للكُتاب اقتباسات عديدة، تنضح بها أعمالهم الفريدة، وتبقى عالقة في الأذهان، خاصة لو كانت تُداعب أحاسيس القارئ العابر؛ فيشعر حيالها بالامتنان، وأنه المقصود من خلال النص. وقد يتطور معه الأمر، فيتخذها مثالًا ينتهجه في حياته، وما أكثر هؤلاء.
تعرف ايضاً على اقتباسات نهى داود من هنا.
وفي هذا المقال سوف نغوص في اقتباسات نورا ناجي، واحدة من أشهر الكُتاب والروائيين على الساحة الأدبية حاليًا.
“للكتابة فعلُ التطهير في نفسي، لأني بعد أن انتهيت، اكتشفت أنني أصبحت أكثر هدوءًا. الغريب، أنني توقفت عن الشعور بالفزع من فكرة الوحدة. بتُّ قادرةً على التأقلم معها، بل وتمنيها أحيانًا”.
“فكرة الوحدة ـ كما عرفت بعد ذلك ـ تكمن كلها في العزلة، أنتِ لستِ وحيدةً في البيت ولا الشارع ولا العمل ولا السوبر ماركت، لكنك تلفين نفسك في شرنقة سوداء، معتمة أو شفافة، تهربين بعيدًا، ليس فقط بسبب الاكتئاب، لكنه عدم القدرة على التواصل”.
“لم تعد الأيام كما كانت، الإيقاع السريع للحياة يصيبني بكثير من التشتت، والوحدة تلتهمني من داخلي مهما أحاطني الأهلُ والأصدقاء. البقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد مشبعًا، بالعكس فقد بات سببًا آخر لزيادة شعوري بالوحدة”.
“الوحدة هاجسي الدائم وراحتي الوحيدة”.
“لكن الكتب وحدها ظلت بجوارها إلى النهاية ..”
“الوحدة تحدث أحياناً رغم حشود البشر ، الوحدة الحقيقية هي رفيقة هؤلاء المحاطين بالبشر طوال الوقت”
“في بعض الأحيان كانت تسيطر علي رغبة في التلاشي، أمشي في الشارع فأنظر إلى الأشخاص من حولي، يعيشون وكأن لاشيء يحدث،
لا أحد يشعر بأحزاني الداخلية أو ما أفكر فيه فعلاً، هم فقط يرون وجهاً وجسماً لإمرأة تسير في الشارع .”
“أيقنت وقتها أن الكاتبات يظللن أحياء ، لأنهن يضعن طاقتهن فيما يكتبنه. لم تعد الوحدة مخيفة تماماً، كانت مجرد عرض جانبي للرهافة.”
في ذلك الكتاب تُعالج الكاتبة نورا ناجي قضية نفسية هامة تخص الكاتبات، ألا وهي الوحدة، وهل هي مُفتعلة أم غائبة، وهل للكاتبة البحث عنها، أم لا. خاصة وسط مشاغلها كامرأة وأم!
اليك ايضاً اقتباسات ميرنا المهدي في هذا المقال.
“لماذا أحكي لك هذه التفاصيل اليوم؟ ربما لأنني كنت أتمنى أن أعرف أيضًا ما الذي حدث بعدما افترقنا؛ هل تألمت مثلي؟ هل فكرت فيَّ؟ هل ذهبت مجددًا إلى بيتنا؟ هل بحثت عن رائحتي في السرير الوحيد؟ وفي كل مرة يخيب ظني”.
“كانت عاشقةً للتلصص، تعلق نظرُها خارجَ الشباك في انتظار حدوث أيّ شيء؛ طائرة بعيدة تترك ذيلًا طويلًا من الدخان الأبيض خلفها، عصفور يحط على الزخارف العتيقة أعلى الشباك الطويل، شكل السحاب أو أوراق الشجر وهي تهتز مع الهواء. كانت أيضًا تتابع البناية المقابلة علَّها ترى أحدًا، وجهًا غريبًا يقف في الشرفة، سيدة تنشر الغسيل، رجلًا يدخن، طفلًا يلعب، حتى ولو ضوءًا شحيحًا يتسلل من خصاص الشيش المغلق“.
“لا تصدقي الصور ولا تأخذي الحياة من على السطح، خلف كل صورة قصة لم تروَ، وصراعات لا تنتهي، الصورة ثابتة وليست سيلاً متدفقًا من الأحداث مثل المسلسلات في التلفزيون، لذا فهي كاذبة، تمنحنا لمحة واحدة عن الواقع، إن كنتِ تريدين الحقيقة فخذي عشرات الصور في دقيقة واحدة، وشاهدي تبدل الابتسامة لحزن، والنور إلى ظلام، والحب إلى كراهية، والقرب إلى بعد.”
