أحد أهم الأدباء فى القرن الماضى، تميز بلون خاص به فى الكتابة الروائية، بل تنوعت أعماله الأدبية ما بين القصص القصيرة، الروايات و المسرحيات بالإضافة إلى كتابة المقالات. وسيناقش هذا المقال كتب من مؤلفات يوسف ادريس الروائى العبقرى.
ولد يوسف إدريس فى التاسع عشر من مايو عام ١٩٢٧ بقرية البيروم التابعة لمركز فاقوس. كان مولعا بمادة الكيمياء، وهذا كان ضمن أهم الأسباب لإلتحاقه بكلية الطب وبعد تخرجه منها تخصص فى مجال الطب النفسى فى عام ١٩٥٧.مارس مهنة الطب لفترة قصيرة فى الفترة من ١٩٥٧، و اعتزل المهنة تماما فى عام ١٩٦۰ .تفرغ للعمل الأدبى حيث تم تعيينه محررا بجريدة الجمهورية.
بدأ يوسف إدريس عدة محاولات للكتابة منذ أن كان طالبا جامعيا، حيث كتب العديد من القصص، و قام بعرضها على زملائه فى الجامعة . حاول نشر كتاباته، وأبرز ما كتب تم نشره بالفعل بجريدة المصرى اليوم و روز اليوسف خلال هذه الفترة.
فى عام ١٩٦٣ حصل على وسام الجمهورية، وتم الإعتراف به ككاتب من أبرز كُتاب عصره، ولكن لم يلبث أن يتمتع بهذا التقدير و النجاح فترة طويلة بسبب انشغاله بالقضايا السياسية. بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ حينها أصبح من أشهر، و أهم كتاب جريدة الأهرام.
تحولت العديد من مؤلفات يوسف إدريس إلى أفلام سينمائية مثل الحرام، النداهة، حادثة شرف، لاوقت للحب و غيرها من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية.
توفى الأديب يوسف إدريس فى ١ أغسطس عام ١٩٩١ عن عمر ناهز ٦٤ عاما.برع يوسف إدريس فى كتابة القصص القصيرة، حتى إنه لقب بتشيخوف العرب. وذلك نسبة إلى الكاتب الروسي تشيخوف، الذى يعتبر رائد القصة القصيرة فى الأدب الغربى.
كتب يوسف إدريس عشرين مجموعة قصصية ، خمس روايات ، عشر مسرحيات و العديد من المقالات.
جسد يوسف إدريس جميع أنماط ، و أشكال الحياة المختلفة من خلال قصصه بمنتهى البراعة، و السلاسة. تعتبر قصصه مرآة لإنعكاس ما يحدث على أرض الواقع، من تفاصيل يومية سواء كانت فى الريف ، أو المدينة.
إقرأ ايضاً أفضل كتب فيكتور هوغو الاديب الفرنسي.
أرخص الليالي هى المجموعة القصصية الأولى ليوسف إدريس، صدرت فى عام ١٩٥٤، وتناولت هذه المجموعة الفترة الزمنية التى عاشها يوسف إدريس بما فيها من أوضاع، وأحداث هامة فى مصر.
تعددت الشخصيات فى هذه المجموعة ، و اتسمت بالبساطة خارجيا و العمق الشديد داخليا.
تتضمن المجموعة القصص التالية: نظرة -الشهادة – على أسيوط- أبو سيد – ع الماشي- الهجانة الحادث- رهان – ٥ ساعات- الأمنية- أم الدنيا- المرجيحة- المأتم- ١/٤ حصة- مشوار- بصره- المكن-٠ شغلانه- مظلوم- في الليل
رواية البيضاء من مؤلفات يوسف ادريس التي تعد أحد اهم اعمال يوسف ادريس، وذلك لأنها ناقشت قضية مصيرية بشكل أزلى لا نهاية له، وهى علاقة الشرق بالغرب، ولكن بشكل جرئ و مختلف.
تحكى الرواية عن طبيب شاب، و صحفى موهوب، ينتمى إلى إحدى الأحزاب السياسية يدعى ” يحيى مصطفى طه ” . يتعرف يحيى على فتاتين من أصول أوروبية، لتبدأ من هنا القصة الشائكة بتساؤل يطرحه يحيى بينه وبين نفسه حول إمكانية أن يحب إحداهما، لكنه فى نفس اللحظة ، لم يقدر أن يبادل أيا منهما الحب.
