كتابة القصة القصيرة دائمًا هي البداية الحقيقية لأي كاتب حيث تعد التجربة الأقرب لكتابة الرواية وهي حلم كل كاتب يريد نشر عمله وقراءة الجميع له كما أنها الأسهل في نشرها وحصول الكاتب على مقابل مادي نتاج ما يكتبه ويتم نشره في الجرائد والمجلات أو المنصات الإلكترونية.
اليك ايضاً مقال عن فكرة لكتابة رواية من هنا.
القصة القصيرة هي النموذج المصغر للرواية ولكنها ليست الأسهل، فمثل الرواية تحتاج القصة القصيرة إلى تركيز وعدة خطوات بداية من اختيار الشخصيات وضبط الحبكة ليتمكن الكاتب من إجادة كتابتها. في هذا المقال سنعرض لكم تلك الخطوات:
الفكرة هي أساس الكتابة، فقبل كتابة أي عمل أدبي على الكاتب يختار فكرته بعناية وضبط أحداثها وشخصياته. لا يجب أن تكون الفكرة جديدة ولكن يجب أن يتم تقديمها بإبداع وبشكل جديد ومبتكر. على الكاتب أن يعرف فكرته ويدرسها جيدًا قبل البدء في الكتابة حتى لا يتعثر في منتصف القصة.
يمكن للكاتب أن يحصل على أفكار من كل مكان حوله، سواء من أحداث حقيقية تحدث له أو لأحد من أصدقائه وأهله أو من وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. كما أنه هناك عدة مواقع متخصصة لإعطاء الكاتب أفكار لقصصه القصيرة، فتسهل عليه عملية الكتابة.
الشخصية الرئيسية هي أول ما يجذب القارئ للقصة سواء رواية أو قصة قصيرة، فيحب القارئ أن يرى نفسه في تلك الشخصية الرئيسية التي تحرك الأحداث أو على الأقل تدور حولها كل الأحداث. الشخصية الرئيسية هي التي تحدد سير معظم أحداث القصة، فإذا أهملها أو همشها الكاتب أو جعل منها شخصية سطحية،
ذلك يجعل القارئ مشوش الرأس وغير راغب في متابعة أي أحداث. ببساطة، إذا همشت الشخصية الرئيسية، إذًا بالتأكيد سيتم إهمال باقي الشخصيات وهم من أهم أعمدة كتابة القصة القصيرة. يجب على الكاتب معرفة تفاصيل الشخصية الرئيسية وكأنها شخص حقيقي يعرفه ويعرف كل شئ عن حياته، حتى يجعل القارئ يصل لتلك المرحلة في التعلق بالشخصية.
إذا كثرت الشخصيات في القصة القصيرة يمكن أن ينشغل الكاتب تمامًا عن التركيز على الأحداث وتصاعد القصة مما سيجعل القارئ يمل أو يترك القصة القصيرة من المنتصف. كما أن التركيز على شخصيات أقل، يجعل الكاتب قادرًا على جعل كل شخصيات القصة مميزين ويزيد من فرصة أن يرتبط بهم القارئ أكتر.
كما أن يمكن للقارئ أن يشعر ببعض التشتت ما بين كل تلك الشخصيات وألا يتذكر بعض منهم مما يمكن أن يفقده جزء من متعة القصة. بعض التقارير أكدت أن القارئ لا يحتاج إلا لثلاث شخصيات: البطل، الخصم، وعلاقة في حياة أي منهما. فهو لا يحتاج إلا لشخص يحبه، شخص يكرهه، وشخص يحرك الأحداث معهما.
البداية هي التي تجعل القارئ يحدد هل سيكمل قراءة هذه القصة أم لا، لذلك يجب أن تكون دائمًا بداية قوية. يمكن للكاتب أن يحاول توضيح وشرح تفاصيل كتيرة متعلقة بالقصة بتلك البداية كتعريف الشخصيات أو الأماكن ولكن لا يفترض أن يسهب الكاتب في كتابة البداية وخاصة في القصة القصيرة؛
لأنه لا يملك المساحة الكافية وحتى لا يهدر حق باقي القصة. يمكن أن يبدأ الكاتب القصة بعدة طرق: أولًا، يمكنه بدء القصة بفعل ولا يجب أن يكون فعل ضخم كحادثة مريعة بل ممكن أن يكون حدث بسيط، ثانيًا، يمكن بدء القصة بجملة مبهمة حتى يُشجع القارئ على القراءة لفهم الجملة، ثالثًا، يمكن أن يبدأ بشرح صورة سواء أكانت منظر أو شخصية أو شئ.
