روايات يوسف السباعي من أهم الروايات التي يعشقها الكثير منا فهي لقيثارة عزفت في ألحان الأدب أعذب المقطوعات الأدبية وأبدعها لتخرج لنا عدة ألوان روائية جمعت بين التاريخ والسياسة وروايات اجتماعية والفانتازيا والخيال ولكن تحت مظلة الرومانسية الحالمة.
أنها قيثارة رائد الرومانسية المبدع انها روايات يوسف السباعي التي عزفت على أوتار المعاني والكلمات وقامت بتلحين القصص والحكايات لتخرج لنا أروع روايات أدب المكتبة العربية ، وهو القيثارة أشهر كتاب الرومانسية يوسف السباعي.
ربما تجد روايات يوسف السباعي حاصاً رواية تصحبك نحو أرض النفاق من أجل البحث عن جسد ولكن بقيادة نائب عزرائيل الذي ربما يقابل السقامات ليس على الأرض.
لكن بين الأطلال أو ربما يقابل نادية التي تعلن اني راحلة وذلك من أجل ابتسامة على شفتيه كانت تنتظر أن تراها على وجه حبيبها وهو في طريق العودة قبل أن تقول له.
رد قلبي انا في حاجة اليك الآن بعد أن جفت الدموع واكتشفت أن العمر لحظة واننا نحن لا نزرع الشوك لان كل ليل له آخر و سأظل بجانبك دائما فأنت لست وحدك.
ربما من الصعب أن نحصر أجمل روايات يوسف السباعي فقد قدم روايات من افضل روايات الفانتزيا فقد قدم خلال ستة وعشرون عاما (١٩٤٧_١٩٧٣) أكثر من خمسون عمل أدبي تنوع بين الرواية والقصص القصيرة والمسرحيات وأدب الرحلات و المقالات الى جانب تقديمه العديد من السيناريوهات للأفلام والمسلسلات.
تلك الأعمال التي حظيت في الماضي ومازالت تحظى الى الآن بنجاح باهر وقبول لدى القراء والمشاهدين على مدار عشرات السنوات ولكن اذ أردنا ذكر بعض الأعمال التي صنفت من أفضل مائة عمل في صناعة السينما المصرية فلابد لنا أن نتكلم عن رواية السقامات.
واذ تكلمنا عن بعض روايات يوسف السباعي التي قامت بتأريخ أحداث مصر السياسية وجعلت نجيب محفوظ يطلق على السباعي لقب جبرتي العصر فأننا سوف نتكلم عن:
أفضل روايات يوسف السباعي رواية رد قلبي التي صورت أحداث ثورة ١٩٥٢.
رواية نادية التي صورت أحداث العدوان الثلاثي ١٩٥٦والتي صدرت عام ١٩٦٠.
رواية طريق العودة والتي تحدثت عن حرب فلسطين عام ١٩٤٨ وقد صدرت الرواية عام ١٩٥٦ .
رواية جفت الدموع التي صورت أحداث اتحاد مصر وسوريا ونشأة الجمهورية المتحدة، وقد صدرت عام ١٩٦١.
رواية ليل له آخر والتي صورت من ضمن روايات يوسف السباعي تبعات انهيار الجمهورية المتحدة وقد صدرت عام ١٩٦٣.
رواية ابتسامة على شفتيه التي تكلمت عن مذبحة “دير ياسين” في فلسطين، وتحطيم المدمرة البحرية “ايلات” وقد صدرت عام ١٩٧١.
رواية العمر لحظة التي صدرت عام ١٩٧٣أحد أفضل روايات يوسف السباعي ، حيث صورت حرب الاستنزاف ما بين عام ١٩٦٩، عام ١٩٧٠ ومعركة شدوان ومذبحة مدرسة بحر البقر التي كانت محط أنظار العالم نحو وحشية الصهاينة و غوغائيتهم الدامية .
أحد أهم روايات يوسف السباعي رواية احتلت المرتبة الثانية و الستون ضمن قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل مائة رواية عربية عام ٢٠٠١، بل هي الرواية الوحيدة من أعماله التي احتلت تلك المكانة الأدبية المتميزة أنها رواية السقامات التي صدرت عام ١٩٥٢ وهي المؤلف الأدبي العشرون للسباعي.
الرواية الخامسة من روايات يوسف السباعي وقد حولها المخرج صلاح أبو سيف الي فيلم سينمائيا في ١٩٧٧.
