فيه أنواع مختلفة للموتى، اللي بيتقتل مع سبق الإصرار واللي بيموت في سبيل عقيدة بيؤمن بيها، واللي بيموت من سكات وبيختفي القاتل، كل دي تجليات لحتمية الموت في أعمال الأديب غسان كنفاني واللي هنتكلم عنها في المقالة دى:
موت سرير رقم 12
موت سرير رقم 12، تعتبر أول مجموعة قصصية كتبها غسان كنفاني، عبارة عن 17 قصة قصيرة، أغلب القصص بتتكلم عن النضال الفلسطيني زى قصة “البومة في الغرفة الصغيرة – شئ لا يذهب – منتصف أيار، ومعظم القصص اللي في النص الأول من الكتاب”. تعتبر قصة أكتاف الآخرين هي أفضل قصة لأن رمزيتها أعمق حاجة ممكن تقرأها.
اقتباس:
“إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونوا درساً صغيراً للعيون الحية.. “
عائد إلى حيفا
يتجسد حب كنفاني لفلسطيين من خلال رواية بتدور أحداثها في الطريق إلى حيفا، لما بيقرر سعيد وزوجته صفية انهم يرجعوا هناك، بيفتكر بيته وهو صغير اللي فقده وقت معركة حيفا 1948 ـ الرواية بتعبر عن المفهوم الذهبي للوطنية من خلال الوصف المسترسل لقسوة الظروف اللي فرقت عائلة سعيد، الرواية تحولت لفيلم بنفس عنوان الرواية، وفيلم تاني بعنوان المتبقى.
اقتباس:
“أن يكون الإنسان مع رفيق له حمل السلاح ومات في سبيل الوطن شيء ثمين لا يُمكن الإستغناء عنه”
رجال في الشمس
تعتبر رواية رجال في الشمس من أولى روايات كنفاني، بأسلوب المونولوج الداخلي بتدور أحداث الرواية بين 3 أشخاص فلسطينيين ولكن من أجيال مختلفة، بيتقابلو عشان يلاقوا حل ويهربوا للكويت، الأشخاص هما الراجل العجوز اللي بيحلم بأوضة بدل المخيم وأسعد اللي بيحلم بفلوس الكويت وحياة جديدة، ومروان الطفل اللي بيحاول يعول أسرته بعد ما اخوه سافر الكويت وسابهم، كنفاني في الرواية دي بيدين بشكل واضح كل الأطراف اللي تسببت في نكبة فلسطين، من القيادات العاجزة والخونة والشعب المستسلم واللي تخلوا عن الأرض عشان يبحثوا عن خلاصهم.
اقتباس:
“تسير الأمور على نحو أفضل حين لا يقسم الناس بشرفهم.”
أرض البرتقال الحزين
كنفاني وصف وجوه متعددة لمأساة الفلسطينيين من خلال قصص مختلفة، كانه عايز الرواية تكون مرآة الواقع للجرائم اللي بتحصل، غسان بيرسم حكايات الموت والصمود ومعنى الحياة وقيمة الوجود بقلم واقعي وصريخ ومؤلم متجسد في كل حدث من الأحداث
اقتباس:
لاتمت… لا تمت قبل أن تكون ندا.. لا تمت!”
أم سعد
كنفاني هنا مش بيتكلم عن أم سعد بس، ولكن كان بيوصف كل الأمهات الفلسطينيات ببراعة شديدة، بكل ما تحمله الأم من حزن وألم وحب عميق لفلسطين اللي بتزرعه في أولادها وهي بتربيهم على أنهم يفدوا أرواحهم إليها ” هي تخلف و فلسطين تأخذ”
اقتباس:
“حين يسقى فولاذ الرشاشات تضحي له رائحة الخبز، هكذا قال سعد.”
سألوا محمود درويش عن غسان كنفاني فقال:
لدى قراءة كنفاني اليوم نكتشف، أولاً ودائماً، أنه في عمق وعيه كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي. لعل المسعى الأهم لبحوث كنفاني الأدبية هو ذلك المتمثل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطيني الجديد، لجهة التأني عن الإنسان المجرد والفلسطيني المجرد والاقتراب من الإنسان الفلسطيني الذي يعي أسباب نكبته ويدرك أحوال العالم العربي ويعرف أكثر ماهية الصهيوني الذي يواجهه. وهذه المهمة لا تستطيع أن تقوم بها إلا ثقافة في مفهومها النقدي، المتجاوز لما هو سائد، الذي يقطع مع القيم البالية.
في النهاية القضية لسه مخلصتش والمقاومة لسه شغالة، حاول تقرأ وتنشر الحقيقة بكل الطرق اللي تقدر عليها.