فوجئ جمهور القراءة العربية أمس بخبر وفاة الأديب المصرى الكبير بهاء طاهر عن عمر يناهز ال 87 عامًا بعد صراع طويل ومرير مع المرض. تركنا الأديب العبقرى بعد مشوار طويل من الإبداعات من المجموعات القصصية، الروايات، والترجمات وسط حزن وصدمة الوسط الثقافى من كتاب وقراء محبين لإبداعاته.
نعى الكثير من المهتمين بالثقافة والوسط الثقافى الكاتب الكبير سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو عن طريق الصحف والمجلات المحلية حيث نعت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الكاتب الكبير بهاء طاهر وعبرت عن حزنها الشديد لفقدان كاتب عظيم، أثرى الإبداع والمكتبة العربية بعشرات من الروايات والدراسات، مضيفة انه كان يمتلك قلمًا يفيض عذوبة وإنسانية. كما قدم العديد تعازيه مثل الكاتب إبراهيم عبد المجيد: “لا إله الا الله ألف رحمة لكاتبنا وأستاذنا العظيم. كم كنا نحبك وكم كنا نفتقدك في محنة المرض ودائما نشعر بوجودك حولنا .. ستظل نورا للوطن ولكل الأجيال”، الناقد الكبير حسين حمودة :” سؤال الأستاذ: هو بهاء ما نشرش حاجة جديدة؟”.. كان هذا سؤال “الأستاذ” نجيب محفوظ لنا غير مرة، على فترات.. وكنا نجيبه بما نعرف أو نقرأ مما كتب أو نشر بهاء طاهر.. الآن، لن يكتب واحد منهما “حاجة جديدة”.. وإن كان ما كتباه سيظل باقيا .. وجديدا”، الكاتب أحمد مراد: ” وداعًا أيها البهاء الطاهر”، وغيرهم الكثير ممن تأثروا وتعلموا أهمية الرواية والقصة من العظيم بهاء طاهر.
عن بهاء طاهر:
بهاء طاهر من مواليد الجيزة بمصر في 13 يناير من عام 1935، من أسرة صعيدية. قد نشأ بهاء طاهر في ظل رماد الحرب العالمية الثانية، فتلك الحرب هي من قلبت موازين الحياة، فقد انزلقت أسرة الكاتب من الطبقة الوسطى للطبقة الفقيرة المكلومة تحت وطأة تلك الحرب، كانت أمه شديدة الحنان و هى التي زرعت به حب الحكيّ والقص؛ لذلك كتب لها في أولى رواياته “شرق النخيل” إهداءً يرق له حنين كل من فقد أمه وعاش مُغتربًا بعيدًا عن حضن أمه ودفئ وطنه. وفي عام 1972، أصدر أول عمل أدبي له وهي مجموعة قصصية بعنوان الخطوبة. وفي عام 1973، سعى للحصول على دبلومة إذاعة وتلفزيون ليعمل من خلالها مُخرجًا للدراما ومذيعًا في البرنامج الثانى والذي كان من أحد مؤسسيه عام 1975. وبعد استقرار الحُكم في يد أنور السادات وصعود التيارات الإسلامية بدأ “بهاء طاهر” في انتقاد تلك التيارات وانتقاد الحُكم إلى أن مُنع من الكتابة وسافر إلى جنيف بسويسرا ليعمل مُترجمًا تابع للأمم المُتحدة، وفي الغربة صار مُحاصرًا بين وحشة الاغتراب وخوف الحياة، ليداوي نفسه بالكتابة فيصدر أول رواياته شرق النخيل عام 1985. كان بهاء طاهر قد بدأ الكتابة في سن مُتأخرة، خاصة بعد أن صار غريبًا بعيدًا عن وطنه، فوجد في تلك الغربة ما يُفجر أحاسيسه ومعاناته ويُعالج آلامه بين دفتي الكتب والأوراق والأقلام، فكأن الكتابة كانت عالمه ووطنه حيث لا عالم ولا وطن يحتضنه. ظل يمتعنا بكتاباته وما تحول منها إلى أعمال تليفزيونية مثل واحة الغروب وخالتى صفية والدير. لم يمنعه من الإبداع سوى مرضه حتى رحل عنا أمس تاركًا لنا كل تلك الإبداعات لنتذكره بها دائمًا.
إنجي طارق
من مواليد القاهرة. تدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة. بدأت الكتابة عام 2016 ونشر لها منذ حينها عددًا من القصص القصيرة فى عديد من المجموعات القصصية ورواية قصيرة عام 2017. شغوفة بالقراءة، السفر، الموسيقى، ومشاهدة الأفلام.