رواية مثيرة اصطحبتنا في رحلة داخل العقول، وفسرت لنا عدد كبير من العقد والأمراض النفسية يمكنك الاستعانة بقراءتها إذا فكرت يوماً كيف تصنع مريضاً نفسياً.
احصل علي نسخة“الذبذبة العصبية والتنافر المعرفي والإبدال المعرفي والإقحام المعرفي والتشفير العميق والتشفير بالنموذج والتقطيع الإدراكي والتشويش الإدراكي والتشويه الإدراكي الأحادي والعزل الحسي”
طبقاً لأقوال الكاتب جورج ويلز في كتابه العالمي الشهير كيف تصنع مريضاً نفسياً فإن هناك تدريبات عملية إرادية إذا تمت ممارستها على إنسان سليم بصورة متكررة وبشكل منتظم لا يعاني من أية أمراض نفسية من السهل تحويله إلى مريض نفسي، ذلك الكتاب الذي تم تداوله بين معظم دول العالم وترجم إلى العديد من اللغات وأقبل عليه ملايين القراء واستعان به مخرجي السينما في ظهوره ضمن أحداث أفلامهم،
لكن الكاتبة المبدعة كريمة الشريفة صنعت من ذلك الكتاب بطلاً لروايتها لتكون أول رواية بطلها كتاب علم نفس، بل واختارت روايتها أن تحمل نفس الاسم ربما لأنها اقتبست بعض النظريات الطبية المصرح بها مباشرة في الكتاب الأصلي، أو ربما لم تجد عنواناً أنسب من ذلك يلائم موضوع الرواية.
رواية كيف تصنع مريضاً نفسياً هي الرواية الثانية للكاتبة “كريمة الشريف” بعد روايتها “تاروت” التي صدرت عن دار نشر أكتب عام ٢٠١٩ وحققت نجاحاً جماهيرياً، وقد كررت الكاتبة التجربة مع دار “أكتب” عام ٢٠٢١ حيث نشرت رواية كيف تصنع مريضاً نفسياً وقد حققت نجاحاً أكبر عن سابقتها إلى الحد الذي أدى إلى نفاد الطبعة الأولى كاملة في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب يونيو ٢٠٢١.
رواية كيف تصنع مريضاً نفسياً تحمل شقين، ثقافي وإبداعي، فحينما تتكلم “الشريف” في روايتها عن نظريات علم النفس تشعر أنك تقرأ مرجعاً علمياً طبياً قائم على الحقائق و النظريات، وحين تتوغل في أحداث الرواية تشعر أنك أمام حكاية إبداعية مبدعة طوعت علم النفس لتشكيل أحداثها المثيرة المرعبة.
طبيب نفسي لديه عدد من القدرات الخاصة التي لا يملكها الآخرون تمكنه من اختراق أحلام الآخرين يدعى “محمود ياسين” ربما كان اختيار ذلك الاسم مصادفة من قبل الكاتبة، أو ربما تعمدت اختيار اسم الممثل “محمود ياسين” الذي لعب دور البطولة في فيلم أين عقلي المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس وكان يحاول استخدام قواعد كتاب كيف تصنع مريضاً نفسياً للكاتب “جورج ويلز” أثناء أحداث الرواية وكأنها تحاول إضفاء صورة سينمائية تجسيدية للقارئ من خلال استحضار اسم الفنان لبطل روايتها.
تدور أحداث رواية كيف تصنع مريضاً نفسياً في العصر الحالي بين صعيد مصر ودولة ألمانيا، حيث تقود الظروف البطل إلى العمل في مركز بحثي مشبوه في ألمانيا، يمارس فيه طقوس خاصة على المرضى النفسيين ويحاول أن يعالجهم بطرق مختلفة قد تقوده هو شخصياً إلى الهلاك والانهيار، حيث يعمل على اختراق العقل الباطن للمرضى والقيام بغسيل مخ لهم ويضع داخل عقولهم بعض من الأفكار الشاذة والمتطرفة،
ترى هل سيستمر الطبيب في ذلك الطريق المظلم، أم سيعود إلى صوابه وإلى قريته الصغيرة في صعيد مصر؟ ومن هي الإعلامية المصرية التي دفعته إلى السفر ثم لحقت به؟ وهل هي مجندة لدى منظمة سيادية لها أهداف خفية؟ ومن هي سونيا اليهودية الأفريقية التي تعمل معهما في نفس المختبر؟ ولماذا حاول “محمود” اختراق عقلها؟ وما هي المفاجأة التي تلقاها أثر تلك الفعلة؟
ومن هي الفتاة التي خطفت قلب البطل؟ هل هي الإعلامية المصرية أم الأفريقية اليهودية؟ وأيتهما كانت الصادقة ونجحت في إنقاذه من التواءاته الفكرية ؟