يعقوب

محمد عفيفي

تدور الرواية حول باحث في قسم التاريخ، تقع في يده ورقة صغيرة تسقط من مخطوط قديم، مصادفة عن المعلم يعقوب، والذي أصبحت سيرته وكأنها شبح من الماضى يلاحقه عبر الأماكن والأزمنة.

احصل علي نسخة

نبذة عن يعقوب

تدور رواية يعقوب في خطين زمنيين مختلفين، الأول بطله التلميذ الذي لا نعرف اسمه، ولكننا ندرك مدي حبه و تقديره للعلم والتاريخ وما يفتحه عليه ذلك من أبواب ليطرقها بلا تردد، أما بطل الخط الزمني الثاني فهو المعلم يعقوب صاحب الشخصية الأخلافية والدرامية بصورة كبيرة في تاريخنا المعاصر حيث وجد وقت الحملة الفرنسية على مصر وحاول أن يعقد الصفقات مع الفرنسيين والإنجليز على حد سواء،

كما انقسمت الآراء حول شخصيته بسبب أفعالة الشخصية المتناقضة و التي تعكس اضطرابا واضحا في حياته لم يتفق أحدعلى كُنه شخصية المعلم أو الجنرال يعقوب حنا (1745 1801) مواليد مدينة أسيوط جنوب مصر، فمنهم مَن يراه خائناً وموالياً لبونابرت وحملته على مصر،

ومنهم مَن يُقر بأنه من أخلص الوطنيين، فهو أول مَن فكّر ونادى بمشروع استقلال مصر عن العثمانيين والمماليك. وجاءت كتابات المؤرخين والمهتمين بالتاريخ المصري لتكشف عن مدى التناقض حول يعقوب وأحواله، ولنذكّر ببعض منها:

المعلم يعقوب قائد ما سمى بـ(الفيلق القبطي) التابع لجيش نابليون، كان يهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية، لأن هذا الفيلق كان يضم مجرمين سابقين من المسلمين والمرتزقة من خارج البلاد، من أرمن وأتراك وشوام، وضم كثيراً من الذُّعار والحرافيش وأصحاب المنسر، ما دفع الكنيسة القبطية المصرية إلى التبرؤ منه ومن أفعاله

رواية يعقوب تقع في المنطقة الغامضة بين السيرة الذاتية والتخيل الروائي، خاصة فيما يتعلق بمحاولة تأمل شخصية يعقوب، وتحويله من شخصية تاريخية إلى أخرى روائية.

«القمر بدرًا، لا حاجة للمشاعل أو لأي سراج منير؛ أخلاط من البشر، ترى بوضوح غلبة أصحاب البشرة البيضاء، مع بعض الوجوہ السمراء، يجلس في صدر المجلس جنرال له هيبة واضحة في عيون الجميع، لكن وجهه يتميز أيضًا بقدرٍ كبير من العذوبة، من الواضح أنه محط اهتمام وتودد الجميع؛ إنه الجنرال ديسيه، تستطيع أن تتبيَّن بوضوح الموضوعات المثارة سواء من خلال الأحاديث الجانبية،

أو حتى الحديث المباشر مع الجنرال ديسيه؛ الشغل الشاغل الآن توفير المئونة اللازمة للجيش الفرنسي والفيلق القبطي لاستكمال الزحف جنوبًا لتأديب فلول المماليك، أو حتى القرى والقبائل التي أعلنت الجهاد ضد الكفار، لكن لا يشغلك كل ذلك عن حوار من نوع آخر؛ حوار يبدو صامتًا وخفيًّا، مفرداته شوق العيون ولهفة الشفاہ، أبطاله هذا الجنرال المهيب ورجل يميل إلى السُّمرة، حادُّ الملامح، إنه المعلم يعقوب!».

كما أننا نجد ترابط وتداخل بشكل ما بين التلميذ ويعقوب، بل أن يعقوب يطارد التلميذ حين يجد حب حياته، و يطارده في عمله كأستاذ، و يطارده في نومه وصحوه، بل ويشتت ذهنه بما يتسرب إليه بمعلوماته عنه حتى بعدما يقابل من يزعمون أنهم من نسل المعلم يعقوب.

الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورئيس قسم التاريخ السابق بكلية الآداب، والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة.

حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2004، وجائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية عام 2009، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2021، وله مؤلفات عديدة باللغتين العربية والفرنسية، منها:

(الأوقاف ودورها في الحياة الاقتصادية في مصر في العصر العثماني، الأقباط في العصر العثماني، عرب وعثمانيون، رؤى مغايرة، شبرا: إسكندرية صغيرة في القاهرة، ونوافذ جديدة “تاريخ آخر لمصر”).

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر