فيلم احمد نوتردام يعرض في السينمات حاليًا في عيد الفطر بعنوان أحمد نوتردام بطولة الفنان رامز جلال إلى جانبه نخبة من الفنانين العمالقة مثل الفنانة غادة عادل، الفنان خالد الصاوي، الفنان حمدي الميرغني والفنان بيومى فؤاد تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول صحفي شاب ناجح في وظيفته هو وزميله.
حيث يلحق بنجاحات متتالية للموقع الذي يعمل به، وفي ناحية أخرى تقع عدة جرائم قتل، حيث يختطف القاتل فريسته من المترو ويعذبها قليلاً إلى أن تموت، ثم يلقى بجسدها في أي مكان خالِ، ولكن المشترك في هذه الجرائم شيئين:
أولهم أن القاتل يختار ضحاياه السيدات من محطات مترو مختلفة، والثانية هي أن كل جثث الضحايا التي يتم العثور عليها بواسطة الشرطة يجدوها ناقصة شيء، قدم، ذراع، أو قفص صدري وهكذا.
تفشل الشرطة في العثور على مرتكب كل هذه الجرائم، فيقرر هذا الصحفي بمساعده زميله الخوض في رحلة البحث عن سفاح النساء، ومن خلال البحث يعلم تأثر القاتل في فيلم احمد نوتردام بشخصية أحدب نوتردام المعروفة، فيقرر الصحفي التنكر في شخصية شبيهة ويطلق على نفسه أسم أحمد نوتردام .
ويتفق مع فتاة على خطفها حتى يجذب له القاتل، الذي وبالفعل يبدأ في البحث عنه والتواصل معه.
أثار فيلم احمد نوتردام إعجاب الجماهير، برغم جهل البعض بشخصية أحمد نوتردام إلا أنني قررت تسليط الضوء عليها في هذا المقال، لآخذك في رحلة للتعرف على هذه الشخصية التي أثارت جدل ونجاحات كثيرة حول العالم تحت اسم الروائي والشاعر الفرنسي المميز فيكتور هوجو.
هو كاتب وروائي فرنسي مواليد سنة 1802م وتوفي في عمر يناهز ال83 عامًا سنة 1885م، ويعتبر من أشهر وأبرز أدباء فرنسا في الحقبة الإبداعية والرومانسية، وإلى جانب رواياته الناجحة فكان شاعرًا في المقام الأول، ويعد هذا الكتاب من افضل كتب فيكتور هوغو
فقد ألّف العديد من الدواوين أشهرها ديوان أسطورة العصور وديوان تأملات، ولكن خارج بلدته فرنسا فاشتهر فيكتور هوجو بأعماله الروائية وإلى هذه اللحظة يجهل البعض فكرة كونه شاعرًا قبل أن يكون أديبًا وكاتبًا روائيًا.
لكن له أعمال روائية مختلفة ونالت إعجاب القراء حول العالم حتى هذه اللحظة منها رواية البؤساء التي تم اقتباسها للعديد من الأعمال التلفزيونية و السينمائية والغنائية والمسرحيّة، رواية أحدب نوتردام التي سوف أتناول الكتابة عنها في هذا المقال.
ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة، وهذا بسبب إقبال القراء على أعماله وشهرته الواسعة التي جعلت منه كاتب بمثابة فخر للفرنسيين حيث وضعت صورته على الفرنك الفرنسي بمثابة تكريمً له بعد وفاته، كما تم تكريمه بطرق أخرى كثيرة ومختلفة.
هو فتى لقيط أحدب وقبيح المظهر يُدعى كوازيمودو من عائلة غجرية الأصل قررت الانتقال إلى فرنسا نوتردام بهدف السرقة، ولكن تم الإمساك بهم وفروا هاربين تاركين كوازيمودو في كنيسة نوتردام، فتربى تحت يد قسيس في الكنيسة، وبعد فترة تم تدريبه ليصبح قارع أجراس كنيسة نوتردام.
عندما كتب الروائي فيكتور هوجو رواية أحدب نوتردام، أراد أن يشير على أن الفتى الأحدب المقيم في كاتدرائية نوتردام، ولكن بعد أن تمت ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، أصبح الجميع يلقى بكلمة أحدب نوتردام على أنه البطل، فصار يُدعى أحدب نوتردام على لسان القراء وليس كوازيمودو.
وتم عرض هذه الرواية والقصة علي شاشات السينما المصرية باسم فيلم احمد نوتردام والذي قام بأداء هذا الدور عنه رامز جلال.
إصدار عام: يناير 1831م
ترجمت إلى الإنجليزية عام: 1833م
عدد الصفحات: 510 صفحة.
تدور أحداث الرواية حول عائلة غجرية قررت الإنتقال إلى كاتدرائية نوتردام بدافع السرقة، وبعد أن تم كشف أمرهم يقررون الهرب جميعًا إلا شخصًا واحدًا وهو كوازيمودو الفتى الأحدب قبيح المظهر.
فيقرر قس الكنيسة الإعتناء به وتربيته، وبعد فترة من مكوثه في الكاتدرائية يتم تدريبه ليصبح قارع الأجراس في الكنيسة ونتيجة لهذه المهنة يصبح كوازيمودو أصم.
وبعد مدة تقرر مدينة باريس عمل حفل سنوي للمهرجين، ويقومون بتقديم دعوة كوازيمودو ليصبح زعيم المهرجين في حفل سنوي يسمى بحفل المهرجين، ولكن القس يرفض هذه الدعوة منعًا لتسبيب الرعب والخوف للمدعوين من الأطفال والكبار نتيجة لشكل كوازيمودو.
وبعد ذلك يقرر كوازيمودو الذهاب لحفل المهرجين السنوي، وأثناء تواجده في الحفل تظهر فتاة فائقة الجمال تُدعى إزميرالدا حيث كانت ترقص رقص غجري كعرض في الحفلة، مما جعل الجميع يعجب بها ويحاول التقرب إليها.
كما أنها أيضًا لفتت إنتباه القس واعجب بها هو الآخر ولكن يشاء القدر أن يعجب بها كوازيمودو، وتفاجأ بمبادلته نفس الشعور، وإلى هنا ينقلب الحال ويغضب جميع المقيمين في البلد من شكل وهيئة كوازيمودو، إذ أنهم وصفوه بإثارة الرعب لهم و لأطفالهم نسبة لقبح مظهره وتم إصدار الأوامر بالقبض عليه.
فتقرر إزميرالدا مخالفة أوامر القس ومساعدة كوازيمودو على الهرب، فيغضب القس من موقف إزميرالدا ويسلط جنوده القبض عليها، فيساندها كوازيمودو مثلما فعلت معه ويحاول مساعدتها على الهرب إلى مكانً بعيد عن أهل المدينة.
وبعد فترة من الهرب يكتشف أهل المدينة مدى صفاء وطيبة قلب كوازيمودو مما يجعلهم التخلى عن بعض أفكارهم لأجله.
توضح هذه الرواية معاناة المعوقين من نبذ المجتمع لهم وكره البعض لسبب غير معروف، كما أثبتت أن البشر ينظرون إلى الهيئة من قبل أن ينظرون لجوهر الإنسان الداخلي، كما تظهر جانب الإنكسار وعدم الثقة بالنفس لدى المعوقيين، وسبب كل ذلك البشر ثم البشر ثم البشر.
وعلى الرغم من أن زمن صدور الرواية قديم للغاية إلا أنها تناقش أفكار كثيرة ما زال يعاني منها مجتمعنا حتى الآن، من فكرة الإغتصاب، وفرض الحب على من أمامك بطريقة مكروهه دون احترام مشاعره الخاصة، وفكرة الغيرة التي في نفوس البعض مما يجعلهم يتبسمون في وشوشنا ولكن ما يخفوه أشد قسوة.
وفكرة التنمر على هيئة شخص لا يمتلك أي شيء في هيئته، فقد ولّد ليجد نفسه هكذا، وفكرة تشوه نفسية المعاق نتيجة لنظرات البعض، وفكرة حبس المعاق وكأنه من مرتكبي الجرائم، وأفكار أخرى ما زلنا نعاني منها وما زالت حاضرة بصورة كبيرة حتى الآن.
