بيت القبطية

أشرف العشماوي

يحدث رواية بيت القبطية أن وكيل نيابة يتم نقله إلى قرية في الصعيد، حيث يجد نفسه أمام العديد من الجرائم الجنائية التي تحدث في هذه القرية الصغيرة...

احصل علي نسخة

نبذة عن بيت القبطية

تُدور أحداث الرواية في أواخر حكم الرئيس مُبارك، وتبدأ باستقبال قرية في شمال الصعيد تسمي “الطايعة” لوكيل نيابة جديد يُدعي “نادر”. نادر فايز كمال، محقق جنائي تم نقله من القاهرة للصعيد، لم يكن يعرف أن ما سيمر به بسبب هذا النقل سيكون كفيلة بتغيير حياته.

فقد وصل إلى قرية، كل شبر في أرضها قد سالت عليه دماء مسلمين ومسيحيين، وأينما تخطو قدماك فيها ستجد رائحة الفتنة الطائفية تفوح في جميع أنحاء هذه القرية الصغيرة.

يتعرف نادر على رمسيس، الغفير وحاجب الإستراحة الذي سوف يقبع مع نادر، من لحظة ظهوره ستحوم الريبة والتساؤلات حول هذا الرجل، لكنه يبدأ في تعريف نادر على القرية، و أن أهل قرية الطايعة يطلقوا عليها “التايهة”.

يشرع نادر في البدء في عمله بحماس، حيث يظن في بداية الأمر أنه سوف يحكم القرية و يطبق القانون الذي درسه عليها، حتى يتفاجأ أن في هذه القرية الأحداث لا تُجري بالقانون فقط…وفي أول يوم له يجد أهل القرية يطرقون أبواب الإستراحة ، ويطالبون بحل مشكلة، يزيد الأمر تعقيداً عندما تصل نادر أوامر بسرعة حل المشكلة، لم يكن يعرف انها بداية سلسلة من الحوادث الغريبة…حالات انتحار وقتل وحرق للمحاصيل والفاعل لكل هذه الجرائم دائما مجهول.

وعلي جانب آخر سوف تتقاطع حكايته مع شخصية أخرى تسمى “هدي حبيب” القبطية التي تتحدث عنها هذه الرواية، أمرأة قد ذاقت في حياتها الكثير من الصعاب والمآسي من ظلم و إهانة وضرب وأيضا إغتصاب عندما كانت طفلة.

تعُرف هذه المرأة بالقبطية، بيتها ببيت القبطية و تحولت إلي أيقونة يلتف حولها المسلميين والمسيحيين مشيرًا أنها هي و بيتها أصحاب كرامات، لكن كلما غضنا في الأحداث نجد أن هذا البيت يتحول من بيت مبروك إلي بيت ملعون…ترى ماذا حدث؟ وما علاقة القبطية بوكيل النيابة الجديد “نادر” ؟

“لا يكاد يمرُ أسبوع تقريباً إلا ويسقط قتيل أو يُقلع زرع، أحياناً تُسمم ماشية أو تُحرق دار ودائماً الفاعل مجهول، لا أعرف الحقيقة أبداً، الشرطة في قرية الطايعة باتت مُقتنعة بأن المساواة في الظلم عدل، والأهالي يتسابقون لتقديم البلاغات في جيرانهم بالمركز، ثم يعدلون عن اتهامهم أمامي أو أمام القاضي بالمحكمة، من المُمكن أن أقضي بقية عُمري هنا لأحصي المساوئ ولا أحصيها، دخلتُ في متاهة كبيرة باحثاً عن العدل والحقيقة، شعرت أني أتلاشى بالتدريج، لا أريد التحول لمسخ يُطيع بلا عقل، ولم استطع الاستمرار”.

رواية بيت القبطية هي رواية جريئة جدًا و شيقة حيث تتحدث عن عنصرين في غاية الأهمية وهما الدين و السياسة. ففي نقطة الدين ناقش الكاتب الكبير “أشرف العشماوي” موضوعًا هام للغاية وهو الفتنة الطائفية بكل وضوح و حيادية، و ما تعانيه مصر منها، و من هو المتسبب في هذه الفتنة؟

كما ناقش مدى تورط السياسة في الدين و في هذه القضية، وسيطرتها على هذه الأمور بأسم القانون. في بداية قرائتك لهذه الرواية و حتي النهاية سوف تسأل نفسك سؤال هام جدًا، ألا و هو هل الدين و القانون في خدمة المجتمع ؟ أم أنه المجتمع و القانون في خدمة الدين ؟

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

تعليقات على "بيت القبطية"

  1. تلخيص الأحداث:

    •  في قرية في شمال الصعيد (الطايعة) حضر وكيل نيابة جديد يدعي نادر فايز كمال، محقق جنائي تم نقله وبمجرد وصوله يري كل المشاكل بين المسلمين والمسيحيين وكل يوم تزيد تفاصيل القضايا والفتنة الطائفية بينما تظهر أكثر بأشكال مستترة متتابعة تتبع السيدة القبطية التي تدعي هدي حبيب وبيتها الذين يدعونه بيت القبطية.

    مراجعة الرواية:

    • أسلوب رائع وحوار محكم وواقعي لأبعد درجة ممكنة، وجهة نظري أقوى ما يميز الرواية تكوين الشخصيات في هذا الكون وأكثرهم وضوحا البعد الفلسفي لكل شخصية، هي في وجهة نظري البشرية وعمق تفكيرها في عدة صفحات. خذوا كلامي بجدية، رواية جعلتني أبكي في نهاية مأساوية، وأحسست أن كل ما كان يفكر به نادر صحيح للغاية وأقنعني أن البشر يمكن أن يتغيروا لكن ليسوا جميعا يستحقون التغيير، صرت واحدا ممن يجلسون ببيت القبطية، وكل من يقرأ سيقتربون جدا منها.

    رأيي الخاص:

    • بدأت قراءة روايات الكاتب أشرف العشماوي بعد ترشيح من صديقي، مرت سنتين قرأت فيهما تذكرة وحيدة للقاهرة وسيدة الزمالك والبارمان وتويا علي الترتيب. وبدأت أفتقد كل رواية كتبها بمجرد أنهائي لصفحاتها. أنتظرت الكاتب ليوقع روايته الجديدة وقتها (بيت القبطية) لكن حظي لم يكن وفيراَ، لذا قرأت الرواية أثناء عودتي من المعرض وحتي وصولي المنيا.
    • أتممت قراءة رواية بيت القبطية في جلسة واحدة في حوالي ثلاثة ساعات ونصف. وبالحق كانت أكثر الكلمات صراحة في حقوق المصريين جميعهم، رواية بها طبقات عميقة لكل من عاش علي أرض هذا الوطن، لكن وجهات النظر التي تأتي في تلك الصفحات كلها لا تتناقض في الرأي فقط داخل رواية بيت القبطية ، لكن في رأيي، الرواية تسمح للقاريء بأن يعيش الحدث بكل تفاصيله وهو يحدد من سيكون في تلك الأحداث.. وهو أمر جاد للغاية نفتقده في روايات العصر.
    • ظلت فكرة اختيار مفترق طرق بين أشياء أؤمن بها تراودني مع كل جملة في الصفحات، وكل ما دار بعدها في ذهني هو أنه “من المستحيل أن يفكر الناس غير المسيحيين بهذه الطريقة ويعرفوا كيف نري الحقيقة من منظورنا هذا” لذا كانت الرواية أكثر من رائعة بكل تفاصيلها.

اترك تعليقاً

كتب أشرف العشماوي

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر