حديثنا عن أفضل اقتباسات أحمد القرملاوي،وهو واحد من أهم الروائيين والكتاب المصريين والذي ولد في مدينة القاهرة، يوافق ميلاده عام 1978 ولذلك فهو يبلغ من العمر 44 عام، سافر الكاتب أحمد القرملاوي مع أسرته إلى دولة الكويت واستمر فيها حتى التحق بالمدرسة الأمريكية الدولية والتي أكمل فيها دراسته الثانوية وحقق فيها المركز الأول على مستوى الخليج العربي،
وذلك في عام 1996، عاد بعد ذلك إلى مصر والتحق بالجامعة الأمريكية في القاهرة بكلية الهندسة قسم التشييد وقد حصل على المركز الأول على دفعة الهندسة وذلك في عام 2001.
انتقل القرملاوي فيما بعد إلى اسكتلندا وهناك التحق بجامعة إدنبرة وحصل منها على درجة الماجستير في مجال إدارة الأعمال، وفي عام 2013 كانت بداية انطلاقه في الكتابة حيث تم نشر مجموعته القصصية الأولى وكانت بعنوان أول عباس، وفي عام 2018 قد تم نشر روايته أمطار صيفية والتي حصلت على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة المؤلف الشاب،
كما صدر له رواية أخرى حصلت على جائزة أفضل رواية في اليوبيل الذهبي وذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك في العام التالي 2019، وقد صدر له حتى الآن خمس روايات من أروع ما قدم.
والآن نعرض لكم بعض الاقتباسات الملهمة من أشهر أعمال الكاتب أحمد القرملاوي.
“في حياتك من الصعب أن تفهم المرأة. هذا مؤكد. تجدها بين أفراد أسرتها مستقلة، معتمدة على ذاتها في كل شيء، رافضة لأي وصاية من أي رجل، كان ذلك الرجل أباها أو أخاها، حتى تحب. عندما تحب المرأة، تلقي بكيانها على حبيبها بكُليته، مغلفا في لفافة شفافة، منقوشة بقلوب حمرا صغيرة. تلقيه دفعة واخدة، وتستقبل وصايته على حياتها بسعادة.”
“جميعنا ذات الشخص، تمنحه الحياة جملة من الصفات، وتعيد تشكيله الظروف حتى ليبدو مختلفًا، فينخدع في الآخر، ولا يمد يده ليلمس الجوهر”
“انتبه جيدًا حين تبحث عن تحرُّرك، فأقصى ما ستحصل عليه هو المزيد من حتميَّة الاختيار، وسرعان ما ستُدرك ميزة القيد؛ سعادة أن تكون مُرغمًا على الفعل، لا مُطلق الحرية”
“أسوأ ما في السعادة أنها تجرك للتفكير في المستقبل؛ كيف تحتفظ بها أطول وقت ممكن”
“والصدفة هنا حدث جلل جدير بخلط أوراق البشر وإعادة ترسيم مصائرهم.”
“جيلٌ يحصد ما أنتجه السلف. نحن الجيل الحاصد يا أبتاه، نحصد كل شيء، ليس المال فقط، ولا الأرض والبيوت، بل الهزيمة، غمامات الأعين، والهتاف الضائع في الفراغات، حتى الجينات نحصدها والدماء المسممة بهوس البحث عن الكنوز، عن الوعود الجسام، المذنبات الضائعة في الفضاء، والأيام تحملنا كما عربة قطار، نشعر داخلها باستقرارٍ نسبي، بعض الخضخضة ربما، الاهتزاز، هذا كل شيء. بعض الروائح النتنة بين الحين والآخر، أو الصدمات العابرة. لكن ثمة بطئاً وسكوناً يسمحان لنا بالبحث في دورات المياه الآسنة وأسفل المقاعد المخلعة، علنا نجد الكنز مختبئًا هنا أو هناك.”
“كثيرًا ما كانت زبيدة تتشكك في صلابة واقعها، فمثل هذه الحياة الممددة فوق وسائد من ريش النعام، لم تبدُ لها واقعية بما يكفي، فمن غير المعقول أن يجد البشر السعادة بمثل هذه البساطة في عالمٍ مغموس في البؤس، مفتون”
“الفجائع تأتي متلاحقة كأنها أمواج البحر، وقد رأيت كثيراً منها حتى باتت لطماتها غير مفجعة على الإطلاق. صرت أستقبل الحوادث الجنونية فأعجب لها ساعة، ثم أجدني أنغمس في مزيد من الحزن والوحدة. لم أعد أنهار ولا أفقد صوابي كما كنت أفعل في الماضي، فقد عايشت وحوش الحزن والوحدة حتى ألفتها مع الأيام”
“زهرة الفردوس العدل، فإن لم نجد عدلا فلا فردوس ولا دين، فهل من سبيل للإصلاح؟ بذرت بذرة الشك في قلوب الحيارى، ورويتها من ينابيع التأمل والتمحيص، ورعيتها في وعاء الجدال والمناظرة، فهل تزهر القلوب وعيا ورفضا لكل ما هو ثابت، غير قابل للجدل”
“إنها السكينة، سَكينَة القَلْب التي لا تَهنأ الحَياة إلا بِها، وبِها تصبِح أيْ بقْعَة فَرْدوسًا”
“الحقيقة هي ما أجمع القوم على أنه الحقيقة”
“لا تقُضّ عَلى المرتَاحين مضاجعهم سَعيا ً وراء حلم لنْ يَتَحقق”
“الماضي والحاضر متداخلان. ستتوق أحيانا إلى العودة إلى هذا الماضي، ربما لساعة أو بعض ساعات فلا تقل ماضيا، هو حال كنت عليه ثم تبدّل، وربما تعود إليه لاحقا”
“لها ابتسامةٌ آسرة، وصوتٌ عذبٌ حنون. وعاءٌ ملؤه الحنان، تسكُبُ في جوفه الهموم والأحزان، فيفيض حناناً على كل ما يحيط به! وجدُتني أبوح إليها بكل مكنون، فتُنصت إليَّ دون مقاطعة. أطلب مشورتها فتمنحينها دون أمرٍ أو نهي. أقص عليها حكايتي مع “شابي” فأجد لوعتي مرتسمةً على صفحة وجهها الخمري الأثير، أفضي إليها بما يساورني من تساؤلات وشكوك، وأنا أتحسس الكلمات، فأسمع منها ما تحفَّظت في قوله وترددت في البوح به! لا أعرف كيف ستمضي الأيام المقبلة دون أن ألقاكِ ثانيةً. ولكنني أقسمت عليكِ في آخر لقاءٍ وأنا أدلِّك قدميكِ بزيت جوز الهند، كما أوصى الطبيب، أن تجيئي لزيارتي في أي صورةٍ تنتقلين إليها بعد الموت. فلا تُبطئي”
“خوف الإنسان الانطوائي الذي يجعله دائما يقف وراء الكادر أو في جزء مختفي منه، فهنا القصة تتحدث عن محاولة الإنسان لأن يكتسح الكادر لأول مرة في حياته متخلصا من كل الرواسب القديمة التي كانت تقيده ليتصدر المشهد”
“خوف الإنسان النابع من ضعف شخصيته وخنوعه مقابل تسلط الآخرين عليه، فأدمن هذا الخنوع وأصبح يخلقه في خياله لمجرد أن يجد من يخاف منه ويسيطر عليه”
“سريعًا ما سيقُصُّ عليك أحدهم تاريخ الموصليّ، الذي كان صانعَ أعواد، قبل أن يصير إمامًا صوفيًّا في زمن لاحق. سيحكي لكَ كيف شرُفت مدينة الموصل بمولده، تلك التي أنجبت من قبله نبي الله يونس، كما أنجبت أفذاذ الموسيقيين في أزهى عصور الحضارة، لذلك أسماها العرب بالموصل، كونها ملتقًى يوصِل الشرق بالغرب. سيقول لكَ إن أباه كان صانعَ أعواد عُرِف بالمهارة والورع، وسقى ولده الفنَّ والصنعة، كما زكّاه بالإيمان. شَبَّ الصبي عبادة على محبة العود والألحان، وابتدع في سنٍّ صغيرة مقامات موسيقية لها العجب، لم يعرفها أهلُ زمانه ولم يُقَم لها وزنٌ في حينها، فقد سادَ في زمانه الوعي والصراخ، وإندهس الناس أسفل أحذية جلدية مُلطَّخة بالدماء، وسنابك خيلٍ حادة كالنصال، حيث وافقت تلك الأيام البائسة زحف المغول على الموصل؛ «تيمورلَنك» وأشياعه”
“أُدرك تـمامًا أن الليلة غير مناسبةٍ للتوقف أمام أي شيء، لا وقت للتَّذكُّر، لا فرصة للتأمل، لا فسحة للمُراجعة، دارت عجلات الزمن ثقيلةً فوق قضبانـه الملساء، ولا أعرف في أي يدٍ يكمن الكابح كي أوقفها. لكنني على الرغم من ذلك، لا أستطيع أن أدفع عن ذهني الأفكار، أفكارًا تتسلل كالحيّات من جحور الماضي لتزحف فوق سطح مكتبي، قاصدةً دماغي الـمُثقلة. أفاعٍ لـم تُفلح الخمر في تغييبها، لـم يشغلها عن هدفها دخانُ سيجاري الـمُتلوّي نحو السقف أمامها، كمزمار فقيرٍ هندي. أوووفف، كفاك ادعاءً يا ابن الآدم. ليس اليوم”