“كل مساء تستعيد صورته وهو ميت، وتشعر بالشفقة لأنه يخوض هذه التجربة وحده، بالحزن لأنها بقيت على الأرض، بينما اختفى هو و كأنه لم يكن، تحاول أن تفهم ما الذي شعر به، وفكر فيه وشاهده، يكاد عقلها ينفجر من الأسئلة وتطاردها الفكرة طوال الوقت فتغرق نفسها أكثر في محاولات حبس الحياة.، تلتقط الصور باندفاع جنوني، تلهث وراء الكادرات.”
“أحلم بالحب وأشعر بأنني أستحقه لكن لا أحد ينظر إلى داخل الروح .. يأخذ الناس بالسطح .. يفكرون على السطح .. ويعيشون الحياة على السطح .. لا يحاولون حتى التمعن قليلًا والإحساس بأن الشكل الجميل لا يعني أبدًا القلب الجميل أو الروح الجميلة.”
“من الغریب قدرتنا على الغفران لمن نحبھم برغم فداحة فعلھم، أشعر وكأن حبي یُجبرني على الخضوع والنسیان، أشعر أحیانًا أن الكراھیة قوة لا یملكھا إلا من يستحقها، أما الضعفاء، فمبتلون بالحب، مبتلون باسترجاع مرارة الذكرى وحدهم في لحظات الصمت والشكوى قبل اليوم، دون حتى أن يملكوا القدرة على الصراخ ألمًا”.
“كان المنشور مُكرمشاً بفعل يد ظلّت مطبقة عليه رغم الانفجار، ثم تهاوت حين النقل إلى الإسعاف. آثار بصمات من دماء تغطّي وجه المسيح فلا أمسحها. أضعه في حقيبتي وأعود إلى السيارة. أشغل المكيّف بأعلى طاقة. أحاول إزالة رائحة التراب والدماء، لكنّي أنسى أنّني أحمل بعضاً منها في حقيبتي.”
“مُنتبهةً لكل شيء.. لكل صوت.. أسمع الهمسات، والخطوات، صفير القطارات في المحطة البعيدة.. أسمع صوت دعاء المُصلين الذين يتوافدون على المسجد في الشارع المجاور. أسمع صوت تنفس طفل الجيران، وصوت تقلب شقيقته، أتناول كل المُهدئات والمنومات بلا فائدة، نائمة ولا نائمة. يُخبرني الطبيب أنني أتوهم، أن هذا بالتأكيد مجرد أحلام. لكنني أعرف أنها ليست كذلك”.
“التخيل وحده يجعلني قادرة على المواصلة، لكنه في ذات الوقت يزيدني عزلة وإحباطا.”
إقرأ ايضاً أفضل اقتباسات هيثم دبور من هنا.
“يبدو أن هذا الكيان الإجتماعي بات مكاناً للقهر و التعذيب، البعد عنه أفضل، للأشخاص الذين لم يعد باستطاعتهم التحمل مثلي، ينقصني قشة فقط لينكسر ظهري.”
“الوحدة مجرد صفة ، لايمكنك أن تراها بعينك المجردة، لايمكنك أن تقف وسط جمع من الناس لتقول : أنا أشعر بالوحدة ، لكنك ستشعر بهذا الألم الذي يشق صدرك في كل لحظة .”
“لا أعرف إن كنت أملك نفس هذه الشجاعة؛ أن أدفع ثمنَ فكرة قفزت إلى عقلي أو رغبة طارئة، عمري بأكمله”.
“لماذا الزمن لا يعود بي؟!”.
“أخذ مني الخيال كل يوم قطعة حتى ذبلت ، لا شيء بلا ثمن ، لا شيء بلا ثمن حتى الخيال” .
نورا ناجي، كاتبة وصحفية مصرية، من مواليد مدينة طنطا عام 1987م، تخرجت في كلية الفنون الجميلة، قسم الديكور عام 2008م، شرعت في العمل في ذلك المجال، ثم تزوجت وسافرت إلى كوريا الجنوبية، ثم دبي، ثم عادت إلى مصر.
وقد عانت الكثير والكثير من التعب النفسي، حتى أن الاكتئاب حلّ عليها بعدته المُسننة، ونصاله المُدببة، وأخذ ينخر فيها، مما دفع بها لزيارة طبيب نفسي. فهي من الأدباء الكُثر الذين عانوا مع مرض الاكتئاب.
تُعد نورا الناجي من أبرز الأديبات اليوم، وهي واحدة من الكاتبات الشابات اللائي أثبتن جدارتهن في مجال الكتابة الأدبية والصحفية، فاليوم تُدير الكاتبة نورا ناجي تحرير موقع نواعم، بجانب أنها أم لطفلة وحيدة تبلغ من العمر ثمان سنوات، اسمها “فاتيما”.