“ديه رواية!”
أول حاجة بتيجي في دماغنا لما بنقرأ رواية فيها قصة حُب ليها حكاية، بنقول إن القصص ديه مش بنشوفها في الواقع، وإن الواقع مُمل بيحكمه ( العقل وثقافة المكان والبيئة والحالة المادية والنفسية..
ونخلي القوس مفتوح لأسباب كتير بنشوفها مانع لإننا نعيش حياة الروايات، أو إننا نتصرف على طبيعتنا ونسيب عواطفنا تقودنا للي حاسين بيه من غير ما نفكر كتير…
مش بس بنقول كده في دماغنا! احنا بطبيعتنا عندنا غريزة الفضول، بنفكر في الكاتب نفسه “ياترى إيه دوافعه خليته يكتب النص ده؟”…”ياترى يقصد مين في كتابه؟” …وأسئلة كتير من ديه.
طيب هتقول إيه لما تقرأ نص في كتاب وتعرف إنه وراه حكاية حقيقية مش خيال الكاتب؟
.وعشان النهاردة عيد الحُب، هنحكيلك حكايات ورا نصوص مشهورة جات في كُتب ودواوين شعر،
هنقولك الحكاية ديه أبطالها مين..وإيه اللي حصل، والنهاية كانت عاملة إزاي، مابين قصص مختلفة بيحكمها الخوف، المسافات، والفُراق..
في المقال ده هنرضي غريزة الفضول عندك، ونسلّيك بروايات حقيقية مش خيال… ونزودلك معلومات ثقافية ورا النصوص..عشان لو قريتها بالصدفة تعرف النص ده وراه إيه.
ما الفائدة من إغلاقكِ للأبواب،
إن كانت روحي عالقه على جدران بيتكِ؟!
أنتِ الآن تُزيدين البُعد شوقًا..
أفتقدكِ..
*وعدٌ…
سيكون هذا آخر ما أكتبه إليكِ..
وداعًا.. يا عظيمتي..
رسائل كافكا إلى ميلينا
تعرف قصة حُب كافكا؟ تعالى نقولك، القصة بدأت لما ميلينيا جينيسكا الصحفية والمترجمة التشيكية قابلته في لقاء سريع في مدينة فيينا، واللقاء التاني والأخير كان لما ترجمت رواية له من اللغة الألمانية للتشيكية، وكان ساعتها كافكا في عمر ال36.
غلب العلاقة ديه اليأس لأن ميلينيا سيدة متزوجة وكافكا كان خاطب، استمرت الجوابات بينهم 3 سنين من سنة 1930 ل 1923، واختلفت المُدن اللي كان بيبعت منها، مابين براغ، برلين وميران.
الرسايل أتنشرت في كتاب أسمه “رسائل كافكا إلى ميلينا”، في الكتاب ده هتشوف صورة عاشق على غير عادة كافكا اللي عارفينه من كتبه اللي غالب عليها طابع السوداوية والعبثية، وده خير دليل لقوة تأثير الحب على كافكا المتشائم والحزين لشخص مُحب، ضعيف، وحالم.
للأسف القصة ديه مكملتش والقدر أتدخل ومات كافكا بمرض الُسلّ في عمر ال40 واتسجنت ميلينيا في سجون النازية، نهاية حزينة ومآساوية بتشبه أعمال كافكا!
غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد: جبران.
رسائل مي
صفحان وعبرات من أدب مي الخالد
أتقال عنه الحُب الصوفي، وده لأنه كان حٌب خالص دام لمدة 20 سنة من غير ولا لقاء !
النص ده هو عبارة عن رسالة مي زيادة لجبران خليل جبران، القصة بدأت مع أول جواب من مي لجبران، بتناقشه في قصة “الأجنحة المتكسرة” اللي كتبها ساعتها في المهجر سنة 1912، والعلاقة ديه بدأت بالتدريج من التحفظ للتودد للإعجاب والصداقة وبعدين الحب وده ظهر في رسايلهم لسنة 1919،
جت المبادرة الأولى من مي زيادة بعد 12 سنة من تاريخ علاقتهم، بس الأغرب من كدة إنهم مصرحوش لبعض عن حبهم بشكل مباشر زي الطبيعي، كل واحد فيهم كان بيعبر للتاني بطريقته وبأسلوبه الخاص وده اللي كان بيميز رسايلهم لدرجة إنها أتصنفت بإنها من أهم الأعمال في فن الرسايل في الأدب.
العلاقة أنتهت بموت جبران في نيويورك سنة 1931 وده كان سبب كبير لوحدة مي الشديدة اللي حست بيها بعد وفاته، وكان جبران خليل جبران حب مي زيادة الوحيد في حياتها وعلاقتها الوحيدة اللي متكتبلهاش إنها تكمل..
هتلاقي الرسايل ديه في كتابين:
1- الشعلة الزرقاء – جبران خليل جبران، الكتاب ده مجمع رسايل جبران لمي واللي وصلوا ل 37 رسالة.
