نور

يوسف زيدان

المرحلة النهائية في ثلاثية زيدان:"مُحال"، "غوانتنامو"، وأخيرًا "نور". الرواية هي عملية تشريحية للمرأة، داخل سجنها الكبير، سجن الموروثات والعادات والتقاليد التي تُقيدها وتقتل إبداعها.

احصل علي نسخة

نبذة عن نور

لم تكن رواية نور سوى مرحلة نهائية لإتمام ثلاثية زيدان: “مُحال، غوانتنامو، نور”، لكن هناك ما يميز تلك الرواية عن أختيها، فالرواية قليلة السياسة كثيرة المُسامرة، فتلك الرواية من أدبيات المونودراما، أي الرواية التي تدور حول شخص واحد، بكل أحداثها وأشكالها، والراوي هو ذلك الشخص المُتكلم –البطل-،

وفي حال روايتنا نجد الراوي أنثى اسمها “نورا”، وهي المرأة السكندرية التي وقع في غرامها الشاب النوبي “مُحمد الحبيب” في الجزء الأول من ثلاثية زيدان “مُحال”، والتي أبت قبيل مغادرته في الجزء الأول إلا وتضع بذرته في رحمِها، لتتزوج بعد رحيله مُكرهة من رجل ليبي ثري.

خُلاصة الرواية أنها عملية تشريحية للمرأة، داخل سجنها الكبير، سجن الموروثات والعادات والتقاليد التي تُقيدها وتقتل إبداعها، ذلك السجن الذي ينظر فيه للنساء على أنهن ناقصات عقل ودين، ولا جدوى من تعليمهن، وأن عليهن اتباع الرجل وطاعته من المهد إلى اللحد، فينطلق زيدان في الرواية مع تلك المرأة “نورا” وابنتها نور، ليقص علينا ما يُعانيانه داخل ذلك المُجتمع الذكوري.

فنجد رواية نور تُعرفنا على شخصية “توحة” وهي الشخصية التي سترافق “نورا” في سكنها الجديد بعدما تنال الطلاق من الليبي، ثم تتعرف على المهندس المدني “أشرف” جارها، والذي ستدخل معه في علاقة لإشباع رغباتها الجنسية، فهي ليست بعلاقة تبدأ حيث الحب وتنتهي حيث الارتباط والاتصال، وإن كان ظاهرها كلمات الحب ومشاعر الإعجاب، وإنما هي علاقة إشباع رغبات فقط، كالمصالح.

ثم ننتقل لعصر الثورة وبداية صعود التيار الإسلامي المُتمثل في جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، وعودة البطل الأول في رواية “مُحال” محمد الحبيب، إثر خروجه من معتقل غوانتنامو، لنرى “نورا” في حيرة من أمرها، هل تتخلى عن أحلامها في نيل شهادة الدكتوراه وذلك الاستقلال الذي لطالما حلمت به، أم تعود لحب حياتها الأول “محمد الحبيب” والد ابنتها نور،

ليختم زيدان الرواية بجملة لخصت ثلاثيته الفلسفية تلك هي من أروع ما قيل في أدب الرواية –حسب رأيي-: “الحياة التي نحلم بها مُحال”. فتعود بنا إلى روايته الأولى حيث كلمة “مُحال” والتي لم يكن قد شكلّها ليترك للقارئ الفطن وقتها التأويل، ليختم في روايته الثالثة بما كان يقصد منذ زمن ليس ببعيد، وهي مُحال أي مستحيل.

أما من حيث بناء الرواية، فرواية نور ذات بناء متماسك متناسق، تدور أحداثه حول فلك شخص واحد، وهي “نورا”، وتصنيف الرواية لا يخرج عن حيز الخيال الفلسفي، حيث يستكمل زيدان مشروعه الذي بدأه في رواياته السابقة؛ وهو الحديث عن أساس الفلسفة الإسلامية: “الله، العالم، الإنسان”. أو بلغة سقراط: “الفاعل، الفعل، المفعول”. أو “المهندس، الجوهر، الصورة”.

وينتقل من بعد روايته الأولى مُحال والتي ناقش فيها التطرف وطرح أسئلة الوجود خلال رحلة الشاب النوبي، إلى روايته الثانية “غوانتنامو” والتي تحدث فيها عن حرية الإنسان وشوقه لها، وفكرة السجن الوقتي والأبدي، الضيق والواسع، وكيف للإنسان أن يتجاوب مع مفردات الحياة رغم ما مرّ به من شدائد وأيام عصيبة في معتقل هو الأشد والأنكى من نوعه.

إلى روايته الثالثة نور والتي بدأ بسبر أغوار المرأة فيها، مُفتشًا عما في خلاياها ونفسها، طارحًا سؤال هو الأهم في نوعه: لماذا المرأة متقلبة المزاج دائمًا، كيف السبيل في التعامل مع ذلك الكائن سريع التحول والتغير بين الحين والحين بين همسة ورعشة؟ … ليُجيب علينا زيدان ويقول: “للأنوثة جوهر واحد لا حصر لها.. المرأة واحدة أما أحوال النساء فهي على عدد أنفاس البشر. وهذا سرٌّ لا يُدركه من الرجال إلا من كان راقيًا

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب يوسف زيدان

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر