يوليوس قيصر هو جنرال وقائد سياسي وكاتب روماني ولد في 12 يوليو 100 ق.م. ولد يوليوس قيصر في عائلة عريقة من الأشراف الرومان، وفي كتب عن التاريخ ذُكر أنه لم يكن مجرد طفل عادي، بل تجلت منذ بواكير عمره ملامح ومعالم وقدرات فذة أثارت الدهشة واستحوذت على الإعجاب الجميع.
اتصف يوليوس قيصر بالذكاء والكرم والجود والعطاء والنبل والشجاعة والوضوح والصراحة وتناول الأمور والقضايا بصور لا تخلو من الجدية اللافتة للانتباه. في الوقت الذي لم يعبأ فيه أقرانه بما يجري من حولهم. ورغم المحاولات المريرة لاجتذابه إلى سوقهم وحلقاتهم، إلا أنه مضى لا يبالي بهم.
فى شبابه استمر على ذلك لا تجرفه تيارات الهواء ولا تسحره عيون الحسناوات، وتمتع بالقدرة على نسج علاقات اجتماعية عديدة ومتنوعة مع مختلف رجال روما مما أكسبه قدراً هائلاً من التقدير والاحترام لدى أهالي روما الذين كانوا يشيرون إليه بوصفه رجل روما القادم، وسيدها المنتظر، وإمبراطورها المرتقب.
عايش في مرحلة مراهقته عهد الحرمان حماية القانون الذي فرضه ماريوس صهر أبيه، كما عايش عهد ديكتاتورية سولا وأوائل عهد بومبي. ويعتبر يوليوس قيصر من أبرز الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ وسبب ثورة تحويل روما من جمهورية إلى امبراطورية.
انضم يوليوس قيصر إلى المعترك السياسي منذ بداياته حيث كانت عائلته معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ. وجاء يوليوس ليتبع هذا التقليد. أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد إطلاق سراحه.
حتى أنه تم اختياره زميلاَ جديداَ في كلية القساوسة عام 73 ق.م. ثم انضم إلى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما انضباطاً على الإطلاق.
وقف يوليوس إلى جانب بومبي مؤيداَ له بصورة صريحة عام 71 ق.م. وشكل يوليوس قيصر وبومبي وكراسوس أول حكومة ثلاثية.
خلال السنوات التسع التي تلت، انشغل يوليوس بقيادة حملاته في بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما إلى كل من بلاد الغال (فرنسا) وسوريا ومصر وغيرها، حيث كانت معظم حملاته ناجحة إلى حد مثير حيث عين حاكما لإسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاَ.
ونصب بعد ذلك حاكماَ على بلاد الغال، وكانت تلك مهمة شغلته لتسعة سنوات كان خلالها تاركاَ لبومبي وكراسوس أمر حماية مصالحه في روما. إلا أنه كانت هناك خلافات كثيرة بينهم عند هذا الوقت جعلتهم يعقدون لقاء فيما بينهم في لوكا عام 56 ق.م. في محاولة لحل تلك الخلافات.
عين بومبي قنصلاَ وحيداَ عام 52 ق.م. بعد موت كراسوس الأمر الذي نتج عنه حرباَ أهلية وهزيمة لجيش بومبي في معركة موندا في إسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد يوليوس قيصر بعد ذلك إلى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق.
حيث عاد بعد انتصار عظيم على بومبي ومجلس الشيوخ الذي كان جيشهم أضعاف جيشه ولكن حكمة يوليوس وخبرته العسكرية جعلت الأمور في صالحه.
حاول يوليوس قيصر تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تتم عن صدق وأمانة وأعلن في عام 44 ق.م. عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكماَ دائما على روما، غير أن أعداءه الكثر دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله في من عام 44 ق.م.
