في صالون العقاد كانت لنا أيام

أنيس منصور

كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام لأنيس منصور ليس بسيرة ذاتية عن عباس القعاد وإنما هو مجموعة من ذكريات أنيس منصور عما كان يحدث معه ومع رفاقه في صالون العقاد.

احصل علي نسخة

نبذة عن في صالون العقاد كانت لنا أيام

إن كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام ليس عملًا أدبيًا فلسفيًا تاريخيًا دينيًا شخصيًا فقط، وإنما هو تأريخ لجيل.. لعصر.. لدنيا الأديب الكبير أنيس منصور الحائز على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1963، وجائزة الدولة التقديرية سنة 1982، وفي هذه الدنيا كل ملامح الجيل، وعذاب العصر وحيوية التاريخ، وروعة الفلسفة وحرارة الدين، ثم هذا الضياع الذي عاشه أنيس منصور هو وجيله من الشباب،

وكان الأستاذ عباس العقاد هو العملاق والمثل الأعلى، الهدف والطريق، البداية والنهاية. أو كان البداية وكان قرب النهاية حيث التقى به وسمعه وبكى عليه وتحيرت قدماه بين كل عباقرة العصر الأحياء والأموات، ف في صالون العقاد احتشدت كل العقول والأذواق والضمائر، وكل الحديد والنار والقلق والعذاب والأبهة والكبرياء، وكل المعارك بين المبادئ والقيم، ولكن كاتبنا الكبير أنيس منصور،

الذي أصدر سبعين كتابًا خرج سالمًا غانمًا و بين يديه مجموعة من القصص والحكايات والمواقف التي تستحق أن تُروى، والتي دارت بين العقاد وضيوفه المهمين أمثال: عبد الرحمن بدوي ولويس عوض وكامل الشناوي وشوقي ضيف و توفيق الحكيم وعبد الوهاب وأم كلثوم‏، مناقشات فكرية ثرية وسجالات سياسية ونقد فني وأدبي، وحديث تاريخي،

جدالات فلسفية واشتباكات فكرية حدثت خلال عشرين عامًا -بدأت في أربعينيات القرن الماضي- من مرافقة التلميذ النجيب لأستاذه الأثير، فقد كان أنيس منصور أحد مريدي العقاد للدرجة التي جعلته يقول: عندما انتقلت من المنصورة إلى القاهرة التحقت بجامعتين في آن واحد؛ جامعة القاهرة؛ وجامعة العقاد، وكانت جامعة العقاد في وجهة نظره أقرب، وأعمق، وأعظم.

مصطلح “الصالون” يعني ذلك المكان الذي يجتمع فيه أهل الفكر والأدب والفن، من مختلف المشارب والأهواء، فيلتقون ويتناقشون في شتى الأمور والقضايا، واضعاً كل شخص رأيه واعتقاده فيما يرى من مذهب. وظاهرة الصالونات ليست بغريبة عن التاريخ العربي، خصوصاً خلال “عصر النهضة” الذي امتد ْما بين نهاية القرن التاسع عشر،

حتى منتصف القرن العشرين. فقد كان للأميرة نازلي صالونها الخاص الذي تدعو إليه أهل الفكر والأدب، وكذلك كان لمي زيادة وطه حسين، وعباس العقاد، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة في مصر والعالم العربي.

كما أن كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام ليس بسيرة ذاتية عن عباس القعاد، وإنما هو مجموعة من ذكريات أنيس منصور عما كان يحدث معه ومع رفاقه في صالون العقاد.

يقول أنيس منصور عن العقاد أستاذه: “كأني مشدود بخيطٍ من المطاط إلى الأستاذ العقاد، إذا ابتعدتُ عنه أو باعدتُ نفسي فإنني أرتد إليه بقوة، كأنه هو جزيرة المغناطيس التي جاءت في ألف ليلة وليلة، ونحن ندور حوله نقاوم أن تنسحب منا المسامير والقوائم الحديدية، فلا تبقى إلا ألواح خشبية، كأنّ الأستاذ العقّاد هو خط جرينتش ونحن نقع شرقاً منه أو غرباً، أو كأنه مستوى سطح البحر،

ونحن فوق ذلك أو دون ذلك، كأنّه الغطاء الذهبي لكل ما لدينا من عُملات ورقية، وكلّها من ورق، وهو وحده الذهب والفضة والماس، كاننا أكوام من الأشياء التي لا وزن معروفاً لها، وهو الكيلوجرام الحديد، وجرام الذهب وقيراط الماس، كأنه أبونا آدم ونحن أولاده وأحفاده، فمهما اقتربنا منه أو ابتعدنا عنه فنحن آدميون، كان العقاد يصدمني أيضاً، فقد كان يدين بفلسفة غير التي أدين بها،

فأنا صاحب قلب وهو صاحب عقل، أنا انبهر وهو يضيء، أنا اتغنى وهو يخطب، ولا أعرف كيف صدمني العقاد في أعز ما أملك: حبي الوجداني للفلاسفة أما هو فكان صاحب عقل كبير وكنت صاحب قلب صغير. كنت أمسك في يدي شمعة أما هو فيمسك النجوم والشموس”. في صالون العقاد كانت لنا أيام .

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب أنيس منصور

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر