قرطبة عروس الأندلس

رانيا عدلي نور الدين

رحلة عبر الزمن إلى الأندلس عامة وإلى مدينة قرطبة خاصة، نتعرف على مظاهر الحياة من شتى الأنحاء وكيف وصلت قرطبة إلى تلك المكانة العالية بين مدن الأندلس ووكيف لها الفضل في احتواء ونقل المعرفة الى المغرب الأوروبي.

احصل علي نسخة

نبذة عن قرطبة عروس الأندلس

في كتاب قرطبة عروس الأندلس، شبه الجزيرة الأيبيرية أو الأندلس كانت في الأساس فكرة قديمة عند القائد عقبة بن نافع الفهري لكنها لم تتحقق وبعد مرور الوقت جاء من ينفذ الفكرة وهو القائد طارق بن زياد عام 92هـ / 711م. ومنذ ذلك التاريخ قد أصبحت الأندلس جزء عظيماً من تاريخ الحضارة الإسلامية وشعلة في منارة علمها الذي أنار العالم في شتى مجالات العلوم.

تميزت الأندلس بالعديد من المدن الرائدة كانت من بينها قرطبة حيث أصبحت بعد الفتح حاضرة الأندلس. استقر بها ولاة الأندلس قرابة الثلاث قرون منذ عهد أيوب بن حبيب اللخمي حتى سقوط الخلافة الاموية بالأندلس.
زخرت مدينة قرطبة بالعديد من علماء الذين أفادوا الجميع من مشارقها إلى مغاربها، حيث لم تتوقف الإشادة بعظمة تلك المدينة علب مؤرخي الإسلام فقط الذين عاصروا تلك العظمة بل تعدت الى المستشرقين المتأخرين من أشهدتهم لما وصلت إليه مقارنة أوضاعها بأوضاع بلاد الغرب الأوروبي آنذاك.

اهتم أهل المدينة بكل من فيها بالعلم وطلبه حتى أصبح من فيها ذو علم في القراءة والكتابة. أصبحت رحلات الحج والتجارة الى المشرق وسيلة وغاية لطلب العلم، كان يتطلع أهل الأندلس الى المزيد من العلم حتى أصبحت منارة الغرب الإسلامي ودرته.

كانت أهم مراكز التعليم في الأندلس عامة وفي قرطبة خاصة هي المساجد والكتاتيب، فكان طلاب العلم في مسجد قرطبة يقومون بدراسة العديد من العلوم والآداب والفنون، كان بمثابة أكبر جامعة إسلامية تْدرس فبها العلوم اللغوية والدينية. بالإضافة أنها كانت أكثر مدن الأندلس كتباً حيث كان كل بيت يحتوي على مكتبة تحوي مختلف العلوم حتى ولو يكن أهلها لديهم غرض من تلك الكتب كانت للتفاخر والتباهي.

ظهرت أولى المكتبات الأندلسية في أوائل القرن الثالث الهجري (أواخر القرن التاسع الميلادي) وكانت في قرطبة.

اشتملت مدينة قرطبة على أسواق تضم كافة الحرف والصناعات حيث كان عدد أرباض (أسواق) قرطبة واحدا وعشرين ربضا وكان أشهر أسواقها سوق الوراقين. لم يكن العلم في قرطبة حكراً على الرجال دون النساء، بل كان تعليم النساء شائعا عند الأندلسيين. وقد شهد القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) في الأندلس ازدهارا حضارياً في كل أوجه النشاط الإنساني ويرجع الفضل في إثراء الحركة العلمية إلى الخلفاء الأمويين.

تأخذنا الكاتبة رانيا عدلى نور الدين في كتاب قرطبة عروس الأندلس الى رحلة عبر الزمن إلى الأندلس عامة وإلى مدينة قرطبة خاصة، في رحلة علمية دسمة تعرفنا على مظاهر الحياة من شتى الأنحاء وكيف وصلت قرطبة إلى تلك المكانة العالية بين مدن الأندلس وكيف ذاعت شهرتها في جميع بلدان المشرق وكيف أن لها الفضل في احتواء ونقل المعرفة الى المغرب الأوروبي في وقت كانت أوروبا غارقة في الظلام،

حتى وصلت لنا تلك المعرفة الآن وأن قرطبة كانت جزءا مهما من التاريخ الإسلامي والإنساني لما كانت تزخر به من علماء ومثقفون.

ذكرت لنا الكاتبة أيضا بعضا من العلماء الذين ما زالت أعمالهم خالدة حتى الآن ومواقف حياتية مروا بها حتى صنعوا تاريخا بأنفسهم يستفيد منه القاصي والداني مثل ابن زيدون المخزومي، ابن حزم الأندلسي، الزهراوي، بقي بن مخلد، عباس ابن فرناس، منذر بن سعيد البلوطي، عبد الملك بن حبيب السلمي، يحيى الغزال ويحيى بن يحيى الليثي.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر