ثورتان غيرتا حياة الإنسان منذ بدء الخليقة حتى الآن: الآلة التي حلت محل عضلاته، والكمبيوتر الذي يسارع الآن نحو إحلال ذهنه (عقله(. نتجت عن الأولى الثورات الصناعية، وعن الثانية الثورة الذهنيَّة.
الثورة الذهنيَّة هي موضوع هذا الكتاب. فقد وصلت الثورات الصناعية بشكل أو بآخر إلى بلادنا العربية. أما الثورة الذهنيَّة، التي بدأت في منتصف القرن الماضي في أوروبا، فلم تَطرُق باب الوعي العربي بعد، رغم كونها أحد أهم تطورات التاريخ الإنساني، إن لم تكن أهمها على الإطلاق.
لذا يُسعدنا أن نقدم في هذا الكتاب الثورة الذهنيَّة إلى القارئ العربي: ما تلك الثورة، وكيف يمكن للشعوب العربية – خاصة الشباب منهم – الاستفادة منها؟
على مدى قرنين من الزمان، حاول الكثيرون في عالمنا العربي، تراثيون كانوا أم علمانيون أو توفيقيون، اللحاق “بشيء ما”، سُمِّيَ أحيانا حداثة، وأحيانا نهضة أو تنويرا أو تحديثا أو إصلاحا.. إلخ. لكن للأسف لم يحالف أحد منهم الحظ في أي من هذه المحاولات.
فلماذا لا نبدأ تجربة أكثر تواضعا؟ تجربة العودة إلى حكمة “اعرف نفسك” أولا قبل أن نُشعل الثورات، ونُدمن فشل الإصلاحات؟
أتمَّ دكتور منصور الجنادي -مؤلف الكتاب- دراستين جامعتين في الفنون والفلسفة بالقاهرة قبل حصوله على دكتوراه علم النفس من جامعة فيينا. وكانت رسالة الدكتوراه في العلاقة بين اللغة والفكر.
قضى الجانب الأكبر من حياته العملية في تأسيس وإدارة عدة شركات للبحوث والاستشارات التسويقية بأوروبا والشرق الأوسط، التي قدمت خدماتها للشركات العابرة للقارات والمنظمات الدولية، بهدف تعظيم العائد على الاستثمارات الاقتصادية والاجتماعية.
كما يعمل أستاذا غير مُتفرغ بفرع جامعة “وبستر” الأمريكية بفيينا – النمسا، وينشر العديد من المقالات والبحوث الخاصة بدوافع السلوك وآليات التغيير الثقافي.
وينصب اهتمام المؤلف منذ عام 2010 على التطبيقات العملية للعلوم الذهنيَّة في الإدارة واتخاذ القرار.
وذلك ما قد أعلنته الصفحة الرسمية لدار العين للنشر والتوزيع
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.