مما أدخل روما بحرب أهلية أخرى وحزن كبير على فقدانه حيث انتقم ماركوس أنطونيوس زميل قيصر وأغسطس قيصر ابن قيصر بالتبني من مغتالي قيصر وهم بروتس يعتقد أنه كان ابناَ ليوليوس والذي قدم له يوليوس قيصر في حياته العديد من المناصب والألقاب وعينه حاكم لغاليا ومع ذلك صوب نحوه الخنجر.
أيضا كاسيوس الذي كان يخدم في جيش يوليوس أيضا مما جعل اغتيال يوليوس قيصر قصة درامية تاريخية ذكرها العديد من الكتاب وأبرزهم شكسبير الذي وصفها بأقبح عملية اغتيال بالتاريخ.
تبدأ خيوط المؤامرة اغتياله تتجمع بزيادة العداء ليوليوس من جانب رجال الرومان، وفي روايات حربية ذُكر أن يوليوس قيصر صار عجوزا متغطرسا، طموحا ويبتغي ألا يكون إمبراطورا.
فيجتمع كل المتآمرين في يوم الرابع عشر من شهر مارس في بيت بروتوس، ويقنعونه بأن لا بد من موت القيصر وأن يكون الاغتيال في اليوم الذي سيأتي فيه يوليوس إلى مجلس الشيوخ.
مع اقتراب وقوع الحدث الكبير. أصدقاء القيصر وحتى زوجته كالبورنيا حذروه من الخروج إلى دار الحكومة في ذلك الوقت، وأخبرته أنها تخاف أن يحدث شيء ما إن ذهب إلى هناك بانتشار إشاعات عن متآمرين لاغتياله، لكن أحد المقربين من يوليوس جاء ليقنعه بوجود نية لقتله لكنه بتأخر ويجده قد ذهب بالفعل.
وقد سجل أحداث الاغتيال المؤرخ اليوناني بلوتارخ، هذه الحادثة حيث اشترك فيها أقرب الناس إلى قلب الإمبراطور بروتوس حيث لم يكن أي شعور معاد نحو يوليوس وإنما كانت حجته الوحيدة هو شدة حبه لبلاده ويعترف أمام الجماهير الحاشدة حول جسد قيصر المطعون
“لقد قتلت قيصر ليس لقلَة حبي له، بل لأني أحب روما أكثر”
بينما كان الطرف الآخر المسؤول عن مقتل يوليوس قيصر كاسيوس من أشد الناس الذين يمقتونه، كان بروتوس قبل المؤامرة سيدا سمحا في الامبراطورية الرومانية، كريما في معاملته لمن هم دونه، وعلى الرغم من أن نواياه كانت حسنة وشريفة إلا أنه لم يهن في العيشة بعد مشاركته في اغتيال يوليوس وخسر كل شي.
تذكر كتب التاريخ أن زعيم المؤامرة، هو “كاسيوس” حيث أنه مدبر بارع، يعرف كيف يكسب تأييد المتآمرين الآخرين، وكيف يقوم بالتخطيط المحكم.
ترك يوليوس قيصر بصمة في تاريخ مدينة روما القديمة، وحفر اسمه في جدرانها منها إنجازات سياسية تمثّلت في:
لقد كان يوليوس قيصر يخشى أن تقع رسائله في يد أعدائه، وكان لا يثق إلّا بقليل من الرجال، ولذلك فقد توصل إلى آلية كانت في زمانه حلها صعب على أنها قد تبدو اليوم سهلة، والسبب في أن زمانه كان قليل فيه من يعرف الكتابة بل من يستطيع حل رسائل مشفّرة.
فاعتمد في تشفيره للرسائل على أسلوب قد اتفق عليه مع أعوانه وحلفائه، وهو أن يقلب بعض الحروف في بعض الكلمات إذ يجعل الحرف الأوّل مثلًا في الأخير أو أن يجعل الأخير في الأوّل.
وكذلك يُباعد بين حروف الكلمة ليحسب القارئ أن الحرف البعيد ينتمي إلى كلمة أخرى، ولأهمية هذا النوع من التشفير فقد كتب المؤلف الروماني فالير بروبو كتابًا حولها، ولكنه فُقد.