رحل عن عالمنا صباح اليوم شيخ المترجمين الدكتور محمد عناني، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بعد صراع مع المرض. قد شيع المثقفون والكتاب جثمانه، وذلك بعد صلاة الجنازة عليه فى مسجد مصطفى محمود في المهندسين، ودفنه بمقابر الأسرة، بمقابر الغفير.
نعى المجتمع الثقافى دكتور محمد عنانى:
نعت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الدكتور محمد عناني حيث قالت الدكتورة نيفين الكيلاني: ” لقد خَسِرت الثقافة المصرية والعربية اليوم قامةً أدبيةً كبيرةً، فقد عشق الكلمة وأبحر في فنونها المختلفة، مثقف موسوعي أثرى الحركة الثقافية المصرية والعربية بأعماله من مترجمات ومؤلفات علمية وأدبية، ورحل شيخ المترجمين وعميدهم تاركًا للمكتبة العربية إرثًا عظيمًا.”. وقدمت وزيرة الثقافة، العزاء لأسرته وأصدقائه وطلابه ومحبيه، داعية الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
نعت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، عميد المترجمين الدكتور محمد عناني حيث قال أحمد بهي الدين: “إن محمد عناني صاحب مدرسة رائدة في الترجمة، قدم إلى العربية متون الفكر العالمي وروائع أدبه، فكان مبدعًا فيما نقل من ترجمات رصينة توازي رصانة اللغة ترجم عنها، وإن الترجمة بالنسبة لمحمد عناني هي امتزاج حضارتين في بوتقة واحدة، فكما نقوم بترجمة أعمال العلماء والفنانين الأجانب، أيضاً هم عملوا على ترجمة المؤلفات العربية أياً كانت إلى لغاتهم، وهكذا تطورت الأُمم من خلال التبادل الفكري والاستفادة من تجارب وعلوم الآخرين، فانطلق عناني في مسيرته مستنداً إلى شغفه الكبير في الترجمة، وأنجز الكثير من الأعمال ومنها كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد شارحاً فيه قيمة الشرق، كمنتج فكري، استفاد منه الغرب، وتم وضعه في صورة الاستغلال والاستعباد، وفرض الجهل عليه ونهب ثرواته، مؤكداً أن العرب لم يتخلفوا في يوم من الأيام عن ركب التفاعل الثقافي.”. أوضح أن محمد عناني يعتبر من المترجمين العرب القلائل، الذين نشرت لهم أهم دور نشر مثل «لونكمان»، لافتا إلى أنه كان يرأس تحرير سلسلة من أهم السلاسل، وهي «الألف كتاب الثاني» التي تصدر عن هيئة الكتاب.
كذلك، نعى الفنان خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح والدار المصرية اللبنانية على صفحتها الرسمية على فيسبوك عميد المترجمين الدكتور محمد عناني.
عن الدكتور محمد عنانى:
الدكتور محمد عناني (4 يناير 1939- 3 يناير 2023) هو مترجم، أديب، كاتب مسرحي، ناقد، وأكاديمي مصري، يُلقّب بــ «عميد المترجمين». وُلد في رشيد بمحافظة البحيرة. حصل على درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة القاهرة في عام 1959، وحصل على الماجستير من جامعة لندن عام 1970، وعلى الدكتوراه من جامعة ريدنغ عام 1975. صدر له أكثر من 130 كتاباً باللغتين العربية والإنجليزية، تتنوّع بين الترجمات الهامة والأعمال الإبداعية.
حصل على جائزة الدولة في الترجمة عام 1982 عن ترجمة ميلتون الفردوس المفقود إلى اللغة العربية، وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1984، جائزة الدولة في الآداب عام 1999، جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2002، وغيرها من الجوائز المهمة.
من أعماله الإبداعية ميت حلاوة، البر الغربي، جاسوس في قصر السلطان، وغيرهم. أما عن ترجماته إلى اللغة العربية روميو وجولي، تاجر البندقية ، حلم ليلة صيف، وغيرهم من الأعمال المهمة. كما أن له العديد من الترجمات إلى اللغة الإنجليزية سواء روائية أو أبحاث علمية.
إنجي طارق
من مواليد القاهرة. تدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة. بدأت الكتابة عام 2016 ونشر لها منذ حينها عددًا من القصص القصيرة فى عديد من المجموعات القصصية ورواية قصيرة عام 2017. شغوفة بالقراءة، السفر، الموسيقى، ومشاهدة الأفلام.