“كنت أتمنى أن أكون معكم اليوم في هذه المناسبة السعيدة لو لا عذري القاهر.”
بهذه الكلمات البسيطة اعتذر الأديب العالمي ورائد الرواية العربية عن حضوره لاستلام جائزة نوبل وطالب بتسليمها لكريمتيه.
وفي هذا المقال سنتعرف علي معلومات عن نجيب محفوظ وسنغوص داخل عالم محفوظ و مؤلفات نجيب محفوظ لنتعرف على أديب نوبل بصورة أخرى، منذ لحظة ولادته، مرورًا بمشواره الأدبي العبقري حتى لحظة حصوله على جائزة نوبل.
لنستعرض معلومات عن نجيب محفوظ قد لا يعرفها كل قرائه، وأعوام نجيب محفوظ – البدايات والنهايات.
في ۱۱ ديسمبر ۱۹۱۱ ولد نجيب محفوظ وكانت ولادة عسيرة جداً وكأن الكون يريد أثبات شيئاً ما وكأن الدنيا تريد أبلغنا انها تهيبُنا انسان غير عادى.
اضطر والده للجوء إلى طبيب على غير العادة والمتعارف عليه ففي تلك الفترة لا تلد الأم إلا على يدي امرأة تسمى ب (الداية) وبالفعل أتى طبيب يدعى نجيب محفوظ باشا.
استطاع هذا الطبيب أن يسعف الام لتضع مولدها فأراد عبد العزيز إبراهيم والد نجيب محفوظ أن يشكر الطبيب وقام بتسمية المولود باسم الطبيب اسم مُركب نجيب محفوظ عرفانً بالجميل.
المقهى أول مكان اتصلت به في عالم القصص لأن في مقاهي الجمالية كل قهوة لها شاعر يحكي قصة من القصص الشعبية على الربابة
هكذا أخبرنا الأديب ورائد الرواية العربية بداية ولعه بالقصة وقال ايضًا إن أول قصة قرأها في حياته هي ابن جونسون وحصل عليها من رفيقة بالمدرسة في المرحلة الابتدائية هذه من ضمن معلومات عن نجيب محفوظ عرفها أغلب المقربين منه عنه.
وبالحديث عن معلومات عن نجيب محفوظ لا يعرفها الكثير منا أنه عندما شرع في الكتابة كان حينها طالبًا بكلية الآداب قسم الفلسفة، بدأ بكتابة القصص القصيرة وواجه صعوبات في النشر ولكنه تنازل ونشر دون مقابل مادي.
بعد نشره لعدد ۸۰ قصة أبلغه الناشر ان له جنية كمستحقات وكان لهذا المبلغ أثر عظيم في نفسه وكأنه امتلك الدنيا، ومبلغ الجنية كان بالتحديد عن مجموعة قصصية بعنوان همس الجنون ومن مقتبساتها:
إنه فيما يبدو حالة غامضة كالحياة وكالموت إذا أنت نظرت إليها من الخارج أما الباطن أما الجوهر فسراً مغلق
وأول رواية كانت بعنوان عبث الأقدار
“اشتغلت سنوات طويلة دون ان اسمع نقدًا يقدر ما أقوم به.” نجيب محفوظ
عندما بدأ نجيب محفوظ النشر كان هناك ما يسمى المؤسسة النقدية الرسمية أو السلطة الأدبية العليا كما أطلق عليها الناقد على شلش وأعضاء هذه المؤسسة هم طه حسين، العقاد، المازني، محمد حسين هيكل.
وكانت تملك هذه المؤسسة صك الجنة أي أنها هي من تقبل أو ترفض ما يُكتب، فأصبح قبولها بمثابة فتح باب الشهرة على مصراعيه للكاتب الجديد.
لم يكتب أحد منهم كلمة في حق نجيب محفوظ لا بالإيجاب ولا بالسلب، ويكمن هذا في عدة أسباب ربما لتأثر وارتباط نجيب محفوظ بسلامة موسى الذي كان يشكل حينذاك جبهة المعارضة لكلاً من طه حسين وهيكل والمازني، أو ربما لعدم سفر نجيب محفوظ الخارج إلى أوروبا وهذا الجيل كان على اعتقاد بأن الرواية فن غربي
ظل نجيب محفوظ يعاني هذا التجاهل طوال ربع قرن وهذا ما جعله مثال للسخرية بين اصدقائه فأطلقوا عليه لقب صابر، وتعد هذه من ضمن معلومات عن نجيب محفوظ يعلمها كل أصدقائه صفة الصبر علي التجاهل.
ولكن نجيب محفوظ كان على يقين بأنها عاصفة وستمر فكان يبتاع كل يوم الجرائد والمجالات ربما يجد عنه شيء قد قيل، ولكن دون جدوى!
وبعد عدة سنوات تأسست لجنة النشر للجامعيين. حرص نجيب محفوظ وزملائه على مشاركة كُتاب كبار في مجموعة قصصية، وبالفعل شاركوا المازني وتيمور وإبراهيم المصري في مجموعة قصصية بعنوان أقاصيص.
