منذ ساعات عرضت الحلقة الخامسة عشر والأخيرة من مسلسل ليه لأ؟! الموسم الثاني على منصة شاهد.كوم.
في الحقيقة ومنذ بداية الموسم الثاني من مسلسل “ليه لأ؟!” فقد تفوقت فكرة المسلسل الجديدة من نوعها عن الاحتضان والتبني، حيث عرض في خمسة عشر حلقة فقط فكرة الاحتضان وكما اعتدنا من ورشة سرد للكتابة وهي الورشة التابعة للكاتبة الكبيرة الموصولة بالشكر الأستاذة مريم نعوم حيث سردت هذه الفكرة كاملة بالعيوب والمميزات، وهذا ما تم تقديمه من قبل عن فكرة الاستقلال بالنسبة للفتاة حيث عرضت أيضًا هذه الفكرة بالعيوب قبل المميزات.
ولكن دعونا نقف قليلاً ونندمج داخل سنايا دور الأيتام، ونعرف ما يدور فيها تدريجيًا بل ونشعر أيضًا بشعور هؤلاء الأطفال، ونتعلم كيفية التعامل معهم، لأنهم جزء من المجتمع والبشرية.
يبدأ أحداث المسلسل بـ “ندى” الطبيبة الثلاثينية التي تعيش في بيت بمفردها تتعرض ندى لموقف يجبرها على التعامل مع طفلة رضيعة لمدة يومين تنقلب فيهم حياتها رأسًا على عقب، وتقرر أن تتوجه لأحدى دور الأيتام وتعطيهم الرضيعة، ولكن بعد أن تفعل ذلك وتعود مرة أخرى لبيتها تعلم كم كانت وحيدة، وإلى أي مدى أضافت تلك الرضيعة بهجة على حياتها، فتقرر أن تتبناها لتقيم معها، وفي إجراءات التبني تتردد ندى على دار الأيتام لتتعرف على “يونس” الطفل ذو السبعة سنوات، تتعامل معه مرة، الثانية، فالثالثة لتجد نفسها تتعلق بهذا الصبي دونًا عن الرضيعة، فتقرر أن تتبناه، ومن هنا تبدأ أحداث المسلسل الحقيقية في فكرة الاحتضان، خطواته، وإحساسه.
يتطرق المسلسل أيضًا للكثير من القضايا المهمة ولكن أبرزهم هي فكر ة الاحتضان، ولكن أيضًا من هذه القضايا هي فكرة الأبوين المتعجرفين المتكبرين وعرض أن بهذا السلوك سوف ينتقل بصورة غير مباشرة في أولادهم ويعود ذلك عليهم بالسالب في المستقبل، وقضية الحمل والولادة دون وعي كافي بهذه الخطوة وإدراك من الأم بهذه المسؤولية، من الأفكار المهمة أيضًا هي فكرة وجود متخصص نفسي في دور الأيتام ليتطرق في وصف الحالة المعيشية للأطفال في الدار، والفكرة الأهم هي أن الأيتام هم فقط أطفال بظروف خاصة ولكن هذه الظروف ليست بأياديهم لذا علينا التعامل معهم بالطريقة الطبيعية دون التطفل على خصوصيتهم أو أن نشعرهم بأنهم مختلفون.
وبعد عرض مسلسل ليه لأ ؟! وزارة التضامن كشفت أعداد الكفالة في مصر، حيث زادت أعداد طلبات كفالة الأطفال إلى ما يقارب الـ2700 طلب كفالة تبحثهم على التضامن، و11,900 طفل مكفول في المنازل في مصر و 123 طفل مكفول خارج مصر، و10% من الأسر البديلة للأطفال “آنسات” وأكثر من 1100 “سينجل مازر” في مصر، وهذه الأعداد في تزايد يوميًا.
ولكن في الحلقة الأخيرة لفت انتباهي الشهادة التي حصل عليها يونس، وهي شهادة جديدة في مدرسته تعطي للطفل الذي يطور من نفسه، وكانت الفرحة العارمة في احتضان ندى له ومدى فخرها به هي وأسرتها.
وفي النهاية تهنئ أسرة iRead الكاتبة الجميلة والسينارست دينا نجم على هذه الأفكار الفريدة من نوعها والمشاركات في كتابة الحلقات الكاتبة: سلمى عبد الوهاب والكاتبة راجية حسن والمخرجة الكبيرة أستاذة مريم أبوعوف على هذا العمل المتقدم في نوعه، متمنيين المزيد من النجاح والأفكار المتقدمة التي تعود بالإيجاب على مجتمعنا العربي، والشكر الأكبر يذهب إلى الطفل المعجزة سليم مصطفى والطفلة الجميلة ليلى أحمد زاهر إلى جانب الممثلة العبقرية منة شلبي والممثل أحمد حاتم.
نبيلة عبدالجواد
كاتبة روائية وصحفية مصرية مواليد القاهرة نوفمبر١٩٩٩، حاصلة على بكالوريوس تجارة، بدأت بمدونة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت رواية حانة الأقدار ورواية وداعًا للماريونيت.