بتفتح عينك تقفل المنبه وتنام 5 دقايق.. بتصحى مخضوض تلاقيهم وصلوا لـ 20 دقيقة..ب ترمي الموبايل على السرير وتجري تغسل سنانك ووشك عشان تفوق.. معندكش وقت تختار هتلبس إيه وبتاخد أقرب وأسهل حاجة قدامك تلبسها..تجري على الباب وتمشي..
دي بداية 5 أيام في أسبوع واحد من الشهر.. يعني 20 يوم في الشهر.. يعني 240 يوم في السنة!
بتفكر إزاي تبسط نفسك ومبتتبسطش.. بتسأل نفسك هو أنا مبسوط ولا عادي؟ بتحتار في الإجابة لأنك معندكش وقت تتبسط، بتاكل وأنت بتشتغل أو بتذاكر ومبتاخدش بالك من الأكله اللي بتحبها على قد ما أنت عايز تخلص الأكل عشان ترجع لموبايلك أو كتابك أو شغلك من تاني.
السؤال المهم هنا هو: هتتبسط امتى؟
– إجابتك اللي جت في دماغك: هتبسط لما أعمل (كذا)
الإنبساط لما تحطله شروط يعني هتفضل تحت رحمة البؤس.. حاطط إيدك على خدك مستني الفرحة تدق بابك، سرعة الحياة المرعبة بتخليك مربوط في ساقية بتعمل نفس الأشياء بشكل متكرر وممل، في الحقيقة أنت مش بتاخد بالك أصلاً إنه ممل لإنك بدون وعي بتميل إنك تعدي اليوم عشان يخلص وكإنه حِمل تقيل على قلبك.
ولكن أنت واخد بالك إن اليوم اللي عديته ده مش هيرجع تاني؟ يوم من عمرك عدى ولا لمحته، كنت مشغول جدًا في إنك إزاي تعديه بسرعة.
– يعني إيه أتبسط؟
سؤال وجودي مهم جدًا، وعلى قد ما السؤال يبان إنه عميق على قد ما هو بسيط.
الحياة مش سهلة، وعشان هي مش سهلة لازم احنا نسهل كل حاجة نقدر نسهلها على نفسنا..مش هنروح للإنبساط، الإنبساط هو اللي هيجيلنا. يعني إيه الكلام ده؟
مش كل ما نحب نتبسط هنستنى يوم إجازة في الشتا عشان نروح إسكندرية صد رد ناكل أكلة سمك تبسطنا، لو حسبناها إن الموسم 3 شهور، يعني 12 أسبوع فكل أسبوع يوم جمعة يعني هتتبسط 12 يوم في السنة اللي هي بتتكون من 365 وربع يوم.
ومش كل ما نحب نتبسط هنستنى الصيف عشان نسافر للبحر أسبوع ولا اتنين ولا حتى شهر، المثالين دول مجازيين معناهم إنك مش لازم تشرط على نفسك أنت هتتبسط لما تعمل (كذا)، هتلاقي نفسك اتحولت لشخص بيحاول يعيش السنة كلها عشان يوصل للحظات إستمتاعه اللي متتعداش 30 يوم!
معظمنا فاهمين الإنبساط غلط.. شارطين عليه وحابسينه ومش بنسيبه ينطلق غير في أيام معدودة، وكأننا مربيين حيوان أليف حابسينه في البيت لحين إشعار آخر.. بنسيبه وحيد وسط ضلمة البيت يدبل.. ده تشبيه أقرب للي بيحصل لروحك وأنت بتوعدها إنك هتبسطها وهي تتعشم وتستنى..وتستني..
كده أنت عرفت المفهوم الخاطئ للإنبساط، نيجي بقى لمفهوم الإنبساط نفسه;
الإنبساط في معناه المتواضع هو إنك تستمتع بأبسط وأقرب الأشياء ليك، متبعدش، متستناش، الإستمتاع يعني تطير وسط السحاب، تغوص في بحر الحب، تجري وتتنطط في أرض مساحتها كبيرة وفاضية، ده أقرب وصف ليه.
لو محستش الإحساس ده قريب يبقى محتاج تغير من يومك عشان تحس بيه، ويااه لو تحسه كل يوم وكل ساعة، ساعتها بس هتفهم كويس يعني إيه إنبساط.
إزاي استمتع باللحظة؟
بلاش تشتت
متعملش حاجتين في نفس الوقت لإنك هتنتهي منهم وتُدرك إنك معرفتش لا تركز ولا تستمتع بواحدة منهم لأن عقلك كان شغال في حاجتين!
خصص لكل حاجة لواحدها وقت، للأكل وقته من غير تليفزيون ولا موبايل ولا شغل ولا مذاكرة، وللمذاكرة وقتها من غير أكل ولا موبايل ولا مزيكا ولا تليفزيون..إلخ
واحدة واحدة هتلاقي نفسك مركز وبتستمتع بالحاجة اللي بتعملها، طعم الأكل المرة دي أحلى، المذاكرة بقت أسهل وفاهمها من أول مرة ومبسوط إنك فاهمها مش بتحفظ وخلاص، المسلسل ممتع جدًا من غير ما تمسك الموبايل لأ والموسيقى التصويرية اللي مكنتش بتاخد بالك منها دلوقتي سامعها ومستمتع بيها، قيس على كدة كل حاجة بتعملها.
