في سنة 2021 المؤسسة العربية للمعرفة، عملت دراسة بتقول فيها أن الشباب العرب بدأوا يتجهوا بشكل زائد للمصادر الرقمية، والدراسة ذكرت أن نسبة الشباب اللي بيقروا الكتب الورقة بانتظام انخفضت بنسبة 15% في 2021 مقارنة ب 40% في 2010، تعالوا نعرف سوا إيه اللي اتغير في سلوك القراءة والدوافع والتحديات بالإضافة للعوامل الفكرية والفلسفية والاجتماعية وكمان النفسية، حضر كوباية قهوة مظبوطة ويلا بينا – المصادر هتلاقيها في أخر المقالة.
تغيير سلوك القراءة
الزمن عامل رئيسي في تشكيل السلوك، بمعنى إن كل حاجه بتتغير بإستمرار بما فيهم الإنسان وسلوكه وبمرور الوقت بتتغير الأولويات وبتبدل القناعات الناتجة عن تجربته، وده اللي بيأكده استطلاع الرأي اللي عملته مجلة «سي إي أو وورلد» السنة اللي فاتت”2024″ على القراء في حوالي 102 دولة حوالين العالم، نتيجة الاستطلاع قالت إن مصر في المركز الأول عربيًا والـ 39 عالميًا بمعدل 5 كتب في السنة بعدد ساعات قراءة الكترونية 121 ساعة سنويًا، وده يخلينا نسأل سؤال مهم، إيه دوافع القراء لتغيير نمط القراءة من الورقية إلى الإلكترونية؟
دوافع التحول إلى القراءة الإلكترونية
التغيير السلوكي بيعبر عن النضج والتمرد على القيود القديمة وأحيانًا عن الإنكسار ولو فاكر قصة انتشار البنطالونات الجينز هتعرف انها كانت رمز للثورة ضد التقاليد وتعبير عن الحرية الثقافية في اختيار الشيء المناسب والعملي اللي بيخدم حياتهم ومتطلباتهم، ومن هنا هنقدر نعرف دوافع التحول من القراءة الورقية للقراءة الإلكترونية:
– سهولة الوصول
مع نمط الحياة السريع بنحاول نوفر أكبر قدر من الوقت عشان الزحمة، المواصلات، وغيرها من الحاجات اللي بتسرق الوقت، الكتب الإلكترونية وفرت عليك مجهود انك تروح للمكتبة، فتقدر تقرأ من الموبايل أو التابلت آلاف الكتب والروايات من غير أي معوقات، في أي وقت ومكان.
– وزن خفيف
المرونة هي أهم دوافع القراء للقراءة الإلكترونية، لأنك مش هتحتاج تشيل كتاب 400 أو 600 صفحة في الشنطة، كمان تعدد المميزات في الكتب الورقية زي إنك تغير نوع وشكل وحجم الخط، تغير لون الخلفية، بحث بالكلمة …إلخ
– العامل الاقتصادي
لو فكرت تحسبها ما بين أيهما أرخص، الكتب الورقية ولا الإلكترونية، هتلاقي المعادلة في صف الكتب الإلكترونية، لأنك بتمن كتاب واحد ممكن تشترك من شهر لسنة، تقرأ فيها آلاف الكتب والروايات، وفي بعض الأحيان بتكون مجانية، زي قسم الكتب المجانية اللي هتلاقيه على iRead eBooks.
– مصدر معلومات سريع
لو أنت بتدرس أو حابب تعرف معلومة معينة من كتاب، هتقدر تلاقيه بسهولة وتقرأه وتدون الملاحظات والمعلومات المهمة اللي عرفتها منه، وده من أهم دوافع تحفيز الاهتمام بالقراءة الإلكترونية.
تحديات القراءة الإلكترونية
مفيش تغيير مش بيقابله تحديات، وتحديات القراءة الإلكترونية مش سهلة ولكن نقدر نواجهها ونتعامل معها، ومن أهمها:
– حقوق النشر والقرصنة
القارئ يقدر بكل سهولة ينسخ ويشارك محتوى الكتاب وده اللى أدي لارتفاع معدلات القرصنة غير المشروعة للكتب، فبيأثر بشكل سلبي على المؤلفين وبيخلي دور النشر عندها خوف من الاستثمار في الكتب الإلكترونية، ولكن تقدر تقرأ الكتب الإلكترونية من منصات معروفة ومشهورة بالتعاون مع دور النشر زي iRead eBooks، وده عشان تحفظ حق المؤلف ودار النشر.
