ليالي ألف ليلة هي رواية للكاتب والأديب نجيب محفوظ مستلهمة من أحد أشهر نماذج التراث ليالي ألف ليلة ، كتبت بلغة شاعرية وقالب روائي من الفانتازيا، هي من ضمن معلومات عن نجيب محفوظ8 ختمت له في تاريخ الفانتازيا.
صدرت طبعتها الأولى عقب اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات على يد التنظيمات الإرهابية، وهي رواية ذات طابع خاص مختلف عن كل ما وقعت عليه عين القارئ، نجيب محفوظ له قدرة فائقة في وصف النفس البشرية وتقليب تربة الإنسانية على مر العصور.
يصف لنا في هذه الرواية الساحرة والتي قدمها لنا في قالب من الفانتازيا، الهواجس والنفور والشذوذ لدي النفس البشرية، فهو رجل خبير في النفس وخبير في الحياة أيضًا.
تنويه: هذا المقال يحتوى على حرق لرواية ليالي ألف ليلة لنجيب محفوظ
تبدأ قصة ليالي ألف ليلة بقرار السلطان شهريار بالإبقاء على “شهرزاد ابنة الوزير “دندان” زوجة له دون أن يقتلها حيث أن ثلاثة أعوام مضت في رواية الحكايات بين الخوف والرجاء بين الموت والأمل.
بفضل هذه الأعوام ورواية الحكايات امتد عمر شهرزاد وقصة ليالي ألف ليلة ثلاثة أعوام دون أن يقتلها السلطان ” شهريار” حتى وثب “دندان” من الفرحة في القصر الرابض فوق الجبل ولثم يد السلطان بامتنان و اختلجت عيناه و اغرورقت بدموع الشكر.
كانت شهرزاد موقنة أن لكل حكاية تحكيها لابد لها من نهاية ككل شيء في الحياة، فهل سيبتسم الحظ لشهرزاد في النهاية أم لا؛ خصوصًا انه لم يبقى في تلك المملكة من الناس سوى المنافقين والمتملقين.
مرت رواية ليالي ألف ليلة بسلسلة أحداث متوالية فُقد فيها الكثير من زعماء ذوي المناصب والجاه بسبب الخيانة وسوء التدبير كما انه لعفاريت الجن الطيبين منهم والأشرار دور كبير في تلوين الحياة لبعض هؤلاء الامراء والاثرياء.
منهم من اوصله حظه التعيس الي الموت وحينها قد جذّ السياف عنقه وانتهت حكايته كما هو حال “صنعان الجمالي” وابنه “فاضل”، وهناك من كان حظه سعيدًا واسعفه بأعجوبة من حد السيف، فنال رضى السلطان شهريار وتربع على العرش كما هو حال معروف الإسكافي الذي عُين حاكمًا على الحي.
تعرف أيضاً علي أفضل 8 روايات كلاسيكية عربية، خالدة لا زمنية تأخذك في رحلة زمنية
وبين هذا وهذاك كان “جمصة البلطي” رئيس الشرطة بين الحياة والموت، فبعد سلسلة أحداث اقتيد في نهايتها مكبلًا بالسلاسل لينفذ به حُكم الإعدام فقد توقع الموت واصبح على مرأى ومسمع من الناس انه ميت بعد ان اقتلع السياف رأسه عن جسده وعلق رأسه علي باب داره.
فرُملت زوجته وصُدرت جميع أمواله وبين من هو “جمصة البلطي” الذي هو على قيد الحياة والذي نجا بأعجوبة بمساعدة العفريت “سنجام” الذي صنع صورة شبيهة لجمصة اقتادها الجنود مكبلة بالسلاسل الى ساحة الميدان لينفذ فيه حكم الإعدام.
من هذه اللحظة أصبح “جمصة” الميت هو “عبدالله الحي”، عاش “عبدالله الحي” حمالًا إلى أن قادته الحياة بعد عراك مستمر ليصبح مجنونًا حكيمًا فيعجب بذكائه السلطان “شهريار” وفي نهاية المطاف فقد رشحه “معروف الاسكافي” ابان حكمه علي الحي رئيسًا للشرطة ليعود إلى منصبه الذي فقده منذ زمن.
وقد ختم أديبنا الراحل نجيب محفوظ روايته ليالي ألف ليلة والتي تعد أفضل روايات نجيب محفوظ كما بدأها ولكن هذه المرة بقرار جرئ اتخذه السلطان شهريار ألا وهو؛ هجران العرش والمرأة والولد، قائلًا لشهرزاد:-
“القصر قصرك وقصر ابنك الذي سيحكم المدينة غدًا”، وبعد حوار فيه ألم الفراق، مدت “شهرزاد” راحتها إلى راحة السلطان “شهريار” في الظلام ولكنه سحب يده قائلًا:- “انهضي لمهمتك، لقد ادبتي الأب وعليكي أن تعدي الابن لمصير أفضل”
وبهذا انتهت الرواية بهجر السلطان ” شهريار” ملكه وانضم مع مجموعة من البكائين. وتعلم السلطان شهريار درسًا جوهريًا لفلسفة الحياة ويقول:
“علمتني شهرزاد ان اصدق ما يكذبه منطق الإنسان، وأن أخوض بحرًا من المتناقضات، وكلما جاء الليل تبين لي أنني رجل فقير”.
لتكون النصيحة الأهم: «اصبر؛ فالفهم لا يتيسر إلا مع الزمن». خرج شهريار من جنته، ليذكرنا نجيب محفوظ أن
«الحرية حياة الروح، وأن الجنة نفسها لا تغني عن الإنسان شيئًا إذا خسر حريته.»
آخر المراجعات