استطاع أن يحصد المركز الحادي والثلاثين ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري في عام ١٩٩٦ وقد صنفها النقاد أنها أفضل رواية له وبالرغم إنها رواية اجتماعية الا أنها تضمنت قصة رومانسية نشأت بين حبيبين حول شجرة التمر حنة.
حبيبة ضحت بعملها ومصدر رزقها الوحيد من أجل أن تنقذ حبيبها من المرض وامتهنت من أجله مهنة الرجال، وحين أضحت زوجته لم تبخل عليه بحياتها من أجل أن تمنحه طفلا، فامتنع عن الزواج بعد رحيلها عائشا على ذكرى هواها وعشقها ومكرسا حياته لإسعاد ولدهما وأمها.
رواية تكلمت عن فلسفة الموت ذلك الحدث السعيد الذي كان ينتظره “السباعي” ويصفه دائما بأهم وأبهج الأحداث في حياته فلم تخلو له رواية تحدث فيه عن الموت سوى أنه خطوة الارتقاء نحو حياة أفضل.
يصف ملاك الموت ب عزرائيل الجميل خاصة في روايته البحث عن جسد، وايضا نائب عزرائيل الذي اهدى السباعي الرواية اليه فربما كان يشعر دائما أنه سيموت شهيدا مما يجعله يستمتع في ذكره باستمرار وانتظاره كما لوانه قد جاء الى الحياة من أجل هدف واحد هو مفارقتها .
رواية بسيطة في أسلوبهامن ضمن روايات يوسف السباعي، واضحة في حبكتها، ولكنها فلسفية الفكرة، تحمل معاني عميقة خلف حدوته بسيطة، ترى ما الذي قصة حياة رجل يعمل سقا للماء إن يسرد السباعي قصة حياته، هل كان السقا هو مصدر حبكة الرواية.
أم الفلسفة التي تأتي منها وظيفته وهي سقيا الماء الذي يدب الحياة في كافة الكائنات من نبات وحيوان وانسان ومن ثم يحارب قدوم الموت باستمرار ري مياه الحياة، تناول السباعي الرواية من خلال أحداث الإحياء الشعبية.
وصفات أبناء تلك المناطق والعادات والتقاليد التي اكتسبها من بيئتهم البسيطة، رواية فلسفية طرح فيها “السباعي” بعض القضايا الهامة لتستحق أن تحول فيلما سينمائيا يصنف من أفضل مائة فيلم مصري.
كما تحظى كونها من أفضل روايات يوسف السباعي طبقا اتحاد الكتاب في بداية الألفية الثالثة وتستحق أن تلقب عن جدارة.
روايات يوسف السباعي خمسة روايات فقط تتكون من جزأين كان أولها رد قلبي ١٩٥٤تلتها نادية ١٩٦٠ثم جفت الدموع ١٩٦١ ثم رواية ليل له آخر عام ١٩٦٣وأخيرا نحن لا نزرع الشوك ١٩٦٩.
وبالرغم من أن رد قلبي هي المؤلف الأدبي الحادي والثلاثون ليوسف السباعي، والرواية السابعة له وأن غلب عليها الطابع الرومانسي مثل معظم أعماله حيث تروي قصة عشق بين حبيبين جمعهما الهوى الا أنها تعد الرواية الأولى له التي تروي جزء هام من تاريخ مصر.
تبدأ الرواية في الثلاثينات وتنتهي في عام ١٩٥٣ وهي تؤرخ الفترة الأخيرة من الاستعمار الانجليزي وأحداث الحرب العالمية الثانية ١٩٣٩- ١٩٤٥ وأثرها على مصر، وحرب ١٩٤٨ في فلسطين وسقوطها في يد الصهاينة، وحريق القاهرة ٢٦ يناير ١٩٥٢و ثورة ٢٣ يوليو في نفس العام.
استطاع السباعي أن يسرد تفاصيل عديدة عن تلك الأحداث الهامة في تلك الرواية مما دفع نجيب محفوظ أديب جائزة نوبل أن يطلق على السباعي منذ صدورها جبرتي العصر، وقد أهداها السباعي الى سلاح الفرسان.
وبالرغم من أن المخرج عزالدين ذو الفقار حول الرواية الى فيلم سينمائي عام ١٩٥٧ صنف من أفضل مائة فيلم طبقا لتصنيف النقاد في عام ١٩٩٦ واحتل المرتبة الثالثة عشر بين الأفلام السينمائية، وحولها المخرج عادل جلال الى مسلسل اذاعي.
