الثامن من مارس ليس فقط اليوم العالمي للمرأة، ولكن الشهر بأكمله هو شهر المرأة، حيث يحتفل العالم بكل ركن فيه بالمُبدعات في كل المجالات. كاتبات ورسّامات ومطربات ومُمثلات وراقصات ومُصممات أزياء وصحفيات ومُذيعات ورائدات في مُختلف أنواع الأنشطة الرياضية، وليس ذلك فقط بل أيضًا هو احتفاء بأمهاتنا وجَدَّاتنا وأخواتنا وصديقاتنا وأي أنثى مُهمة ومؤثرة في حياةِ أيٍ منا.
لا سيما كاتِباتِنا اللواتي لم يخجلن أبدًا من التعبير عن أنفسهن عاطفيًا وفكريًا وجنسيًا وروحيًا.
كاتبات وثقن بصمتهن في عالم الأدب
رضوى عاشور كاتبة وروائية مِصرية وأستاذة جامعية وناقدة أدبية، حصلت على ماجستير في الأدب المُقارن من جامعة القاهرة ثم أكملت دراستها في جامعة ماساتشوستس وحصلت على الدكتوراه.
لم تترك رضوى بصمتها في عالم الأدب فقط لكونها من الكُتاب الرواد لفترة ما بعد الحرب وليس لكونها كانت صوت للمرأة في أعمالها الأدبية، ولكن لكونها أعطت صوت لِمَن لا صوت له، بالإضافة إلى تصويرها لفترات تاريخية واجتماعية حرجة.
انتمت رضوى عاشور لأسرة مُولعة بالأدب وقد أحاطها الإبداع بذراعيه مُنذ الصِغر، فقد كانت والدتها شاعرة وكان والدها مُحامٍ وقارئ نهم حتى أنها عندما قررت الزواج، تزوجت من كاتب وهو مُريد البرغوثي.
بدأت مسيرة رضوى عاشور الأدبية مُنذ عام 1983 واستمرت لمدة تفوق الأربعون عامًا حصلت خلالها على العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة.
كانت رضوى عاشور أيضًا إمرأة تهتم اهتمامًا كبيرًا بالسياسة، ليس فقط في أعمالها بل أيضًا في حياتها اليومية، فكانت معروفة بآرائها السياسية المؤثرة واللاذعة.
على سبيل المثال، كانت رضوى من أوائل من عادوا نهج الرئيس الراحل أنور السادات في تعامله مع إسرائيل، ورفضت التطبيع بشكلٍ مُباشر.
توفيت رضوى عاشور عام 2014 عن عمر يناهز الـ 68 عام إثر معاناتها مع المرض، ولكن روحها لازالت حاضرة معنا ولازالت تُعتبر من أكثر الكاتبات المصريات والعربيات شهرةً وتأثيرًا حتى يومنا هذا.
أشهر أعمال رضوى عاشور
تدور الثلاثية حول سقوط الأندلس في القرن الخامس عشر، وتُعتبر هذه الثلاثية (غرناطة – مريمة – الرحيل) هي أشهر أعمال رضوى عاشور.
صدرت الثلاثية ما بين 1994 و 1995.
صدرت الرواية عام ١٩٨٩. تلتقط رضوى في هذه الرواية عدة صور للمرأة المصرية من عدة زوايا مُختلفة ولكنها تنتمي في النهاية إلى ألبوم ذكوري خالص وكالعادة تمزج رضوى عاشور كُل ذلك بلمسة سياسية.
تُعد أيضًا رواية الطنطورية من أشهر أعمال رضوى عاشور. تحكي الرواية معاناة الشعب الفلسطيني ما قبل وبعد النكبة الفلسطينية (1947-2000).
صدرت الرواية عام 2010.
أعتقد أن الكثير مِنا بالفعل يألف اسم مارجريت آتوود بل وربما قرأ البعض مِنا رواية لها قبلًا دون أن يكن على دراية بذلك. نعم، مارجريت آتوود مؤثرة بهذه الدرجة، حتى إذا لم تكن قارىء ولا تعرف اسمها، فبلا شك تعرف أحد أعمالها التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات.
مارجريت آتوود هي روائية وناقدة أدبية وكاتبة مقالات وشاعرة ومُدرسة وناشطة بيئية كندية، ولدت عام 1939. بدأت رحلتها الأدبية عام 1961 ونشرت العديد والعديد من الأعمال في مختلف الأنواع الأدبية: ما بين الروايات والقصص القصيرة والشعر وكُتب الأطفال والكُتب الغير روائية والروايات المُصورة، ليُصبح إنتاجها الكامل حوالي أكثر من 66 عمل.
بالطبع حصلت آتوود على الكثير من الجوائز من أبرزها The Booker Prize وجائزة فرانز كافكا. بالإضافة إلى أن العديد من أعمالها تحولت إلى أفلام ومسلسلات شهيرة، مثل رواية “حكاية الجارية” التي تحولت إلى مُسلسل شهير جدًا مِن قِبل منصة هولو. كذلك تُدرس تلك الرواية وروايات أخرى لآتوود في جامعات ومدارس مختلفة حول العالم وحتى يومنا هذا.
على الرغم من رفض مارجريت آتوود لتسمية أعمالها بـ “النسوية” ولكن لا يمكن تجاهل مُناصرة آتوود للمرأة بشكلٍ جلي وكبير في معظم أعمالها.
ويعود ذلك لاعتراضها على اختلاف معنى النسوية في حد ذاته بالنسبة لكل شخص، فقد علقت على ذلك في مجلة “الجارديان” قائلًة: “على سبيل المثال، عارضت بعض النسويات قديمًا وضع أحمر الشفاه أو السماح للنساء المتحولات جنسيًا بدخول حمامات النساء. أنا لا أتفق مع هذه المُعتقدات.”
أشهر أعمال مارجريت آتوود
تدور الأحداث في عالم خيالي يُسمي جلياد (الولايات المُتحدة سابقًا) والذي يحكمه النظام الشمولي. تُعامل المرأة وفقًا لهذا النظام كمجرد شيء يمتلكه رجال السلطة ويتحكمون به كما يشاؤون ويتم استغلالها واضطهادها بشتى الطرق خاصًة بعدما بدأ المجتمع يعاني من انخفاض عدد المواليد.
صدرت الرواية عام 1985.
من مِنا لا يعرف فرجينيا وولف؟ هي بالفعل من الكاتبات اللواتي لا يحتجن إلى مُقدمة فهي من أشهر كُتاب القرن العشرين بل وهي أيضًا رائدة في استخدام “تيار الوعي” كأسلوب أدبي.
كانت فرجينيا وولف روائية وناقدة وكاتبة مقالات وناشرة إنجليزية، بدأت رحلتها الأدبية عام 1915، مُتأثرًة بالمُناخ والتفكير المُنفتح لوالديها، ولكنها بالطبع بدأت مُمارسة الكتابة قبل ذلك بكثير وفي سن صغيرة.
انتمت إلى أسرة من سبعةِ أخوة وأخوات. لكن بعضهم كانوا أخوة وأخوات غير أشقاء، وستكشف وولف لاحقًا تعرضها للتحرش الجنسي على يد أخيها الغير شقيق، وتقول أيضًا أنا هذا السلوك استمر لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
وبالطبع كان لتلك الحادثة تأثير فادح على حياة فرجينيا وولف وصحتها النفسية وبلا شك كتاباتها، خاصًة مع بداية سن الأربعين.
ولكن بالطبع قُبلت صراحة فرجينيا وولف بالهجوم من قِبل ابن أخيها، بل وأدعى البعض أن وولف اختلقت تلك الحوادث من وحي خيالها وأنها مُجرد نِتاج اضطرابها النفسي، حيث كانت تُعاني وولف من اضطراب فسره العلماء حديثًا أنه اضطراب ثنائي القطب.
كانت فرجينيا وولف تُعاني بالفعل من اضطراب أشبه بالاضطراب ثنائي القُطب حيث كانت تسمع أصوات تتحدث إليها وترى أشياء غير موجودة نتاج الهلوسات التي تَصحب ذلك الاضطراب، ولكن ذلك بالطبع لا ينفي صحة ما تعرضت له الكاتبة.
كانت وولف من أوائل الكاتبات النسويات، وربما ذلك نتيجة لما تعرضت له من اضطهاد، فنجد في روايتها “أورلاندو” مثلًا المفارقة ما بين نظرة المُجتمع للمرأة والرجل اللذان يعيشان نفس الحياة.
كذلك نرى ذلك واضحًا في كتابها “غرفة للمرء وحده” وهو عبارة عن مقال مُطول (محاضرات ألقتها وولف في إحدى الجامعات) نُشر عام 1929.
انتحرت وولف في عام 1941 نتيجة معاناتها من آلام واضطرابات نفسية حادة، حيث ملأت جيوبها بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر الأوس.
لازالت أعمال فرجينيا وولف تُدرس حتى الآن في معظم الجامعات والمدارس حول العالم وبعد 81 عامًا من وفاتها.
أشهر أعمال فرجينيا وولف
رواية إلى المنارة هي أشهَر روايات فرجينيا وولف. تدور أحداث الرواية حول عائلة رامزي وزيارتهم جزيرة سكاي في اسكتلندا ما بين عامي 1910 و1920.
صدرت الرواية عام 1927.
يتضح في هذه الرواية أسلوب تيار الوعي الذي تميزت به وولف، حيث ندخل في عالم وعقلية السيدة دالاوي، وهي سيدة من المجتمع الإنجليزي الراقي. تُركز وولف على حياتها فيما بعد الحرب العالمية الأولى. من خلال تلك الشخصية ترسم وولف صورة للمجتمع في ذلك الوقت عن طريق حفلة تستضيفها السيدة دالاوي.
صدرت الرواية عام 1925.
جين أوستن هي روائية إنجليزية، حصدت رواياتها الست شهرة عالمية وحتى الآن، على الرغم من صدورها مُنذ أكثر من 200 عام.
ولدت جين أوستن عام 1775 في قرية ستيفنتون في إنجلترا ويتضح تأثير ذلك على كتاباتها والتي تُعتبر تصوير لحياة الريف في إنجلترا في تلك الحقبة.
انتمت أوستن إلى عائلة بسيطة -وكان لها 7 أخوة وأخوات- حتى بعد نشرها لرواياتها، لم تجن الكثير من المال.
نشرت جين حوالي 6 روايات كاملة، ولكن لها أيضًا روايتان غير كاملتان. بجانب ذلك تم نشر روايتان لها بعد وفاتها وهما رواية “إقناع” ورواية “دير نورث آنجر”.
نظرًا للفترة التي كانت تعيش فيها جين أوستن، كانت الكتابة مهنة الرجال فقط، وكان من غير الطبيعي لامرأة أن تعمل ككاتبة أو تحاول نشر رواياتها أو كتاباتها. بل أن أوستن كانت تُخفي تلك الحقيقة عن جميع من حولها باستثناء عائلتها.
لم تستخدم أوستن اسم مستعار كما كانت تفعل معظم النساء في ذلك الوقت، ولم تستخدم اسم رجل أيضًا، ولكنها كانت تنشر رواياتها دون اسم، وتكتب فقط “By A Lady” أي أن المؤلف هو سيدة وفقط.
بدأت أوستن الكتابة في سن مُبكرة جدًا، فقد انتهت من أول قصة لها وهي في سن الـ 14. واستمرت حتى نشرت أولى رواياتها -التي يعرفها العالم الآن- في عام 1811 “العقل والعاطفة” ولحقتها روايتها الشهيرة “الكبرياء والهوى” في عام 1813.
على عكس كونها الآن من أشهر الكُتاب في العالم، وكون أعمالها من أهم الكلاسيكيات على مر التاريخ، لم تحصد جين أوستن تلك الشهرة في حياتها. نعم، تلقى الجمهور رواياتها بشكل إيجابي ولكن ليس بالشكل الذي تستحقه أعمالها.
توفيت جين أوستن عام 1817 عن عُمر يناهز الـ 41 بمرض مجهول. يوجد الكثير من النظريات التي تُرجح أنها قد تم تسميمها ولكن لا يوجد دليل قطعي على ذلك.
أشهر أعمال جين أوستن
تدور أحداث الرواية حول إليزابيث بينيت، فتاة من أسرة متوسطة وعلاقتها بدارسي الشاب الذي ينتمي إلى عائلة ارستقراطية وتأثير الاختلاف الطبقي على علاقتهما.
صدرت الرواية عام 1813.
سنقوم بختم المقال بنموذج من الكاتبات المعاصرات، لأنها وببساطة لها نتاج أدبي يُعتبر من الكلاسيكيات المُعاصرة.
دونا تارت هي روائية أمريكية ولدت عام 1963 في مدينة جرينوود، ميسيسيبي. بدأت مسيرتها برواية “التاريخ السري” عام 1992 والتي رسخت اسمها وسط أفضل كُتاب في العالم وهي فقط في عمر الـ 29. اعتبر الكثيرون رواية التاريخ السري هي أفضل بداية أدبية يتمناها أي كاتب. ولكن بالطبع لم تُحقق تارت هذه النجاح في ليلة وضحاها بل استغرقتها كتابة تلك الرواية حوالي 10 سنوات، فقد بدأت كتابتها في سن الـ 19.
ولكن تارت لم يُعميها ذلك النجاح بل أنها انتظرت 10 سنين أخرى حتى أصدرت روايتها التالية وهي رواية “الصديق الصغير” عام 2002. حصدت تلك الرواية أيضًا الكثير من الآراء الإيجابية.
في عام 2013 أصدرت دونا تارت روايتها الأخيرة “الحسون” والتي فازت عنها بجائزة البوليتزر. وفي عام 2014 أدرجتها مجلة التايم الأمريكية في قائمة أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم.
أشهر روايات دونا تارت
ريتشارد هو شاب يبلغ من العُمر 28 سن، يعود بذاكرته إلى الماضي ليحكي قصته هو وخمسة أصدقائه في الجامعة ليكشف سر مازال يربطهم جميعًا بعد كل تلك السنوات.
صدرت الرواية عام 1992.
تدور الرواية حول شخصية ثيودور، وهو طفل يمر بصدمة كبيرة عندما تموت والدته في تفجير إرهابي أثناء زيارتهما لأحد المتاحف الفنية، ولكن قبل أن يغادر ثيودور بعد الانفجار يأخذ معه لوحة من لوحات المتحف تنتمي إلى العصر الهولندي الذهبي تُسمى الحسون.
صدرت الرواية عام 2013.
https://www.egypttoday.com/Article/4/50930/Radwa-Ashour-A-writer-of-stance
https://en.wikipedia.org/wiki/Margaret_Atwood#Political_involvement
https://en.wikipedia.org/wiki/The_Handmaid%27s_Tale
https://time.com/5750614/virginia-woolf-biography/
https://en.wikipedia.org/wiki/Donna_Tartt