ضمت هذه المجموعة قصتين لنجيب محفوظ وهما عوده سنوهى و مائه جنيه وصدرت بالتحديد في عام ۱۹٤٤ لم تأتى هذه التجربة بنتائج ذات جدوى ايضاً.
ولكن نجيب محفوظ ظل يحاول ويحاول وكأنه على يقين بأن نوبل في انتظاره وكأنها تأتيه في منامه وتطلب منه الصبر. الصبر والسعي من أجل تحقيق اللقاء من أجل اليوم الموعد.
وعلى حد تعبير نجيب محفوظ كان يملك عناد الثيران كما أنه كان رفيق مبدأ عندما أيقن بداخله انه لا يكتب من أجل مال بل من أجل المتعة، وهذه من ضمن معلومات عن نجيب محفوظ يعلمها كل من تقرب منه.
لم تنسي جائزة نوبل أيضاً كتب إرنست هيمنجواي أهم روائيّ القرن العشرين .
أما على بابا قهوتي الخاصة اللي بروحها الصبح بدري.
واذا كنت محب لما يحب وتبحث عن معلومات عن نجيب محفوظ، فلابد أن تعلم أنه أحب خمسة مقاهي بداية من قشتمر التي كتب رواية تحمل اسمها ثم إيزيس مروراً بمقهى عرابي ثم الفيشاوي وعلى بابا.
بخصوص مقهى على بابا كان نجيب محفوظ قد كتب على إحدى منضدتها بجوار نافذة تطل على ميدان التحرير قصة الحب فوق هضبة الهرم والمجموعة القصصية أيضًا التي تحمل الاسم ذاته،.
من حبه في هذا المكان طلب من المخرج عاطف الطيب أن يصور مشاهد الحب الذي تجمع البطل والبطلة في مقهى على بابا وعلى نفس المنضدة! نعم نحن نتكلم عن الفيلم السينمائي الحب فوق هضبة الهرم الذي قام ببطولته كلاً من المُبدع الراحل أحمد زكى والفنانة أثار الحكيم.
هنا يبرهن نجيب على أن المكان هو بطل الحكاية كما برهن من قبل في أفضل روايات نجيب محفوظ ثلاثية القاهرة إن الزمان بطل الحكاية، ولكن منذ فترة وبعد وفاة الأديب العالمي قرر مسؤول الحي أن يهدم الجزء الأعلى المتواجد به المقهى ليصبح التاريخ مجرد أطلال.
في عام ۱۹٤۳ التقى الفنان الراحل أحمد مظهر بـ نجيب محفوظ، وحينذاك كان أحمد مظهر ضابط بالجيش ولم يكن قد انخرط بالسينما وبدأت علاقة صداقة فيما بينهم.
كان أحمد مظهر بالرغم من انتمائه إلى أسرة كبيرة وعريقة الا أن ثمة شعور بداخله يجوب وجدانه ويقول له انه من الصعاليك على حد تعبيره، ربما أن دافع هذا الشعور هو القناعة والزهد الدنياوي وعندما تعرف أحمد مظهر على نجيب محفوظ وأصدقائه الذى يجتمع بهم بـ كازينو بديعة على النيل أطلق عليهم من باب الدعابة لقب الحرافيش.
الحرافيش هو مصطلح تركى تنقسم الكلمة إلى نصفين حارة مفيش أو لا يوجد حارة والمقصود بها الصعاليك وبسطاء القوم، خرجت الكلمة من قلب وفم الفنان أحمد مظهر على سبيل النكتة.
لم يكن يعلم أنها ستصبح اللقب الدائم لتلك المجموعة من الأصدقاء، ولا أنها ستكون عنوان لرائعة من روائع الأدب العربي والعالمي، ويذكر ايضًا أن ضمن هؤلاء الحرافيش صلاح جاهين والدكتور مصطفى محمود.
المعروف عن نجيب محفوظ أنه كان موظف للكتابة، كان يكتب كل يوم ربما نتيجة تأثره بالعمل الحكومي.
لكن استطاع نجيب محفوظ أن يبرهن لنا أن الكتابة عندما تتعامل معها على أنها وظيفة يجب المواظبة عليها كل يوم ستنتج الكثير والكثير وسيأتي وقت تجد الوحي والإلهام يجيئون لك من حيث لا تحتسب وكأن عقلك أتصل بالروح والخيال دون عناء.
تبدأ سنة الكتابة عند محفوظ في أكتوبر وتنتهي في أبريل، وبين أبريل وسبتمبر لا يكتب لأن حالته الصحية في ذلك الوقت لا تكون جيدة وكان فصل الصيف له تأثير سلبي على عيناه. وبهذا النمط ترك لنا النجيب مدرسة وقاعدة هامة لكل من يريد أن يسلك طريق الأدب.
وبعد أن تعرفنا علي معلومات عن نجيب محفوظ ندعو له بالمغفرة و رحم الله النجيب وأنار قبره كما أنار عقول أجيال كثيرة.
لا يوجد محتوى مشابة
لا يوجد محتوى مشابة