2- رسائل مي – مي زيادة، الكتاب بيجمع رسايل مي لأشخاص مختلفة وأصدقاء منهم جبران خليل جبران.
“إنني أحبك كما لم أفعل في حياتي ، أجرؤ على القول كما لم يفعل أي إنسان ، و سأظل .. سأظل أريدك و أنتظرك و إذا بدلك شئ ما و نسيتِ ذات يوم إسمي و لون عينيّ فسيكون ذلك موازٍ لفقدان وطن ، و كما صار في المرة الأولى سيصير في المرة الثانية ، سأظل أناضل لاسترجاعه ؛ لأنه حقي و ماضيّ و مستقبلي الوحيد ، لأن لى فيه شجرة و غيمة و ظل شمس تتوقد و غيوم تمطر الخصب و جذور تُستعصى على النسيان”
رسائل غسان كنفاني لغادة السمان
الكتاب بيحتوي على 12 رسالة من غسّان لحبيبته غادة،
الحكاية بدأت في الستينات لما المناضل الفلسطيني والكاتب الكبير غسّان كنفاني قابل الكاتبة والأديبة السورية غادة السمّان في جامعة دمشق، وديه كانت بداية تعارفهم، واتطورت علاقتهم لما اتقابلوا تاني في سهرة في القاهرة وسألها ” مالكِ كطفلة ريفية تدخل المدينة أول مرة؟”.
غسان كان زوج وأب ويمكن ده اللي استحال بينه وبين حبه الكبير لغادة، ومش بس كدة، مناضلته الوطنية كانت سبب في اغتياله في 8 يوليو 1992وهو في سن ال 36 في بيروت، وأنتهت معاه رسايله، بس قصة حبه منتهتش وعاشت بين الناس يشهدوا كم المشاعر اللي في كلماته ومدى عشقه الغير مشروط لغادة السمّان.
أنتِ جميلة كوطن محرر
وأنا متعب كوطن محتل
أنتِ حزينة كمخذول يقاوم
وأنا مستنهض كحرب وشيكة
قصيدة: أنتِ وأنا .. إلى رضوى عاشور — مريد البرغوثي
القصة ديه فيها حب كبير من الطرفين، حُب اعترضته عراقيل كتير بس حبهم كان أقوى منها!
بنتكلم هنا عن أتنين طلبة بتجمعهم كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة، الشاعر الفلسطيني مُريد البرغوثي والروائية، الناقدة الأدبية والأستاذة الجامعية رضوى عاشور، لما شافته على سلم الجامعة وهو بيلقي قصيدة شعر ووقعت في حُبه.
المشكلة في أهلها اللي كانوا رافضين الزواج من طالب فلسطيني لاجئ ولكنها أصرت على الزواج منه وبالفعل اتجوزوا، ومن رحم الحُب اتولد “تميم” ابنهم الوحيد.
الفراق الأول
أسطورة الحب الجميلة ديه فرقها القدر لما اعترض مُريد على زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات
للإحتلال فصدر قرار بنفيه من مصر ومنعه من الدخول! واستمر الوضع بين الزوجين لمدة 17 سنة بيتخللهم زيارات من رضوى لمُريد في منفاه، لحد ما اتجمعوا من جديد بعد سنين طويلة.
الفراق التاني
الحياة بينهم مكنتش وردي طول الوقت، لإن رضوى جالها ورم في المخ والمرض خلى الوردة المفتحة تدبل،
حاربوا الثنائي الجميل ده المرض اللعين وكان مُريد في قمة دعمه النفسي والمعنوي لرضوى في مرضها، ولكنه أشتاق لضحكتها وقال:
عودي يا ضحكتها، عودي – مُريد البرغوثي
المرض هزم رضوى عاشور في سن ال 68 حبيبة الملايين، وسافر ليها الشاعر الفلسطيني مُريد البرغوثي بعد 6 سنين، وشاء القدر إن أرواحهم تتلاقى تاني في آخر المطاف.
الحُب مش رواية بتتكتب ولا أمنية مستحيلة، ولا في الأفلام وبس..الحُب الحقيقي موجود حوالينا،
والنصوص تشهد عليه طول العمر..
كلمات طلعت من القلب وصلت لقلبنا وحسينا بيها كأننا بنعيش معاهم قصتهم تاني، قصة سجلها الأدب في صفحاته عشان تعيش وتكمل وكل ما بنقرأها كل ما بنجدد الحب ده.
كل عيد حب وأنتوا مُحبين ومحبوبين.
مصادر:
1-https://shorturl.at/hyPS5
2- https://rb.gy/ncuu51
3- https://rb.gy/mdvk0g
4- https://rb.gy/p6s9gm
5- https://rb.gy/n7dctq
6- https://rb.gy/4556i6
7- https://shorturl.at/osxAH
8-https://t.ly/eDiwr
9- https://www.vetogate.com/4284830
10- https://www.elwatannews.com/news/details/6903400