فردقان

يوسف زيدان

يأخذنا يوسف زيدان في رحلة إلى قلعة الفردقان ليحدثنا عن مرحلة هامة في حياة الفيلسوف الطبيب ابن سينا حين اعتُقل إثر خلاف بينه و بين الأمير "سماء الدولة".

احصل علي نسخة

نبذة عن فردقان

يعود يوسف زيدان للرواية التاريخية ليحدثنا عن مرحلة هامة من حياة الفيلسوف الطبيب ابن سينا ، حيث يأخذنا في رحلة إلى قلعة الفردقان حيث اعتقل ابن سينا إثر خلاف بينه و بين الأمير “سماء الدولة” ، مكث على إثره خمسة عشر ومائة يوماً فى الإعتقال تحت إمرة المزدوج “منصور ” أمير قلعة فردقان الواقعة في صحراء قافرة لا منفذ فيها أو مفر ، لا يملك السجين فيها سوى أن يستسلم لمصيره وسجنه ، تبدأ الرواية بوصف ساحر للقلعة و لإستعداد أميرها لاستقبال معتقله الهام.
فالوضع مختلف عندما يكون السجين رجلا فيلسوفا عالماً مثل ابن سينا ، وعندما تسبقه إلى معتقله توصية هامة ” أكرمه ” هنا تختلف المعاملة بين السجين و السجان، تتحول إلى نوع من الصداقة المبنية على تقدير و احترام و نوع من الإشفاق ، ليجد ابن سينا نفسه فى فرصة جيدة لكتابة أجزاء من كتابه الطبي الهام ” القانون فى الطب ” و إنجاز ثلاثة كتب كاملة فى أيام إعتقاله تلك وهى ” الهداية ، رسالة القولنج ، رسالة حى بن يقظان ” ، و يجد السجان فرصة للقاء فيلسوف وطبيب قدير يساعده على علاج مرضى قلعته تلك البعيدة المعزولة التي لم يزرها طبيب يوما، فإذا بإبن سينا سيد أطباء عصره تقوده الأقدار إليها بدون سابق إنذار لينقذ أهلها و يداوى أمراضهم و تكون شاهدة على مجموعة من أهم كتبه .

و فى داخل معتقله يستعيد ابن سينا ذكرياته و أيامه مع والديه ابتداءً من مولده سنة ٣٧٠ هجرياً ، يتذكر أباه الأفغانى و ميوله الشيعية وأمه الخوارزمية و ميولها السنية، وكيف جمعت بينهما الأقدار حتى مولده فى بخارى و يتذكر أيامه قبل الإعتقال ما بين أصفهان وهمذان و ما وصل إليه من مكانة ، ثم مكر الفرسان و غضبهم عليه لكتاب ألفه (تدبير الجند و المماليك و العسكر ) فرأوا أن الكتاب يحرض ضدهم فحاولوا الإطاحة به مراراً و تكراراً حتى تحقق لهم ذلك و تم إعتقاله ، و أثناء تأليفه لكتبه داخل معتقله يسأل ابن سينا نفسه ” متى سينتهى هذا الكتاب (القانون)، إذا انتهى؟ ومتى سأنتهى من هذه الدنيا، ثقيلة الوطء سخيفة الإيقاع، وقد صارت ساعاتها مريعة، فلا مشتهى لى فيها، يشاغب باطني فيشغلنى حينا عن فنائي المحتوم. ولا مطلب يذهب عنى ولو بالخادعة، يقينى باقتراب خراب هذا العالم.. أعالج مريضا، فتفتك بالألوف الأمراض والحروب وهوس السلطة وسطوة السلطة!».

تلقى الرواية الضوء على العلاقة القوية وقتها بين العلماء و المثقفين من جهة و الأمراء و الحكام من جهة أخرى و عن أثر ذلك فى الحروب و المعارك القائمة حول السلطة والصراعات بين الحكام و الملوك من المسلمين و الشيعة و تأثر ابن سينا بتلك الصراعات حتى أنها كانت سببا من ضمن أسباب إعتقاله .

كما عكست الرواية الجانب الإنساني لإبن سينا و حزنه الشديد لما وصلت له الأمة من صراعات و خلافات حوله ، كما عرضت الرواية مجموعة من القضايا الهامة التى شغلت الأمة و العلماء فى تلك الحقبة الزمنية .
تعتبر فردقان واحدة من أشهر روايات يوسف زيدان ، وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر عام ٢٠٢٠.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب يوسف زيدان

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر