بتحكي حواديت؟ ياترى كل قد إيه؟ طب ولو كل يوم هتجيب حواديت منين؟ اكيد بتعمل زي ما كلنا بنعمل، بنعيد ونزيد في الكام حدوتة اللي عارفينها وبنكررها لحد ما الأطفال تزهق منها وتبدأ تطالب بحواديت جديدة وتضغط علينا وتبتزنا عاطفياً ببراءتهم اللي هي كارت فعّال جداُ معانا احنا الكبار وعمره ما خيب ظنهم!
وده في حد ذاته مش براءة خالص، ده ذكاء ودهاء يخوفوا طالعين بشكل غير متوقع من الكائنات الصغيرة ديه، وعشان بيتمتعوا بالذكاء المخيف وحس الإدراك والتفكير والتأمل، مهم جداّ نقدملهم حاجة قيمة وليها معنى وهدف يخليهم يفكروا فيها وفضولهم يخليهم يسألوا فيها كتير ويطلبوا تفاصيل أكتر عنها، وده بيودينا لحتة مهمة جداً، إن تفكيرهم الزيادة فيها وأسئلتهم الفضولية بتخلي الحاجة اللي قدمناها ليهم ديه تثبت في عقولهم الصغيرة وتكبر معاهم مع الزمن.
هنوضح أكتر كلامنا، الطفل بيتعلم منك، ومن الحواديت اللي بتحكيها، وبياخدها مرجع ليه في أفعاله وبيقلدها، فا مهم يقلد حاجة كويسة وتكون مًفيدة ليه مش مجرد حكاية بتتحكي ليهم قبل النوم. الحكاية ديه ممكن تعكس أفعال، أخلاق، صفات كويسه يتصفوا بيها، عمل خير، معرفة، وحاجات كتير قوي ممكن يستفادوا بيها، ولما جينا نكتب المقال ده لقينا إن مفيش مرجع أقوى من قصص القرآن الكريم، فا قررنا نسرد معاكم قصص منه عشان تحكوها لأولادكم، يستفادوا بمعرفتها وقيمها وتسليهم وقت نومهم.
أول قصة معانا هي قصة: ذي القرنين
قصة ذي القرنين ذُكرت في سورة الكهف، واللي قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها: (من قرأَ سورةَ الكهفِ كما نزلتْ كانت لهُ نورًا يومَ القيامةِ من مقامِهِ إلى مكةَ ومن قرأَ عشرَ آياتٍ من آخرِها ثم خرجَ الدجالُ لم يُسَلَّطْ عليهِ).
بتحكي عن ملك عادل وصالح اتسمى بذي القرنين كناية عن حُكمه من الشرق للغرب، قال الله تعالى: (وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا*إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا).
في مرة كان في رحلة لإقليم من ضمن الأقاليم اللي بيحكمها، ولما كان راجع في طريقه لقى ناس عايشة تحت أشعة الشمس ومفيش حاجة تحميها ولا حتى سور يحميها من الحيوانات الليلية وقًطاع الطرق، وطلبوا منه إنه يحميهم من شر قبيلتين بيهجموا عليهم ويسرقوا قوتهم، وعرضوا عليه مبلغ من المال عشان يساعدهم، ولكن رفض الملك “ذي القرنين” أي أموال أو مقابل مادي وقرر إنه يبنيلهم سور عالي بشرط يساعدوه بجهدهم والألات البدائية اللي كانوا بيستخدموها، وبالفعل بنا ليهم سور من الحديد والنحاس هيمنع أي قبيلة تحاول تهجم عليهم مهما حاولوا، بس ربنا ذكر في كتابه إن السور ده هيتهد آخر الزمان وهيبقى بنفس مستوى الأرض، (قالَ هـذا رَحمَةٌ مِن رَبّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا).
والقصة التانية هي: أصحاب الأخدود
كان فيه في فيوم من الأيام ملك ظالم وكافر بالله وبيعتبر نفسه هو الإله، ومش بس كده، ده كمان بيأمر الناس بعبادته، وقدر بالحيل والسحر يقنع الناس إنه عنده قدرات خاصة بمساعدة ساحر كذاب بيعاونه على كدبه وكُفره.
ولما الساحر كبر في السن خاف إن سحره يموت معاه، وطلب من الملك إنه يوفرله ولد شديد الذكاء عشان يعلمه السحر ويكمل مسيرته مع الملك بعد ما يموت، الملك خاف على عرشه وأمر حًراسه يلفوا المدينة ويرجعوا بولد يكون ذكي جداً وبيتعلم بسرعة.
نص الخطة اتحقق بالعثور على الولد، والنص التاني هو إن الولد يتعلم وياخد كل معرفة الساحر، وفي يوم وهو رايح في طريقه قابل راهب مؤمن بالله طلب منه إنه يعدي عليه كل يوم الصبح عشان يزوده هو كمان من معرفته!
الولد احتار مابين معرفة الساحر وكُفره ومابين معرفة الراهب و إيمانه، ولكن عشان بيتصف بالذكاء كان حريص إنه يتلقى المعرفتين ويحدد مين فيهم الصح.
في يوم من الأيام وهو رايح عند الساحر اعترضت الطريق دابه وعطلت الناس كلها بما فيهم الولد، اعتبر الولد إن ديه فرصة يقدر يحدد فيها كلام الساحر ولا الراهب اللي صح، ومسك حجر في أيديه وقال: (اللَّهمَّ إنْ كان أمرُ الرَّاهبِ أحَبَّ إليكَ مِن أمرِ السَّاحرِ؛ فاقتُلْ هذه الدَّابَّةَ حتَّى يمضيَ النَّاسُ)، استجاب له ربه وماتت الدابه والناس قدرت تمر من الطريق بسلام، ولما قصّ الحكاية ديه على الراهب حذره من الملك وقاله إنه لو الملك عرف بإيمانه بالله هتكون العواقب سيئة.
ولكن ثرثرة الناس عن اللي حصل وصل للملك وقرر التخلص منه، وفي كل محاولة لقتله بينجو بمشيئة الله، وعشان إيمان الولد كان قوي قال للملك “إذا أرَدْتَ قتْلي فاجْمع النَّاس في مكان، وارمني بسهْم وقُل بسم الله ربِّ الْغُلام”.
مفكرش الملك كتير وعمل اللي الولد قال عليه والسهم قتل الولد فعلاً في وسط الناس كلها، وديه كانت خطة الولد في إنه يعرف الناس مين هو الإله الحقيقي وضحى بنفسه في سبيل إيمان الناس كلها وقد كان.
ولمّا شاف الملك إن الناس كفرت بيه وآمنت بالله أمر جنوده بالتخلص منهم في حفره من النار إلا اللي هيتراجع عن إيمانه هيسامحه ولكن الناس كانت شديدة الإيمان ومتراجعتش.
قال -تعالى-: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ* النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ* إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ* وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ* وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). سورة البروج.
لو عجبك المقال سيب كومنت برأيك وبنشكرك إنك وصلت لحد هنا J