لقد عدت لتوى من رحلتى لمدينة مونروفيا، عاصمة دولة ليبيريا، ولقد كانت رحلة مثيرة للغاية بالنسبة لى؛ حيث دائمًا ما كنت أشعر بحماسة كبيرة نحو زيارة دولة ليبيريا. وحضرت هناك مؤتمرًا للقيادة مع نساء بارزات ذوات خلفيات شخصية ومهنية متنوعة، من مختلف دول قارة إفريقيا.
وقد تشرفت بترشيحى ضمن أكثر 15 امرأة ذات تأثير على مستوى قارة إفريقيا، من قبل مركز إلين جونسون سيرليف الرئاسى للمرأة والتنمية (The Ellen Johnson Sirleaf Presidential Center for Women and Development) فى ليبيريا؛ حيث كان قد تم ترشيح أكثر من 200 امرأة قيادية من جميع أنحاء القارة، وبعد إصدار القائمة المختصرة، تم اختيار 15 سيدة فقط ليكونَّ قائدات أموجاى (Amujae Leaders) فى مجموعة عام 2021. وتعنى كلمة “أموجاى” (Amujae) فى لغة الكرو (Kru Language)، إحدى لغات ليبيريا، “نحن نرتقى”.
واختتمنا اجتماعًا استمر لمدة ثلاثة أيام فى مدينة مونروفيا، كما تعهدنا بتغيير المشهد العام للمرأة فى القيادة العامة. وركز المنتدى على موضوع “بناء القدرة على الصمود”، ويهدف إلى تزويدنا، نحن “قائدات أموجاى”، بالأدوات اللازمة لتولى أدوارنا القيادية بشكل صحيح أثناء لحظات الشك وعدم اليقين، فى بلداننا، وخاصة بعد جائحة (COVID_19).
وفى ذات الوقت، نسعى إلى تسخير قوتنا وجمع خبراتنا للنهوض بالقيادة النسائية فى جميع أنحاء القارة الإفريقية. كما يجب أن يتم توظيف موهبة وخبرة والتزام القيادات النسائية كاستراتيجية لتنمية القارة الإفريقية بأكملها؛ فلقد تعهدنا بالمثابرة فى رابطة الأخويات هذه على خدمة نمو إفريقيا وعظمتها.
ووفقًا لما أقره بعض المراقبين، أن الناتج المحلى الإجمالى لقارة إفريقيا سوف يكون من بين النواتج المحلية الإجمالية الأسرع نموًا فى العالم خلال السنوات العشرين القادمة. ويُعد ذلك فرصة فريدة بالنسبة لجميع دول القارة للسعى نحو التغيير التحويلى (Transformational Change). وبالتالى، يجب أن نعمل على زيادة اندماج المرأة ضمن تأسيس وقيادة مجتمعاتنا، التى تحتاجها القارة بشدة.
كما أن النهوض بالمرأة فى القيادة العامة، سوف يفيد الجميع؛ حيث توجد علاقة قوية بين وجود المرأة فى مركز القيادة وبين تحقيق نتائج صحية وتعليمية وبيئية أفضل.
وحققت مصر فى الآونة الأخيرة تقدمًا كبيرًا فى التمثيل السياسى للمرأة، مما يؤكد توجه مصر نحو المسار الصحيح؛ حيث تشغل المرأة – حاليًا- 148 مقعدًا فى البرلمان، مقارنة بـ 89 مقعدًا فى عام 2015، كما تشهد مصر – بالفعل- قوة المرأة فى مجلس وزرائها، من خلال وجود ثمانى وزيرات حتى الآن، بالإضافة إلى مُحافِظة دمياط الحالية، وتشغل العديد من النساء مناصب كبار المسؤولين الحكوميين فى القطاع العام.
كما أنه فى الآونة الأخيرة، تم تعيين سيدات كقاضيات فى جميع المؤسسات القضائية لأول مرة فى مصر. وعلاوة على ذلك، ينص قانون تأسيس الشركات الجديد على ضرورة تمثيل المرأة فى المجلس، مما يعكس ثقة القيادة السياسية بقدرات المرأة وإمكاناتها.
وتحتاج النساء فى جميع أنحاء القارة إلى زيادة الوصول إلى الشبكات والمسارات الراسخة التى تستمر فى دعم الأنظمة الذكورية. وفى سياق القطاع العام، نجد تمثيل المرأة فى مختلف القطاعات، مثل الصحة والتعليم والتغذية والإنتاجية، يمثل جانبًا مهمًا للتقدم نحو النمو الوطنى؛ فوفقًا لمعهد “ماكينزى” العالمى (McKinsey Global Institute)، فإن مشاركة المرأة على قدم المساواة فى الاقتصاد العالمى، سوف يرفع من الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنسبة 26% خلال السنوات العشر القادمة.
إذن؛ فإن تشجيع النساء والفتيات على إطلاق العنان لإمكاناتهن الكاملة يجلب الرخاء للجميع.
المهندسة/ غادة مصطفى لبيب
نائب وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي بوزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ ديسمبر 2019.
لديها 30 عاماً من الخبرة القيادية في إدارة العملاء وتطوير الأعمال، في القطاعين الخاص والحكومي، وخبرة عملية متميزة ومتنوعة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والسياسات العامة والإصلاح الإداري.