The glass castle

جانيت وولز

عنِ الطفولة، بكل ما فيها من براءة، بكل ما فيها من ذكرياتٍ تأبى مُفارقتنا حتى ٱخر لحظة، بكل ما فيها من حياة. تحدثت جانيت. حدثتنا عن طفولتِها التي ظنت أنها لا تُشبِه أيًا من الأخريات.

احصل علي نسخة

نبذة عن The glass castle

The glass castle، عنِ الطفولة، بكل ما فيها من براءة، بكل ما فيها من ذكرياتٍ تأبى مُفارقتنا حتى ٱخر لحظة، بكل ما فيها من حياة.. تحدثت جانيت. حدثتنا عن طفولتِها التي ظنت أنها لا تُشبِه أيًا من الأخريات، ولكن قُراءها فاجئوها بأن جميعهم لديهم قصصًا wمُماثلة تُحكى مع اختلافِ الملامح والتفاصيل.

في The glass castle، خطت جانيت أحرفَ مذكراتِها وهي تفكر في ماضيها الذي لطالما رفضت العبثَ به، اعتادت الهربَ منه كلما لاحقها، ومؤخرًا باتت تتجاهله، خجلت من ماضيها واتخذت من الصمتِ جدارًا يفصلُ بينها وبين العالم، ظنت أنها تحمي نفسَها من أحكامِ البشر ولكنها في الواقع كانت تعزل نفسها رويدًا رويدًا.

أمسكت جانيت بقلمِها وقررت أن تفتحَ لنا نافذة ماضيها على مصراعيها لنطلّ على كل التفاصيل التي كونّت طفولتها، فإذ بنـا أمام طفولةٍ يملؤها التشتت من كل جانب، فأخذت الحياة تُرحلّها من مدينةٍ لأخرى ومن بيت ضيقٍ لبيتٍ أضيق، شعرت وكأنها لا تنتمي إلى أي مكانٍ، فقد أيقنت أن كل شيء مؤقت حولها وأدركت أن التعلق بالأشياء ليسَ إلا جنون.

وبين ديونِ أبيها المُتراكمة، وهوسِ أمها بالفـن، لم تستطع جانيت أن تفعل أي شيء سوى الاعتناء بإخوتها. لم تفهم يومًا تلك العلاقة التي نشأت بينَها وبين والدِها، لم تستطع أن تفهم كيف يكمُن كل ذلك التناقض في شخصٍ واحد، كيف يُمكنه أن يُصبح ساخطًا على الحياةِ بأسرِها في لحظة ويعود من جديد ليحتضنها بكل أحلامِه التي لم تتحقق؟ لم تنسَ جانيت تلك الليلة التي أخبرها فيها عن أكبرِ أحلامِه،

لم تستطع لمعة عينيه التبخرّ من ذكرياتها بعد، تتذكر حماسه وهو يحدثها عن تلك القلعة الزجاجية التي أراد أن يبنيها، تتذكر حُلمه الذي بقى بداخلِه محبوسًا ولم يستطع أن يخرجَ منه ليرى الواقع، ليتصرف كأبٍ لأطفالِه، ليدرك أن هُناك ما يهم أكثر من قلعته الزجاجية.

في The glass castle تعرضُ لنا جانيت في مذكراتِها انعكاسًا مُختلفًا للحياة، انعكاسَها الخاصّ، المُظلم في بعضِ الأحيان واللامع في بعضهم الٱخر، قدمت جانيت لنا الحياة بكل بساطتها وتعقيدها، بكل شخصياتِها المُختلفة التي تضعنا أمامهم دون أن تمنحنا فُرصةَ اختيارهم.. فلا أحد يختارُ قدرَه، ولكن كل منّا قادرٌ على اختيارِ طريقته الخاصّة في التعاملِ معه.

تمرّ بنا جانيت بطفولتِها الفريدة من نوعِها، وبمراهقتها التي لم تخلو من الغرابة، وأخيرا تأخذنا معها في رحلتها إلى النضوج، وخلال كل مرحلةٍ، نُدرك أكثر فأكثر كيف استطاعت جانيت أن تعبُر من كل هذه الظروف كناجيةٍ وليس كضحية. هل كان حُلم أبيها هو ما أبقاها تؤمن بأنّ الحياة ستبتسم لها يومًا ما؟ وهل كانت القلعة الزجاجية هُناك حقا؟ هل حطمتها الأيام أم بقت ثابتة في خيالِها تُحيطها بقايا أملٍ كاد أن يتلاشى؟

ورغم كل شيء، فقد شعرت جانيت بأنها محظوظة لامتلاكِها أب مثله، فقد أعطاها الكثير دون أن يدرك، منحها ثقةً بالنفسِ لا تُضاهى، منحها تلك الشجاعة التي استطاعت أن تواجه بها العالم فيما بعد، منحها العديد من المُغامرات وكان لها صديقًا لا يُعوض.

وربما أبًا في بضعة أحيانٍ نادرة، تعلمت جانيت منه حب التعلم من الحياة، حب مراقبة النجومَ وهي تتألق من فوقهما، حب الطبيعة بكل ما فيها من هدوء، تعلمت جانيت أن عليها الاستمرار بالسباحة حتى لا تغرق، فحبّ الحياة هو وحده ما سيدفعها للبقاء.أدركت جانيت أخيرًا أن رحلتها الخاصّة تمتلك الكثيرَ من التفاصيل الصغيرة التي لا يعلم عنها أحد، وأن تلك التفاصيل هي التي جعلت منها ما هي عليه اليوم، فتلك التفاصيل هي ما تُحدد ملامح كل منا، هي ما تجعل لكلٍ قصته.

ربما لا نختار تفاصيل حكاياتنا أو مع من سنمضيها، ولكننا بلا شكٍ نختار كيف سنحكيها وأيّ منها سنتذكرها ونبتسم، انتقاء لحظات الأملِ من بين قشةِ اليأسِ المُكومة هو تمامًا ما فعلته جانيت وهي تروي لنا ذكرياتِها.. وتدعونا لنفعل تمامًا مثلها، فلكلٍّ منّا قلعتُه الزجاجية التي حلم يومًا بتشييدها.

وقد حُولت مذكرات جانيت إلى فيلم عام ٢٠١٧ تحت نفس العنوان.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر