فن كتابة الرواية وإيجاد فكرة لكتابة رواية من أعظم الفنون، فالرواية دور واضح ومؤثر فى نشر معانى مُختلفة عن الحياة بشكل غير مباشر. كما أنها تجعلنا نحيا أكثر من حياة، نسافر إلى بُلدان عديدة، نتعرف من خلالها على ثقافات الشعوب الأخرى،
ونغوص أكثر داخل دهاليز النفس البشرية، ربما نرى أنفسنا فى رواية ما، وربما نرى الوجه الآخر لنا الذى لا نعترف بوجوده حتى بيننا وبين أنفسنا، وربما نتغير وتتغير أفكارنا بالكامل من خلال ما توغلنا في قراءته.
اليك اهم الخطوات للتخلص من الكسل في هذا المقال.
تَنقِلنا الروايات إلى عالم الخيال. عالم نَحلُم أن نعيش فيه،ُ نشكله على حسب هوانا. عالم مُجَرَد من كل ما هو واقعى وروتنيى، لنكتشف حياة أخرى أكثر جمالا، ونستطيع من خلال الروايات التنقل عبر أزمنة أخرى مختلفة.
وتعريف فن الرواية باختصار هو عبارة عن فن نثرى قصصى فى حدود ٥۰ ألف كلمة فيما فوق. وتُعتبر الكلمة هى وحدة القياس في النصوص، وهذا هو أبسط وأدق تعبير يُعَرِف الرواية، ولكن بعض الأدباء والكُتاب العالميين عرفوا فن الرواية بمعاريف أخرى عديدة ومختلفة.
فقد عَرَف الكاتب ميلان كونديرا فن الرواية، بأنها مُستودع النفس الإنسانية. أما الأديب المصرى العالمى نجيب محفوظ ،فقد عرفها بأنها فن يشمل كل أنواع الفنون.
وتُساعد الروايات في تنمية خيال القارئ، وتطوير أفكاره، وتُساعد فى ازالة الحواجز بينه وبين الآخرين، كما أنها تجعله يتعاطف مع الآخرين، ويتفاعل معهم، وتُحَفزه لعمليات البحث والقراءة باستمرار في مجالات أخرى كالتاريخ والفلسفة وعلم النفس.
وتبدأ عملية الكتابة بفكرة الرواية وترجمة هذه الفكرة على صورة أحداث، ورسم أبطال الرواية والحبكة وربطهم بالأحداث. وعملية البحث عن فكرة الرواية هي العامود الفقري في عملية كتابة الرواية، وكلما كانت الفكرة خارجة عن المألوف، كلما جذبت القارئ لها، وأثارت فضول أي شخص لقراءة الرواية حتى لو كان أول مرة يقرأ في حياته.
وتأتي فكرة الرواية في مرحلة ما قبل الكتابة أو ما يُسمى ببناء هيكل الرواية. فالفكرة هي أهم عناصر الرواية.
ببساطة شديدة فكرة لكتابة رواية هي المعنى العام للرواية من أحداث ورموز وشخصيات للوصول إلى رسالة معينة. تُصاغ فكرة الرواية في صورة وصف أو تساؤل يشغل هم الكاتب، ويُثير اهتمامه، أو حكمة ما يؤمن بها.
في هذا المقال سنتعرف سوياً على طُرق مختلفة لإيجاد فكرة لكتابة رواية. وتتنوع أساليب إيجاد فكرة الرواية من كاتب لآخر. ومن هذه الطرق المُلهمة لأفكار كتابة الرواية الآتى:
من خلال التراث الشعبى وحكايات ألف ليلة وليلة، والأساطير الإغريقية القديمة ودمج هذا التراث بالعصر الحالي، يخلق رواية ممزوجة بالخيال والتراث، ومرتبطة نوعاً ما بالعصر الحالي. وهذا النوع يخلق فى عقل الكاتب العديد من الأفكار التي لا نهاية لها.
كثرة القراءة من أهم العناصر لكتابة الرواية، وقراءة الكُتب والدراسات التاريخية أحد الطرق الغنية لخلق أفكار الروايات. وخاصة ًالاطلاع على كُتب تاريخ مصر القديمة، ودولة الماليك، وتاريخ مصر الحديثة، وزيارة الأماكن والمساجد التاريخية، وقراءة التاريخ المُهَمش الذي لم تتناوله الكثير من الكُتب والمراجع، ولم يتم الحديث عنه. كل هذه الطُرق تَخلِق فكرة جديدة لرواية مختلفة.
تعرف على حكاية مكتبة بيت الكتب من هنا.
من أكبر مصادر الإلهام لأي كاتب لخلق فكرة روايته هو الواقع. فالحياة مليئة بالحكايات التي لا تنتهي، وتتنوع هذه القصص فمن الممكن أن تكون قصص عن الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل. ومن الممكن أن تتولد فكرة الرواية من خلال حدث حقيقى في الشارع لبشر لم تعرفهم، ولم يمتوا إليك بصلة.
تُعتبر المقاهي الشعبية والكافيهات منجم لصياغة وتشكيل فكرة الرواية، بل إنها تُساعد الكاتب في رسم شخصياته، وخلق الأحداث بسلاسة مع إضافة لمحته الخيالية في خط سير أحداث الرواية. من خلال الجلوس على المقاهى الشعبية وسماع حكايات الناس المختلفة، فذلك يُعطى الكاتب شرارة البدء في كتابة روايته، والتعرف على عالم آخر مختلف.
السينما تَنقِل لنا الواقع من خلال صورة، ومن خلال أحداث ملموسة وشخصيات حية من لحم ودم. نراها أمامنا على الشاشة، فنتوحد معها أكثر، لتُصبح قريبة منا، وتتسلل إلى داخلنا لتُصبح نسخة مُصَغرة أو مُستنسخة منا. السينما والدراما وجهان لعملة واحدة. مشاهدة الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية تُفَجِر بركان ثائر من الأفكار المتنوعة.
نتعرف على شخصيات جديدة، وتاريخ بُلدان عديدة، ونتطرق لمعرفة قصص نجاح عن شخصيات تاريخية هامة من خلال مُشاهدة الأفلام الوثائقية. كما أنها تُعَرِفنا على فترات تاريخية والحروب، وتأثيرها على الإنسان.
أما الأفلام القصيرة فلها طابع خاص ومميز. فن يستطيع توضيح رسالة لها أكثر من معنى في مدة قصيرة على الشاشة. كلاهما يُلهم الكاتب لصُنع فكرة لروايته. فمشاهدة الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة بمثابة صُندوق ممتلئ على آخره بأفكار الروايات.
الموسيقى هي أرقى أنواع الفنون، وتضفي لمسة سحرية على البشر بوجه عام. وسماع المقطوعات الموسيقية يُساعد الكاتب في إيجاد فكرة روايته، تخلق الموسيقى جواً ساحراً للكاتب، بل تُدخله في أحداث الرواية وكأنه بطلا ًمن أبطالها، كما تُساعده على تحديد نوع روايته إذا كانت بوليسية أو رومانسية أو اجتماعية. الموسيقى هي الجوهرة التى لا تُقَدر بمال بالنسبة للكاتب.
من الأساليب المُزدهرة والمُميزة لإيجاد فكرة لكتابة رواية ما هي قراءة الروايات المترجمة. فهي تُساعد الكاتب في التعرف على ثقافات جديدة، وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى سواء كانت عربية أو أوروبية أو حتى دول شرق آسيا أو شعب أمريكا اللاتينية.
الكُتب المُترجمة تفتح للكاتب نافذة جديدة على العالم، والتعرف على أسلوب معيشته وعاداته وتقاليده وتاريخه والحروب التي خاضها، وبالتالي تعمل الكُتب المُترجمة على تنمية خيال الكاتب باستمرار، وتُساعده على خلق أفكار جديدة لرواياته.
من أعظم الطرق لإيجاد فكرة رواية تتعلق في ذهن القارئ ويرتبط بها أيضاً، هي قراءة كُتب علم النفس، والتعمق داخل النفس البشرية، ومعرفة الكثير عن الأمراض النفسية كالاكتئاب والفصام والبارانويا وغيرها.
فهذه الكتب تُحفز الكاتب في عملية بناء هيكل روايته، وتجعله يُبرز فكرة روايته للقارئ بوضوح، كما أنها تجعله يرسم تفاصيل شخصيات الرواية بكل ما تُعانيه، مما يجعل القارئ يشعر بالتوحد والانسجام مع فكرة الرواية وأبطالها في نفس الوقت.
تتعدد الطرق لإيجاد فكرة لكتابة رواية، وتختلف مصادر الإلهام من شخص لآخر. ولكن يجب على الكاتب أن يخلق الفكرة من صلب كل أنواع الفنون الأخرى ويتقمصها، ويعيش داخل أجوائها بكل حواسه.
فكرة لكتابة رواية هي البوابة الأولى للدخول إلى عالم أحداث الرواية، والتداخل في كل تفاصيلها وأحداثها، والسفر لحياة جديدة، والتعايش مع أبطالها وأحداثها.
تعرف على أنواع القراء من هنا.
آخر المراجعات