نهى داود كاتبة الروايات البوليسية ولدت فى لندن فى ديسمبر عام ١٩٧٠، كانت تعمل مهندسة سابقًا قبل أن تقرر أن تسير فى طريق الكتابة والأدب. تحاول دائمًا الموازنة بين كونها أم ولديها ثلاثة أبناء وبين كونها كاتبة تريد إصدار العديد من الأعمال الأدبية .
نشر لنهى داود أربع روايات حتى الآن وهم جريمة فى الفندق ، رضا، جريمة فى ليلة ممطرة، ومشهد سيما.
جلست مع نهى داود كاتبة الروايات البوليسية فى مقابلة شديدة المتعة وتحدثنا عن بدايتها، أعمالها الأدبية، وأحلامها.
بعد كتابة أول رواية لى، اكتشف مدى حبي للكتابة و رغبتى الشديدة فى أن تصبح الكتابة مهنتى.
كنت دائمًا ما أحلم أن أعمل فى ما أستمتع به وبالفعلحينما بدأت العمل في الكتابة شعرك أننى وجدت ضالتى المنشودة. أما عن ردة فعل المقربين منى، لقد كنت محظوظة فقد دعمتني عائلتى كثيرًا، لكن قوبل قرار عملى بالكتابة من الدائرة الأبعد قليلًا بالصدمة؛ لأني سأترك مجال عمل مضمون فى الهندسة وأركض وراء مجال غير مضمون ولا أعلم عنه شئ.
قراءتى لها الدور الأكبر فى اختيارى للأدب البوليسي، فمنذ نعومة أظفاري وأنا محبة لروايات أجاثا كريستى وما بها من غموض وإثارة.
فعندما بدأت الكتابة، وجدت الأدب البوليسي يختارني. وجدتنى عاكفة على كتابة روايات مثل تلك التى قرأتها منذ طفولتى ثم بدأت الأفكار المثيرة فى هذا النوع الأدبى تتوارد إلى ذهني فأكتبها فى مفكرتى وأتشوق لوضعها برواياتى ليقرأها الجميع وأحيرهم معى.
أستلهم الأفكار من أى شئ حولى. أحيانًا من خبر فى جريدة ما أو امرأة عجوز تقف أمامى فى طابور أو حلم. أحاول مراقبة ما يدور حولى دائمًا والحفاظ عليه فى ذهنى ثم تسجيله فى المفكرة. أحاول بعدها استخراج قصة تدهش القراء مما أسجله .
فمثلًا، كتبت فى مرة من المرات قصة قصيرة بعنوان آنسة على ذمة قرد، استلهمت تلك القصة عندما كنت واقفة ذات مرة بجانب صديقتين يتحدثان وقالت إحداهما للأخرى
” لم أر زوجى منذ ليلة الزفاف منذ خمسة عشر عامًا” .
صدمت وبدأت فى التفكير لماذا لم تراه منذ ليلة الزفاف ولماذا لم تنفصل عنه حتى الآن وبدأت فى الكتابة لأنى شعرت بأنها بداية محيرة لرواية.
بعد فترة، سألت الصديقة فاتضح أنى لم أسمع ما قالته جيدًا فقد كانت تقول “لم أر زوجك منذ ليلة الزفاف” . كانت تلك من أطرف المرات التى تأتى لى فيها فكرة لقصة.
ذكرت الكاتبة نهى داود كاتبة الروايات البوليسية أنالرواية تستغرق منها أحيانًا شهرين أو ثلاثة أشهر وأحيانًا أخرى ستة أشهر وأحيانًا سنة أو سنة وبضعة أشهر.
لم تستطيع نهى داود كاتبة الروايات البوليسية تحديد موعد للانتهاء من الرواية لكونها أم وزوجة.
أما عن الخطوات التى أسير عليها، فإنى أبدأ بكتابة فكرة الرواية من البداية وحتى النهاية فى بضعة أسطر لمنع أى ثغرات فى الحبكة أو خيوط غير منطقية ثم أكتب المحطات الأساسية للرواية. إذا كانت شخصيات الرواية كثيرة ومعقدة، فإنى أجهز لكل شخصية ملفها الخاص قبل بداية كتابة الرواية. أبدأ فى كتابة الرواية مشهدًا تلو الآخر حتى انتهى منها.