الصراع هو ما يجعل القارئ دائمًا منجذب للقصة ويود تكملة القراءة في أسرع ما يمكن ويكفي صراع واحد لتحقيق ذلك. الصراع يمكن أن يكون معضلة، وحي، أو قرار على البطل أو إحدى الشخصيات إتخاذه.
تعرف على حكاية بيت الكتب من هنا.
يمكن للصراع أن يكون مع النفس أو مع أحد آخر أو مع ما حوله من ظروف أو أحداث. يجب أن يحيط الصراع بعض من التوتر الذي يجعل القارئ منجذبًا حتى يعرف حل ذلك الصراع ونهاية القصة.
لا تبدأ أبدًا القصة بتعريف الصراع وما يمكن أن يحدث بل ضع القارئ في منتصف الصراع حتى لا يمل. دائمًا ما يقول الكتاب الكبار أن لا يمكن أن يكون هناك توتر أكثر من اللازم في قصة واحدة.
“اظهر، لا تقل” هي نظرية عند معظم الكتاب أن الكاتب الناجع هو ما يوضح ما يحدث ويترك بضعة أحداث لخيال القارئ لا من يشرح بالتفاصيل ماذا يحدث. على الكاتب أيضًا جعل القارئ معايشة كل أجواء القصة لا أن يتخيل فقط المنظر بل يتخيل الرائحة، الملمس، وحتى الطعم إذا كان الموقف يسمح.
إذا أراد الكاتب أن يوضح أن تلك الشخصية فاتنة، عليه أن يوضح كيف يفتتن من يقابلها بجمالها وألا يقول أنها فاتنة وجميلة، فهناك فرق بين كتابة قصة قصيرة أدبية وحكي القصة لصديق لك في جلسة ودية.
الحوار من أهم عوامل نجاح القصة. الحوار هو من أهم الأشياء التي تجعل القصة حقيقية عن طريق جعل تلك الشخصيات حقيقية تقول كلام يخطر على بال القارئ طوال الوقت ومستوحاة من الواقع، فعلى الكاتب أن يركز على الحوار كالتركيز على وضع وشرح مشاهد وعدم إضاعة الكاتب لوقته على تلك المشاهد.
على الكاتب قراءة الحوار بصوت عال، إذا شعر أنه غير حقيقي أو لا يمكن أن ينبع من تلك الشخصية، فبالتأكيد عليه إعادة كتابة الحوار.
يعتقد بعض الكتاب أن أهم ما في القصة بدايتها ونهايتها، فالبداية هي التي تجذب القارئ وتجعله يريد قراءة تلك القصة والنهاية هي التي تجعله يتعلق بها ويحبها ويرشحها لدائرته. النهاية هي آخر ما قرأه الشخص في قصتك وهو أكثر ما سيتذكره عندما يتذكر القصة أو يقع عنوانها أمام عينيه.
هناك عدة طرق لإنهاء قصتك، فيمكن للكاتب أن يحل الصراع الذي دام طوال أحداث القصة أو يتركها مفتوحة لخيال القارئ وكيف يمكن أن يُحل هذا الصراع. من أكثر النهايات المؤثرة هي تلك النهايات التي تركز على الشخصية وكيف تطورت وكيف تغيرت وجهة نظرها عن الأشياء حولها.
من أسوء الأشياء في أي قصة هي الكليشيه الذي يجعل القارئ يمل مما يجعله يترك قراءة القصة، فالقارئ ينجذب إلى ما يفاجئه، فإذا لم يجد ما يريده، ما الذي سيدفعه لتكملة تلك القصة. على الكاتب جعل شخصياته بنقاط ضعف وصفات سيئة، فالشخصيات ليست بملائكة.
يجب ألا يشرح الكاتب صفات الشخصية صراحة وإذا فعلها، فليفعلها ببراعة. ملَ القراء من البطلة القبيحة من وجهة نظرها ولكنها قوية قادرة على هزيمة الجميع، فإذا جعل الكاتب من تلك الشخصية بطلته فعليه إضافة بعض الصفات المميزة لها التي تجعلها مختلفة.
اليك مقال يساعدك على التخلص من الكسل من هنا.
تحرير القصة لا يقل أهمية عن كتابتها، فبغض النظر عن جودة القصة وجودة كاتبها، إلا إن دائمًا من الممكن جعلها أكثر إيجازًا وإقناعًا. على الكاتب أن يكون محررًا قاسي لروايته، فهي خطوة شديدة الأهمية. يمكن أن يزيل بعض المشاهد العابرة ويدخل في صلب القصة، التخلص من الكلمات المكررة، تعديل القصة في أي نقطة تم ذكرها بالأعلى، وجعل كل جملة لها معنى في القصة.