أيضا حولها المخرج أحمد توفيق الى مسلسل تلفزيوني في عام ١٩٩٨ سيناريو وحوار مصطفى محرم الا حينما تقرأ الرواية تستمع بأحداث مختلفة وأسلوب عذب وكلمات ساحرة تبحر بك في عالم من الرومانسية والعشق بكافة ألوانه العاطفية و العائلية والوطنية يختلف عما تشاهده على الشاشات الفضية أو الذهبية أو المذياع.
عام كامل قضاه السباعي ليكتب رائعته الأدبية رد قلبي الذي خلدها الأدب والشاشة الذهبية والفضية والمذياع سرد فيها أدق تفاصيل أحداث ما قبل الثورة حتى قال عنها في مقدمتها.
لقد بدأت كتابتها في أول هذا العام ١٩٥٤ وختمتها في آخره
أستطيع أن أجزم أني لم أنقطع عن التفكير فيها لحظة واحدة وانها ألحت على ذهني الحاحا، دفعها الى أن تشاركني حياتي ودفعني الى أن أشاركها حياتها.
من روايات يوسف السباعي وهما أختين توأمين جميلتين في مقتبل الحياة يخطفا أنوثتهما ورقتهما كل من حولهما ولد في مصر ثم انتقلا الى فرنسا، من أب مصري وأم فرنسية عاش أسعد فترة حياتهما في مصر الي إن جاءت قرارات التأميم عام ٥٦ الذي عانى منها الوالد ثم عقبتهما.
حادثة نادية المريعة حيث تعرضت لحرق من السخان الكهربائي لرقبتها وتشويه جمالها مما دفعها أن تدفن جمالها تحت سكارف طيلة حياتها وكأنها تهرب من التنمر ومن نظرات الناس اللاذعة التي يشوبها الشفقة بخليط من الاشمئزاز.
تهرب من الناس وتهرب من حبيبها التي خافت أن تكشف له جرحها، ويموت الوالد أثر أزمة مرضية وتسافر الأم مع ابنتيها الى فرنسا موطنها الأصلي وتحدث هناك الكثير من المفاجآت؟ ترى من هو عصام ذلك الجندي الباسل الذي سقط شهيدا في عدوان ١٩٥٦؟ وما علاقته بمنى توأم نادية ؟
هل كان هناك خطر يحيط بمنى أكثر من جرح دنيا ؟ وكيف واجهت نادية الحياة بعد أن فقدت أعز أحبائها؟ هل ستغلق حياتها وتختار الأحزان مع الأموات، أم سيأتي من ينتشلها من بحر أحزانها وظلمة مشاعرها؟
قصة رومانسية حالمة الخيال نسج فيها السباعي المشاعر والعواطف بإبر من المودة والمحبة وأبحر بنا داخل طيات العشق ولكن كيف ربط تلك القصة بأحداث مصر السياسية وجعلها نسيج واحد، وما علاقة قصة نادية بقضية التأميم داخل مصر والعدوان الثلاثي الذي تبعها.
كيف اتخذ السباعي من أحداث سياسية قاسية بعدا عاطفيا رومانسيا رسم من خلاله ملامح روايته انه الابداع الأدبي الذي عكس لنا أحداث مصر التاريخية ومسيرتها السياسية من خلال رواية رومانسية .
هي رواية نادية استطاعت إن تؤثر قلوبنا بكلماتها وتغذي عقولنا بأفكارها وتغطي كافة أحداث مرحلة هامة من تاريخ مصر وحرب دامية شنت عليها من قبل ثلاث دول مختلفة في آن واحد انجلترا، فرنسا، اسرائيل وعرفت باسم العدوان الثلاثي، لذا كانت من أهم روايات يوسف السباعي.
تعتبر رواية طريق العودة من أجرأ روايات يوسف السباعي التي تعرضت لقصة حب جريئة وعلاقة متشابكة ومعقدة تدور بين صديقين وزوجتهما، ابراهيم مهندس معماري الذي يعمل بشركة مقاولات ويخسر ماله ليعود الى العمل بالجيش ومديحة زوجته المتحفظة.
وصديقه مراد قائد كتيبة من الدبابات الذي كان دائم السخرية من كل الأحوال المحيطة وزوجته ليلى الرومانسية الوديعة ترى ما الذي جمعهما معا في صحراء سيناء وهل تطورت العلاقة فيما بينهما الى أكثر من الصداقة والمودة هل دخلت عالم العشق والولع الذي نزل بها نحو عالم الخطيئة وسقط بها داخل بئر الخيانة ؟
أم أن هناك طارق آخر طرق تلك العلاقة وتركها مجرد ذكرى في عالم الخيال ولم تهبط الى أرض الواقع؟ وكيف ربط السباعي تلك القصة الرومانسية الحالمة بأحداث حرب ١٩٤٨ في فلسطين المؤلمة ورسم تبعتها على ملامح شخصيات الرواية لتضخ جليا في تصرفاتهم الخائنة.