بعد أن تعرفت علي بعض المعلومات المهمة من خلال لقائنا مع الكاتبة نهى داود كاتبة الروايات البوليسية تعرف أيضاً علي لقائنا ومناقشة رواية البارمان مع الكاتب أشرف العشماوي
ذكرت الكاتبة نهى داود كاتبة الروايات البوليسية أنها تتمنى أن تصبح مثل أولئك الكتاب ولكنخا لاتملك تلك الرفاهية، فإنى أحاول أن أوفر كل يوم ساعتين أو ثلاث ساعات فى ظل ظروف الحياة لأكتب. لكنى أفضل الكتابة على اللابتوب والجلوس على السرير أثناء الكتابة.
من أهم التحديات التى تواجه نهى داود كاتبة الروايات البوليسية مع كل رواية هى الوقت فأضطر أن انقطع فترات كبيرة عن الكتابة. التحدى الثانى بالنسبة لى هو الصبر، فأنا دائمًا ما أريد إنجاز الرواية بأقصى سرعة لمعرفة آراء الناس عنها ولكن يجب على كتابة المشاهد ثم مراجعتها ثم إعادة كتابة المشاهد السيئة مرة أخرى.
لحسن الحظ، لم تكن هناك أى عقبات مع أول رواية فقد كانت كتابتها متعة حقيقية. انتهيت من الكتابة فى شهر واحد فقط. لكن قابلتنى العديد من الصعوبات مع الرواية الثانية، فقد كنت أكتب حينها رواية رضا ولكنى لم أستطع استكمال كتابتها فتوقفت وبدأت فى الدراسة وأخذت العديد من الكورسات وأثناء تلك الدراسة كتبت مشهد سيما لتكون هى روايتى الثانية.
أحب كل رواياتى فقد قدمت فى كل واحدة منهم فكرة جديدة ومختلفة ولكن تعد رضا هى أقرب رواياتى إلى قلبى فلقد عانيت فى كتابتها كثيرًا. حاولت أثناء كتابتها البعد عن النمط الطبيعى للروايات البوليسية التى تبدأ بالجثة وجريمة القتل وحاولت أن أضيف أيضًا جرعة اجتماعية كبيرة بها.
كاتبتي المفضلة هى ملكة أدب الجريمة أجاثا كريستى. أحب لها العديد من الروايات مثل رواية الجريمة النائمة ورواية في النهاية يأتي الموت. عامة، أحب الروايات التى تثير دهشتي أى كان الكاتب وأى كان نوع الرواية.
رزقنى الله فى طريقى بالعديد من الناس الذين قدموا لى نصائح على مختلف المستويات دفعتنى إلى الأمام في مسيرتى. من أهم النصائح هى التردد على المجموعات الكتابية للتقرب من عالم الكتابة والكتاب والنشر . كما حضرت ورشة أفادتني كثيرًا فى مجال النشر الذي يعد من أكبر التحديات التي تواجه الكاتب.
بعد أن تعرفت علي نصائح الكاتبة نهى داود كاتبة الروايات البوليسية تعرف أيضاً علي ٣١ نصيحة للكتابة من الروائي والسيناريست أحمد مراد ”مسامير الكتابة“
لا يوجد نصائح محددة لأقدمها للكتاب فلكل كاتب رحلته الخاصة ومسيرته الخاصة لتحقيق حلمهم فلا أريد أن أحبسهم فى تجربتى الشخصية التى بالتأكيد ستختلف عن تجربتهم .
لكن عليهم ألا يدعوا تحديات الكتابة الأولية تعرقلهم فى طريقهم . كما أريد منهم أن يثقوا فى أنفسهم، موهبتهم، أحلامهم، وإبداعهم ليثق بهم الناشر والقارئ . فأنا أؤمن بالمقولة.
” توقع ما تتمنى فما تتوقعه يقع “.
نشكر الكاتبة نهى داود كاتبة الروايات البوليسية المبدعة على هذه المقابلة، ونتمنى لها التوفيق في رواياتها القادمة.