اتنفس بوعي
جرب الصبح تتنفس نفس عميق وتشم ريحة الصبح قبل دخان السجاير والعربيات والتراب، جرب تستمتع باليوم من أوله بأول نفس عميق تتنفسه، صدقني هتحس بإستمتاع غريب مش هتعرف إيه مصدره..ومش مهم تعرف مصدره.
حاول قبل ما تاكل تستمتع بريحه الأكل قبل ما تهجم عليه من غير مقدمات.. اتنفس وخلي خلايا مخك تجهز وتفهم إن داخل لجسمك أكل دلوقتي، استمتع بريحة القهوة وروقانها، اتنفس نفس عميق قبل ما تبدأ شغل أو مذاكرة هتهدي أعصابك وتقلل من توترك وتبدأ وأنت رايق وهادي.
استمتع بالأشياء البسيطة
مش هتلاقي أبسط ولا أسهل من إنك تستمتع بأقرب حاجة ليك، لو بتحب الشمس استغل أي مكان في شمس واستمتع بالدفا، لو بتحب المطرة انزل اتمشي وقت المطرة.. اجري.. اتنطط، لو بتحب الليل انزل اتمشي بليل كتيير.. اقعد في البلكونة أو الشباك وتأمل الليل وجماله ونجومه وقمره.
استمتع بالأكله اللي بتحبها وكلها بالراحة عشان تحس بحلاوتها وريحتها، فنجان القهوة اللي بوش أول اليوم، فيلم جميل تشوفوا قبل النوم، كوباية شاي بلبن تحضنك، قاعدة مامتك، جدتك أو أختك اديها تركيزك كله.. سيب اللي في إيدك واستمتع بالمحادثة اللي هتفتكرها بعد سنين وعينك تدمع.. استمتع بيها من قلبك واضحك وهزر وافتح مواضيع وانسى موبايلك والسوشيال ميديا وأي حاجة ممكن تعطلك عنها.
حيوانك الأليف مش ديكور في البيت، طبطب عليه وكلمه والعب معاه.. استمتع بوجوده وروحه في المكان.. هتلاقي نفسك بتستمتع بكل حاجة حواليك واخدها وكأنها أشياء مضمون وجودها في حياتك، ولكن يا عزيزي أو عزيزتي، مفيش حاجة دايمة.. وعشان مفيش حاجة دايمه يبقى لازم نقدر وجودها ومنتجاهلهاش ونستمتع بوجودها في يومنا.
إزاي ممكن حياتنا تتغير لما نعيش اللحظة؟
هتحسن علاقاتك الشخصية
لما تستمتع بقاعدة تيته وجدو أو ماما أو أختك يبقى أكيد بتقوي علاقتك بيهم وتقرب منهم أكتر، لما تفتح محادثة مع زميلك وشك في وشه طول ساعات الشغل يبقى بتحسن علاقتك بيه، لما تلعب مع أليفك في البيت هتخليه يتعلق بيك أكتر وبتقرب منك، كل دي حاجات بتستمتع بيها وبسببها علاقاتك بتتحسن وحياتك بتتغير للأفضل.
في دراسة من جامعة واشنطن سنة 2012 أظهرت أن الوعي التام ممكن يحسن من التفاعل الاجتماعي والعلاقات بين الأفراد، وإن الأشخاص اللي مارسوا الوعي التام بانتظام أظهروا قدرة أكبر على التعاطف مع الآخرين وكانوا أكتر قدرة على التفاعل بشكل إيجابي مع المواقف الاجتماعية.
هتقلل التوتر والقلق جواك
إحساسك بالطمأنينة اللي بيجيلك مع استمتاعك الشخصي بأبسط الأشياء بيقلل التوتر والقلق اللي جواك وبيجي مكانه إحساس السكينة والرضا واالهدوء النفسي.
في دراسة من جامعة وايومنج سنة 2018 بتقول أن ممارسة الوعي التام بيساعد في تقليل مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) في الجسم، وإن الأشخاص اللي مارسوا التأمل والوعي التام بانتظام أظهروا مستويات أقل من الكورتيزول مقارنة بالأشخاص اللي لم يقوموا بممارسة الأنشطة دي.
ودراسة تانية من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) أتنشرت في 2013 بتقول أن الوعي التام بيقلل بشكل ملحوظ من تأثير التوتر على الجسم والعقل، واللي بيعزز الشعور بالراحة النفسية والتوازن.
هتزيد من إنتاجيتك
سواء بتشتغل أول بتدرس، في الحالتين هيكون بالك رايق وجاهز إنك تضيف في شغلك أو دراستك.
دراسة من جامعة فرجينيا سنة 2017 اتنشرت في مجلة “Psychological Science” بتقول أن ممارسة الوعي التام ممكن يزود من الإنتاجية ويقلل من تشتت الانتباه، واللي بدوره بيعزز قدرة الفرد على إنجاز المهام بشكل أكثر فعالية.
الحياة أجمل وهي بطيئة، بتاخد بالك من تفاصيلها الصغيرة اللي مبتشوفهاش وأنت بتجري، هدي السرعة واستمتع باللحظة..
بنتمنى نكون ساعدناك ولو عجبك المقال متنساش تدوس إعجاب وتقولنا رأيك في تعليق.
مراجع علمية:
APA PsycInfo
JSTOR Home
ResearchGate | Find and share research
PubMed
Google Scholar