هل خان الصديق صديقه مثلما خان الجندي العربي بإعطاء سلاح فاسد يقوم بقتله بدلا من أن يقتل عدوه ، هل لجأ السباعي الى الرمزية والاسقاط من خلال تلك القصة أم أنه أظهر آلالامه بخيانة الجندي العربي من خلال قصة حب رمزية بسيطة.
الرواية قدمها السباعي عام ١٩٥٦ ونشرتها دار مكتبة مصر حيث تدور أحداث الرواية في العريش عام ١٩٤٨ ليجسد لنا مرحلة تاريخية هامة و خسائر الحرب الدمية خلالها متمنيا أن يصل مل مواطن عربي الى الحرية والاستقلال من خلال طريق العودة، وكانت الرواياة من أهم روايات يوسف السباعي.
أحد روايات يوسف السباعي هي رواية جفت الدموع هي المؤلف الأدبي السابع والثلاثون للسباعي والرواية التاسعة له التي صدرت عام ١٩٦١ وقد حاول أن يعكس أحداث الوحدة الكبرى بين مصر وسوريا والتي جمعت من أحلام التاريخ حقيقة واقعة تجمع شعبين كان يتمنى أن تستمر.
حينما قرر شكري القوتلي رئيس سوريا الاتحاد مع الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٥٨ وتكوين الجمهورية العربية المتحدة تجمع برلمانين مشتركين ووزارة مشتركة وقد حاول السباعي سرد تلك الأحداث السياسية بصورة غير مباشرة من خلال بطل قصة جفت الدموع.
هو الصحفي سامي كرم أثناء رحلاته الصحفية، ولكن أسبح بنا أيضا داخل عالم الرومانسية وشغف العشق من خلال قصة الحب التي نشأت بين كرم والسيدة هدي المغنية التي عارضها الكثير من المحيطين بهما ليجد نفسهما في حرب جمع الشمل بينهما مثلما واجه عبد الناصر جمع شمله مع سوريا.
رواية رومانسية سحرت قلوبنا بسحر كلماتها وأبحرت بنا على سفن المحبة والهوى ولكنها حملت في طيات صفحاتها الكثير من الأحداث السياسية الهامة وأرخت فترة هامة في ماضي مصر هي فترة اقامة الدولة المتحدة بين مصر سوريا عام ١٩٥٨- ١٩٦١.
كيف عبر السباعي عن تلك الأحداث التاريخية من خلال قصة حب نشأت بين سامي كرم السياسي الصحفي وبين هدى المغنية الشهيرة، كيف جعل قيثارتيه الرومانسية والسياسية تعزف على وتر واحد سيمفونية من الابداع وهل ستنجح الوحدة بين الدولتين و قصة الحب بين البطلين ؟
ترى هل ستدوم بينهما تلك القصة أم ستنتهي بينهما مثل انتهاء الوحدة ؟ هل ستترك بينهما جراح ملتهبة وأنهار من الدموع أم ستضمد بينهما الجراح وتجف الدموع ؟ تلك كانت روايات يوسف السباعي.
أحد أهم روايات يوسف السباعي وتعتبر رواية ليل له آخر هي الفصل الاخير في رواية الجمهورية العربية المتحدة التي صدرت عام ١٩٦٣ والتي تحدث فيها بأوجاع البطلة عن نهاية تلك الجمهورية، تلك الفتاة السورية الشابة الجميلة التي أصابت بشلل الأطفال.
ظلت تبحث عن علاج لذلك الشلل طوال جزأي الرواية وكأنها تبحث عن قدم سريعة تطلقها نحو التقدم والتطور وهي قدم الوحدة العربية، تلك الفتاة التي أحبت الجندي المصري وشهدت معه اتحاد مصر وسوريا في عام ١٩٥٨، حتى انفصال الوحدة بعد ثلاث سنوات عام ١٩٦١.
الأسباب والدوافع التي أدت لذلك الانفصال التي روت بصورة غير مباشرة من خلال قصص وروايات أبطال الرواية، ربما كانت رواية رومانسية حالمة غلب عليها الطابع السياسي وجاءت بحثا عن الشفاء لبطلة الرواية من مرض شلل الأطفال.