تدور أحداث القصة حول ” فاطمة ” و ما تتعرض له بسبب أنوثتها، وخوف أخيها من أن تكون أنوثتها سببا فى تعاستها. و بالفعل تتعرض “فاطمة ” إلى اتهامات مغرضة تمس شرفها، وتعد هذه الاتهامات سببا فى ضياع برائتها، ولكن تم اثبات حسن سلوكها، وتخلصت من هذه الاتهامات.
تعرف علي أفضل كتب عباس العقاد، اذا كنت من محبي الادب العربي
ترصد الرواية جميع جوانب الظلم الإجتماعى الذى تعيشه الطبقة الكادحة، وذلك من خلال ما تعرضت له بطلة القصة من فعل محرم، ينبثق منه دائرة حرام أكبر يقوم به أهل البلدة الفقراء مع عمال التراحيل لطرح تساؤل ما هو الحرام الحقيقى؟
أبرز يوسف إدريس ما يتعرض له عمال التراحيل، وما يعانونه من أجل كسب لقمة العيش، التى يلقيها لهم أصحاب الأرض بكل ذل و مهانة لكرامتهم. تعانى “عزيزة” بطلة الرواية حياة قاسية، حيث تقوم بإعالة أبنائها و زوجها المريض.
يتعرض أهل القرية للظلم ، القهر، و الإستبداد من خلال عملهم كل يوم فى أرض التفتيش طوال النهار، ولكن الأمر بالنسبة لعزيزة لم يتوقف عند ذلك، بل تجسد الطمع فى أبشع صوره فاعتدى عليها شخص من أصحاب الأراضى و استغل ضعفها، ولم تتمكن عزيزة من مواجهته بفعلته الشنيعة.
تعد هذه الرواية من مؤلفات يوسف ادريس التي تميزت بعذوبة لغتها وجمال أسلوبها .تم تحويلها إلى فيلم سينمائي من بطولة فاتن حمامة ، عبدالله غيث ، زكى رستم و حقق نجاحا كبيرا.
هى مجموعة قصصية، يشرح فيها يوسف إدريس جميع طبقات المجتمع المصرى، و ما يشترك بينهم من أحاسيس مختلفة :كالفكاهة ، التراجيديا ، البؤس ، القهر ووصف النفس البشرية بما فيها من تعقيدات.
” الخاتم بجوار المصباح. الصمت يحل فتعمى الآذان. فى الصمت يتسلل الإصبع. يضع الخاتم. فى صمت أيضا يطفأ المصباح. و الظلام يعم. فى الظلام، أيضا تعمى العيون. الأرملة و بناتها الثلاث. و البيت حجرة. و البداية صمت”.
هي رواية من مؤلفات يوسف ادريس القصيرة، (نوفيلا) تتعمق داخل النفس البشرية وتختبر مدى صموده وصلابته أمام إغراءات الحياة وذلك من خلال بطلة الرواية “سناء” التى تخرجت من الجامعة والتحقت للعمل فى هيئة حكومية وكانت هى المرأة الوحيدة فى مكتبها وكل زملائها فى العمل من الرجال.
تتعرض سناء الفتاة الملتزمة أخلاقيا لاختبار حقيقى وصعب فيما يخص مبادئها التى امنت بها طوال حياتها .
يرصد يوسف إدريس فى الرواية كيف تحولت الرشوة إلى لقمة العيش، وكيف تحولت موظفة شريفة لا تشوبها شائبة إلى مرتشية من الدرجة الأولى. و عندما أدركت حقيقة مجتمعها المزيف ، عرفت مفاتيح التعامل مع هذا المجتمع الفاسد.
وتطرح الرواية تساؤلات فى غاية الأهمية؛ هل تتعارض المبادئ و الأخلاق مع البيئة المحيطة بالعمل ؟ وهل الانسان فى حاجة ملحة إلى إختبار حقيقى لإيمانه بهذه المبادئ؟ أم أن المبادئ لا تتجزأ ولا يمكن أن تتغير مهما تغيرت الظروف المحيطة للانسان.
لذلك لقب ” يوسف إدريس ” بلقب رائد الأدب الواقعى، حيث جسد كل ما تتعرض له فئات المجتمع المختلفة من ظلم وقهر.
لمحبي الادب: اقراء مقال عن افلام مقتبسة من روايات عالمية لا تُنتقص قيمتها الفنية.
لا يوجد محتوى مشابة
لا يوجد محتوى مشابة