثم فيلم امرأة ورجل.
لم يكن فيلم البوسطجي فيلما عاديا، قصة البوسطجي هي أولى حكايات المجموعة القصصية التي قدمها بعنوان دماء وطين والذى أطلق عليها الصعيديات نسبة إلى الفترة التي عاشها يحيى حقي بصعيد مصر وكتب خلالها قصصها.
والذى استطاع المخرج حسين كمال أن يترجم القصة الأولى في المجموعة إلى فيلم البوسطجي الذي كان علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية ويعتبر واحد من أحسن ١٠٠ فيلم في السينما المصرية، وقد ترجم الكاتب سيد عطية أبو النجا قصة البوسطجي إلي الفرنسية حيث أصبحت قصة عالمية..
أما مجموعته القصصية قنديل أم هاشم التي أصدرها ففي عام ١٩٤٤ كانت علامة فارقة في حياته الأدبية، فلم يعد يذكر اسم يحيى حقي دون أن يذكر ملاصقا بها، تلك المجموعة القصصية المكونة من ستة قصص أولها قصة قنديل أم هاشم.
واستطاع المخرج كمال عطية أن يخرجها إلى عالم السينما في ١٩٦٨ حيث احتل الفيلم المركز رقم ٦٣ في قائمة أفضل ١٠٠ فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد بمناسبة مرور ١٠٠ عام على أول عرض سينمائي بالإسكندرية ١٨٩٦-١٩٩٦.
تعرف ايضاً على أفضل كتب طه حسين عميد الأدب
بالنسبة إلى الترجمة فقد كانت أحد ملاذه و متعته الآدبية حيث قال عنها في مقدمة مجموعته القصصية قنديل أم هاشم:
“كانت لي مشاركة لا بأس بها في الترجمة فترجمة مسرحيتي “الطائر الأزرق” لميتر لينك , و “دكتور كنوك ” لجول رومان ، و روايات “أنتوني كروجر” لتوماس مان ، و “لاعب الشطرنج” لستيفان زفايج” و “البلطة” لمخائيل سادوفاينو ، و سيرة “اسكندر دوماس” التي كتبتها “اديث سوندرز” بعنوان “الأب الضليل”، بالإضافة إلى كتاب “القاهرة” “لدزموند ستيورات” كما قمت بمراجعة عدد من المسرحيات العالمية التي أصدرتها وزارة الثقافة “.
و لكن القصة القصيرة كانت له إنجازًا استثنائيًا، لم نكتشف آفاقه المتعددة الثرية بعد إلا من خلالها خصوصًا من زاوية اللغة التي كان يحيى حقي يقدّسها إلى أبعد حد والذى كان غالبا ما تأثرا في كتابته بكلاسيكيات الأدب العالمي خاصة الأدب الروسي حتى لقب بأبو القصة القصيرة العربية. ويقول يحيى حقي عن عشقه للقصة القصيرة في مقدمة مجموعته القصصية قنديل أم هاشم.
“لقد عالجت معظم فنون القول من قصة قصيرة و نقد و دراسة أدبية و سيرة أدبية و مقال أدبى، وترجمت عدد من القصص و المسرحيات ولكن تزال القصة القصيرة هي هواي الأول لأن الحديث يقوم فيها على تجارب ذاتية أو مشاهدة مباشرة و عنصر الخيال فيها قليل جدا دوره يكون قاصر على ربط الأحداث و لا يتسرب الى اللب أيضا …”
وقد صدرت الأعمال كاملة لعازف الكلمات في (٢٨) مجلدا عن الهيئة المصرية للكتاب، وقام بإعدادها و مراجعتها الناقد فؤاد دوارة، كما ترجمت بعض قصصه الى فرنسية مثل قنديل أم هاشم والبوسطجي.
” وجدني الأكبر سناً في الوسط الأدبي فأراد أن يجبر بخاطري”
هكذا كان رد عازف الكلمات على نجيب محفوظ حينما صرح في احدى حواراته الصحفية
“كنت أتمنى لو أن جائزة نوبل ذهبت الى يحيى حقي”
فعلى مدار ما يقرب من أربعين عاما قد ولدت صداقة حميمة جمعت محفوظ بحقي بدأت في عام ١٩٥٥ حين تولى حقي ادارة مصلحة الفنون وطلب اثنان مساعدين هما نجيب محفوظ و علي أحمد باكثير وعين محفوظ مدير مكتبه. وقد أهدى محفوظ جائزة نوبل الي حقي قائلا أنه
” إنه يشعر بالخجل أن نال الجائزة في حياة “حقي”، الذي كان هو الأحق بها، بوصفه صاحب الدور الأكبر في التأسيس للقصة والرواية كنوع أدبي جديد، لولا ما بذله “حقي” مع توفيق الحكيم لتأصيل هذا الفن هو وكُتاب “المدرسة الحديثة” لما استمر ذلك الابداع “.
إقراء ايضاً سلسلة ما وراء الطبيعة احمد خالد توفيق وافضل الاعداد
استطاع عازف الكلمات أن يحصل في عام ١٩٦٩ على جائزة الدولة التقديرية في الآداب. كما منحته الحكومة الفرنسية عام ١٩٨٣ وسام الفارس من الطبقة الأولى. ومنحته جامعة المنيا عام ١٩٨٣ الدكتوراه الفخرية. وفي عام ١٩٩٠ حصد جائزة الملك فيصل العالمية لكونه رائدا من رواد القصة العالمية.
كما أن عمله كريئس تحرير لمجلة المجلة المصرية لمدة ثماني سنوات متتالية من عام ١٩٦٢ الى عام ١٠٧٠ جعله يثرى عالم الصحافة والآداب بمزيد من الإبداعات و الثقافات.
لقد كان يحيى حقي قرن من الإبداع تم تأريخه من خلال مائة عمل أدبي أثرى بها الحياة الثقافية، وداعا لرائد القصة القصيرة. وداعا لعازف الكلمات.
لا يوجد محتوى مشابة
لا يوجد محتوى مشابة