بحثا عن الشفاء للدول العربية من مرض التفرقة لترفع شعارا تطلب فيه أن تكون هناك للتفرقة نهاية بالتضامن، ونهاية لليل بأن يكون له آخر، وتعد الرواية من أفضل روايات يوسف السباعي.
أحد روايات يوسف السباعي هي رواية تحدثت عن آلالام الفلسطينيين باستفاضة وصورت جروحهم وصدماتهم الجسمانية والنفسية التي اصابتهم جراء مذبحة دير ياسين وتحطيم المدمرة ايلات تدور أحداث رواية ابتسامة على شفتيه في فلسطين في أواخر الستينات وبداية السبعينات.
تلك الرواية الرائعة التي كتبها السباعي في ١٩٧٠ ونشرتها دار مكتبة مصر ليؤرخ فترة هامة في تاريخ الأمة العربية، ترى هل استطاع عمار بطل الرواية أن يهدي مي ابنة خالته مدرسة الرسم تلك الابتسامة الفرحة التي كانت تنتظرها طوال الرواية أم أهداها شيء آخر.
لماذا أهدى خالد شقيقه الصغير مسدسا، وهل وافق والده الحاج عبد السلام التصالح مع الإسرائيليين، أم كان نتيجة رده وضع علامة X مذابح وهدم ديار وأعمال فدائية وقصة حب كانت تنتظر في نهاية الرواية ان تزيل من على وجه كل جندي عبوسه وتضع ابتسامة على شفتيه.
أحد أشهر روايات يوسف السباعي وربما كان السباعي أو جبرتي العصر كما كان يطلق عليه نجيب محفوظ لا يعلم أن العمر لحظة ستكون آخر أعماله ولكنه أخرج لوحة أدبية متكاملة جمعت بين مشاكل اجتماعية و الرومانسية و السياسة و التاريخ أيضا.
كأنه أنه يريد أن يعلن لقرائه أن ختامها مسك وأنه يتوج كافة أعماله الأدبية بعمل متكامل جمع فيه مختلف ألوان الأدب التي قدمها سابقا
يبدأ الفصل الأول للرواية بـ شائعات تسمعها نعمت بطلة الرواية عن زوجها عبد القادر وتتلقاها بـ مزيد من المذلة وتسبب لها مشاكل صغيرة وتدفعها للذهاب لاحتساء فنجان شاي في نقطة مراقبة والبدء في حكاية على شاطئ القناة.
هناك قابلت المجند صلاح الذي كان في حالة انهيار ثم قابلت المجند عبد العزيز التي كانت لديه مشكلة في جوف سعدية والتي لم تستطع حلها نظرا لان هناك استعداد للشغل ولكنها كانت تردد بداخلها دائما.
كنت أعرف أني سأعود وحاولت أن تلملم ذكرياتها قبيل الرحيل وتركت المجندين لإنجاز مهمة في عرب اليسار وعادت الى القاهرة لتنفذ وصية المجند عبد العزيز و تقرأ رسالة قصيرة تركها والد المجند صلاح قبل أن ينتحر.
كانت تجمع وهي عائدة بين حناياها حنين مع الريح بينما كان حبيبها في ميدان المعركة بالقرب من جزيرة شدوان قرر أن يعود قاتل أو مقتول ولكن حينما عادت قررت نعمت أن تجري عملية بتر وتضع الخاتمة لحكايتها.
هل كانت نعمت مجندة في الجيش أم طبيبة أم تمتهن مهنة أخرى، هل كانت كاتبة صحفية أم اخصائية اجتماعية ولماذا ذهبت الى جبل عتاقة في ميدان المعركة بالسويس.
لماذا طلبت الانفصال عن زوجها عبد القادر، ومتى أحبت محمود وكيف وقع قلبها أسير لهواه وهي سيدة لا تعرف في الحياة سوى شيئان منزلها وعملها، وكيف ساعدت المجندين صلاح، و عبد العزيز في حل مشاكلهما ولماذا أجرت عملية بتر في نهاية الرواية ومن هي نادية التي دفعتها لإجراء تلك العملية الدامية القاسية..
العمر لحظة لحظة نعيشها في ضمة حبيب لحظة نعيشها في انكسار هزيمة لحظة نعيشها في نجاح بطولة.
هكذا كانت تدور فلسفة روايات يوسف السباعي ولكنه ربما لم يكن يعلم أن العمر لحظة قد نعيشها أيضا في رحيل بطل الأدب، لحظة نعيشها في استشهاد رائد الرومانسية، لحظة نعيشها في غياب جبرتي العصر ونحن نقرأ آخر رسائله لنا العمر لحظة