– التشتت
كتير من القراء بيواجهوا مشكلة التشتت بسبب الرسائل وإغراء الـ Scrolling، وده بيقلل من التعمق والتأمل في القراءة.
– فقدان التجربة الحسية
محبي القراءة الورقية دايمًا بيتكلموا عن رائحة الورق، وملمس الصفحات، وده مرتبط بالجانب الوجداني عن كتير من الكتاب والمثقفين، ومحبي القراءة الإلكترونية فاقدين الإحساس ده.
فلسفة التغيير للقراءة الإلكترونية
خليني أقولك على فرضية اكتشفتها بعد بحث عميق وهي، أن معظم النظريات الإجتماعية والنفسية اللي بتدعم التحول للقراءة الإلكترونية مرتبطة، بأن الجيل الحالي هو جيل رقمي (Digital Natives)، هو اتولد في بيئة تكنولوجية، متصلة ومتفاعلة، محتضنة الأفكار الجديدة وبتكافئه على الإنجاز، الانترنت بيوفر المعلومة بشكل فوري، على عكس الجيل السابق، اللي شهد بداية التكنولوجيا الرقمية، وكان بيقرأ الكتاب الورقي بكل صبر، عشان يحس بالإنجاز لما يخلصه.
سفير الفكر الماركسي وليف شتراوس كان بيقول إن الوسائط التقنية بتهيمن على شكل الثقافة، لو حبينا نطبق نظريته في الوقت الحالي هنلاقي إن وسائل التواصل الإجتماعي ومنصات المحتوى المختلفة، شكلت وسط ثقافي إجتماعي تفاعلي بين القراء بشكل فوري وسريع، على عكس الجيل السابق اللي كان متواجد في النوادي والقهاوي الثقافية عشان يقدر يتواصل مع حد بيحب نوع الأدب اللي بيقرأه أو حتى يسمع مراجعة للرواية نفسه يقرأها.
في كتاب “مجاملة الوسائل” لماكلوهان، بيقول إن فكرة التحول من القراءة الورقية للقراءة الإلكترونية بتتماشى مع التحول الثقافي في مفهوم المعرفة “من المعرفة الثابتة إلى المعرفة المتحركة”، وحاليًا معظم الشباب بيقضوا وقت طويل ماسكين الموبايل، وده اللي أدى لتوسع القراءة الإلكترونية وسهولة إنتشار الأعمال الأدبية من خلال النشر الإلكتروني.
التأثير الإقتصادي للقراءة الإلكترونية
لو قارنا بين تكاليف نشر الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني هنكتشف إن النشر الورقي بيترتب عليه تكاليف كبيرة في الطباعة “ورق – حبر”، تخزين، وغير المسترجع لو محصلش مبيعات للكتاب، بالإضافة لمصاريف التسويق والتوزيع، فبيكون متوسط طباعة كتاب ورقي من 2 – 3 دولار للنسخة الواحدة، وبيتحمل المؤلف ودار النشر فروقات سعرية كبيرة عشان يقدر يكسب، إنما الكتاب الإلكتروني بيلغي كل مصاريف الطباعة والنسخ الإضافية، وتكلفة بتكون في معالجة إنتاج نسخة رقمية من الكتاب، ومن هنا بدأت أغلب دور النشر تتجه للإستثمار الرقمي وتوجيه المصاريف للتطوير النشر الإلكتروني، وتكنولوجيا المعالجة الرقمية.
القراءة الإلكترونية بتتوسع ولكن مش هتحل بشكل كامل محل القراءة الورقية، ولكن التحول الرقمي بيقدم لنا مزايا وتجربة مختلفة وأسهل في القراءة وتجميع مصادر المعلومات والترفية، بالرغم من التحديات اللي بتواجها، إلا إنها بتحافظ على ثقافة القراءة بين الشباب.
سواء كنت بتحب بتقرأ ورقي أو إلكتروني، منصة iRead بتقدملك الإتنين، اقرأ إلكتروني على iRead eBooks، واطلب الكتب الورقية من iRead Shop
المصادر:
https://www.elwatannews.com/news/details/7608639#goog_rewarded