وهذا أن دل على شيء يدل على أن نفوس البعض تبقى كما هي حتى وأن مر أعوام وعصور مختلفة، يبقى البشر بشر !
تحولت هذه الرواية إلى أعمال سينمائية ودرامية عدة، وتم التعديل عليها كثيرًا إلى أن غيروا النهاية ليجعلوها نهاية سعيدة، وقد عرض في الولايات المتحدة، فبراير سنة 1982م تحت عنوان أحدب نوتردام وصنف كعمل رومانسي، إخراج : مايكل تيسحنير.
بطولة : أنتوني هوبكنز، ديريك جاكوبي، بالمشاركة مع : ديفيد سوشيت، جون غيليغود، و ليزلي آن داون، كما أنه تحول إلى فيلم كرتون من إنتاج شركة والت ديزني تحت رقم الفيلم الرابع والثلاثون من أفلام ديزني الطويلة صدر عام 1996م تحت عنوان أحدب نوتردام.
تم عرض الفيلم سنة 1961م، وتم ظهور شخصية الأحدب الذي يُدعى مدبولي، يعمل في استوديو صاحبه شخص طيب، يعامله بعاطفة وحب، ولا ينزعج من منظره القبيح، لذلك يحب مدبولي صاحب الاستوديو حب شديد وينقذه من امرأة كان ينوي الزواج منها، الذي يتضح بعد ذلك إنها خائنة.
الفيلم بطولة : أحمد مظهر ونادية لطفى ومريم فخر الدين.
شخصية الأحدب : صلاح منصور.
تأليف وإخراج : سعد عرفة.
لا يفوتك أيضاً التعرف علي فيلم نحن لا نزرع الشوك والفرق بينه وبين قصة الرواية، فهو من القصص المهمة والتي تناقش قضية مهمة مثل فيلم فيلم احمد نوتردام.
تم عرض الفيلم سنة 1946م، وفي هذا الفيلم اتخذت شخصية الأحدب دور البطولة، وليس دور ثانوي كدور الفنان صلاح منصور في فيلم مع الذكريات.
تدور أحداث الفيلم بشكل شبيه لـ فيلم احمد نوتردام حول فؤاد الذي يولد بإعاقة، يلقى بالرفض والتجنب من البعض نظرًا لإعاقته، فيقرر أن يصبح وحيدًا، ويتخذ الكتابة مهرب له يخرج عن طريقها ما أفسده العالم به، إلى أن يقع بحب فتاة جميلة للغاية، يبادلها الحب ولا تبادله سوى الشفقة على حاله.
وحين يعود شقيق فؤاد الوسيم من السفر يبادل الفتاة الإعجاب ويتفاجأ فؤاد بأن الفتاة تبادل شقيقة نفس الحب والإعجاب.
الفيلم بطولة: محمود إسماعيل، محسن سرحان، وسامية جمال، إسماعيل ياسين.
تأليف : محمود إسماعيل
إخراج : حسن حلمي
أردتُ بهذا المقال أن اوضح الفرق بين فيلم احمد نوتردامو الرواية و أسلط الضوء على مشكلة تعاني منها كل المجتمعات والنفوس البشرية، وهي مشكلة التنمر، التي أصبحت تؤدي بحياة أشخاص تجعلهم يقبلون على أذية أنفسهم،.
إلى أن وصلت هذه الأذية إلى الانتحار، وأحيانًا تصل بهم إلى ما هو أقل من الانتحار ولكن أصعب على النفس البشرية وهو الانعزال عن الآخرين مما يسبب توحد إلى صاحبه.
لذلك يجب علينا جميعًا، القراءة عن العيوب الخلقية والعاهات المستجدة، وقراءة ما يعانيه الفرد الذي يمتلك عاهة أو تشوه ما سواء ولد به أو حدث له بطريقة ما خلال حياته لأنه بالقراءة اعتقد سوف نتمكن من الحد والتقليل من فكرة التنمر.
ونتعلم كيفية تقبل اختلاف الآخر، كي نحيا في مجتمع سوي ومثقف، كما نشيد بتقبل حرية الآخر يجب علينا اولاً تقبل اختلاف الآخر.